الاكتئاب والتمارين الرياضية
التمارين الرياضية هي العلاج الأساسي للاكتئاب وأمراض الصحة النفسية الأخرى. فالأعراض الخفيفة إلى المتوسطة من الاكتئاب والقلق والضيق النفسي قد تُعالَج بزيادة النشاط البدني. والتمارين الرياضية أكثر فاعلية علاجيًا بمقدار مرة ونصف من الاستشارة الطبية والأدوية.
إن
إدخال التمارين الرياضية إلى روتين الحياة اليومي مدة 12 أسبوعًا أو أقل يقلل
كثيرًا من أعراض اضطرابات الصحة النفسية. والأهم من ذلك، أنه لا يتطلب ممارسة
الكثير من التمارين للبدء بالشعور بالتغيير الإيجابي في الصحة النفسية.
تُعد
اضطرابات الصحة النفسية سببًا رئيسيًا للمشكلات الصحية حول العالم. وتؤثر في
الصعيد الشخصي والمجتمع كامًلا، فإن 1 من كل 5 أشخاص يعانون مستويات عالية من
الضيق النفسي في منتصف العمر.
والمرضى
الذين يعانون الاكتئاب أو القلق أو غيرهما من أشكال الاضطراب النفسي، قد يستفيدون
من التمارين الرياضية بقدر ما يستفيدون من العلاج النفسي أو العلاج الدوائي.
ورغم
وجود أدلة تثبت فعالية التمارين الرياضية في تحسين الصحة النفسية، فإنه لم يُعتمد
على نطاق واسع بوصفه الخيار الأول للعلاج.
قد
يفُسَّر ذلك بأن الدراسات الفردية قد نظرت في أنواع كبيرة من النشاط البدني وشدته،
وفي مجموعات فرعية من الأشخاص ومجموعات المقارنة. لذلك فقد يكون من الصعب على
الأطباء فهم الأدلة التي تشير إلى أن النشاط البدني مفيد في علاج اضطرابات الصحة
النفسية.
عند
مقارنة تأثير ممارسة التمارين الرياضية مع تأثير العلاجات المعتادة الأخرى -مثل
المعالجة بالكلام أو الأدوية- في معالجة أمراض الصحة النفسية، تبين أن ممارسة
التمارين الرياضية تحسن أعراض الاكتئاب والقلق والضيق النفسي أكثر بمقدار مرة ونصف.
وتبين
أن جميع أنواع النشاط البدني والتمارين الرياضية كانت مفيدة في تحسين الصحة
النفسية، بما في ذلك التمارين الهوائية مثل المشي وتمارين المقاومة والبيلاتس،
واليوغا.
يبدو
أن بعض أنواع التمارين تساعد بطرق مختلفة. مثلًا، ساعدت اليوغا وغيرها من التمارين
المُنشطة للعقل والجسم في تقليل القلق أكثر من غيرها، بينما ساعدت تمارين المقاومة
أكثر في علاج الاكتئاب.
والتمارين
التي تتطلب جهدًا كبيرًا وتعطي نتائج مُرضية في وقت قصير كان لها أثر كبير في علاج
القلق والاكتئاب، مقارنةً مع التمارين التي تتطلب وقتًا كبيرًا والقليل من الجهد.
قد
يبدو غريبًا أن التمارين المتطلبة للوقت الطويل كانت أقل فعالية من غيرها. ويشير
المؤلفون إلى أنه يمكن تفسير ذلك بأن الأشخاص قد يجدون صعوبةً في الالتزام على
المدى الطويل ببرامج التمارين الرياضية حتى وإن كانت تعود بفائدة على الصحة
النفسية.
تعد
النساء الحوامل أو حديثات الولادة، والأشخاص المصابون بالاكتئاب، والمصابون بفيروس
نقص المناعة البشرية، ومرضى الكلى، وحتى الأشخاص الأصحاء؛ هم الأكثر استفادة من
ممارسة التمارين الرياضية.
إن
هذه النتائج تدل على أن الأشخاص الذين يعانون الاكتئاب والقلق قد يكون لديهم
مستويات منخفضة من النشاط البدني، ونتيجة لذلك لديهم فرصة أكبر لتحسين صحتهم
النفسية مقارنةً مع الأشخاص الذين لا يخضعون للرعاية الطبية المباشرة.
تجدر
الإشارة إلى أن غالبية الأدلة المتاحة وصفت اكتئابًا خفيفًا إلى متوسطًا، مع
مراجعات أقل للقلق والضيق النفسي. قد يؤدي المزيد من البحث في مجالات متنوعة للصحة
النفسية إلى استنتاجات أكثر دقةً.
إن
النتائج لا تستبعد فعالية العلاج باستخدام الأدوية والعلاج عند اختصاصي الصحة
النفسية. ولكن وفقًا لمراجعات الأبحاث فإن التمارين الرياضية هي أيضًا مهمة وتستحق
تركيزًا متجددًا.
فالتمارين
الرياضية مفيدة جدًا لتحسين أعراض الاكتئاب والقلق والحزن عند فئة واسعة من
الأشخاص البالغين. مثل الأشخاص الأصحاء والأشخاص الذين شُخصوا باضطرابات الصحة
النفسية والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة.
المصدر: 1
إقرأ أيضاً:
أمثال من الماضي لا تصلح للحاضر
كيف تحمين طفلك من التوحد خلال الحمل
زوجة الأب الشريرة بين الواقع والخيال
شجعي طفلك على استعمال كلتا يديه
من المسؤول عن عادات الطفل السلوكية؟
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق