التوحّد عند الأطفال
يتميز اضطراب طيف التوحد أو (ASD) بتنوع كبير في السلوكيات الاجتماعية التي تعتبر غير طبيعية؛ حيث سيعاني كل طفل مصاب بالتوحد هذه الأعراض بشكل مختلف حسب خِفَّة أو شدة حالته، فإن السلوكيات الـ 12 التالية تعتبر من أعراض الإنذار المُبكر الشائعة للتوحد عند الأطفال.
1)
الابتعاد عن الآخرين
غالباً
ما يبدو الأطفال المصابون بالتوحد بعيدين أو منفصلين عاطفياً عن أحبائهم لا
يتفاعلون مع التجهم أو العبوس، وكذلك مع الابتسامة أو الضحك.
إنهم
ببساطة لا يفهمون أو يلتقطون الإشارات الاجتماعية بكفاءة أو بسرعة مثل الأطفال
الآخرين. كما أنهم لا يستجيبون للأصوات أو تعبيرات الوجه وعادة، ستظهر هذه الأعراض
في الوقت الذي يبلغ فيه الطفل حوالي 9 أشهر من العمر.
2)
نقص واضح في التعاطف
يجد
الأطفال المصابون بالتوحد صعوبة في فهم أو تقدير المواقف من منظور الآخرين. هذا
لأنهم يعتقدون أن الجميع يفهم العالم مثلهم، ما قد يسبب الارتباك لهم، أو عدم
القدرة على توقع أو فهم تصرفات الآخرين.
حيث.
يميل الأطفال المصابون بالتوحد إلى امتلاك نطاق ضيق ومحدود نسبياً من المشاعر، وقد
لا يكون التعاطف جزءاً من اهتماماتهم.
3)
لا يبالون بالتفاعل مع الآخرين
معظم
الأطفال اجتماعيون بطبيعتهم. ومع ذلك، لا يتفاعل الأطفال المصابون بالتوحد
بالتحديق في وجوه الآخرين، أو الاستجابة عند سماع أسمائهم، أو محاكاة تعابير
الوجه، أو الإمساك بأصابع أو أيدي الآخرين أثناء اللعب. ولا يهتمون بالمشاركة في
الألعاب والأنشطة التنموية الطبيعية، أو تقليد الآخرين.
تبدأ
هذه الأعراض في الظهور عادةً عندما يكون عمر الطفل من سنة إلى 18
شهراً. في سن الثالثة، يكونون سعداء تماماً باللعب بمفردهم. أما في سن الرابعة،
فيتجاهل الطفل المصاب بالتوحد الأطفال الآخرين تماماً عندما يكونون في مرحلة ما
قبل المدرسة أو في مواقف اللعب الجماعي.
4)
نوبات الغضب المفاجئة
يصابون
بنوبة غضب أو يظهرون سلوكاً عدوانياً جسدياً لأنفسهم أو لوالديهم أو أشقائهم أو
الأطفال الآخرين (مثل العض أو ضرب الرأس). قد يبدو أنهم غير قادرين على التحكم في
عواطفهم وردود أفعالهم الجسدية، خاصةً عندما يجدون أنفسهم في مواقف جديدة أو غريبة
أو مرهقة.
5)
يتأخرون بالكلام
بحلول
السنة، يجب أن يكون الأطفال قادرين على قول بضع كلمات بسيطة مفردة. وبحلول 18
شهراً، يجب أن يكون لديهم ست كلمات على الأقل في مفرداتهم. بحلول سن الثانية،
يصبحون قادرين على تجميع جمل بسيطة من كلمتين معاً. في سن الثالثة، يجب أن يتمتع
الأطفال بالقدرة على تكوين جمل كاملة لكن الأطفال المصابين بالتوحد قد لا يبدؤون
في الثرثرة أو التحدث حتى وقت لاحق. وقد يحتاجون لمعالج النطق لكنهم يخلطون بين
ضمائرهم ويستخدمون "أنت" عندما يجب أن يقولوا "أنا" والعكس
صحيح، أو يكررون الجمل التي يسمعونها دون فهم المعنى الكامن وراءها.
6)
يتواصلون بطريقة غير لفظية
قد
يلجؤون إلى وسائل الاتصال المرئية أو المادية مثل رسم الصور أو استخدام الإيماءات؛
لأنهم يفقدون المفردات، وقد يُظهر الأطفال المصابون بالتوحد الذين يتواصلون
بالإيماءات أيضاً قدرة غير ناجحة على استخلاص المعنى من المشاركة الإيمائية مع
الوالدين أو المختصين أمامهم.
7)
صعوبة تمييز نغمة الصوت
هم
غير قادرين على استنباط أي تعابير للسلوك أو للوجه. قد لا يكتشفون أيضاً إشارات
الاتصال التي يتم إرسالها من خلال نبرة الصوت؛ على سبيل المثال، لا يمكنهم التمييز
بين نغمة الصوت السعيدة والنبرة الحزينة أو الغاضبة، أو تحديد السخرية أو فهم لغة
الجسد.
كما
يجدون صعوبة في التمييز بين ما هو حقيقي وما هو خيالي. لكن بعضهم يفضلون العيش في
عوالمهم الخيالية.
8)
السلوكيات المتكررة
الأفراد
المصابون بالتوحد عرضة إلى حد ما للسلوكيات المتكررة. على سبيل المثال، قد يرتبون
ويعيدون ترتيب نفس مجموعة الأشياء، أو يتأرجحون ذهاباً وإياباً لفترات طويلة من
الوقت، أو يرفرفون بأيديهم، أو يكررون الكلمة أو العبارة نفسها بطريقة تبدو
مهووسة. وهو أحد الأعراض التي يبحث عنها معظم الآباء في وقت مبكر من نمو الطفل.
9)
الإصابة بمرض بيكا
قد
يأكلون الأوساخ أو الطين أو العجينة. وقد يحاولون أيضاً مضغ و/أو ابتلاع هذه
الأشياء. وهو مرض يسمى بيكا الذي يمكن أن تعاني منه النساء الحوامل، لكن الباحثين
لم يكتشفوا بعد رابطاً نهائياً بين معدلات التوحد لدى الأطفال المولودين لتلك
الأمهات.
ورغم
أن العديد من الأطفال يحاول تناول أشياء غير صالحة للأكل، فإن الاختلاف الرئيسي هو
أن الأطفال المصابين بالتوحد سيستمرون في فعل ذلك في سن متقدمة نسبياً.
10) الحساسية للمحفزات الخارجية
على
سبيل المثال، قد يصاب الأطفال المصابون بالتوحد بالتوتر أو الانفعال عند تعرضهم
لضوضاء معينة أو أضواء ساطعة، أو روائح أو أذواق أو قوام معين، حيث يكونون شديدي
الحساسية لبعض المنبهات؛ وقد يصرون على ارتداء عناصر معينة من الملابس أو الألوان،
ويفضلون الغرف ذات الأضواء الساطعة أو الأصوات العالية، ويستمتعون بلمس أجزاء
معينة من الجسم أو اللعب بها. يُظهر العديد من الأطفال المصابين بالتوحد أيضاً
ضغطاً عاطفياً عند حرمانهم من المحفزات المفضلة لديهم.
ويمكن
أن يحدث العكس. قد يتجنب الطفل المصاب بالتوحد ألواناً أو ملابس أو أصواتاً أو
أضواءً أو مناطق معينة من المنزل دون سبب واضح. إذا تعرضوا لهذه المحفزات، قد
يصابون بنوبات الغضب الشديدة بشكل غير عادي.
11) سلوكيات الاستحواذ
لا
تظهر علامة التحذير هذه عادة حتى يكبر الطفل قليلاً، ويمكنه البدء في الانخراط في
الأنشطة. فيبدأ بإظهار علامات عدم المرونة. وهذا يشمل السلوكيات الوسواسية
والمتكررة. حيث لا يتمكن من التكيف مع التغييرات في الجدول الزمني أو البيئة، أو
يصبح مهووساً بموضوع ضيق يجده مثيراً للاهتمام، ويقضي فترات طويلة من الوقت في
التحديق في أشياء متحركة مثل مروحة السقف، أو بدلاً من اللعب بلعبة، سوف يركز فقط
على جانب واحد منها، مثل تدوير العجلات على سيارة لعبة.
12) لا يحبون اللمس أو الاحتضان
بمجرد
أن يتجاوز الطفل مرحلة الطفولة، قد يبدأ الآباء في ملاحظة أن طفلهم لا يحب أن يتم
لمسه أو احتضانه كما يفعل الطفل العادي. ما يجعل من الصعب مواساتهم أثناء
الانفعالات العاطفية أو نوبات الغضب، خاصة عندما يكونون صغاراً. ويمكن أن يؤثر على
قدرتهم على الارتباط بالوالدين أو الأشقاء أو حتى تكوين صداقات في المستقبل.
المصدر: 1
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
إقرأ أيضًا
كيف تُربّين طفلاً
قويّ الشخصية
كيف تكتشفين عمى
الألوان عند طفلك
علامات مُبكِّرة
للتّوحُّد عند الأطفال
للمزيد
معالجة المشكلات
السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل
المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق