الطفل الأول: هذا أمر غريبٌ... الشمس والمطر في
يوم واحد.
الطفل الثاني: هذا هو عُرْسُ الذئْبِ.
الطفل الأول: وَهَلْ يوجد ذئبٌ بهذا المكان؟
الطفل الأول: وينتهي العرس.
الطفل الثاني: نعم.. عرس الذئب يَمُر في لمح
البصر.
الطفل الأول: مثل سحابة صيف كما أخبرنا بذلك
المعلمُ.
الطفل الثاني: تمامًا.. مطر الصيف مثل سحابة
الصيف.
تراجع الطفلان إلى الوراء، واحْتَمَيْا
بِسَقِيفَةِ كُشْكٍ زنكية، وتبادلا وضع الذراعين على الكَتِفَيْنِ
المبتلين.. وظلت الخيوط المائية الرفيعة مسترسلة أمام بصريهما من دون انقطاع، تقطعها
أشعة الشمس حينًا، أو حُبَيْباتُ الماءِ البلوريةُ حينًا آخر.
الطفل الأول: يبدو أن المطر لن يتوقف هذا
اليومَ. انظر: هاهو يزداد غزارةً في هذه اللحظة بالذات.
الطفل الثاني: والحرارةُ، بِدَوْرِها، ترتفع
أكثر من السابق.
الطفل الأول: لا يهم.. سنذهب إلى البحر، ولو
سقط الثلجُ.
الطفل الثاني: وأبْرق البرق، وأرْعَدَ الرعد.
الطفل الأول: وسنسبح في كل الأحوال.
تقدم الطفلان، بصخب، نحو الستار المائي الشفاف،
وأخذت أصابعهما تحاول الإمساك بالخيوط المائية المتراقصة بالقطرات
الفضية، وألوان ِأشعةِ الشمْس الذهبيةِ.. كانت الستَائِرُ أَشْبَهَ بمرآةٍ
بِلوْرِيَةٍ ضخمةٍ تَمْسَحُهَا أصابعهما العابثة من دون كلل.
الطفل الأول (وهو يلحس سَبابتَهُ بلذة): طعمه
مالح.. مالح مثل ماء البحر.
الطفل الثاني: ألم تشم رائحة السردين؟
الطفل الأول: لعلها رائحة سمكِ «الشابل».. أعرف
رائحته جيدا.
كان الشاطئ، في هذه الأثناء، قَفْراً إلا من
خيوط مائية مسترسلة، اخترقتها نوارس جَذِلَةٌ، وأصواتُ بواخِر
بعيدة، وروائحُ أسماك مختلفةٌ.. لم تتوقف خيوط المطر المتساقطة بقطراتها البللورية، ولم
يتوقف الطفلان عن نزع ملابسيهما المبتلة، وهما يستعدان للنزول إلى البحر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق