السبت، 18 أبريل 2020

• التوحد: كيف تقدم الدعم لشخص يعاني من التوحد


هنالك العديد من الطرق التي يمكنك اتباعها لمساعدة أحد أحبائك المصاب بالتوحد، بما في ذلك مساعدته على التحكم بالضغط والتواصل بفاعلية. يمكنك مساعدة أحد المتوحدين من أفراد أسرتك أيضًا بخلق بيئةٍ منزليةٍ مريحة.
أولاً: خلق بيئةٍ ودية

1)    اخلق أمكنة يمكن للمصاب بالتوحد أن يشعر فيها بالاسترخاء. من السهل أن يشعر المصابون بالتوحد بالضغط أو الارتباك، لذا فإن توفير أماكن هادئةً قد يساعدهم على الاحتفاظ بهدوئهم.
·       اقترح عليه مكانًا يتمتع بأقل ما يمكن من الاضطراب (أي بعيدًا عن المطبخ الصاخب الذي يعج بالعمل والضوضاء مثلًا) أثناء بحثه عن مكانٍ للجلوس.
·       انقل المناقشات لأماكن هادئة.
·       صَمِّم ركنًا للتهدئة بحيث يستطيع المتوحِّد الانسحاب إليه لدى شعوره بالضغط، واملأه بالأشياء المهدئة.
2)    ضع جدولًا زمنيًا. قد يجد المصابون بالتوحد صعوبةً في تقبل التغيرات غير المتوقعة في الحياة اليومية. ربما يعزز الروتين إحساسهم بالاستقرار. عندما تطرأ التغيرات على هذا الروتين فقد يتعكر يومهم بالكامل مؤديًا للشعور بالارتباك أو الخوف أو الغضب أو الانهيار. إليك بعض الأفكار للحفاظ على استقرار الأمور:
·       ساعده على وضع جدولٍ زمني، حيث يمكن استخدام تقسيم الفترات الزمنية لتحديد الأنشطة التي ستشغل كل جزءٍ من اليوم.
·       احتفظ بتقويمٍ مرئي. ضعه في مكانٍ واضحٍ يسهل الوصول إليه؛ مثل جدارٍ في غرفة المعيشة.
·       قد تجعل الرسوم التوضيحية (القصاصات أو الرسومات) التقويم أكثر لطفًا وجذبًا.
3)    امنح الشخص الذي تحبه كثيرًا من التنبيهات حتى يتمكن من التكيف مع أية تغيراتٍ في الجدول الزمني. عليك - لتهيئته لهذا التغيير- أن تحاول مشاركته التخطيط للحدث حتى يكون على علمٍ باقترابه.
·       قد يغير موعدٌ طبيب الأسنان الجدول الزمني لهذا الشخص مثلًا، لذا، فضع الحدث على تقويم المتوحّد وناقشه في الأمر قبلها ببعض الوقت. صحيح أنه قد لا يشعر بالرضا عن تغيير جدوله إلا أنه سيكون مستعدًا على الأقل.
·       جرب وضع الأنشطة في فتراتٍ زمنيةٍ محددة. إذا كانت لديه دروس رياضياتٍ في أيام الثلاثاء والخميس في الساعة الثالثة على سبيل المثال، فخطط لشيءٍ آخر في الساعة الثالثة (كخروج العائلة كلها إلى حديقة الحيوان) بحيث يكون لديه نوعٌ من النشاط في هذا الوقت دائمًا.
4)    خطط لاستغلال الوقت الضائع بعد الانتهاء من أمرٍ شاقٍ أو مرهق. حيث يشعر المصاب بالتوحد بالتعب غالبًا بعد يومٍ مضغوطٍ في المدرسة أو مناسبةٍ اجتماعية أو موعد أو نزهة. سيساعده قضاء الوقت في القيام بأنشطةٍ هادئة (القراءة أو اللعب أو الاهتمامات الخاصة) على استعادة طاقته والحفاظ على اتزانه.
·       تذكر أن تصورك عن الاسترخاء قد لا يماثل تصوره.
·       حاول وضع شيءٍ إيجابيٍ بعد هذا التغيير المرهق أثناء تغيير الخطة الزمنية. مثلًا دع ابنك يستمتع بوقت فراغ حتى موعد العشاء بعد زيارة الطبيب.
5)    حدد أي المحفزات تزعجه. يعاني المصابون بالتوحد من اضطراب المعالجة الحسية، وهو اضطرابٌ عصبي تكون فيه المدخلات الحسية الطبيعية مشتتةً ومزعجةً للغاية، بل وربما مؤلمةً بالنسبة لهم. تفهم أن هذه الحساسيات لا يمكن تجاهلها أو إبعادها وأنها تسبب كدرًا حقيقيًا.
·       تواصل مع من تحب بشأن هذه المحفزات. لاحظ ما يزعجه أو اسأله عنه. قد يكون قادرًا فعلًا على التعبير عن انزعاجه أو إعطائك بعض الإشارات. حدد المشاكل بدقة وحاول إيجاد سبلٍ لحلها.
·       إذا كانت أختك المراهقة لا تتقبل الطعم القوي لمعجون الأسنان فحاول مساعدتها باختيار معجونٍ آخر ذو نكهةٍ أخف في المتجر (علكة الأطفال مثلًا).
6)    احرص أن تكون جميع محاولات التعامل مع التوحد آمنةً وغير قهرية. يمكن أن تؤدي بعض طرق التعامل مع التوحد خاصةً المتعلقة بالتعديلات السلوكية مثل (تحليل السلوك التطبيقي) إلى اضطراب ضغط ما بعد الصدمة إذا تمت بطريقةٍ خاطئة. حيث تعتمد بعض العلاجات على كسر إرادة المتوحد وإجباره على التكيف على نمط ما وبالتالي قد يكون هذا بالغ الضرر للمصابين من الناحية العاطفية.
·       تجنب المعالجات التجريبية أو المبنية على الإذعان.
·       يجب أن يكون المصاب بالتوحد قادرًا على قول "لا" وعلى أخذ استراحات لنفسه.
·       يجب ألا تتضمن المعالجة البكاء أو الصراخ أو العنف أو توسله المساعدة.
·       إذا ارتبت في كون المعالجة مربكةً أو مخيفةً أو مؤلمةً فأوقفها، إذا لم تكن بالغًا فأخبر أحد الراشدين أو أبلغ منظمات حماية الأطفال.
7)    ضمّن التمارين الرياضية في برنامج التعامل مع التوحد. حفز المراهقين أو الراشدين المصابين بالتوحد على المشاركة في التمارين الرياضية في حياتهم اليومية. يوفر التمرين مخرجًا للطاقة الزائدة (إذا كان الشخص بحاجةٍ مستمرةٍ للنمط التكراري الذاتي)، ويقدم له المحفزات الحسية بطريقةٍ آمنةٍ ومحكومة ويمكن أن يحسن مزاجه وشعوره بالأمان. جد نشاطًا يحبه والتزم به.
·       قد يكون أداء المصابين بالتوحد أفضل في الرياضات الفردية أو البيئات الخالية من المنافسة. حتى الخروج المنتظم للمشي قد يكون مفيدًا لمن تحب.
8)    شجع الاهتمامات الخاصة بهم. يمكن أن توفر الاهتمامات الخاصة ملاذًا للمصابين بالتوحد وتطور مهاراتهم (الكاتب الشاب مثلًا سيتعلم النقد) وقد توصلهم إلى هوايةٍ أو مهنةٍ جيدة، كما أنها تشجع المصابين بالتوحد أن يكونوا على طبيعتهم.
·       اختر ألعابًا للأطفال المتوحدين توافق اهتماماتهم.
·       ناقش اهتماماتهم لمدةٍ زمنيةٍ مريحة، مثلًا يمكنك إجراء محادثةٍ تبادليةٍ بطرح الأسئلة أثناء قيادة السيارة.
·       ساعده على تعلم المزيد عبر الكتب الموجودة في المكتبة العامة.
·       اقترح عليه الالتحاق بالنوادي والأنشطة ذات الصلة باهتماماته، حيث قد تكون الاجتماعيات أقل إخافةً له إذا أحب موضوع النقاش.
ثانياً: التعامل مع نوبات الانهيار
1)    تعلم رؤية النماذج السلوكية في نوبات الانهيار. معرفة ما يثير الشخص الذي تحب يمكن أن يساعدك في تمييز المواقف الصعبة ومعالجتها قبل أن يصل الضغط لنقطة الغليان. ضع في حسبانك الاحتفاظ بسجلٍ لمثيرات نوبات الانهيار كي تعمل على منعها مستقبلًا.
·       قد يكون الذهاب إلى مطعمٍ ما مثلًا أمرًا مشوشًا للغاية بالنسبة للطفل. إبعاده لبضع دقائق عن البيئة المحيطة كافيًا بعض الأحيان لمساعدته على الاسترخاء.
2)    تعرف على العلامات التحذيرية لنوبات الانهيار. تحدث نوبات الانهيار كنتيجةٍ لاشتداد الضغط لدى المصابين بالتوحد، وبالتالي فأفضل علاجٍ لها هي منعها. إليك بعض الطرق لملاحظة ما إذا كنت على وشك الدخول في إحدى هذه النوبات:
·       الإحباط
·       إلقاء العديد من الأوامر اللفظية عليه في نفس الوقت
·       الشعور بالظلم
·       المحفزات المؤلمة/ المربكة
·       تغيير الروتين
·       عدم القدرة على الفهم أو التواصل بفاعلية
3)    تدخل سريعًا لمصلحة المصاب بالتوحد. قد لا يدرك من تحب كيف يشتد الضغط على نحوٍ سيء أو ربما يكون غير قادرٍ على التعبير عنه. أبعد أية مثيراتٍ للتوتر واسأله عما يضايقه.
·       اصطحبه للخارج في استراحةٍ قصيرة.
·       أبعده عن الزحام أو أسباب التوتر الأخرى.
·       تجنب إرهاقه، حتى إذا كان الآخرون يفعلون ذلك فاطلب منهم أن يمنحوه استراحةً قصيرة.
4)    وَفِّر وسائل الراحة المطلوبة على الفور. يعتاد المصابون بالتوحد على أن يتم إخبارهم أن طلباتهم ثقيلةٌ أو زائدةٌ عن الحد، لذا فإن طلبوا تغيير شيءٍ ما فهو على الأرجح يسبب لهم الألم أو الكدر.
·       لا ترهن تلبية احتياجاته بشيء. افترض أن الأمر عاجلُ حتى لو لم يستخدم الكلمات الملائمة أو لم يقل (رجاءً) بالشكل الصحيح. يمكنك تدريبه على أساليب الطلب الصحيحة عندما لا يكون على وشك البكاء.
5)    خذه لمكانٍ أكثر هدوءً. حاول اصطحابه للخارج أو أخذه إلى ركن التهدئة الخاص به، سيمنحه هذا فرصةً للاسترخاء لن يكن فيها محاطًا بالأشخاص والمثيرات.
6)    كن هادئًا وصبورًا ومتفهمًا. لا تصرخ عليه أو توبخه على نوبات انهياره أبدًا، فهو يشعر بالخجل والحرج الشديدين على الأرجح بسبب فقدانه السيطرة على نفسه، والتسبب في جعل شعوره أسوأ سيصعب استعادته لهدوئه.
·       تجنب الزحام أو الأشخاص الذين يطيلون التحديق. اطلب منهم التوقف عن ذلك أو انقل مصاب التوحد إلى مكانٍ أقل عمومية.
7)    شجع الأنماط التكرارية الآمنة. النمط التكراري (يعرف أيضًا بسلوك التحفيز الذاتي) هو طريقةٌ لتحفيز الحس يمكن أن تكون مهدئة جدًا للمصابين بالتوحد. تشمل الأمثلة على هذه الطريقة الهز والخفق باليدين والقفز والتململ. إليك بعض طرق تشجيع المصاب بالتوحد على اتباع النمط التكراري:
·       اعرض عليه استخدام الكرسي الهزاز (إذا كان متاحًا)
·       أحضر له لعبه التكرارية المفضلة و/أو بطانية الوزن
·       اسأله عن النمط التكراري الذي يفضل اتباعه لتهدئة نفسه ("هل تريد الخفق بذراعيك؟" مثلًا)
·       امنحه عناقًا قويًا
·       لا تحكم عليه لكونه يبدو غير مألوف، وإذا اعترض شخصٌ آخر على جهوده في تهدئة نفسه ذاتيًا فاستخدم الكلام أو النظرات الحادة لتعلمه أن هذا غير مقبول.
8)    عندما يستعيد قريبك المتوحد هدوءه مجددًا؛ فاستعد تواصلك معه واكتشف ما الذي أثار نوبة الانهيار. شجعه على إجراء محادثةٍ صادقةٍ بناءة، وركز على المحفزات وما الذي يمكنكما فعله لتجنب المواقف المشابهة في المستقبل.
·       إذا كان ازدحام المتجر يتسبب في بكاء ابنتك فحاول الذهاب إليه عندما يكون أقل ازدحامًا، أو أحضر لها ألعابًا تكرارية النمط وسدادات للأذن، أو حتى دعها تبقى في المنزل.
·       إذا أثارت أنباء هجومٍ عنيفٍ نوبة انهيارٍ لدى أخيك فاقترح على والديك ألا يقوموا بتشغيل نشرة الأخبار ليلًا وساعده على أداء تمارين الاسترخاء.
ثالثاً: التواصل بفاعلية
1)    اعلم أن التواصل قد يكون صعبًا للغاية. قد تختلف لغة الجسد لدى المصابين بالتوحد عن الطبيعيين، وقد لا يدرك المصابون بالتوحد ما تعنيه التعبيرات أو الإيماءات في كل الأوقات.
·       لا تتوقع إنشاء اتصالٍ بالعيون. ينتبه المصابون بالتوحد بصورةٍ أفضل غالبًا عندما لا ينظرون في عيون الآخرين.
·       توقع أن يُظهِر التململ وحركاتٍ غير مألوفة.
·       اعرف ما الذي يضايق من تحب وما تعنيه لغة جسده الفريدة.
2)    لا تشدد على نبرة الصوت ولغة الجسد. نظرًا لهذا الالتباس في لغة الجسد، لن يقوم المصاب بالتوحد على الأغلب بإظهار لغة الجسد التي تطابق ما يشعر به حقًا. ينطبق الأمر ذاته على نبرة الصوت، وبالتالي من المهم أن تذكر نفسك ألا تفسر أية نبرةٍ عدائية أو إشارةٍ جسدية فظة على أنها موجهةٌ لك أو تنزعج منها.
·       قد تبدو نبرة محبوبك قصيرةً وفظةً على سبيل المثال، لكن هذا لا ينفي أن يكون في مزاجٍ رائع.
·       قد تمنحك مراقبة تصرفاته المتكررة بعض الإشارات، فإذا كان هناك صبيٌ مثلًا يخفق بيديه عندما يكون سعيدًا فقط، فإن هذه علامةٌ تؤكد لك أن كل شيءٍ على ما يرام.
·       حتى إن كان منزعجًا فليس بالضرورة أن يكون خطؤك، ربما يكون نباح كلبٍ ما مثلًا هو ما يزعجه طيلة اليوم.
3)    كن مدركًا أن المعالجة السمعية قد تكون مشكلةً. هذا يعني أنه بينما يكون بالتوحد قادرًا تمامًا على فهم اللغة؛ يصعب على دماغه ترجمة الكلمات المنطوقة إلى معانيها بنفس سرعة دماغك. قس رد فعله على التعليمات الشفهية أو القوائم الطويلة. قد يحتاج إلى تعليماتٍ مكتوبة أو قد يتطلب المزيد من وقت المعالجة قبل الاستجابة فحسب.
·       قد لا يكون قادرًا على تذكر القوائم المنطوقة وبحاجةٍ لقوائم كتابيةٍ و/أو توضيجيةٍ أيضًا.
·       امنحه وقتًا كافيًا للتفكير والمعالجة. قد تكون استجابته أبطأ.
·       ربما يكون أفضل في القراءة والكتابة من التعامل مع المحادثات المنطوقة.
4)    حاول توفير مساحةٍ هادئةٍ لتتواصلا فيها. ربما يجد محبوبك صعوبةً في التواصل في الأماكن المزدحمة حيث توجد الكثير من الضوضاء. قد يشعر بالتوتر والارتباك في الأماكن التي يقوم فيها العديد من الأشخاص بالتحدث. تحدث معه في بيئةٍ هادئةٍ بدلًا من ذلك.
·       إذا كانت الغرفة مزدحمةً فانتقل لمكانٍ آخر.
·       جرب استخدام التواصل المساعد والمعزز إذا لم تتمكن من الانتقال لمكانٍ آخر (على سبيل المثال: لغة الإشارة أو الصور أو الكتابة).
5)    ضع تدريب التركيز في حسبانك لتطوير المهارات الاجتماعية لدى المتوحد. تدريب التركيز هو برنامجٌ تدريبي يساعد المصاب بالتوحد على تطوير خططٍ للتفاعل مع الآخرين. يعلم هذا النوع من التدريب الأفراد كيفية فهم الأفكار والمشاعر. يتم هذا التدريب بشكلٍ عام في مجموعة، رغم أنه من الممكن القيام به في جلسةٍ فردية. سيقوم قريبك المتوحد أثناء المعالجة بتطوير خططٍ للتنظيم الشعوري ومهارات المحادثة وحل المشكلات ومهارات الصداقة.
·       برنامج التدخل لتطوير العلاقة (RDI) هو أحد البرامج الشائعة.
·       لا تقوم كل مجموعات المهارات الاجتماعية بتعليم مهاراتٍ نافعة؛ فلن تفيده مثلًا مجموعات المراهقين المثليين التي تركز على المغايرة الجنسية.
رابعاً: تعليم المهارات الهامة
1)    علمه أساليب التهدئة. وفقًا لنظرية "العالم العصيب" عن التوحد؛ فإن العالم قد يتحول سريعًا إلى مكانٍ مخيفٍ ومربكٍ بالنسبة للمصابين بالتوحد، وقد يحتاجون لدعمٍ إضافي لتعلم كيفية التعامل معه بحيث قد تشمل هذه التمارين:
·       التدرب على التنفس العميق
·       العد للشعور بالاسترخاء
·       الإمساك باللعبة أو الشيء المفضل حتى الشعور بالتحسن
·       أنماط تكرارية معينة
·       اليوجا أو التأمل أو تمارين الانبساط
·       أخذ استراحةٍ قصيرةٍ مع الموسيقى أو الغناء
2)    علم من تحب أن يتجنب السقوط في نوبات الانهيار بطلب المساعدة. قد تكون عباراتٌ مثل "أحتاج لاستراحةٍ من فضلك" أو "هل يمكنني الذهاب إلى ركني؟" مفيدةً بشكل خاص. يصبح تجنب نوبات الانهيار أسهل عندما يصبح من تحب قادرًا على تمييز مثيراتها وطلب المساعدة.
·       ادعم هذا السلوك بتلبية الطلب على الفور.
·       إذا كان يتعلم القيام بهذا فاشكره: "شكرًا لأنك أعلمتني أن الضوضاء العالية تؤذي أذنيك! - "يمكنني الآن مساعدتك على إيجاد سدادات الأذن ويمكنك الانتظار في الخارج مع شقيقك بينما أتفقدها".
3)    علم الأطفال ما يتعلق بالمشاعر باستخدام بطاقات الذاكرة والكتب والأفلام. يمكن أن تساعد الأمثلة القصصية المصابين بالتوحد على فهم ما يشعر به الآخرون وسببه، بحيث تسمح لهم بأن يقوموا بتحليل الشعور من مسافةٍ آمنة.
·       إذا لم يفهم الطفل التعبيرات الأساسية فحاول تعليمه إياها بالبطاقات المدمجة.
·       اسأله: "ما الذي تظن أن فلان يشعر به الآن؟" أثناء قراءة الكتب أو مشاهدة الأفلام. قدم بعض الاقتراحات إن لم يكن واثقًا من إجابته.
·       جرب أيضًا المهارات الاجتماعية: "أتظن أنها كانت فكرةً جيدةً له أن يشعر بذلك؟ لا؟ ما الذي قد يكون جيدًا إذن؟"
·       ابحث عن عروضٍ تكون مزيجًا من المرح والتعلم مثل "حصاني الصغير ذو القرن."
4)    ضع أهدافًا اجتماعيةً واقعية. عليك معرفة أن من تحب لن يعيش حياةً صاخبة أبدًا، ولا بأس بذلك. ركز على ما يرغب "هو" بفعله: ربما يريد الحصول على صديقين مقربين، أو أن يكون لديه من يشاركه اللعب في فترة الاستراحة. حاول توفيق المهارات الاجتماعية مع رغباته وليس رغباتك فحسب.
5)    علم الطفل ما يتعلق بالتحدث عن اهتماماته الخاصة. قد يكون الأطفال المصابون بالتوحد شغوفين باهتماماتهم بشكلٍ لا يصدق، ولذا فقد لا ينتبهون إلى أنهم يحتكرون المحادثة أو لا يدركون رغبة شركائهم في تغيير الموضوع. علم طفلك كيفية:
·       طرح الأسئلة لإشراك الآخرين في الأمر ("كيف كان عملك اليوم يا أمي؟")
·       قول ما إذا كان أحدهم مشغولًا
·       قياس ما إذا كان الشخص مهتمًا
·       ترك المحادثة تنتقل بصورةٍ طبيعية
·       الإنصات
·       معرفة متى يكون الحديث الفردي فكرةً جيدة (عندما يرغب أحدهم في معرفة موضوع اهتمامه على سبيل المثال)
6)    كن نموذجًا للمهارات الاجتماعية الجيدة. تذكر أن المصاب بالتوحد يتعلم وينمو باستمرار وأنك مثالٌ يحتذي به. تصرف بالطريقة التي تريد أن تراه يتصرف بها وسيتبع خطاك.
·       استمع بإنصاتٍ للمصاب بالتوحد واطرح عليه الأسئلة.
·       تصرف بذات الطريقة التي تريد منه أن يتصرف بها عند الشعور بالإنهاك أو الإحباط. خذ استراحةً عند حاجتك لذلك. (لا بأس بذلك!)
·       أظهر العطف. لا تفعل مع المصاب بالتوحد شيئًا لن تقوم به مع غيره من غير المصابين.
·       تعامل مع مشاعره على أنها جديةٌ وحقيقية.
7)    امنحه الثناء دون تردد. المصابون بالتوحد أكثر عرضةً للقلق والاكتئاب ما قد يعني احترامًا أقل لذواتهم. عزز احترام المتوحد لذاته؛ بالتعرف على مواصفاته الجيدة، والثناء على جهوده في التقدم. أوضح له أنك فخورٌ به.
·       قد يأتي الثناء في صورة كلماتٍ لطيفةٍ أو عناقٍ أو وقتٍ تمضيانه سويًا أو وقت فراغٍ إضافي.
·       الثناء جيدٌ في حد ذاته، لكن لا تتعامل على أنه الغاية من كل ذلك! حيث إن أصبح المتوحد معتمدًا على الثناء فقد ينتهي به الأمر محاولًا استرضاء الجميع وغير قادرٍ على وضع الحدود.
8)    علمه مهارات الدفاع عن النفس. يحتاج المصابون بالتوحد إلى تعلم كيفية الدفاع عن أنفسهم، وأن يكونوا حازمين، وأن يقولوا "لا" حين لا يرغبون في أمرٍ ما. هذا مهمٌ على نحوٍ خاص لأن الأطفال أكثر عرضةً لخطر سوء الاستغلال.
·       اسمح له برفض بعض الأشياء. ("لا أريد هذه السترة. إنها تزعجني!")
·       اثن عليه لتعبيره عن احتياجاته. ("شكرًا لأنك أعلمتني أن صوت الموسيقى أعلى مما يجب. سأخفضها على الفور.")
·       أعطه بعض الخيارات وشجعه على التفكير.
·       تجنب المعالجات المبنية على الإذعان والتي قد تعيق قدرته على الرفض.
·       عندما يقول قريبك ذاك "لا" فأنصت له، وسله ما الخطب؟ إذا كان أمرًا لا يمكن تجنبه، هل يمكنك إلغاء الجزء الذي يجعله بغيضًا؟، أو أن تعقد معه صفقةً ترضيه؟ تجاهل رفضه في الحالات الجدية المتعلقة بالصحة أو السلامة.
·       قد يكتسب المراهقون والراشدون المهارات من خلال مجموعات الدفاع عن النفس مثل شبكة النساء المصابات بالتوحد، أو شبكة الدفاع عن النفس للمصابين بالتوحد ASAN. رغم ذلك كن حذرًا فيما يتعلق بتقديمه لهذه المجموعات إذا كان حساسًا؛ حيث أن مشاكل الضغائن، والتعاملات المتعسفة والألم المعنوي ربما تؤرقه.
خامساً: فهم التوحد
فهم التوحد مهمةٌ صعبة، ذلك يمثل إعاقةً معقدةً وكل شخصٍ مصابٍ به يعتبر حالة فريدةٌ تختلف عن الأخرى.
1)    اعلم أن التوحد طيفٌ بالغ التعقيد. للتوحد نطاقٌ واسعٌ من المظاهر التي تختلف من شخصٍ لآخر. حيث أن التوحد إعاقةٌ تطويرية، أي أن مهارات التواصل والمهارات الاجتماعية تكون صعبةً بعض الشيء مع تنوع أعراضه بشكلٍ عام.
·       ليس للتوحد طيفًا خطيًا يتدرج من "البسيط" لـ"القوي"؛ لكنه يؤثر على عدة مناطق بعدة طرق. قد يكون صديقك مرحًا ورائعًا في قدرته على إبهاج الناس مثلًا لكنه يجد صعوبةً بالغة في الرعاية الذاتية والمعالجة الحسية. قد يكون المصاب بالتوحد قويًا في جزئيةٍ ما وضعيفًا في الأخرى.
2)    ضع نقاط قوة هذا الشخص العزيز والصعوبات التي يواجهها في اعتبارك طوال الوقت. من المهم أن تفهم الأعراض التي تخصه، لأنك ستقدر على استهدافها وعلاجها عندما تستطيع أن تفهم أين تكمن الصعوبات التي يواجهها المتوحد بالضبط. اكتشف نقاط قوة من تحب والصعوبات التي يواجهها. جميع هذه المكونات مهمةٌ عند اختيار طرق العلاج وآليات التكيف.
3)    كن مطلعًا على المواضيع المتعلقة بالتوحد. من الجيد معرفة الإشارات العامة وما يعتقده المصابون بالتوحد عنه. (المنظمات والمدونات ذات الصلة بالتوحد تمثل مصادرًا جيدة) .إليك بعض علامات التوحد:
·       تأخر المهارات الحركية
·       صعوبة فهم الآخرين والتفاعل معهم
·       صعوبة إدراك البلاغة في اللغة (السخرية والمجازات مثلًا)
·       الاهتمامات الخاصة غير الطبيعية من ناحية التركيز والشغف
·       زيادة أو ضعف الحساسية تجاه المحفزات المختلفة (الأصوات والصور والروائح إلخ)
·       صعوبة الاعتناء بالذات
·       السلوك التكراري والأنماط المتكررة بشكلٍ خاص
4)    تفهم أن أهداف كل شخصٍ من المصابين بالتوحد تختلف عن الآخر. قد يرغب أحدهم في التركيز على مهارات الاعتناء بالنفس حتى يتمكن من العيش بمفرده، بينما يرغب الآخر في تكوين الصداقات. قد لا يمانع الآخرون أن يعيشوا في دوْر الرعاية وألا يكتسبوا مزيدًا من الأصدقاء. تفهم أن تصورك عن نمط الحياة المثالي قد يختلف عن تصوره، وأن النقطة الأهم هي تحقيق سعادته.
5)    تقبله كما هو. المصابون بالتوحد ليسوا مُربِكين أو مُحَطَّمين أو ضعاف العقل؛ بل هم مختلفون فحسب. تدرب على أن تطلب منه أن يكون سعيدًا الآن بدلًا من قول "سأكون سعيدًا عندما يتحقق ____لك"، وواصلا رحلتكما سويًا . أظهر له الحب غير المشروط حتى يستطيع أن يحب ذاته.
أفكار مفيدة
ü   كن على وعيٍ بأن جزءً من الجدول الزمني لهذا الشخص قد يتضمن بعض الأفعال الغريبة مثل ارتداء نفس الملابس كل يومٍ من أيام الأسبوع.
ü   هناك جدلٌ قويٌ حول ما إذا كانت لغة "الأنا" أم "الناس" هي الأفضل؛ وبتعبيرٍ آخر ما إذا كان المصابون بالتوحد يفضلون تسميتهم بـ"المتوحدين" أو "الأشخاص ذوي التوحد العقلي" أو "المصابون بالتوحد" أو "من يعانون من التوحد". تستخدم هذه المقالة لغة "الأنا" أولًا ("الأشخاص المصابون بالتوحد") حيث يشيع تفضيلها في أوساط التوحد. اسأل قريبك المتوحد عن اللغة التي يفضلها واحترم خياره.
ü   إذا كنت متوحدًا أيضًا فأعلمه إذا ما كان لديك سلوكٌ معين أو مشكلةٌ مشتركةٌ معه (لكن لا تفترض وجودها).
ü   إذا كنت مصابًا بالتوحد أيضًا فأعلمه بوجودك على الطيف التوحدي إذا اعتقدت أن ذلك سيشكل فرقًا في علاقتكما.
تحذيرات
ü   تذكر أن المصابين بالتوحد ذوي المهارات الكلامية الضعيفة ليسوا أغبياء، وأن أصحاب الإعاقات أو الاختلافات يستحقوا الحصول على الاحترام كبشرٍ بغض النظر عن ذكائهم.
ü   كن لطيفًا. "يحتاج" المصابون بالتوحد إلى تلقي الدعم منك، بغض النظر عن مدى فظاظتهم أو عدم لطفهم. لا تصرخ أو تكره وكن مثالًا يحتذى. كن لطيفًا ومحبًا.
ü   إذا لم يستجب لك المصاب بالتوحد فلا تفترض أنه لم يسمعك أو سمعك. جد طريقةً للتأكد.
ü   لا تصرف انتباه الشخص المصاب بالتوحد عن هواياته أو وظائفه إذا كان شديد التركيز فيها؛ مالم تعتقد بأن إصغاؤه إليك سيفيده. ما قد يبدو لك كأنه شخصٌ ملتصقٌ بالشاشة قد يكون أقرب لشعور إنسانِ عاديّ بتشتت الانتباه أو القيادة أو الجراحة أو كمحاولة التحدث مع أحدهم أثناء عرض المشهد العصيب من الفيلم.
ü   لا تضع افتراضاتٍ عن حياة هذا الشخص، مثل ما إذا كانت لديه شريكة، وكيف يقضي وقت فراغه.
ü   لا تتصرف كوليّ أمرٍ في علاقتك بالمصاب بالتوحد. إذا كنت لطيفًا بصدق فسيتمكن من الشعور بذلك.
ü   تذكر أن المصابين بالتوحد تختلف أشكالهم وأحجامهم وطبقاتهم الاجتماعية. لا تعتمد على قولبة الخلفيات الاجتماعية أو العرقية للمصابين بالتوحد.
ü   لا تستخدم الأفلام أو مشاهدها لتعريف المواقف الاجتماعية إذا كانت غير دقيقة بشكلٍ بالغ أو كانت تعلق بآمالٍ كاذبة؛ ما قد يبدو رومانسيًا في فيلم قد يكون مخيفًا في الحياة الواقعية، الألعاب البهلوانية في الأفلام أكثر خطورةً في الواقع على الأغلب، وحتى أفضل المواقف في الحياة الواقعية تحتوي من التعقيدات ما يكفي لجعلها أقل مثاليةً مما يشاهده الناس في أفلام هوليود أو ديزني.
ü   وضح دورك وخبرتك للمصاب بالتوحد عندما يطرح عليك الأسئلة، بحيث لا تسيئا فهم بعضكما البعض.
ü   لا توقف المصاب بالتوحد أبدًا عن سلوكه المتكرر، أو تجبره على إنشاء تواصلٍ بالعينين. لأن هذا يصرفه عن مهارات التأقلم ويشتت تركيزه.
ü   كن حذرًا عند اختيار المعالجين؛ حيث يلجأ بعض المعالجين إلى الأساليب العلاجية المبينة على الإذعان والتي قد تؤذي الأطفال أو حتى يسببون لهم اضطراب ضغط ما بعد الصدمة.
المصدر: 1
إقرأ أيضًا                           
للمزيد
أيضاً وأيضاً




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق