قصة وعبرة

الاثنين، 28 مارس 2022

• الكتابة للأطفال ليست ترفاً

 


الكتابة للأطفال

ثمّة فرق جليّ واضح بين الكتابة اللأطفالب، والكتابة عن اعالَم الأطفالب أو قضاياهم. النوع الأول من الكتابة نمط موجّه للأطفال أنفسهم، مطلوب منهم أن يتفاعلوا معه، إذا ما قرأوا واستوعبوا مضمون تلك الكتابة أو محتواها وأهدافها ومقاصدها.

أما النوع الثاني، فهو كتابة تتضمّن تنظيرًا وتفكيرًا في عالم الأطفال، وفي كلّ جوانب ومكوّنات هذا العالم الواسع المتنوّع. أو تتضمن خلاصات من التجارب في الميدان التربوي والسلوكي والتوجيهي، بقصد استثمارها والإفادة منها بطريقة إيجابية مفيدة. ولا مراء في أن أهم قضية وأبرز مفردة في عالم الأطفال الفسيح اللاحب العجيب، هي التربية والتأهيل والإعداد والتوجيه. والتربية، باختصار، هي فنّ الصياغة والبناء والتشكيل، تفضي - إذا تكاملتْ عناصرها وتوافرت جلّ عواملها - بواسطة الأسوة الحسنة والقدوة الصالحة إلى تحقيق حالة نفسية أو أرضية صلبة من الثوابت الراسخة، تُمكّن الإنسان من بلوغ غاياته الثلاث؛ الوطنية والاجتماعية والدينية.

ولأهميّة التربية ومركزيتها وتميّز مكانتها في تفكير البشرية، فقد أجهد المفكرون والكُتاب والفلاسفة والمربون أنفسهم وتفكيرهم، وهم يحاولون صياغة تعريف متكامل لها. وقد ورد في بعض تلك المحاولات:

·       التربية هي إعداد بني الإنسان بهدف القيام بواجباتهم المختلفة.

·       وهي تعني ترقية جميع أوجه ومناحي الكمال التي يمكن ترقيتها وتنميتها في كلّ فرد من النوع الإنساني.

إن التربية عملية شاقة تستنفد الكثير من الأوقات والجهود والأموال، لذلك يخطئ بعض المربين أو بعض الأولياء عندما يخططون لكي يتعلّم الطفل في أقصر مدة زمنية ممكنة، وبمجهود يسير، متجاهلين أن الطفل كالزهرة، لا بدّ من مرورها بالمراحل الطبيعية لكي تتفتّح، ولكي نستفيد بعد ذلك من أريجها وشذاها وبهائها وجمالها، أما الحرص على تفتيحها قبل الأوان الطبيعي فإنه مسلك يفسدها، ولا يجعل منها أبدًا زهرةً ذات أريج أخّاذ أو عطر فواح. إن كل الأمم الحية والمجتمعات الناهضة، تطيل التفكير في المسألة التربوية، وتحتاط لأبنائها ولمستقبلهم، بمراجعة البرامج وتنقيح المناهج، كي تجني أفضل وأغنى مردود من العملية التربوية.

وأمتنا العربية مدعوّة بكل مؤسساتها إلى الإبداع في هذا الحقل، فإن أعظم استثمار إنما هو الاستثمار في الإنسان، عنصر بناء الحضارة والتقدم والنماء.

إن خبراء التربية في أمتنا بإمكانهم أن يقدموا خيرًا كثيرًا، من خلال تقديم عصارة تجاربهم للأجيال الجديدة، بشرط ربطها بمسألة نهضة الأمة، وتوظيفها بشكل صحيح في عملية التطوير والتجديد والبناء.

إذن ليس أمامنا سوى التفاؤل والعمل البصير الواعي من أجل تأهيل أبنائنا وأطفالنا وناشئتنا، في سبيل دعم برامج نهوض هذه الأمة وتقدّمها، وتفعيل عناصر وعوامل القوة والرفعة والسؤدد في كيانها.

إنّ الكتابة للأطفال، سواء في المجال الإبداعي أو في المجال التربوي - أي عندما نكتب لهم، أو عنهم وعن عالمهم - ينبغي أن تهتم اهتمامًا جديًا ونوعيًا بتقديم معالجات ذات عمق وتميّز، بمعنى أن تكون مرتبطـــة ارتباطًا وثيقًا بمسألة تقدّم وازدهار أمتنا وأوطاننا وأجيالنا، إذ إن الكتابة للأطفال في كل الحالات، ليست ترفًا، أو وسيلة لتزجية الوقت ودفع السأم والملل.

د. إبراهيم النويري

المصدر: مجلة العربي الصغير

تابعونا على الفيسبوك

مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي

حكايات معبّرة وقصص للأطفال

www.facebook.com/awladuna

إقرأ أيضًا                                         

 التعليم الحضوري أم التعليم الإلكتروني

مرض التوحد: الأعراض، الأسباب، التشخيص والعلاج

5 خطوات تجعل الرضيع يشعر بالسعادة

كيفية أن تكون أقل أنانية

اكتئاب المراهقين: الأعراض الأسباب والوقاية

للمزيد

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

قصص قصيرة مؤثرة

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق