جميعنا نحب أولادنا، ولكن حين يخطئون هل نتركهم
يتمادون في الخطأ ويفعلون ما يحلو لهم كي لا نكسر بخاطرهم؟ أم علينا أن نصحح
أخطاءهم؟ وكيف تتصرف الأم حين يقول لها الولد عندما تصحح خطأه " ألم تعودي تحبينني"؟
في هذه الحالة عليك أن تقولي لابنك عزيزتي الأم: "بالتأكيد أحبك الآن ودائماً، ولكن
ليس مسموحاً لك أن تؤذي أخاك".
علينا دائماً أن نتقبل الطفل ولكن أن نرفض تصرفه
الخاطئ فقط، فهذا سر تصحيح أخطاء أولادنا، وعلينا أن نفصل بين شخصه وبين تصرفه،
فإذا عمد إلى أذية أخيه، فهذا لا يعني أنه شخص مؤذ، وإذا أخذ لعبة أخيه فهذا لا
يعني أنه سارق، التصرفات هي فقط تعبير عن الانفعالات كالغضب والإحباط والخوف الخ..
فإذا قام الطفل بعمل سيئ، لا تقولي له: " أنت
ولد سيئ" أو "ما قمت به كان سيئاً"، بل قولي له "ما قمت به
غير مسموح".
عندما نقول عن الطفل إنه سيئ قد يستنتج منها ما
يلي: "تصرفي هذا يعني أنني إنسان سيئ"، وهذا ما سيسبب له الخجل أو
الشعور بالذنب، ولكن عندما نستخدم كلمات مثل "غير مسموح أو غير مقبول"،
فلن يعتبر أن تصرفه يساوي شخصيته وعندئذ سيصل إلى استنتاج أن: "ما ارتكبته
كان خطأ، وأني ارتكبت غلطة، ولكن ذلك لا يعني أني إنسان غلط"، ستساعده هذه
العملية على مقاومة الميل إلى الحطّ من قدر نفسه.
يمكننا رؤية الفروقات في هذين المثلين:
1) دخلت الأم
إلى المنزل فوجدت أن ابنتها سكبت اللبن على طاولة القهوة في غرفة الجلوس، فقالت: "ليلى
تعالي، أنت فوضوية، نظفي الطاولة فوراً".
2) عندما رأت
الأم أن ابنتها سكبت اللبن قالت لها: «ليلى، يا للفوضى التي أحدثتها! اجلبي قماشة
التنظيف ونظفي الطاولة".
في المثال الأول، وصفتها أمها بالفوضوية فجرحت
مشاعرها لأنها نعتتها بهذه الطريقة، أما في المثال الثاني فقد وبختها أمها على
إهمالها وعلى الفوضى التي كانت على الطاولة.
يمكننا أن نصحح أخطاء ولدنا عندما نعتقد أن ذلك
ضروري ولكن علينا أن نتذكر أنه ليس ضرورياً أن نجعله يشعر بالخزي في سبيل تعليمه.
الولد يشعر بالإذلال عندما نهينه ونقول له:
·
أنت غبي.
· أنت أناني
وفظ.
· أنت أبله.
لماذا لم تنتبه؟
· أنت أخرق،
ألن تتعلّم أبداً؟
· يالك من
شخص كثير الشرود! أين عقلك؟
·
تعال أيها الغبي.
لا تنتهي اللائحة فهناك المزيد والمزيد من الإهانات
ولكن علينا أن نعي أنه كلما تعرض الولد للإهانة تآكل احترامه لذاته وثقته بنفسه، ولسوء
الحظ أن احترام بعض الأولاد لأنفسهم أرق من منديل ورقي ناعم ورقيق جداً، لأننا
عندما ندأب على القول له "إنه غبي"، ستتسجل هذه الرسالة في اللاوعي
عنده: "ما دام والداي اللذان يعرفان كل شيء، يقولان إنني غبي فهذا يعني أنني
غبي، فهما لا يخطئان أبداً"، وهكذا سيتأثر شعوره بجدارته واحترامه لذاته
سلباً.
إذا راقبنا سلوك أولادنا بعناية، فقد نرى كيف
يظهرون لنا بوضوح ما يشعرون به، فهم يحاولون بدون كلام أن يخبرونا عما يجري في
داخلهم،
مثلاً عندما يشعر الولد ذو الطبع السريع الانفعال بأنه مرفوض، يصبح عدوانياً وهجومياً، ولعله يقول من خلال سلوكه الجريء المليء بالتحدي:
"أنا تعس، عاجز، أريد أن أكون محبوباً ومقبولاً على ما أنا عليه، أريد أن أتأكد أنك تحبني".
مثلاً عندما يشعر الولد ذو الطبع السريع الانفعال بأنه مرفوض، يصبح عدوانياً وهجومياً، ولعله يقول من خلال سلوكه الجريء المليء بالتحدي:
"أنا تعس، عاجز، أريد أن أكون محبوباً ومقبولاً على ما أنا عليه، أريد أن أتأكد أنك تحبني".
عندما يشعر الولد الاندفاعي الطبع بالضغط والإرهاق
يصبح سريع الغضب، ومفرط النشاط، ويحاول من خلال عصبيته أن يقول لنا: "لا أستطيع أن
أهدأ ولا أن أسيطر على جسمي.
وعندما يتراجع الولد ذو الطبع البارد أو عندما يصبح
مضغوطاً نفسياً، يحاول أن يخبرنا: "أنا حزين، الحياة
تخيفني وأشعر بأني ضعيف غير محمي".
إذا راقبنا سلوك الولد، يمكننا أن نكتشف كيف يشعر،
وكلما كان الولد أصغر، كان ذلك أوضح لأنه لم يتعلم بعد كيف يخفي ما يشعر به،
وعندما نتعلم "قراءة مشاعره"، سنعرف كيف نساعد على شفائه جسدياً
ووعاطفياً. تذكروا هذه القواعد الذهبية التي ستساعده في هذه العملية.
القواعد الذهبية:
·
عندما نريد تصحيح أخطاء الولد فلنفصل أو نفرّق بينه
وبين سلوكه.
· أوافق على
الشخص ولكن سلوكه بحاجة إلى التغيير.
· أتعاطف مع
مشاعره ولكني أضع الحدود لسلوكه.
· أستطيع
تصحيح أخطائه إنما بدون أن أجرح مشاعره، فالتعليم لا يعني بالضرورة أن أكون شخصاً
يسبب الألم.
·
احترام الولد لذاته وشعوره بالأهلية والجدارة أمران
مقدسان، لا يحق لأحد مهما كان أن يمسّ بهما.
تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمعلمين والأهالي
حكايات معبرة وقصص للأطفال
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق