قصة وعبرة

الأربعاء، 14 نوفمبر 2012

• أسباب التدخين عند الشباب


يعتبر التدخين من العادات البغيضة جدًا، وهو يضر بالصحة بشكل بليغ، وأضرار التدخين معروفة للناس، وقد أجمع الكثير من علماء الشريعة على حرمته، وهو بكل أسف منتشر جدّا في منطقتنا، ويبدو أن الناس في الآونة الأخيرة أصبحوا أكثر وعيًا بأضراره، وهذا الارتفاع في الوعي لا شك أنه يعتبر بشارة طيبة للقضاء على هذه العادة البغيضة.

أسباب التدخين عند المراهقين الشباب
·      لا شك أن فترة المراهقة والشباب هي فترة التكوين الجسدي والوجداني والعاطفي، وفي هذه الفترة يسهل التأثير الخارجي على الشاب، ومن هنا يتأثر الشباب كثيرًا بالدعاية التي تقوم بها شركات السجائر، ولذا نلاحظ أن الكثير من الدعايات البغيضة والمرفوضة ترتبط دائمًا بالرياضيين والمغنيين والممثلين، لأن هذه الشخصيات يتخذها بعض الشباب كمثال أو قدوة له بكل أسف، إذن فشركات السجائر والدعاية التي تقوم بها، هي واحدة من الأسباب الأساسية التي تجعل الشباب أكثر جاذبية للتدخين.
·      هنالك شعور داخلي للشباب بأن التدخين يكمل من رجولته، ويجعله أكثر اقتدارًا وأكثر قبولاً من الجنس الآخر ومن الناحية الاجتماعية، إذن هو نوع من البحث عن إكمال الذات.
·      بعض الشباب يدخل في التدخين فقط بقصد التجربة، يريد أن يجرب ما يقوم به الآخرون، ويسأل نفسه داخليًا: لماذا لا أقوم بذلك؟ ثم تستهويه العادة فيستمر بها.
·      لا شك أن هنالك ما يُعرف بضغط الأقران، أو الرفاق، أو الزمالة، وهو التأثير الذي يجده الشاب من أقرانه، هنالك بعض الشلل التي تروج لهذه العادة الرذيلة السيئة، يقول له صديقه: لماذا لا تجرب، أما زلت صغيرًا؟ أنت قد كبرت وجرب، وهكذا.. وهذا بالطبع يؤدي إلى كثير من الانقياد، خاصة إذا كان الشاب صغيرًا في السن، ويسهل التأثير عليه، ولم يكتمل البناء النفسي لشخصيته.
·      هنالك بعض الشباب -بكل أسف- ينتمون إلى أسر لا تحارب التدخين، أو ربما تُقِّره، أو حتى ربما تشجع عليه، كأن يسأل الوالد ابنه أن يحضر له علبة السجائر، أو يشعل له النارجيلة، لا شك أن هذا يؤدي إلى نوع من الارتباط الذهني بين هذا الشاب وبين السيجارة، وهو نوع من الإقرار الاجتماعي المرفوض جدًا.
·      إن الشباب لا يعي حقيقة الأضرار البليغة، خاصة الأضرار الصحية، التدخين يؤثر على القلب، ويؤثر على الكبد، ويؤثر على الكلى، ويؤثر على الصدر، وكل أعضاء الجسم، يؤثر عليها تأثيرًا سلبيًا شديدًا، لا شك أن فترة الشباب والمراهقة هي فترة الفتوة والقوة، ويرى الشباب أن هنالك مبالغة من جانب الذين يتحدثون عن الأضرار الصحية التي يسببها التدخين، ويرى نفسه قويًا وفتيًا، ولا يعير الأمر أي نوع من الاهتمام.
·      لا شك أن مادة النكوتين التي توجد في السيجارة هي مادة تؤدي إلى نوع من الشعور بزيادة التركيز قليلاً واليقظة لدى الإنسان، وتزيد من انتباهه، خاصة في أيامها الأولى، ولذا تتحايل الكثير من شركات السجائر، بأن تعلن أن هذا النوع من السجائر قليل النكوتين، ولكنها في حقيقة الأمر تضع تركيزًا أعلى من النكوتين حتى يؤدي إلى تأثيره الكيميائي.
·      لا شك أن ضعف الوازع الديني لدى الشباب من الأسباب الهامة جدًّا للتدخين، لأن الإنسان الملتزم بدينه يكون إنسانًا منضبطًا اجتماعيًا، ولا يقرب الحرمات، ولا يقرب الشبهات، ولا يقرب الأشياء التي تضر بصحته. فقلة الوعي الديني، وقلة الوعي الاجتماعي، والتساهل الأسري، والتساهل الاجتماعي، كلها بلا شك عوامل فعّالة جدًّا في انتشار التدخين وسط الشباب.
وفي الختام وبعد كل ما تقدم من الأسباب التي تؤدي إلى إدمان الشباب على التدخين، لا بد من القول أن خير رادع للشباب هو الحصانة الفكرية والعقلية والدينية، وهذه كلها لا يكتسبها الشاب إلا بالقراءة والمطالعة، والاحتكاك بالمثقفين، والاستماع إلى برامج التوعية والمحاضرات الهادفة حتى يتحول عقل المراهق من إسفنجة إلى ينبوع، يفضّل الانطلاق على الامتصاص.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق