التوحد عبارة عن اضطراب
متعددة الأوجه، بمعنى أنه يوجد عدة طرق توضح وتظهر وجود علامات التوحد عبر مجموعة
كبيرة من السلوكيات المختلفة. الطفل الذي يُعاني من التوحد، غالبًا يواجه اختلال
في نمو المخ عن طريق بعض الصعوبات أو الفروقات في القدرات الفكرية، أو التفاعلات
الاجتماعية، أو التواصل اللفظي وغير اللفظي، وبعض السلوكيات الخاصة بالتوحد.
وعلى الرغم من وجود
الاختلافات بين الأطفال الذين يُعانون من التوحد، لكنه من المهم إدراك بعض
العلامات والأعراض في وقتٍ مُبكر لتوفير خدمات التدخل المبكر لمساعدتك أنت وطفلك
في أن تعيش حياتك على أكمل وجهٍ ممكن.
أولاً: معرفة الاختلافات الاجتماعية
1) تفاعل
مع طفلك. يولد الطفل بصفة عامة كائناً اجتماعياً بالفطرة ويحب أن
يتواصل بالعين. الطفل المتوحد قد لا يبدو متفاعلًا مع والديه أو شارد الذهن
بالنسبة للآباء الذين لا يعانون من التوحد.
·
قم بالتواصل عن طريق العين. يستطيع الطفل الطبيعي القيام
بالتواصل عن طريق العين عند سن 6 إلى 8 أسابيع. الطفل المتوحد قد لا ينظر إليك، أو
قد يتجنب النظر إليك في عينيك.
·
ابتسم للطفل. الطفل الطبيعي يستطيع أن يبتسم ويقوم ببعض
التعبيرات السعيدة والحميمة عند سن 6 أسابيع أو حتى قبل ذلك. الطفل المتوحد قد لا
يبتسم، حتى مع والديه.
·
قم بعمل بعض الوجوه المضحكة. راقب إذا استطاع الطفل
تقليدك. الطفل المتوحد قد لا يشارك في ألعاب التقليد.
2)
انطق اسم طفلك. الطفل الطبيعي سيتجاوب مع ذلك عند الشهر التاسع.
·
الأطفال التي تنمو بشكل طبيعي تستطيع نطق ماما وبابا عند
سن 12 شهر.
3)
ابدأ باللعب مع طفلك الصغير عندما يتعلم
المشي. عند سن 2-3 سنوات، يبدأ الطفل الطبيعي في إظهار بعض
الاهتمام باللعب معك أو الآخرين.
·
الطفل المتوحد الذي يبدأ بالمشي سيظهر منعزلًا عن
العالم، أو يفكر بعمق. الطفل غير المتوحد سيبدأ في إدخالك إلى عالمه عن طريق
الإشارة أو العرض أو الاتصال أو التلويح عند 12 شهر.
·
يبدأ الطفل الطبيعي في الاشتراك في الألعاب الثنائية حتى
عمر 3 سنوات. عندما يبدأ طفلك في الاشتراك في الألعاب الثنائية، يعني هذا أنهما
يلعبان جنبًا إلى جنب ويستمعان بهذه الرفقة ولكنه لا يعني بالضرورة أن يشتركان في
الألعاب التعاونية. لا تخلط بين الألعاب الثنائية والطفل المتوحد الذي لا يتفاعل
اجتماعيًا بصورة جيدة.
4)
ادرس اختلاف الآراء. عند سن الخامسة، يستطيع الطفل الطبيعي فهم اختلاف وجهات النظر حول بعض
الأمور. يجد الطفل المتوحد صعوبة في فهم اختلاف آراء الآخرين، أو أفكارهم، أو
شعورهم.
·
إذا كان طفلك يحب آيس كريم الفراولة، أخبره أنك تحب نكهة
مختلفة، وانتظر لترى رد فعله أو إذا أظهر بعض الانزعاج لأنك لا تشاركه نفس الرأي.
·
قد يفهم الأطفال المتوحدون بصورة نظرية أفضل من التطبيق
العملي. قد تفهم الفتاة المتوحدة أنك تحب اللون الأزرق، ولكن لن تعلم سبب انزعاجك
من تجولها للناحية المقابلة في الشارع لتفقد البالونات.
5)
قيِّم مزاج الطفل ونوباته. الطفل المتوحد غالبًا ما يشهد لحظات من الانهيار، أو نوبات من الانفعال الشديد
التي تشبه نوبات الغضب. على أي حال، فإنه لا يستطيع التحكم فيها كما أنها تُحبط
الطفل إلى درجة كبيرة.
·
يواجه الطفل المتوحد العديد من التحديات، ويحاول أن
يتحكم في مشاعره ليرضي الأشخاص المعنيين بالاهتمام به. لكن في بعض الأحيان، قد
تخرج هذه المشاعر عن السيطرة، ويصبح الطفل محبطًا، وقد يصل الأمر أحيانًا إلى
إيذاء النفس، مثل خبط الرأس في الحائط أو عض نفسه.
· الطفل المتوحد قد
يشهد بعض اللحظات من الألم نتيجة بعض المشاكل الحسية، المعاملة السيئة، وبعض
المشاكل الأخرى. قد يضطر أحيانًا إلى ضرب الآخرين كوسيلة للدفاع عن نفسه.
ثانياً: مراقبة بعض الصعوبات في التواصل
1) قم
بإصدار بعض الأصوات الرقيقة وانظر إذا قام الطفل بالرد بالمثل. استمع جيدًا إلى هذه الأصوات التي تزيد بينما يكبر في السن. يصبح الأطفال
قادرين على نطق بعض الأفعال عند سن 16 إلى 24 شهر.
·
يستطيع الأطفال مشاركة بعض الأصوات ذهابًا وإيابًا مثل
إجراء محادثة كاملة عند سن 9 شهور. لن يستطيع الطفل المتوحد النطق على الإطلاق أو
قد يصل إلى مرحلة ما، ثم يفقد هذه المهارات من جديد.
·
يصبح الطفل الطبيعي ثرثارًا عند سن 12 شهر.
2)
قم بإجراء محادثة. تحدث مع طفلك عن لعبته المفضلة واستمع إلى تركيب جملته ومهاراته اللغوية.
يستطيع الطفل الطبيعي معرفة العديد من الكلمات عند سن 16 شهر، ويستطيع تكوين
عبارات صغيرة، ذات معنى ومكونة من كلمتين عند سن 24 شهر، وتكوين جملة مترابطة عند
سن 5 سنين.
·
يميل الطفل المتوحد إلى وضع الكلمات غير المناسبة في
تركيب الجملة، أو ببساطة تكرار عبارات وجمل الآخرين، وتسمى " parroting" أو " echolalia" قد تختلط عليه الضمائر في بعض الأحيان، فيقول "هل
تريد بعض الفطائر؟" عندما يريد في الحقيقة أن يخبرك أنه يريد بعض الفطائر.
·
بعض الأطفال المتوحدين يتخطون مرحلة "حديث
الأطفال" فيملكون مهارات لغوية فائقة. قد يتعلمون الحديث مبكرًا، ويتعلمون
العديد من المفردات. قد يتحدثون بشكل مختلف عن طريقة حديث أقرانهم.
3)
جرب بعض التعبيرات. حدد إذا كان طفلك يستخدم العبارات بشكل حرفيّ. يميل الطفل المتوحد إلى سوء
فهم لغة الجسد، ونبرة الصوت، وبعض التعبيرات.
·
إذا مر عليك أحد المواقف الساخرة والمُحبطة، مثل عندما
تجد طفلك المتوحد يمسك بقلم أحمر ويستخدمه في الرسم في جميع أنحاء الغرفة، وقلت
"كم هو رائع!"، قد يشعر الطفل أنك حرفيًا تعني أنه قام بعمل رائع.
4)
ادرس تعبيرات وجه الطفل، ونبرة صوته، ولغة
جسده. يمتلك الأطفال المتوحدون نوعًا خاصًا من الاتصال غير اللفظي.
يشاهد أغلب الناس غالبًا تعبيرات جسد الأطفال غير المتوحدين، وبسبب ذلك قد تشعر
بالارتباك في بعض الأوقات.
·
بعض الحركات التي تشبه الروبوت، وعلو وخفض الصوت، أو صوت
طفولي غير معتاد (حتى في سنوات المراهقة والبلوغ).
·
لغات الجسد التي لا تتماشى مع مزاجه العام.
· بعض الاختلافات
في تعبيرات الوجه، أو المبالغة في تعبيرات الوجه، أو بعض التعبيرات المميزة.
ثالثاً: التعرف على تكرار بعض السلوكيات
1) راقب طفلك للبحث
عن تكرار بعض السلوكيات. بينما يستمتع الأطفال بدرجة كبيرة باللعب المتكرر، سيظهر
الأطفال المتوحدون سلوكيات متكررة وقوية، مثل التأرجح، والتلويح باليد، وإعادة
ترتيب الأغراض، وتكرار الأصوات عدة مرات وتسمى"Echolalia" قد تكون في بعض الأحيان مهمة لتهدئة النفس
والاسترخاء.
·
يشترك جميع الأطفال في التقليد الشفهي حتى سن 3 سنوات.
قد يميل الطفل المتوحد لفعل ذلك بصورة أكبر، وبعد سن الثالتة.
·
بعض الأفعال التكرارية تسمى "تحفيز الذات"،
ويعني ذلك أنها تحفز حواس الطفل. مثال على ذلك تحريك الطفل لإصبعه أمام عينه، حتى
يحفز بصره ويُسلي نفسه.
2)
راقب طريقة لعب طفلك. قد لا يشترك الطفل المتوحد في بعض الألعاب التخيلية، بل يفضل ترتيب الأشياء
(مثل ترتيب الألعاب أو بناء مدينة للعرائس بدلًا من اللعب بالمنزل). الخيال يحدث
فقط داخل مخيلتهم.
·
حاول كسر الأنماط: إعادة ترتيب هذه العرائس التي قام
بصفها أو المرور أمامهم عندما يحاولون السير في شكل دائري. الطفل المتوحد سيظهر
انزعاجه من محاولات تدخلك.
·
قد يستطيع الطفل المتوحد الاشتراك في الألعاب التخيلية
مع طفل آخر، خصوصًا إذا تولى الطفل الآخر القيادة. على أي حال، لا يقوم هؤلاء
الأطفال بذلك بمفردهم.
3)
تعرف على اهتماماته الخاصة و أشيائه المفضلة. الهوس الشديد وغير العادي بالأدوات المنزلية اليومية، (مثل المكنسة أو الحبال)،
قد تكون علامة على التوحد.
·
قد يكون لدى الطفل المتوحد اهتمامًا خاصًا بإحدى
الموضوعات، فيكتسب معلومات عميقة استثنائية. على سبيل المثال، القطط وإحصاءات
البيسبول وقصة الساحر أوز والألغاز المنطقية ولعبة الداما. قد يتشجع الطفل ويبدأ
في الحديث عندما يُسأل عن هذه المواضيع.
·
قد يكون لدى الطفل اهتمامًا خاصًا في وقت معين، أو عدة
اهتمامات. قد تتغير هذه الاهتمامات مع تعلم الطفل ونموه.
4)
احظ تزايد و تناقص الحساسية للإحساس. إذا أظهر الطفل إحساسًا بعدم الراحة للضوء، بعض التركيبات، والأصوات،
والنكهات، ودرجات الحرارة، فتحدث إلى طبيبك.
· قد
"يبالغ" الطفل المتوحد في رد فعله للأصوات الجديدة (مثل صوت المكنسة
العالي المفاجئ)، والأنسجة (مثل سترة تسبب له الحكة أو جورب)، إلى آخره. سبب ذلك
أن إحدى هذه الأحاسيس المعينة يتضاعف، ويسبب انزعاجًا حقيقيًا وآلامًا.
رابعاً: تقييم التوحد عبر جميع الأعمار
1) اعلم
الوقت المناسب لملاحظة التوحد. تظهر بعض الأعراض
بصورة واضحة عند سن 2-3 سنوات. وما بعد ذلك، يُمكن تشخيص الطفل عند أي سن، وخصوصًا
في المراحل الانتقالية (مثل الذهاب إلى المدرسة الثانوية أو الانتقال إلى منزل
جديد) أو في الفترات الحرجة. متطلبات الحياة الكثيرة قد تتسبب في انكفاء الشخص
المتوحد على ذاته من أجل التأقلم، مما يجعل أحبائهم يبحثون عن التشخيص المناسب.
·
لا تُشخص بعض الحالات أحيانًا حتى الوصول إلى الجامعة،
عندما تصبح الاختلافات التنموية واضحة.
2)
تعرف على أهم معالم طفولتك. مع وجود بعض الاختلافات، لكن أغلب الأطفال يمرون
بمعالم تنموية وفق نظام مُحدد. قد يتفق الأطفال المتوحدون مع هذه المعالم في وقتٍ
متأخر. وفي بعض الحالات قد ينضج الطفل في وقتٍ مُبكر، فيشعر الأهل أنهم يمرون بمحنة
أو أنه طفل موهوب مصاب بالانطواء.
·
عند سن 3 سنوات، يستطيع الأطفال تسلق السلم، واللعب
بالألعاب البسيطة ببراعة، ولعب ألعاب التخيل.
·
عند سن 4 سنوات، يستطيع الطفل رواية قصته المفضلة،
الكتابة بصورة بسيطة، واتباع الاتجاهات البسيطة.
·
عند سن 5 سنوات، يستطيع الطفل رسم الصور بشكل عام،
والتحدث عن يومه، وغسل يديه، والتركيز على مهمة معينة.
·
الأطفال والمراهقون المتوحدون الأكبر سنًا قد يظهرون
التزامًا صارمًا بالأنماط، والطقوس، والاندماج بحماس في بعض الاهتمامات الخاصة،
ويستمتعون بالأشياء التي قد لا تكون مميزة لهذه الفترة العمرية، يتجنبون التواصل
بالعين، ويصابون بحساسية شديدة من اللمس.
3)
ابحث عن نقص بعض المهارات. تحدث إلى طبيب العائلة إذا كان لديك بعض الشكوك في أي مرحلة من مراحل نمو
طفلك. لا تنتظر إذا فقد طفلك القدرة على النطق، أو بعض مهارات الاعتناء بالنفس، أو
بعض المهارات الاجتماعية عند أي سن.
· بعض المهارات
التي تُفقد مازالت "موجودة" بالفعل، ويمكن استعادتها من جديد.
أفكار مفيدة
ü
على الرغم من ذلك لا يجب تشخيص الطفل بنفسك، عن طريق أخذ
بعض الاختبارات على الانترنت.
ü
يُعتقد أن الأولاد أكثر عُرضة للإصابة بالتوحد عن
الفتيات. يعتقد الخبراء أن التوحد في الفتيات يُمكن التغاضي عنه عند فحص معايير
التشخيص، خصوصًا أن الفتيات يتمتعن "بحسن التصرف".
ü
خضعت متلازمة اسبرجر لتصنيف منفصل ولكنها الآن تقع تحت
سلسلة أعراض التوحد.
ü
يواجه العديد من الأطفال المتوحدين مشاكل طبية متعلقة
بالتوحد مثل القلق، والاكتئاب، واضطرابات الجهاز الهضمي، ونوبات التشنج، واضطرابات
الإحساس، وأكل الأطعمة غير المألوفة (بعيدًا عن العادات عند نمو الأطفال الصغار في
بدء المشي حيث يميلون لوضع جميع الأشياء في فمهم).
ü
اللقاحات لا تُسبب التوحد.
المصدر: 1
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق