ذهبت
الكثير من البحوث نحو محاولة معرفة السبب وراء أن بعضنا يملك صفة التأخر على
المواعيد، وقد اقترح كاتب السلوك البشري والمحاضر "ألفي كوهن" سببين هما
اللذان يجعلان الناس يتأخرون بشكل مزمن على مواعيدهم.
السبب الأول هو ربما أنهم يستمتعون
بالاهتمام الذي يحصلون عليه في لحظة الدخول، والسبب
الثاني هو ربما أنهم أنفسهم متورطون
داخل نفسهم ومغلفين بحياتهم فقط ويحتاجون إلى العناية التي يمكن أن يحظوا بها
عندما يجعلون الناس ينتظرون.
ومع
ذلك، فإنه يلاحظ أن هذين السببين لا يمكن أن ينطبقا على أولئك الذين يفضلون التأخر
على المواعيد التي تزعجهم. فعندما يذهب الواحد منا إلى مقابلة شخص لا يحبه على
سبيل المثال، فهو يتعمد التأخر عليه لأنه لا يحب مقابلته، وبالتالي يؤخر
الاستعدادات إلى آخر وقت ممكن.
ليس
هذا فحسب، وليس هذا هو المقصود فقط بأمور تزعجك. على سبيل المثال، مثل هؤلاء
الأشخاص يغيبون عن رحلاتهم أو يبتعدون عن الأحداث التي هم يريدون حقًا حضورها. في
حين أن بعض الناس يقومون بالتحقق من الوقت على مدار الساعة في انتظار وصول وقت
الموعد أو الحدث المحدد، ويقترح كوهن أن المثال الأول من الناس ربما ليست عندهم
مقدرة كبيرة على القيام بهذه الأمور الأخيرة، انتظار الوقت
وكتب
في مدونته قائلًا "ربما هؤلاء لديهم ميل لإضاعة أنفسهم في كل ما يقومون به
حاليًا وعدم الإحساس بمرور الزمن، فهم لا يكتشفون كم أصبحت الساعة إلا بعد فوات
الأوان".
إدارتنا للوقت قد تكون خاطئة:
الطريقة
التي نقوم بها بالترابط مع الزمن حتى يمكننا إدارة الوقت، ربما هي التي يجب علينا
أن نوجه لها اللوم. فقد نظرت دراسة من عام 2016 من قبل علماء النفس في جامعة
واشنطن، إميلي والدون ومارك ماكدانيل، في هذه النظرية، ووصفتها بأنها "الذاكرة
المستقبلية المعتمدة على الوقت" (Time-Based
Prospective Memory) أو
(TBPM) اختصارًا.
في
التجربة المتعلقة بهذه الدراسة، أعطى الباحثون الأشخاص المتطوعين وقتًا محددًا
لإكمال مهمة، مع ميزة أن تكون قادرًا على التحقق من مرور الزمن على مدار الساعة.
وقد جرى إنشاؤها بطريقة من شأنها أن تجعل المشاركين على الأرجح يحاصرون داخل هذه
المهام مثل حل الألغاز، مما يجعلهم مشغولين جدًا لدرجة إمكانية عدم تحققهم من مرور
الوقت.
من
النتائج التي توصلت لهذا الدراسة، كان من الواضح أن بعض الناس كانوا أفضل تقديرًا
للوقت ومروره من غيرهم. هذا يشبه عندما تستغرق في نشاط ما مثل تصفح موقع إنستجرام
أو فيس بوك أو تويتر أو ربما تصفح الأخبار. في هذا الوقت ربما تكون جالسًا على
طاولة الطعام وعندك خمس دقائق إضافية من الوقت قبل موعد نزولك للعمل، أو ربما تكون
ممدًا على سريرك وعندك 10 دقائق قبل موعد النوم الذي حددته لنفسك، في هذه اللحظة
تلاحظ أنك تتأخر غالبًا عن موعدك.
ومع
ذلك، في حين أنك كنت تعتقد أنه لم يمر سوى خمس دقائق فقط، تتسائل بدهشة كبيرة «كيف
مرت العشرون دقيقة». ووفقًا لسوزان كراوس وايتبورن، أستاذ العلوم النفسية وعلوم
الدماغ في جامعة ماساتشوستس أمهرست، فإن الناس الذين هم جيدون في الذاكرة
المستقبلية المعتمدة على الوقت، يبدو أنهم يكونون أفضل في تنظيم سلوكياتهم
المتعلقة بالوقت المنضبط.
وكتبت
في مدونة على نفس الموقع، أنه من المهم أن تكون قادرًا على قياس مقدار الوقت الذي
قد يستغرقه شيء معين أو مهمة ما. على سبيل المثال، قد تتمكن من استخدام خرائط غوغل
لتقدير الوقت المستغرق للوصول إلى مكان ما، ولكن لا يمكنك حساب كل شيء على طول
الطريق، مثل محادثة مع شخص ما تصطدم به، أو تأخر القطار قليلًا. خطتك يمكن أن تكون
صلبة، ولكنها لا تزال تفشل في الواقع.
أو أن المشكلة في شخصيتك!
وتقول
وايتبورن إن علماء النفس من مدرسة فرويد، يعتقدون أن التأخير المفرط يتلخص في أن
يكون لدى الناس نزعات مدمرة ذاتيًا، وهو ما يتركهم محاصرين في دورة التأخر الدائمة
ثم عقاب أنفسهم على هذا التأخر.
ويقول
كوهن أيضًا إنه يمكن ببساطة أن يكون الأمر متعلقًا بعدم الانضباط الذاتي، حيث يجد
الناس أنه من المستحيل سحب أنفسهم بعيدًا عن النشاط الذي يتمتعون به أو المهمة
التي يشعرون أنه ينبغي عليهم استكمالها أولًا.
عالم
النفس والكاتب أدوري دوراياباه-هاريسون، يشرح في تدوينة أخرى أن لبعض الناس، فإنك
أن تكون متأخرًا هو فقط للتغلب والانتصار على البديل. فبعض الناس لا يحبون أن
يصلون إلى مواعيدهم في وقت مبكر. في بعض الأحيان يكون تأخرهم متعمدًا حتى لا
يعلقون في مرحلة الانتظار والتسكع قليلًا في انتظار وصول الشخص الآخر، أو أنهم قد
يشعرون بالإحراج أو عدم الراحة فقط عند القدوم مبكرًا والانتظار لبعض الوقت.
هناك
أيضًا الإحراج الاجتماعي الذي قد يشعر به الفرد إذا جاء مبكرًا. فالبعض يعتقد أن
الوصول في الساعة السابعة لحفلة تبدأ الساعة السابعة هو أمر محرج وغريب، لأن
الغالبية – إن لم يكن جميع الأصدقاء – سيصلون بعد السابعة.
هناك
أيضًا طريقة أخرى للنظر في ذلك. تقترح مقالة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز أن التأخر
المستمر يدفعه التفاؤل، على سبيل المثال، التفاؤل المتعلق بذلك الاعتقاد أن التنقل
لمدة 25 دقيقة لن يستغرق سوى 10 دقائق، إذا كان كل شيء يسير لصالحك.
في
إحدى التدوينات أيضًا، حلل الكاتب الشهير تيم أوربان هذه النظرية قائلًا إن وصف
هذا السلوك بالـ «جنون»، هو نقطة عادلة.
في
كلتا الحالتين، هناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تفسر لماذا الناس يحبون
التأخر على مواعيدهم دائمًا. إذا كنت تستطيع تضييق الجانب الشخصي الخاص بك المسؤول
عن هذا الأمر، قد تكون قادر على الخروج من هذه العادة، إلا إذا كنت لا تريد.
جمال
علي
تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمعلمين والأهالي
حكايات معبرة وقصص للأطفال
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق