جلسَ الجدُّ صالح مع أحفادِهِ سلمان وعثمان
وريان ومي وسارة وحنان وهم يتحاورون في المزرعةِ لوضعِ خطةٍ تمكّنهم من
تنسيقِ وقتِهم بعد انتهاءِ عطلة الربيعِ وبداية الفصلِ الدراسي الثاني بشكلٍ
يستفيدُ منه الجميعُ.
فقال الجدُّ: أريدُ أن أستمع إلى آرائكم في
كيفيةِ تنظيمِ وقتكم خاصةً ونحن مقبلون على مرحلةٍ دراسيةٍ يجب عليكم الجد
والاجتهاد فيها، وأيضًا لا ننسى وقتَ اللعبِ والمرحِ في الوقتِ نفسِه حتى
تشعروا بالموازنةِ والراحةِ النفسيةِ والرضا، فبعد موافقة آبائكم أقترح عليكم أن
نبدأ بدايةً مختلفةً باستماعِ رأي أصغركم وهو جمال.
فردَّ الجميعُ بصوتٍ واحدٍ: حسنًا! يا جدنا
العزيز..
فقال جمال المشاكس: (بكل شموخٍ وسعادةٍ): أرى
أن نذاكر في اليومِ لمدةِ ساعةٍ، لا. لا. بل ساعتين أفضل بعد
العودةِ من المدرسةِ، الأولى في حلِّ الواجبات، والثانية لاستذكار دروسنا ثم
الانطلاق للتنزّه و(بدهاءٍ) لا ننسى المطاعمَ الجميلةَ. يم.. يم.. لأكلِ الوجباتِ
الشهيةِ، أعتقد هذا ممتازٌ. فردّ عليه سالم ضاحكًا: حقًا دائمًا لا تفكر إلا في ملء
بطنِك بالطعامِ، وضياع الوقت فيما لا فائدةَ فيه.
الجدّ مقاطعًا: كفى سخريةً. هيا ابدأ برأيك
فورًا.
سالم: آسفٌ يا جدي، اسمعوا لدي فكرة ألا وهي أن
نكوّن لنا فريقَ كرة قدم وفريقًا آخر للسلةِ من أصدقائنا هواة هاتين
اللعبتين، ولدينا مزرعتنا الكبيرة يمكننا أن ننسق دورةً رياضيةً في كلّ عطلةِ
أسبوعٍ حتى نستطيع المذاكرةَ باقي الأيامِ على أن نكثّف هذا النشاط في العطلةِ
الصيفيةِ لأننا سنكون أكثر تفرّغًا ونوسّع دائرةَ اللعبِ بعملِ بطولة رياضية،
والفريق الفائز في كرةِ القدمِ طبعًا يحصل على كأسِ البطولةِ و..
ريان: (مقاطعًا): أرى أنه من الأفضلِ أن نكترثَ
لعنصرِ الوقتِ ونركّزَ على الفترةِ الحاليةِ، فنحن نملكُ طوال اليومِ
وقتًا طويلاً ويجب أن نستغله أحسن استغلال، ليس فقط بين اللعبِ والدراسةِ، وإنما
هناك أمورٌ كثيرةٌ حتى يعود علينا بالمنفعةِ العامةِ من خلالِ موازنة أمورنا
الدراسية لنحصل على النجاحِ الذي يسعدنا ويفرح آباءنا، فأنا أرى أن القراءةَ نشاطٌ
مميزٌ ينمّي ثقافتَنا العامةَ، لذلك أرى أننا نختار بعضَ الكتبِ، ويقوم كلُّ واحد منا
مع أصدقائِنا وأبناء العائلةِ باختيارِ المجالِ الذي يحبّه ويقرأ فيه، ونكون حلقةَ
نقاش ونطرح فيها الأفكارَ الرئيسيةَ حتى تعمُّ الفائدةُ علينا وندعم
القراءةَ بيننا، ما رأيك يا جدّنا العزيز؟
بينما الجدُّ ينظرُ للأحفادِ بفرحٍ وسرورٍ
لاحترامهم اقتراحات بعضهم البعض، تعلق مي قائلةً: أعتقد يا جدي أن اقتراح
«ريان» جميلٌ، فنحن الفتياتُ نستطيع مشاركتهم بهذا النشاطِ الجميلِ، ومن جانبِنا
سنقوم بمسابقةِ «أجمل طبق» ويشارك فيها كلُّ فريق يتكون من فتاةٍ وشابٍ، ونرى مَن
الفائز منا ونقدم له هديةً.
الجدّ: جميلٌ يا حفيدتي، وأنت يا سارة!
سارة: لا أريد المشاركة لأنني لا أجيد الطبخَ
وأهوى الرسمَ، فلنقم مرسمًا حرًا يا جدي وأفضل لوحة يتم شراؤها
بسعرٍ رمزيّ من الفائز تقديرًا وتشجيعًا لموهبتِه، وسأعيد النظرَ محاولةً أن أجيد
الطبخَ أيضًا.
الجدُّ مبتسمًا: ممتازٌ يا حفيدتي، لنر ما
بجعبةِ حنان؟
حنان: جدي الحبيب، لدي فكرةً مختلفةً تمامًا،
فأنا أحبُّ الطبيعةَ، ما رأيك أن نقوم بزراعةِ الشجرِ في الجزءِ الثاني
من المزرعةِ مع بعضِ الورودِ الجميلةِ كالجوري والياسمين والنوير لنزيّن بها
المرافقَ والمداخلَ، ونقوم بتنظيفِ المزرعةِ من أجل المحافظةِ على جمالِ بيئتِنا.
الجميعُ في ضوضاءِ: جدي، أنا اقتراحي أفضل..
والآخر لا.. أنا الأفضل.. وهكذا تتعالى الأصواتُ.
الجدُّ بصوتٍ قويٍّ مفعمٍ بالحنانِ: هدوءٌ
هدوءٌ يا أبنائي. جميع اقتراحاتكم رائعةً، ولذلك فإني سعيدٌ وفخورٌ
بكم جميعًا يا أحفادي، فلكل واحدٍ منكم رأيٌ أجمل من الآخرِ، وأنا أعدكم بأن ننظم كلَّ
اقتراحاتكم في عطلةٍ أسبوعيةٍ، وأريد منكم أن تعاهدوني جميعًا بالالتزامِ
والاحترامِ والمثابرةِ في دروسِكم من أجلِ التفوّق والتميّز، وعلينا أن نحافظَ على
الصلواتِ الخمسِ ونعطيها حقّها لإرضاء الله سبحانه وتعالى وحتى تنعموا برضا الوالدين
يا أعزائي.
وها أنا أفاجئكم بأنني سأشارك معكم بهوايتي ألا
وهي التصويرِ حتى نسجل لحظاتنا السعيدة ونحتفظ بها للذكرى وأخيرًا ما
رأيكم بأن يشارك معنا آباؤكم؟
الجميع بفرحةٍ غامرةٍ محتضنين الجدّ: طبعًا يا
جدنا العزيز.
الجدّ: حتى تكون هناك منافسة جميلة وشريفة.
الجميع بصوتٍ واحدِ: فلنبدأ من الأسبوعِ
القادمِ فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق