إن الواجبات المدرسية تساعد التلميذ على فهم الدروس
التي تعلمها في المدرسة وعلى ترسيخ المعلومات في ذهنه، وتساعده في الاستعداد لفهم
دروس اليوم التالي.
الأهم من ذلك أن الواجبات المدرسية تساعد على نمو
شعور الطفل بالمبادرة، الاعتماد على النفس، والمسؤولية وهي صفات مهمة لحياته
المستقبلية. لكن يعد الواجب المدرسى مشكلة لأن نظام التعليم في بعض المدارس يركز
على الحفظ أكثر من أي شيء آخر، كما أن الطفل يغرق أحيانًا في كم الواجبات المدرسية
المطلوبة منه كل يوم.
رغم عدم إمكانك التحكم في نوعية وكمية الواجبات التي تطلب من طفلك إلا أنه بإمكانك أن تساعديه على اكتساب مهارات قوية في المذاكرة لكى يصبح "مفكرًا صغيرًا" يعتمد على نفسه ويعشق التعلم. بالتركيز والتنظيم، سيهتم طفلك بفهم دروسه بدلاً من حفظها فقط، وبذلك سوف يحصل على أفضل استفادة ممكنة من التعليم.
رغم عدم إمكانك التحكم في نوعية وكمية الواجبات التي تطلب من طفلك إلا أنه بإمكانك أن تساعديه على اكتساب مهارات قوية في المذاكرة لكى يصبح "مفكرًا صغيرًا" يعتمد على نفسه ويعشق التعلم. بالتركيز والتنظيم، سيهتم طفلك بفهم دروسه بدلاً من حفظها فقط، وبذلك سوف يحصل على أفضل استفادة ممكنة من التعليم.
حددي وقتاً معيناً للمذاكرة. إجعلى طفلك يضع جدولاً
أسبوعيًا يتضمن أنشطته المختلفة مثل الواجبات المدرسية، الرياضة، دروس الرسم، وقت
الأسرة… الخ. سيعطي ذلك طفلك خبرة عظيمة في مسألة تنظيم الوقت. على سبيل المثال،
لو أن طفلك عنده تمرين كرة سلة يوم الأربعاء الساعة السابعة مساءً، فيمكنه أن يضع
الجدول في ذلك اليوم بحيث تكون مواعيد المذاكرة ما بين الساعة الرابعة إلى السادسة
مساءً.
كلما زادت أنشطة طفلك، كلما أصبح من الضرورى أن
يكون الجدول أكثر مرونة. إذا كان لدى طفلك التزامات كثيرة أخرى، فقد لا يستطيع
المذاكرة كل يوم في نفس المواعيد. لا بأس من ذلك طالما يوفر الوقت الكافي لواجباته
المدرسية كل يوم، وما دام يلتزم بالجدول.
إن التنظيم مهارة تحتاج إلى وقت طويل كي يكتسبها
الطفل ولكنك ستندهشين من النتائج. شجعي طفلك على تصميم وتلوين جدوله الأسبوعى ثم
قومي بلصقه في مكان حيث يمكن لكما أنتما الاثنين رؤيته، قد يكون ذلك بجوار فراشه،
أو على خزانته.
اختاري مكانًا هادئًا ومضيئًا للمذاكرة. ليس بالضرورة
أن يكون مكاناً مبهرًا، فكثير من الأطفال الصغار يسعدون بالمذاكرة في ركن بغرف
نومهم (أو في ركن بغرفة المعيشة لو استطعت تقليل عوامل التشتت بقدر الإمكان). شجعي
طفلك على تزيين الركن الخاص بالمذاكرة، فبعض النباتات، أو حاملة أقلام ملونة ظريفة
يضع فيها أقلامه، ولوحة من رسوماته المفضلة تلصق على الحائط، كلها عوامل سوف تجعل
وقت المذاكرة أكثر متعة.
قومي بإبعاد عوامل التشتت. أغلقى التليفزيون ولا
تشجعي على المكالمات التليفونية أو الزيارات الخاصة بك خلال أوقات المذاكرة.
شجعي طفلك على تحضير أدواته. دربي طفلك على تحضير
كل احتياجاته قبل البدء في المذاكرة: القلم الرصاص، القلم الجاف، الممحاة، الدفاتر،
والكتب، أدوات الهندسة والقاموس.
اشرفي على طفلك. مدى احتياجك للإشراف القريب على
طفلك يرجع إلى عمره، مستوى اعتماده على نفسه، وقدراته. لكن بغض النظر عن عمر طفلك،
سوف يحتاج إلى إشراف أكثر إذا لم يكن أداؤه للواجبات المدرسية على المستوى المطلوب.
كوني قدوة جيدة. يميل الأطفال أكثر للمذاكرة إذا
رأوا الكبار يفعلون أشياء تستلزم التفكير والجهد. حدثي طفلك باستمرار عما تقرئين
أو تكتبين حتى ولو كان شيئًا بسيطًا كتحضير قائمة المشتريات. إذا كنت تعملين أو
تدرسين أنت أيضًا، تحدثي عن ذلك مع طفلك. شجعي طفلك على النشاطات التعليمية، مثل
الألعاب التعليمية، زيارات المكتبة، والرحلات إلى المتاحف أو حديقة الحيوان. أظهري
اهتمامك دائمًا بالمدرسة وبالتعليم. اسألي طفلك عن آخر تجربة قاموا بها في حصة
العلوم، أو عما تناقش فيه التلاميذ في الصف. كذلك يمكن أن تبدي اهتمامك بحضور
المناسبات المدرسية المختلفة، مثل اجتماع الآباء والمدرسين، العروض المدرسية،
والمناسبات الرياضية.
إمدحي طفلك. الناس بكل الأعمار يستجيبون للمدح
ويحتاج الأطفال إلى المدح والثناء من آبائهم وهم أكثر الناس الذين يقدر الأطفال
آراءهم. يمكنك قول أشياء مثل: "عمل عظيم!" أو "خط جميل!" أو "أنت
أسرع الآن!" يجب أن يعرف الأطفال أيضًا عندما لا يقومون بالمطلوب منهم على ما
يرام، ولكن احرصي على أن يكون نقدك دائمًا إيجابيًا وبناءً، فبدلاً من أن تقولى: "خطك
سيّء." يمكن أن تقولى: "أعتقد أن المدرسة ستفهم أفكارك أكثر لو كان خطك في
أفضل صورة". بعد ذلك امدحيه على تحسين خطه.
ضعي أهدافًا واقعية. تعاملي كل مرة مع مشكلة واحدة في
الواجب ولا تتوقعى تحسنًا سريعًا لأن لا أحد يستطيع التغلب على أي ضعف لديه دون
معاناة. عندما يبدأ طفلك في التحسن، احرصى على مدحه كل يوم، ثم امدحيه يومًا بعد
يوم، ثم مرة كل أسبوع. عندما يتغلب طفلك على هذه المشكلة انتقلي إلى مشكلة أخرى.
لا تبالغى أكثر من اللازم في التأكيد على أهمية
النتائج الدراسية، وضعي في اعتبارك أن لكل طفل قدراته ومعدله الخاص في التعلم.
يشعر الأطفال في بعض الأحيان بضغوط نفسية وعصبية لرغبتهم في مسايرة زملائهم ذوي
المستوى الدراسي المتقدم. أخبري طفلك أن يحاول دائما بذل أقصى ما في وسعه بدلاً من
إخباره أنه يجب أن يكون الأفضل.
الإشراف على الطفل أثناء المذاكرة
احتفظي لابنك بمفكرة لتسجيل الواجبات المطلوبة يوميًا.
لو لم تكن المدرسة تتبع نظامًا محددًا لمتابعة الواجبات، اطلبى من طفلك أن يكتب كل
المطلوب منه من واجبات في مفكرة صغيرة حتى لا ينسى. لو كانت المُدَرّسة مستعدة
لمساعدتك، اطلبى منها أن توقع على مفكرة طفلك كي تتأكدي من أن طفلك قد دَوّن كل
المطلوب. اشرحي للمُدَرّسة أنك تحاولين تحسين مستوى واجبات طفلك.
كوني متواجدة. غالبًا ما يحب التلاميذ في المرحلة
الابتدائية أن يبقى الأب والأم بالقرب منهم وهم يقومون بعمل الواجبات المدرسية
لأنهم قد يحتاجون لسؤالهم عن بعض الأشياء. يمكنك البقاء في نفس الغرفة مع طفلك أو
يمكنك الذهاب إليه من وقت لآخر لمتابعته، ولا يُفضّل أن تلازميه كل الوقت لأنه قد
يعتاد على ذلك.
ناقشي الواجب المدرسي لكى تساعدي طفلك على تقسيمه
إلى أجزاء صغيرة يسهل التعامل معها.
حاولي معرفة أفضل طريقة تساعد طفلك على التعلم. على
سبيل المثال، اكتشفي ما إذا كان يعمل بشكل أفضل وهو وحده أم وهو معك. أيضًا لاحظي
أفضل الطرق التي تساعده على الفهم. على سبيل المثال، لو كان يتمتع بذاكرة قوية
مرتبطة بالرؤية، فرسم صورة أو لوحة قد يساعده على فهم الفكرة.
ضعي حدودًا لمشاهدة التليفزيون. ناقشي طفلك في كم
الوقت الذى يمكن أن يشاهد فيه التليفزيون وكذلك نوعية البرامج التي يمكن أن
يشاهدها واستدرجيه ليقرر هو ذلك. بعض الآباء يسمحون بمشاهدة التليفزيون خلال
الأجازات الأسبوعية فقط. وجهي طفلك للبحث عن البرامج المتعلقة بالمواد الدراسية
مثل التاريخ أو العلوم. (شرائط الفيديو وديسكات الكمبيوتر التعليمية أدوات مفيدة
أيضًا يمكن استخدامها في التعليم).
قللي تدخلك تدريجيًا. عند بلوغ طفلك سن 12 سنة
تقريبًا، يجب أن يقوم بعمل الواجب المدرسى بمفرده، وكل ما عليك فعله وقتها هو
التأكد من أنه قام بعمل الواجب كله. إن تطوير المهارات الجيدة للمذاكرة يعنى تعليم
الأطفال تحمل مسئولية عملهم.
تابعونا
على الفيس بوك
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق