تعتبر عملية تعليم القراءة واحدة من أهم العمليات التعليمية
بالنسبة للأطفال في سن صغير، والتي تحقق الكثير من التأثير الإيجابي على ذكاء ومهارة
الطفل، وفي نفس الوقت تمنح الوالدين شعورًا رائعًا ومرضيًا نتيجة للتواصل مع طفلهم
ومساعدته على اكتساب المهارات الضرورية لبقية حياته، وهو ما يصب في النهاية في دعم
علاقتهما مع الصغير.
يمكنك أن تعلم ابنك القراءة في المنزل، سواء كنت تخطط لاستكمال
مشوار التعليم المنزلي أو ترغب فقط في منحه الدفعة الأولى قبل الالتحاق بالمدرسة. لا
تظن أنها مهمة صعبة؛ سوف يقدر ابنك على البدء في القراءة دون مشكلة إذا تأكدت من استخدامك
للأساليب والأدوات الصحيحة.
أولاً: البدء في وقت مبكر
1) اقرأ لطفلك بشكل منتظم.
تذكر دائمًا القاعدة الأساسية لتعلم أي شيء: من الصعب أن تتعلم بدون التعرض الدائم
لمحتوى ما ترغب في تعلمه. من المهم أن تقرأ لطفلك بشكل دوري لكي تدفعه نحو الشعور بالاهتمام
والرغبة في القراءة، وهو الأمر الذي يجب أن يبدأ منذ سنوات الرضاعة ويستمر بشكل متواصل
-قدر استطاعتك- إلى أن يلتحق الصغير بالمدرسة. اختر قراءة الكتب والقصص التي يقدر الطفل
على فهمها. في هذا السن الصغير، قد يكون من المناسب أن تقرأ 3 أو 4 كتب صغيرة في اليوم.
· يقدر الطفل على فهم الكتب والقصص التي تحفز
حواسه المختلفة بجانب السمع. تأكد من أن الصغير يستخدم حواس أخرى غير السمع في أثناء
قراءتك للقصة. اختر الكتب التي تحتوي على صور ورسومات ملفتة للانتباه. يوجد كذلك إصدارات
من الكتب تذهب لمناطق أبعد بكثير، حيث تتميز الصفحات بملمس مختلف أو يصدر الكتاب صوتًا
أو يوجد به روائح مصاحبة! ابحث عن هذه النوعية الرائعة من الكتب لمنح طفلك تجربة مميزة.
·
حاول
أن تقرأ بعض الكتب التي تتحدى قدرتهم على الفهم قليلًا، بشرط أن تظل القصة مثيرة للانتباه
ومناسبة لمرحلتهم العمرية، بما يضمن اندماجهم وانتباههم الكامل للحكي والقراءة.
2) اطرح الأسئلة التفاعلية.
قد لا يكون الطفل قادرًا بعد على القراءة، لكن ذلك لا يمنع أبدًا قدرته على "فهم
القراءة". لا تقرأ بشكل جامد أو صارم بهدف البدء والانتهاء، لكن مرر الكثير من
الأسئلة عن الشخصيات والقصة في أثناء قراءتك للنص بصوت عالي للطفل. يمكنك أن تسأل الطفل
الصغير الذي بدأ المشي لتوه أسئلة من نوعية: "هل ترى الكلب؟ ما هو اسم هذا الكلب؟"
على أن ترتفع صعوبة هذه الأسئلة كلما تطور مستواه وتعود أكثر على القراءة.
· ساعد الطفل على تعلم التفكير النقدي من خلال
طرح الأسئلة مفتوحة النهايات عن أحداث القصة. لا تعتقد أن مصطلح التفكير النقدي غير
مناسب لطفل صغير، فكل شيء يبدأ في هذه المرحلة العمرية الهامة. يفرض علينا السن ألا
نتوقع ردود معقدة لفظيًا إلا بعد وصول الطفل لعمر الرابعة أو الخامسة، لكن ذلك لا يمنع
أن تعرضه لهذه النوعية من الأسئلة منذ الآن.
3) اجعل الكتب في متناول الصغير.
لا فائدة من المكتبة العامرة بكتب الأطفال التي لا يقدر طفلك على الوصول إليها بسهولة
وقتما يريد. انشر الكتب في مستوى تناول يد ابنك أو اتركها ملقاة في ركن ما على الأرض
وفي المناطق المعتادة لممارسة اللعب، بحيث ينشط عقل الصغير بشكل تلقائي ويربط بين الكتب
وأنشطة اللعب ويعرف أن القراءة نشاط يمكنه القيام به بشكل يومي.
· سوف يرغب الطفل في لمس وقراءة تلك الكتب في
الكثير من الأوقات، لذلك تأكد من اختيار الكتب ذات الصفحات القابلة للقلب وغير المعرضة
للقطع بسهولة كذلك. على سبيل المثال، قد لا تكون المجلات وكتب الرسومات المنبثقة الخيار
الأمثل بالنسبة لطفلك الأصغر من 3 سنوات.
· يمكنك أن تضفي لمسة من الإثارة والجاذبية على
تصميم رف الكتب بالكثير من الرسومات والألوان، لكن وإلى أن يصل طفلك إلى المدرسة، ركز
أكثر على الغرض النفعي الأساسي من أرفف تخزين الكتب.
· اصنع مساحة مخصصة للقراءة بالقرب من رف الكتب.
قم بوضع بعض أكياس القماش (كراسي البين باج) والوسائد وكراسي الأطفال المناسبة بالقرب
من رف أو مكان تخزين الكتب. يساعد ذلك طفلك على الجلوس بشكل مريح في أثناء القراءة.
يمكنك كذلك أن تضع بعض أطباق الوجبات الخفيفة والمشروبات بحيث تكون في متناول ابنك
إذا رغبت في الأكل أو الشرب.
4) كن قدوة حسنة.
أظهر لطفلك مدى اهتمامك الشخصي بالقراءة وأنها نشاط مهم وجدير بالانتباه. اقضِ عشرة
دقائق يوميًا في القراءة مع التأكد من وجود ابنك في الأنحاء، بحيث يرى بنفسه مدى استمتاعك
ومحافظتك على عادة القراءة اليومية. قد لا تكون بالضرورة قارئًا نهمًا، لكن على الأقل
احرص على القراءة اليومية لمختلف الكتب والمجلات والجرائد. يمكن للأم كذلك أن تقرأ
كتب الطبخ والمجلات النسائية على أقل تقدير. تضمن لك هذه الإشارات غير المباشرة التي
ترسلها لعين وعقل الطفل أن يصبح بدوره مهتمًا وراغبًا في القراءة بمرور الوقت.
· أشرك الطفل معك في وقت القراءة. إذا كان المحتوى
الذي تقرأه مناسبًا لسن الطفل الصغير، فما الذي يمنعك عن التحدث إليه عن ما تقرؤه؟
اطلب منه أن يجلس بجوارك وابدأ في الإشارة بإصبعك على السطر والكلمة المقروءة، وهو
ما يساعد الطفل على الربط بين شكل وصوت الكلمة والحروف.
5) عوّد الطفل على استخدام المكتبة.
يمكن أن يتم ذلك عن طريق إنشاء مكتبة منزلية صغيرة تحتوي على مجموعة كبيرة من الكتب
المناسبة لعمر الصغير أو أن تحرص على إجراء رحلة أسبوعية إلى المكتبة المحلية مع الطفل،
بحيث يجد الفرصة للاطلاع على مختلف الكتب. يتشكل اهتمام وحب الطفل للقراءة بشكل طبيعي
عندما يكون قادرًا على الوصول إلى مجموعة متنوعة من الكتب (خاصة في حالة الطفل الأكبر
سنًا)، وهو ما ينعكس كذلك على بناء معرفته اللغوية من المفردات والجمل.
· لا يوجد أي سبب منطقي يجعلك ترفض طلب الطفل
لإعادة قراءة كتابه المفضل فقط لمجرد أنه سبق لكما قراءته مرات عدة من قبل. علم ابنك
القراءة وفي نفس الوقت الحرية والاعتماد على النفس والتعوّد على أخذ قراراته الشخصية
بنفسه. لا تنسَ أن القراءة هي مساحة حرة للتعلم واكتساب المعرفة في المقام الأول.
6) ابدأ في خلق روابط بين الكلمات
والأصوات. في المرحلة التي تسبق حتى أن يتعلم الطفل
الحروف الهجائية والأصوات الخاصة بكل حرف، من المهم أن تساعد طفلك على إدراك أن السطور
الموجودة في الصفحة مرتبطة بتلك الأصوات التي تنطقها. يمكنك أن تحقق هذا الغرض بشكل
بسيط من خلال الإشارة بإصبعك على كل كلمة في الصفحة في نفس لحظة نطقك لها. يساعد هذا
الأسلوب الطفل على الإمساك بنمط الكتابة وشكل الحروف وعلاقة الصوت بالحرف وعلاقة صوت
الكلمات وتنغيم الجمل بالطباعة المكتوبة واستيعاب المكتوب وما تقوله وفق الطول والصوت.
7) تجنب استخدام بطاقات الاستذكار
التعليمية (فلاش كاردز). تسوق بعض الشركات نوعًا من
البطاقات التعليمية المخصصة لتعليم القراءة للأطفال في المرحلة ما قبل المدرسية. لكن
حقيقة الأمر أنها ليست الطريقة الأمثل لتعليم مهارات القراءة للصغار. سوف يستفيد الطفل
من الوقت المستغرق في قراءة القصص تحت إشرافك بشكل أكبر بكثير من الاعتماد على تلك
البطاقات. نقتبس لك فيما يلي مقطعًا من كتاب "القراءة بصوت عال للأطفال: أدلة
الإثبات": تساعد القراءة بصوت عال للأطفال الصغار على محو أمية النشء وتطوير اللغة
وفي نفس الوقت دعم العلاقة بين الطفل والوالدين. بالإضافة لجانب بالغ الأهمية وهو تعزيز
حب الطفل للقراءة، وهو الأمر الأكثر ضرورة في هذا السن من عملية تطوير مهارات القراءة
والكتابة بحد ذاتها."
ثانياً: تعليم الأساسيات
1) علم طفلك الحروف الأبجدية.
ما أن يقدر الطفل على تطوير وعيه بالكلمات، ابدأ في تقسيم هذه الكلمات إلى حروف منفصلة.
يعتمد الغالبية بشكل أساسي على تعليم الطفل الحروف من خلال نسخ أغنيات الحروف المشهورة،
والموجودة في كل اللغات تقريبًا، لكنك قادر على استخدام لمستك الإبداعية الخاصة مع
طفلك. اشرح لطفلك كل حرف واسمه، وفي المقابل قم بتأجيل التعرف على الأصوات المختلفة
لكل حرف لوقت لاحق.
· احرص على النطق السليم للكلمات واستخدام مخارج
الحروف الصحيحة، حيث يلتقط الأطفال ويترسخ بأدمغتهم كل شيء، وهو ما يترتب عليه سلوكياتهم
اللغوية المستقبلية. احرص كذلك على نقل المعلومات بشكل تدريجي، حيث يُفضل الكثيرون
البدء بتدريس حروف المد (الألف والواو والياء)، ثم بعد ذلك تبدأ مرحلة تعليم الحروف
الهجائية كما هي مرتبة بالأبجدية العربية ولكن بأصواتها لا بأسمائها (مثل: بْ وليس
باء).
· استخدم الألعاب التفاعلية. ينجذب الأطفال إلى
الألعاب والألوان والحركة التفاعلية أكثر من فكرة الجلوس والانتباه للكتب التعليمية.
ابحث عن مجموعة الألعاب التعليمية التي تساعد الطفل على تعلم الحروف الهجائية، والموجودة
في العديد من الأشكال والأفكار. يمكن للطفل أن يشكل الحروف باستخدام الصلصال أو البلي-دو (Play-DOH) أو أن يتفاعل مع لوحة الحروف الضخمة بحيث يسقط الكرة أو الوسادة على الحروف
بترتيب عشوائي أو أن يصطاد الحروف البلاستيكية من حوض الاستحمام.
2) اعمل على تطوير وعي الطفل الصوتي.
تعتبر خطوة الربط بين الصوت المنطوق والحرف الهجائي من أهم مراحل تعليم القراءة ويطلق
عليها ببناء الوعي الصوتي لدى الطفل. يوجد في اللغة العربية 34 صوت مقسمة لمجموعتين:
الأصوات الصامتة (حروف الهجاء الثمانية وعشرون) والأصوات الصائتة (6 أصوات تمثل الحركات:
الفتحة القصيرة والطويلة والضمة القصيرة والطويلة والكسرة القصيرة والطويلة) يتم تعليم
أصوات اللغة من خلال معرفة اندماج كل حركة مع كل حرف صامت، بحيث يتعلم الطفل نطق الألف
المفتوحة والألف المضمومة والألف المكسورة وهكذا مع كل الحروف وصولًا إلى الياء. لاحظ
كذلك أن الياء والواو موجودان في مجموعتي الحروف الصامتة والصائتة، لكن الحقيقة أن
الياء الصامتة ليست ياء المدّ، أما الصائتة هي ياء المد، فهي تعدّ حركةً طويلة وكذلك
الأمر مع الواو.
· اعمل بهدوء وتركيز على كل حرف وكل صوت. تجنب
التسرع أو تشتيت ذهن الطفل بكم هائل من المعلومات في المرة الواحدة. احرص على بناء
قاعدة قوية من المعلومات عن طريق دراسة كل الحروف والأصوات بوتيرة تدريجية وغير متسرعة.
· استخدم مثالًا من الواقع لكلمات تبدأ بالأصوات
التي تقوم بتعليمها للطفل. على سبيل المثال، حرف الألف المفتوح يبدأ كلمة "أَسد"
والباء المفتوح يبدأ كلمة "بَطة". يمكن أن يتحول ذلك إلى لعبة تتبادل الاستمتاع
بها مع الصغير من وقت لآخر لضمان ثبات المعلومة بداخل عقله، بحيث تنطق له بعض الكلمات
البسيطة (مثل: أسد أو بطة أو تفاحة) وتطلب من الطفل أن يخمن الحرف الذي تبدأ به.
· استخدم ألعاب مشابهة لتلك المذكورة فيما يخص
تعليم الحروف الهجائية، والتي تحفز التفكير النقدي في عقل الطفل بحيث يقدر على أن يعرف
بنفسه العلاقة بين الصوت والحرف. اطلع على قائمة أفكار الألعاب سابقة الذكر لكن استبدل
استخدامها هذه المرة بحيث تكون مناسبة للأصوات.
· من الأسهل على الطفل أن يكوّن وعيه بالأصوات
عندما تكون الكلمات مقسمة إلى أجزاء صغيرة. يمكنك أن توفر له هذا الأمر من خلال ألعاب
التصفيق (قم بالتصفيق مع كل مقطع من الكلمة) أو عن طريق نطق الكلمات ببطء وبحروف مفردة
مرة بعد مرة قبل أن تجمعها معًا بشكل طبيعي في النهاية.
3) علّم ابنك الأناشيد.
يقدر الطفل على بناء وعيه بالأصوات وقدرته على إدراك الحروف من خلال تعلم أبيات الشعر
البسيطة والمرحة الموجودة في الأناشيد الغنائية، وفي نفس الوقت يتعلم الكلمات العربية
الأساسية. اقرأ لابنك مجموعة من الأناشيد المخصصة للأطفال في مرحلة الروضة واستفد من
ذلك في تكوين قائمة من الكلمات المتناغمة. سوف يتعلم الطفل من ذلك وجود أنماط صوتية
ثابتة تتشكل عندما يتم الجمع بين مجموعة أحرف معينة.
4) علم ابنك القراءة باستخدام
"الصوتيات الصريحة". عادة ما يتعلم الأطفال
التعرف على الكلمة بناءً على حجمها (الحروف الأولى والأخيرة منها) والصوت العام للكلمة.
تُسمى هذه الطريقة بأسلوب "الصوتيات الضمنية" والتي ترتكز أكثر على الجزء
الأكبر للكلمة ثم الأجزاء الأصغر فالأصغر. في المقابل، أظهرت الدراسات أن المفردات
القابلة للقراءة ترتفع بشكل هائل (من 900 كلمة إلى 30 ألف كلمة، في الصف الثالث الابتدائي)
عندما يتم تعليم الأطفال باستخدام الأسلوب المضاد لذلك: تقسيم كل كلمة إلى أجزاء صغيرة
ومن ثم البناء بينهم وصولًا إلى الكلمة الكاملة أو ما يطلق عليه "الصوتيات الصريحة".
ساعد ابنك على تعلم القراءة اعتمادًا على نطق كل حرف بشكل منفصل قبل أن ينظر للكلمة
ككل.
· لا تنتقل إلى أسلوب الصوتيات الصريحة إلا بعد
أن يطور الطفل وعيًا كافيًا بالصوتيات. إذا كان ما زال غير قادر على الربط بين الحرف
والصوت بشكل سريع بعد، فربما أنه بحاجة إلى المزيد من التمرن قبل الانتقال إلى تعلم
الكلمات الكاملة.
5) ساعد ابنك على تهجئة الكلمة.
يقدر الطفل الصغير على فك رموز الكلمات الغريبة عليه من خلال الاعتماد على التهجئة
أو ما يقصد به أن ينطق كل حرف بشكل منفصل، بدلًا من محاولة قراءة الكلمة ككل من أول
مرة. تتكون عملية القراءة من جزئين رئيسين: تهجئة/ قراءة الكلمة وفهم المعنى الذي تعبر
عنه الكلمة. لا تتوقع من الطفل أن يقرأ ويفهم الكلمة في الحال. ركز في البداية على
القراءة السليمة والوصول للنطق الصحيح لأجزاء الكلمة.
· لا تستخدم الكتب والقصص الصعبة في هذه المرحلة.
ساعد طفلك على القراءة من قوائم الكلمات أو من القصص البسيطة (التي لا تحتوي على أي
حبكة روائية وأحداث معقدة). يمكنك كذلك أن تستغل هذا الوقت في التمرن على المزيد من
الأناشيد والكلمات المتناغمة.
· التهجئة بصوت عالي أسهل على الطفل الصغير.
شجعه على نطق الحروف والاستماع إلى أسلوبه في النطق للتعرف على الطريقة التي يقول بها
الكلمة. يمكنك أن تُقسم له الكلمة إلى أجزاء وأن تستخدم معها التصفيق بالأيدي عند الضرورة.
· لا تشعر بالغضب أو اليأس في حالة لم يقدر الطفل
على نطق الأصوات بالطريقة الصحيحة. يعجز الأطفال عادة عن قول غالبية الأصوات بالطريقة
الأكاديمية الصحيحة بسبب اختلاف اللهجات المحلية وضعف مهارات السمع في بعض الحالات.
تقبل ما يقوم به الطفل من مجهود أيًا كانت النتائج، واستوعب كذلك أن تعلم الأصوات مجرد
خطوة في طريق تعلم القراءة وليست هدفًا بحد ذاتها.
6) لا تنشغل بالقواعد اللغوية.
يعجز الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة والروضة وحتى السنوات الأولى من المدرسة عن التعامل
مع المفاهيم اللغوية المعقدة ويحتاجون أغلب الوقت إلى التعامل مع حالات لغوية بسيطة
ومحددة. يصل غالبية الأطفال في عمر الرابعة إلى درجة جيدة من فهم قواعد اللغة وبمرور
الوقت سوف يقدر الطفل أكثر على تعلم بقية القواعد الرسمية المنظمة للغة. كل ما يهمك
في هذه المرحلة هو أن تركز على تطوير مهارة القراءة بحد ذاتها، بحيث يقدر على تهجئة
الكلمات الجديدة ودمجها في ذاكرته والاستفادة منها في بناء معرفته اللغوية.
7) اصنع قائمة بالكلمات المرئية.
يوجد في أي لغة مجموعة من الكلمات المتداولة شائعة الاستخدام؛ يكون من السهل على الطفل
الصغير قراءة بعضها ويصعب عليه قراءة البعض الآخر. يقدر الطفل على تذكر هذه الكلمات
من خلال التعوّد على رؤيتها مكتوبة مرة بعد مرة وليس مجرد الاستماع إلى صوتها فقط.
لاحظ القواعد الصوتية المميزة لبعض الكلمات؛ انتبه مثلًا إلى: اجتماع حرفي الضاد والطاء
أو الضاد والتاء، الفرق بين الثاء والسين والفرق بين الزاي والذال، مواضع الهمزة وقواعد
اللام الشمسية واللام القمرية. يقدر الطفل على حُسن قراءة الكلمات الوارد بها الحالات
السابقة وغيرها من خلال الاطلاع عليها مرة بعد مرة في قائمة منفصلة أو من خلال المرور
عليها في النصوص التي يقرأها. يمكنك الوصول إلى قوائم بهذه الكلمات من خلال البحث عبر
الإنترنت.
·
اعرض
هذه الكلمات على طفلك مكتوبة في ورقة. أخبره بالنطق الصحيح للكلمة. اطلب منه أن ينسخها
ثم شجعه على أن يقرأ لك هذه الكلمة.
ثالثاً: زيادة الصعوبة
1) شجع ابنك على قراءة القصص الكاملة.
نتوقع أن يصل الطفل إلى قدرة جيدة على القراءة بمجرد وصوله لسن الالتحاق بالمدرسة،
حيث يحصل هناك على المزيد من الكتب ومهمات القراءة بواسطة الأساتذة وهو ما يطور مستواه
اللغوي دون شك. ساعده على قراءة تلك القصص الكاملة من خلال التمرن أكثر وأكثر على مهارة
التهجئة التدريجية "الصوتيات الصريحة" وفهم المفردات الجديدة والتعرف عليها.
كلما تطورت مهارة الصغير في استيعاب الكلمات كلما صار قادرًا على فهم أحداث القصة والمعنى
المباشر وغير المباشر للكلمات المكتوبة.
· اسمح للطفل بالاطلاع على الصور. لا تظن أن
حجب الصور وتركيز انتباه الطفل على الكلمات فقط يساعده على تعلم القراءة بتركيز أكبر.
حقيقة الأمر أن الربط بين الكلمة والصورة يمثل جانبًا بالغ الأهمية في دعم بناء المصطلحات
اللغوية في عقل الطفل.
2) اطلب من ابنك أن يحكي لك القصة.
في كل مرة وبعد الانتهاء من القراءة، شجع الطفل على أن يصف لك أحداث القصة وأن يعيد
حكي ما قرأه. حاول قدر الإمكان أن تحصل منه على كل التفاصيل الممكنة التي يتذكرها،
لكن في نفس الوقت لا تتوقع ولا تضغط عليه في سبيل الحصول على حكي كامل ودقيق. يمكنك
كذلك أن تدمج واحدة من النشاطات المرحة، كأن تستخدم العرائس التي تمثل شخصيات القصة،
بحيث يقدر الصغير على وصف الأحداث اعتمادًا على تمثيل الأشخاص في لعبة ممتعة ومثيرة
للذهن.
3) اطرح عليه بعض الأسئلة حول القصة.
تأكد من استخدام أسئلة المتابعة والتعقيب بعد كل جلسة قراءة، سواء كنت أنت القارئ أم
كان طفلك قادرًا على أن يقرأ بنفسه. سوف يواجه الطفل في البداية بعض الصعوبة عند الإجابة
على الأسئلة، التي تتطلب بدورها درجة من التفكير النقدي وفهم معاني الكلمات وبناء الشخصيات
وتطور الأحداث (وانعكاس ذلك من خلال أبسط تفاصيل القصة)، لكن بمرور الوقت سوف تتشكل
لديه المهارة اللازمة للإجابة على الأسئلة.
· اصنع قائمة بالأسئلة التي يقدر طفلك على قرائتها.
لا تنسَ أن مهارة الطفل في القراءة والفهم ما زالت قيد التشكل. اختر نوعية الأسئلة
المفهومة بالنسبة للصغير واستفد من هذا النشاط في تشجيعه على قراءة السؤال بحد ذاته،
وهو الأمر بالغ الأهمية تقريبًا مثل قدرته على إجابة السؤال نفسه.
· ابدأ بالأسئلة المباشرة، مثل: "من هو
الشخصية الرئيسية في الكتاب؟"، بدلًا من الأسئلة التجريدية، مثل: "لماذا
كان البطل يشعر بالحزن؟"
4) اجمع بين القراءة والكتابة.
لا يمكن أن يكتب الطفل قبل أن يقرأ، لكن في نفس الوقت لا يمكن أن يكتفي الصغير بتعلم
القراءة فقط لا غير. بمجرد نمو مهارات ابنك في القراءة، تأكد كذلك من ممارسته للكتابة
بشكل منظم. يتعلم الطفل القراءة بشكل أسرع وأسهل إذا لازم ذلك البدء في تعلم الكتابة
أيضًا. يستفيد الطفل كثيرًا من بناء ذاكرته اللغوية والاستماع إلى الأصوات ورؤية الحروف
في أثناء انشغاله في تمارين الكتابة، وهو ما يعزز بدوره قدرته على تعلم الكلمات والتراكيب
اللغوية الجديدة. لذا لا تتجاهل أبدًا أهمية تشجيع الطفل على الكتابة كنشاط مقترن بشكل
دائم مع القراءة.
· سوف تلاحظ تطور في قدرة الطفل على القراءة
كلما تعلم بدوره المزيد عن تهجئة الحروف ونطق الكلمات وكتابتها. قدم لابنك كل الدعم
وتحلَ بالصبر والهدوء واعمل معه بشكل تدريجي دون أن تتوقع وصوله لدرجة عالية من الإتقان
في فترة قصيرة.
5) استمر في القراءة لابنك.
لا تنتهي مهمتك في القراءة مع ابنك بمجرد تعوده على القراءة بمفرده. حافظ على هذه المتعة
المتبادلة والنشاط المشترك بينكما واستمر في تعزيز مهارته في القراءة عن طريق القراءة
عليه أو معه بشكل يومي. يمكنك دائمًا أن تقدم له مستويات أصعب من اللغة مرة بعد مرة،
ويقدر الطفل بدوره على بناء وعي أقوى بالصوتيات وحسن القراءة كلما كان قادرًا على رؤية
الكلمات والاستماع لها بصوتك وأنت تقرأ، لذا لا تعتقد أن وجودك غير ضروري. لا تترك
ابنك يعاني بمفرده في اكتشاف الكلمات الجديدة وإيجاد حلًا من السماء لقرائتها ومعرفة
نطقها الصحيح.
6) شجع ابنك على أن يجهر بالقراءة
أمامك. يوجد عدة فوائد لهذا التمرين، من بينها:
سوف تتعرف بشكل أفضل على مستوى ابنك في القراءة، وسوف يضطر بدوره إلى الإبطاء من قراءته
لكي ينطق الكلمات بشكل صحيح. حاول قدر الإمكان أن تتجنب إيقاف الطفل أثناء القراءة
لتصحيح نطقه، حيث يتسبب ذلك في مقاطعة التمرين والتأثير على ثقته في نفسه وسلاسة أسلوبه
في القراءة، وهو ما يصعب على الطفل كذلك عملية فهم ما يقرؤه.
·
لا
تقتصر القراءة العلنية على القصص والكتب فقط. يمكنك أن تبدأ هذا التمرين في أي لحظة
يظهر أمامك أنت وطفلك أي مجموعة من الكلمات. شجعه على قراءة لوحات الطرق والملصقات
في الشوارع واليفط والجمل المكتوبة على شاشة التلفزيون أو جهاز الكمبيوتر. استغل الأشياء
التي يتعرض لها الطفل بشكل يومي لزيادة حصيلته اللغوية والتمرن على القراءة والتعلم.
أفكار مفيدة
ü إذا كان الطفل لا يتمتع بالصبر الكافي لتعلم
القراءة من الكتب، فجرب استخدام البرامج التلفزيونية المخصصة للأطفال والفيديوهات الإلكترونية
التي تحتوي على كتابة نصية ملحقة بالصوت. شجع ابنك على متابعة الكتابة والنطق في أثناء
استمتاعه ببرنامجه المفضل.
ü لا يقدر الرضع والأطفال الصغار على تعلم كيفية
نطق الكلمات. قد يكونون قادرين على إدراك بعض الحروف والربط بينها وبين الأشياء أو
المفردات المألوفة بالنسبة لهم، لكن تظل الكلمات معقدة وأصعب من قدرتهم على الاستيعاب
بعد. لا تظن أن البطاقات التعليمية قادرة على تطوير قدرتهم في القراءة بشكل خيالي كما
يدعي البعض.
ü غالبية الأطفال لا يصبحون مستعدين بعد للبدء
في القراءة ونطق الكلمات إلا في المرحلة العمرية (من 5 إلى 7 سنوات).
ü يقدر العديد من الأطفال على بناء وعيهم الخاص
بالأصوات في عمر الرابعة. يمكنك أن تبدأ في تعليمه أصوات الحروف في هذا العمر وأن تدمج
ذلك بالقليل من تعليمات القراءة البسيطة في نفس الوقت.
ü لا تتسرع أو تضغط على الطفل لتعلم كل شيء في
الحال. امنحه فرصة التعلم خلال فترة مناسبة من الوقت وفي المقابل اجعل كل همك منصبًا
مداومة القراءة له بشكل يومي وعلى توفير الأدوات والفرص التعليمية المختلفة التي تساعده
على التطور.
المصدر: 1
إقرأ أيضًا
للمزيد
أيضاً وأيضاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق