هناك إحصائية تقول: إن 95% من الذين يضربون
أبناءهم أو طلابهم لا يضربونهم لأسباب تربوية مقبولة، لكنهم يضربونهم للتنفيس
عن غضبهم.
كذلك فإن خبراء التربية أكدوا بأن الطفل أو
التلميذ الذي يعيش مهددًا دائمًا بالعقاب الجسدي يفقد الثقة بنفسه.
والأدهى من ذلك أن يُضرب على مشهدٍ من
أقرانه ورفاقه أو في حضرة الغرباء، أو أن يُفضح بسبب خطأ ارتكبه.
وقد اتفق التربويون على خطأ العقاب البدني
حينما يكون هو الأصل، وهناك من رأى بعدم مشروعيته من الأساس، وأنه لا يجب
التعرض للضرب؛ لأنه يعقِّد الطفل ويزرع لديه الخوف وكثيرًا من المشكلات
النفسية.
ومن المتعارف عليه أن آخر الدواء هو الكي،
وأنه لا يجب اعتماد الضرب كوسيلة تربية بوجود وسائل أخرى، والتي قلما تفشل إذا
مورست بشكل صحيح.
إن كثيرًا من الآباء والمعلمين يستسهل الضرب، فإذا تفوه الطفل أو التلميذ
بكلمة نابية أو قصّر في دروسه يقابله بصفعة يرتجّ لها كيان الصبي الصغير، وهذا
خطأ فادح.
وقد خاب ظن أولئك الذين يظنون أن القسوة
تزيد الالتزام والطاعة، وأثبتت التجارب أنها تزيد الغباء والبلادة والعقد
النفسية.
والثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنه لم يضرب أحدًا قطّ.
وهناك طرق أخرى للعقاب يجب أن يعلمها المربي
ويلجأ إليها كبديل عن الضرب، ومنها على سبيل المثال: الحرمان من
الامتيازات، بأن يدرك الصبي أن وقوعه في الخطأ يعني حرمانه من مصروفه، أو من
حصة الرياضة المفضلة لديه، أو عدم الجلوس على جهاز الكمبيوتر.
هناك أيضًا الزجر والتوبيخ والإعراض، بشرط
أن تمارس تلك الوسائل بطريقة غير مبالغ فيها؛ فأخطر شيء أن يتعود الصبي
على العقاب فلا يؤثر فيه الضرب أو التوبيخ، وهذا يحدث حين يفرط المربي في
استخدام نوع معين من العقاب.
كذلك من الأهمية بمكان ونحن نتعرض للعقاب
وأنواعه أن نضع في اعتبارنا الفروق الفردية بين طفل وآخر، أو بين تلميذ وآخر؛ فهناك
صغير تضيق الدنيا به وتنكره نفسه إذا وجه له أبوه أو معلمه نظرة عتاب أو أعرض
عنه وجافاه، وآخر يتألم إذا عبس في وجهه، وثالث متمرد لا يستقيم حتى يذوق
العقاب القاسي.
لذا وجب على المربي ألا يترك تلك الطرق الناجحة ويلجأ لسواها، هذا مع الوضع في
الاعتبار -وكما أسلفنا- أن تكون العقوبة بمقدارها، فالزيادة في العقوبة
كالنقصان منها مفسدة للطفل.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق