عاشت حرباء داخل بيتها الصغير فوق أحد فروع الأشجار التي
تمتد فوق تلك البحيرة الصغيرة ذات المياه الرقيقة الصافية، لم يكن يربطها بالبقاء
قريبًا من تلك المياه سوى صديقتها التي تسكن أسفلها، والتي تعيش هي الأخرى في بيت
مماثل تماما لبيتها...
كل صباح تستيقظ الحرباء لتطل على صديقتها التي تستيقظ هي
الأخرى مبكرًا مثلها، تلقي
عليها التحية في نفس الوقت الذي تلقي هي الأخرى تحية الصباح عليها، عندما تكون
الحرباء سعيدة وتنظر إلى جارتها تراها تشاركها فرحتها، وكذلك تشاركها أحزانها،
عندما بدأ المناخ في زيادة حرارته، كانت مياه تلك البحيرة تقل شيئا فشيئًا، وكانت
الصديقة تبعد هي الأخرى شيئًا فشيئًا، وعندما جفت المياه كانت تلك الصديقة العزيزة
قد رحلت تمامًا!
قررت الحرباء أن تبحث عن صديقتها المختفية، هجرت بيتها ودارت للسؤال عنها،
سألت الضفدع والحلزون ذات مرة عنها، وعندما وصفتها لهما، سألاها: «إنها تشبهك
تماما، أليس كذلك؟!»، أجابتهما: «ربما تشبهني قليلاً! ألم أقل لكما إننا صديقتان
منذ زمن!»، جاء فصل الشتاء ومازالت الحرباء الوفية تبحث عن صديقتها الغائبة،
وعندما تثاقلت السماء بالغيوم، وبدأت في المطر، رجعت الحرباء إلى بيتها لكي تحتمي
به، في الصباح، كانت البحيرة قد امتلأت عن آخرها بالمياه، طلت الحرباء إلى أسفل،
فوجدت صديقتها قد عادت، فرحت كثيرًا وهنأتها بالعودة سالمة إليها!
حكايات
معبرة وقصص للأطفال
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق