قصة وعبرة

الاثنين، 17 يونيو 2013

• برامج تدمير الذات


حديث النفس من أهم المؤثرات، في طريقة استجابتنا للأحداث المختلفة، فما ينتج عن هذا الحديث، من توارد أفكار ومشاعر، يحدد القرار الذي نبحث عنه.

ولذا من المهم الالتفات إلى ما يسمى بـ (البرامج الحلقية اللولبية) التي تنشأ في أنفس البعض، وذلك عندما ننسب إلى ذواتنا أو إلى الآخرين، صفة سلبية وسيئة، فعندما يقول شخص لآخر: " أنت غبي" أو " أنت جبان" أو "أنت حقير"، فإنه بكلامه هذا، يحاول أن يدس أحد هذا البرامج الحلقية إلى منطفة البرامج العالية في الشخص المقابل.
لذلك يجب أن تكون ردود أفعالنا مباشرة ومعاكسة وضد هذهِ التُهم، بل وفي حينها، وبشكل حاسم، حتى لا تتسرب لنا هذه العبارات، فنستخدمها عندما نتمعن في دواخل أنفسنا.
لنفرض أن شخصًا ما ينسب إلى آخر صفة (الغباء أو الجهالة) بشكل متكرر - والتكرار هو أحد الطرق التي من خلالها ندخل إلى منطقة البرامج العالية - ويبدأ الشخص الأخر بالتصديق، فيعتقد بأنه ذو قدرات عقلية متواضعة.. ولأنه يعتقد أن هذه الصفة هي صفة ذاتية فيه، وهي صفة مكروهة وتسبب له الإحراج، فهو الآن في الوقت ذاته يكره جزءًا  من ذاته، فيبدأ بحرق وإتلاف موارده الذاتية، فكلما مر هذا الشخص بأمر يتطلب شيئا من ملكته العقلية، فإنه سوف يتراجع عن أداء هذا العمل، لأنه يعتقد أنه غير مؤهل له، ويبدأ بالهرب من الموقف نفسه، بدل أن يستعد للموقف، فيتجنب الحرج المتوقع من أدائه.
وحتى يقنع نفسه في كيفية التخلص من الموقف نفسه، فإنه يلجأ إلى ما يلي:
1)   يعزز سلوكه هذا، بتعزيز الاعتقاد بأنه شخص غبي، كي يشحذ همته للهروب.
2)   يقوي عزيمته بالهروب، وكلما كان إصراره أكثر على أنه شخص غبي، لا يفقه شيئًا، زاد تفكيره وتركيزه في محاولة الهروب من الموقف.
وهو بطريقته هذه، يثبت للآخرين بأنه فعلاً شخص (غبي)، بطريقة ردة فعله تجاه المشكلة، فيجبر الآخرين على إلصاق هذه الصفة به فيما بعد.
وهذا يبدأ بالدخول في متاهات الحلقات اللولبية، التي تستنفد كل موارده وطاقاته.

إقرأ أيضًا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق