قصة وعبرة

الثلاثاء، 2 أبريل 2024

• إرشادات لتربية طفل يعتمد على نفسه

طفل يعتمد على نفسه

هل يجب أن تكون تربية الأطفال المستقلين جزءاً من هدف الأبوة والأمومة؟ قد يقول الكثيرون إن الأمر يعتمد على كيفية وصفك لطفل مستقل، الاستقلالية عند الأطفال تعني منح أطفالك أدوات الحياة التي يحتاجونها ليكونوا قادرين على اتخاذ القرارات المناسبة لهم، ويعني إعطاء طفلك الأدوات التي تمنحه الثقة في قدرته على القيام بالأشياء بنفسه.

فهل أنت قادرة على تربية طفل يعتمد على نفسه؟

لا يمكن للوالدين سوى تقديم النصائح الجيدة أو وضع أطفالهم على الطريق الصحيح، لكن التشكيل النهائي لشخصية الشخص يقع على عاتق الطفل نفسه، ما يعنيه هذا هو أن توفير البيئة المناسبة يمكن أن يساعد طفلك على تطوير مهارات مهمة تساعده على الانتقال من مرحلة الطفولة إلى المراهقة إلى مرحلة البلوغ.

فيما يلي إرشادات مبنية على الأدلة لتربية طفل سعيد ومعتمد على نفسه.

قَدِّري الجهد الذي يقوم به طفلك

لماذا يواجه بعض الأطفال صعوبة بالغة في التعامل حتى مع أصغر الأخطاء والفشل، بينما يتمكن آخرون من التغلب على النكسات بسهولة أكبر، حيث يمكن للتربية التي تعتمد على عقلية النمو أن تساعد في تعليم طفلك أن لديه القدرة على تغيير معظم المواقف في حياته، لكن تعليمه أن الإنجاز يتطلب العمل والجهد واستراتيجيات محددة، فالأمر نادراً ما يكون مسألة موهبة أو حظ.

تشير أبحاث علم الأعصاب حول عقلية النمو إلى أن الطريقة التي ينظر بها طفلك إلى الأحداث التي تحدث له تحدد ما إذا كان يمكنه التغلب على النكسات بسهولة أم لا، يعتقد الطفل ذو العقلية النامية أن لديه ما يلزم للتحسن، بينما يرى الطفل ذو العقلية الثابتة أن الأشياء ثابتة وغير قابلة للتغيير.

نحن نعلم الآن أن التعليقات التي نقدمها لأطفالنا تؤثر إلى حد كبير على سلوكهم، بمعنى آخر يمكن لكلماتنا أن تعمل لصالح أو ضد تطوير عقلية النمو، فبدلاً من أن تقولي لطفلك ("كم أنت ذكي") قولي له ("انظر كيف أثمرت جهودك")؛ لأنك إذا أخبرت طفلك أنه "ذكي" بسبب الأداء الجيد، فهل يعني ذلك أنه "ليس ذكياً" أو "أقل ذكاءً" عندما يكون أداؤه أقل قليلاً؟ لذلك يمكن أن يساعد استخدام الكلمات المناسبة للرد على أداء طفلك في صقل مهارات عقلية النمو لديه، ويمكن أن يعلمه أن يرى النكسات كمشاكل مؤقتة يمكن التغلب عليها من خلال الجهد.

عَزِّزي صفة الامتنان لدى طفلك

تساعد ممارسة الامتنان على تحسين صحتك النفسية والجسدية لك ولطفلك، فهو يحسن التركيز، ويقوي جهاز المناعة، ويقلل من الاكتئاب والتوتر والقلق عند الأطفال، ويؤدي إلى نظرة أكثر تفاؤلاً للحياة.

يشير العلم إلى أن ممارسة الامتنان يمكن أن تجعل طفلك أكثر فائدة، وكرماً، ومنفتحاً، ومرحاً، وجديراً بالثقة، وأكثر احتمالية للتعاون، كما أن الامتنان يساعد على ترسيخ العلاقات وتأكيدها وتعزيزها.

اعلمي أن ممارسة الامتنان تزيد من المشاعر الإيجابية، بمعنى آخر فإن تعليم طفلك أن يتبنى عادة الامتنان يقلل من التشاؤم ويزيد من السعادة والرضا عن الحياة لديه، هناك طرق بسيطة للحصول على الامتنان في روتين طفلك، على سبيل المثال من خلال اختيار لحظة معينة كل يوم -على سبيل المثال أثناء الوجبات- ومطالبة كل فرد من أفراد الأسرة بتسمية شيء واحد يشعر بالامتنان له.

تخفيف ألعاب الطفل يعلمه الاعتماد على نفسه

"الألعاب، الألعاب، في كل مكان!" يبدو أن هذا شيء يمر به الكثير من الآباء، نحن نعلم الآن أن الألعاب يمكن أن تحد من إبداع طفلك، فالأطفال يستخدمون الألعاب في المقام الأول للهروب من المواقف الأخرى، بمعنى أن إزالة هذه الألعاب تعمل على تطوير المهارات الاجتماعية والحياتية؛ مثل مهارات حل المشكلات ومهارات التفكير النقدي والإبداع.

واعلمي أنه، حسب رأي الخبراء فإن الأطفال الذين ليس لديهم ألعاب كانوا أكثر إبداعاً وتوازناً وأكثر ثقة في قدراتهم، كما أنهم كانوا أكثر عرضة للتعبير عن أفكارهم واستخدام مهاراتهم ومهارات الآخرين لتحقيق أهدافهم مقارنة بالمجموعات التي سمح لها باللعب بالألعاب.

امنحي طفلك الشعور بالسيطرة ما يجعله يشعر بالاستقلالية

تشير الأدلة إلى أن تشجيع طفلك على المشاركة في اتخاذ القرار يعزز الاستقلال ومهارات التفكير الإبداعي، وتزداد قدرته على اتخاذ قرارات سليمة بين سن الثامنة والتاسعة و13 عاماً، ويكتسب استقلالية القرار (أي القدرة على اتخاذ القرارات من دون مشاركة الوالدين) بين سن 12 و17 عاماً.

إن السماح لطفلك بلعب دور نشط في عملية صنع القرار يعلمه صقل مهارات التفكير النقدي لديه، فاسألي طفلك دائماً: "ماذا كنت ستفعل؟ ماذا تريد أن تفعل؟ وأي واحدة تريد؟

ماذا تعتقد؟ فكلما شعر طفلك بالمسؤولية عن القرارات المتخذة، زاد احتمال احترام تلك القرارات، التي تتخذينها مثل تحديد الوقت الذي يجب أن يتم فيه أداء الواجب المنزلي "قبل الساعة 6 مساءً"، أو "قبل مشاهدة التلفزيون"، أو "قبل لعبة الفيديو الخاصة به"، ثم اتركي لطفلك أن يقرر بنفسه متى يقوم بواجبه المنزلي.

تعمل الخيارات المحدودة بشكل جيد بشكل خاص مع الأطفال الأصغر سناً لأنها تسمح لهم بالشعور وكأنهم يتحكمون في تصرفاتهم، يمكنك أن تقولي شيئاً؛ مثل "الواجب المنزلي الآن أو بعد الاستحمام مباشرة؟"، "الاستحمام الآن أم بعد خمس دقائق؟" قد يزيد المنبه من فرص نجاحك.

علمي طفلك القيام بالأعمال المنزلية

لا يزال العديد من الآباء يعتقدون أنه من الخطأ مطالبة الأطفال بالمشاركة في المهام المنزلية، العلم يقول إنهم مخطئون، إن القيام بالأشياء التي يمكن لأطفالك القيام بها بأنفسهم يعلمهم الاعتماد على الآخرين، ويمنعهم من تطوير الثقة التي تأتي مع الإنجاز، إن تشجيع أطفالك على المشاركة في الأعمال المنزلية المناسبة لعمرهم يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على النتائج اللاحقة.

فإن عدم إشراك أطفالك بالأعمال المنزلية يمنعهم من تطوير مهارات مهمة سوف يحتاجون إليها في وقت لاحق في حياتهم، كما ارتبطت الأعمال المنزلية أيضاً بالفوائد الاجتماعية والعاطفية والأكاديمية، وهي تعلم الأطفال مهارات مهمة؛ مثل المسؤولية والاعتماد على الذات والمساءلة.

قومي بإعداد قائمة تضم على الأقل 10 أشياء يمكن لطفلك القيام بها بنفسه؛ لإكمال قائمتك، اطلبي منه أن يقترح أفكاراً حول الأعمال المنزلية التي يرغب في القيام بها.

استخدمي الكلمات التي تبني احترام طفلك لذاته

نميل جميعاً إلى التصرف بما يتماشى مع ما نعتقد أنه متوقع منا، وينطبق الشيء نفسه على طفلك، كلماتك لا تشكل شخصيته فحسب، بل إنها تشكل أيضاً العلاقة التي تطورينها معه، بعد سنوات الطفولة.

أي عندما يكون لديك توقعات إيجابية تجاه طفلك، فإن هذه التوقعات يمكن أن تؤثر على الواقع وتصبح ذاتية التحقق، لكن التوقعات المنخفضة تؤدي إلى ضعف الأداء.

لكن اعلمي أن الطريقة التي تصفين بها سلوك طفلك سيكون لها في النهاية تأثير على كيفية تصرفاته، تنقل كلماتك ما تعتقدين أنه عقل مشتت أو مبدع، فضولي أو فضولي، خجول أو واعٍ.

تساعد التصنيفات الإيجابية في بناء طفلك، لكنها لا تعني أنه يجب عليك تبرير السلوك السيئ، يجب عليك دائماً تسمية الأشياء "كما هي"، طفلك العدواني ليس قائداً بالفطرة، وطفلك المهمل ليس فناناً، الاختباء وراء التسميات لتجنب التعامل مع المشكلات السلوكية لا يفيد طفلك.

اتركي أطفالك يشعرون بالملل فهذا يحملهم المسؤولية

لا يكون تدخل الوالدين مفيداً دائماً عندما يدعي الأطفال أنهم يشعرون بالملل، ووفقاً لإحدى الدراسات التي نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية، "يحتاج الأطفال إلى وقت للوقوف والتحديق، ووقت للتخيل ومتابعة عمليات التفكير الخاصة بهم أو استيعاب تجاربهم من خلال اللعب، أو مجرد مراقبة العالم من حولهم".

وبعبارة أخرى، ليس عليك أن تشعري بالذنب لعدم ترفيه طفلك، ويمكن أن يوفر له الملل فرصة لممارسة مهارات مختلفة؛ مثل اتخاذ القرار والإبداع.

ومع ذلك، يحتاج طفلك إلى بيئة غير منظمة ومحفزة لإثارة إبداعه؛ لأن الافتقار إلى التنظيم يمكن أن يؤدي إلى الملل، ولهذا السبب من المهم توفير "إطار الملل البناء" الذي يسمح له بممارسة اتخاذ القرار وإدارة وقته بمفرده.

إقرأ أيضاً:

مواجهة قلق الامتحان: اليقظة الذهنية والاسترخاء

تجارب ناجحة في تربية الأطفال

أسباب الإجهاد في سن المراهقة ونصائح للتعامل معه

إرشادات تشجع الطفل على إنجاز الواجبات المدرسية

التبول اللاإرادي

للمزيد

حدوثة قبل النوم قصص للأطفا

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

قصص قصيرة مؤثرة

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية

المصدر: 1

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق