ليس جديداً على عالمنا
العربي إنتشار الخرافات والعلوم الزائفة فيه، ولعل أحد أشهر هذه الخرافات هي
الإسقاط النجمي، وليس هناك سبب مقنع لانتشار هذه الخرافة بالذات دون غيرها.
يعتقد البعض أن الإسقاط
النجمي إثبات على وجود الروح والحياة ما بعد الموت، لكن بعيداً عن الهراء المنتشر
ما هي تجربة الخروج من الجسد؟
ما هي تجربة الخروج من الجسد "الاسقاط
النجمي"؟
يؤمن المروجون للإسقاط النجمي أن الإنسان
مكون من جسد مادي وآخر ميتافيزيقي "فوق الطبيعي"، وظيفته الوعي والتفكير
والتحكم بالجسد المادي، ويعرفون الإسقاط النجمي بأنه انفصال الروح عن الجسد.
يدعي 8 إلى 20 بالمائة من البشر أنهم
عاشوا ظاهرة الإسقاط النجمي، أو خاضوا تجربة جعلتهم يشعرون أنهم يطوفون حول
أجسادهم، ويقول معظم المدعين أنهم خرجوا من أجسادهم عندما كانوا نيام أو تحت
التنويم المغناطيسي، وبعضهم يقول أن ذلك حدث عندما كانوا مسترخيين فقط.
ماذا يحدث خلال الاسقاط النجمي
والخروج من الجسد؟
ما يدعيه المروجون:
يدعي المروجون لهذه الخرافة أن الروح تخرج
من الجسد خلال الإسقاط النجمي، وتستطيع هذه الروح السفر إلى أي مكان دون أن يتحرك
الجسد المادي، وبعضهم يدعي حتى التواصل مع أرواح الموتى.
في أحد أشهر هذه الإدعاءات، زعم رجل يدعى "أنجو
سوان" أنه سافر إلى كوكب المشتري، حاول العلماء التحقق من ادعاءاته عن طريق
سؤاله ماذا وجد في المشتري، فأخبرهم بخمسين معلومة لم تكن سوى اثنتان منها صحيحة.
ما يفسره العلم:
تُبنى خرافة الإسقاط النجمي على فرض وجود
الروح، وفي غياب أي دليل على وجود الروح يصعب تصديق العلماء للإسقاط النجمي، لذلك
قاموا بإجراء تجارب ومسح بالرنين المغناطيسي للمدعين أنهم يستطيعون القيام
بالإسقاط النجمي.
وصف العالمان "أندرا سميث" و"كلود
ميسيروير" من جامعة "أوتاوا" في ورقة بحثية نشراها في مجلة علم
الأعصاب تجربتهما على مشاركة قالت أنها تستطيع الخروج من جسدها: "ذكرت
المشتركة في التجربة أنها كانت قادرة على رؤية نفسها تطوف في الهواء فوق جسدها،
وجسدها ممدد تحتها، وذكرت أنها شاهدت نفسها تتحرك من فوق، لكنها ظلت على علم بثبات
جسدها الحقيقي، لم تبلغ المشتركة عن مشاعر معينة مرتبطة بتجربة الخروج من الجسد."
بعدما أجري لها فحص بالرنين المغناطيسي،
وجد الباحثون خموداً كبيراً في القشرة البصرية، بينما وجدوا نشاط عالياً في الجانب
الأيسر للدماغ المسؤول عن الصور المتحركة، والمرتبط بتكوين صور ذهنية للحركة
الجسدية، وهذا الجزء أيضاً يجعل من الممكن لنا للتفاعل مع العالم، ويجعلنا نشعر
بأن أجسامنا في حالة تواصل مع العالم.
يعلم الباحثون الآن أن تجارب الخروج من
الجسد قد تحدث بسبب الصدمات والأورام الدماغية، والحرمان الحسي، والمخدرات،
والجفاف، والنوم الطويل، والتحفيز الكهربائي للدماغ، كما أن بعض الأشخاص يمكنهم
القيام بهذه التجربة عن عمد.
ويعتقد بعض العلماء أن تجارب الخروج من
الجسد نوع من الهلوسة الناتجة عن آليات عصبية معينة، ويعتقدون أن بعض الأشخاص
قادرون على التحكم في هذه الآليات وتنشيطها عن طريق ممارسات معينة، أو أنواع محددة
من المخدرات.
ولعل التجارب خارج الجسم قد تكون في نهاية
المطاف مثل ظاهرة "الحس المرافق"، وهي ظاهرة عصبية تم تجاهلها إلى حد
كبير خلال منتصف القرن العشرين، والتي تجعل بعض الناس يرون ألواناً تلقائياً عندما
يقرؤون أو يسمعون الحروف والأرقام والكلمات.
هل الاسقاط النجمي حقيقي إذن؟
الإسقاط النجمي علمياً هو حالة من النشاط
والخمول في بعض المناطق من الدماغ، أما ما يدعيه الدجالون عن خروج الروح من الجسد
وما إلى ذلك فهو عارٍ تماماً من الصحة.
محاولات إثبات الإسقاط النجمي:
لا توجد أي أدلة قابلة للإختبار على
الإسقاط النجمي والروح، فعلى المدعين القيام باختبارات وتجارب للتحقق من أقوالهم،
فمثلاً على الشخص الذي يقول أنه يستطيع مشاهدة جسده والغرفة من أعلى أن يطلب من
شخص آخر كتابة رقم عشوائي على ورقة ووضع الورقة في مكان لا يمكن للشخص فيه رؤيتها
سوى من الأعلى، فإذا استطاع أن يحدد الرقم الموجود على الورقة بعد رجوعه لجسده
ستكون تجربة خروجه من جسده "شبه" صحيحة.
المصدر1: https://dkhlak.com
تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمعلمين والأهالي
حكايات معبرة وقصص للأطفال
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق