قصة وعبرة

الاثنين، 24 ديسمبر 2012

• من هو المثقف


     إن احتكار مفهوم الثقافة على فئة معينة من الناس، أو تحديد تجليات هذا التعبير بإنجازات معينة من العلم والفن والإبداع ، يقوم بها صفوة محددة المعالم، هو نوع من الاختزال الذي ينبغي مراجعته، وإعادة تعريف مفهوم الثقافة ودور المثقفين والتعريف بهم من جديد ضمن منظور أكثر شمولية وأوسع أفقًا.

إن من الأهمية بمكان تحديد استعمال لفظ المثقف، والذي يقتصر عادة على فئة حملة الشهادات العليا.
مهام وتعاريف متعددة
إن تعدد تعاريف كلمة الثقافة من الناحية اللغوية والاصطلاحية وما تحمله هذه الكلمة من مضامين متنوعة، يجعل تحديد مصطلح (الإنسان المثقف) يحمل مضامين عدة.
إن الكثير من علماء الاجتماع واللغة يؤكدون على حقيقة هامة، وهي أنه ليس كل متعلم مثقف، بينما كل مثقف لا بد أن يكون متعلمًا.
فالمثقف هو من يستوعب ثقافة مجتمعه بدرجة من الوعي الفائق المسؤولية، الذي يمكنه من أن يساهم في تعميق الإيجابيات وتحريك جماعته لبناء مجتمعه وبيئته، والتي إذا ما وصلت إلى درجة من الرقي والإنجاز والقيم الإنسانية القادرة على العطاء والانتشار، سميت حضارة.
ومن هنا نجد أن من معاني كلمة مثقف هو التهذيب والاستقامة وعدم الاعوجاج والانحراف عن جادة الصواب، وبالتالي فإن هذه الصفات السامية والمزايا النبيلة تجعل وصفنا لإنسان ما بأنه مثقف، فهذا يعني أنه مهذب ومستقيم وسامٍ بروحه ومحب للخير ومخلص في عمله وصاحب ضمير يقظ.
أيضا فإن ما تحمله كلمة الثقافة من معني عميق لإدراك جوهر الأمور، يجعل من يتصف بها محبًا للعلم والمعرفة ولسبر ماهية العلم والمعرفة، وذلك بان يكون محيطًا وواعيًا لما يجري حوله، ولا يكون ذلك إلا بالسعي لزيادة معلوماته وتوسيع أفق التفكير لديه.
كذلك فإن الإنسان المثقف هو الإنسان المستقيم السائر على طريق الصواب، ولكي يدرك الإنسان هذا الطريق، لا بد أن يؤمن بالمثل العليا نحو وطنه ومجتمعه وإنسانيته، ومن هنا فإننا نكاد أن نجزم بأن المثقف هو كل صاحب ضمير يقظ، لا يقبل الهوان ولا يقبل بأي ظلم يقع عليه أو على أبناء وطنه، ولذلك فإن من يسعى لكي يكون مهذبًا ومستقيمًا فهو بالتأكيد الإنسان المثقف.
وعموما، فإن المثقف هو المهذب المستقيم الذي يجعل ضميره رائده، وعقله قائده ومعاملة الناس بالحسنى شعاره.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق