قصة وعبرة

السبت، 9 مايو 2020

• الوسواس القهري الأعراض الأسباب والعلاج


أعراض الوسواس القهري (OCD)
تتفاوت أعراض الوسواس القهري وهي الأفكار المزعجة والتصرفات القهرية من شخص لاخر. ومن بين أكثر الأفكار المزعجة انتشاراً نجد:

·         الخوف من الاتساخ أو التلوث.
·         الخوف من التسبب بالضرر للاخرين.
·         الخوف من الأخطاء.
·         الخوف من الإحراج أو من الفشل والتورط بسلوك غير لائق على الملأ.
·         الخوف من الأفكار السيئة أو الشعور بالخطيئة.
·         الحاجة المبالغ بها للتنظيم، التكامل والدقة.
·         انعدام الثقة بالنفس بشكل مبالغ به، والحاجة الدائمة للحصول على موافقة الآخرين.
أما من بين السلوكيات القهرية الواسعة الانتشار، فسنلاحظ الأمور التالية:
·         الاستحمام أكثر من مرة، أو غسل اليدين بشكل متكرر.
·         الامتناع عن مصافحة الاخرين أو ملامسة مقبض الباب. 
·         تكرار فحص الأمور بوتيرة عالية، مثل الأقفال أو مواقد الغاز.
·         العد بشكل متواصل – سواء بصمت أو بصوت عال – خلال القيام بالأعمال اليومية العادية.
·         التشديد على ترتيب وتنظيم الأغراض الشخصية بشكل دائم، وبصورة ثابته.
·         تناول مجموعة معينة وثابتة من الأغذية، ووفق ترتيب ثابت.
·         التلعثم خلال الحديث، إضافة لتخيلات وأفكار مزعجة لا تختفي من تلقاء نفسها، ومن شأنها أن تسبب اضطرابات النوم.
·         تكرار كلمات، مصطلحات، أو صلوات معينة بشكل دائم.
·         الشعور بالحاجة للقيام بنفس المهام عدة مرات.
·         تجميع والاحتفاظ بأغراض ليس لها أية قيمة ظاهرة للعيان
أسباب الوسواس القهري (Obsessive Compulsive Disorder)
على الرغم من أن السبب الدقيق الذي يؤدي للإصابة بالوسواس القهري غير معروف حتى الآن، إلا أن الأبحاث تُظهر أنه من الممكن لهذا السبب أن يكون مقترناً بالعوامل البيولوجية والبيئية.
العوامل البيولوجية للوسواس القهري
يعتبر الدماغ عضواً ذا تركيبة ومبنى شديدي التعقيد. فهو يحتوي على مليارات الخلايا العصبية (Neurons) التي يتوجب عليها التواصل مع بعضها البعض والعمل سوية من أجل أن يعمل الجسم كما يجب. تتصل هذه الخلايا العصبية ببعضها بواسطة إشارات كهربائية. تساعد بعض المواد الكيميائية الخاصة، والتي يطلق عليها اسم الناقلات العصبية، على نقل الإشارات الكهربائية من خلية عصبية إلى أخرى.
كشفت هذه الأبحاث عن وجود صلة بين انخفاض مستويات أحد أنواع هذه الناقلات العصبية – واسمه سيروتونين (Serotonin)- والإصابة بمرض الوسواس القهري. كذلك هنالك إثباتات على أن نقص هذه الناقلات العصبية قد يكون أمرا وراثيا، وهو ما يرجح احتمال أن تكون الإصابة بهذا المرض أمرا وراثيا مولودا
إضافة لهذا: تبين أن بعض الأجزاء في الدماغ تتأثر بنقص السيروتونين الذي يؤدي للإصابة بالوسواس القهري. ويبدو أن هذه المشكلة تتعلق بالقنوات الدماغية التي تربط المنطقة المسؤولة عن الحكم على الأمور والتخطيط، بالمنطقة التي تقوم بتصنيف و"غربلة" الأوامر الدماغية المتعلقة بتحريك أجزاء الجسم المختلفة.
كذلك، بينت الأبحاث وجود علاقة بين نوع معين من التلوثات – الذي تسببه الجرثومة المكورة العقدية (Streptococcus) - وبين الوسواس القهري. في حال لم يتم علاج هذا التلوث، فإن من شأنه أن يؤدي لإصابة المريض بالوسواس القهري، كما قد يسبب اضطرابات أخرى لدى الأطفال.
العوامل البيئية للوسواس القهري
هنالك العديد من عوامل الضغط البيئي التي يمكنها أن تسبب الإصابة بالوسواس القهري لدى الأشخاص ذوي الميل للإصابة بهذه المشكلة (المرض). كذلك، هنالك العديد من العوامل البيئية التي يمكنها مفاقمة الوضع القائم إلى الأسوأ. ومن بينها:
·         التعرض للتعذيب.
·         تغير الظروف الحياتية
·         المرض.
·         موت أحد الأحباء.
·         تغييرات أو مشاكل قد تواجه الشخص في العمل أو التعليم.
·         القلق على العلاقة الزوجية.
تشخيص الإصابة بالوسواس القهري (OCD)
ليست هنالك فحوص مخبرية معينة بإمكانها تشخيص الإصابة بمرض الوسواس القهري. لكن يعتمد الطبيب، عند تشخيصه للمرض، على تقييمه للأعراض التي يعاني منها المريض، بما في ذلك الوقت الذي يمضيه المريض بالقيام بالسلوكيات المضطربة والمرضية.
علاج الوسواس القهري
ان الذين يعانون من الوسواس القهري غالبا ما يشعرون بالضغط الذي يتراكم تدريجيا، حتى يقوموا بإجراء طقس معين يقلل من التوتر.
اليوم يتزايد الفهم بأن الوسواس القهري هو ليس بالضبط اضطراب القلق. خلافا للحالات مثل القلق الاجتماعي أو الرهاب، التي يكون فيها الشعور الرئيسي هو الخوف، فان الذين يعانون من الوسواس القهري غالبا ما يشعرون بالضغط الذي يتراكم تدريجيا، حتى يُجرون طقس معين يقلل من التوتر.
يقول النهج المعاصر أن الوسواس القهري هو في الواقع ادمان، وبالتالي يجب علاجه كما يعالج الإدمان.
وفقا لهذا النهج، فإن الانسان يكون مدمناً على الشعور بأن الأمور مغلقة تماماً أي - ان يديه نظيفة تماماً من البكتيريا، أو أن أغراضه متماثلة تماما أو أن الأجهزة الكهربائية في المنزل مغلقة حقا. هكذا أيضا يجب على من يعاني من الوسواس القهري إجراء طقوس للاسترخاء.
العلاج
هناك نوعان من العلاجات الفعالة للوسواس القهري، وفي العادة فإن الدمج بينهما يساعد في الحصول على أفضل النتائج في أقصر وقت.
العلاج الأول هو العلاج الدوائي بواسطة مثبطات اعادة امتصاص السيروتونين (SSRI) ، هذه هي عائلة الأدوية التي تساعد على زيادة كمية السيروتونين المتاحة في أماكن معينة في المخ ذات الصلة بالوسواس القهري.
الوقت الذي تستغرقه الأدوية في هذه الفئة لكي تؤثر على أعراض الوسواس القهري تتراوح بين 8 إلى 12 أسبوع.
ومع ذلك، فإن بعض المرضى لا يشعرون بتحسن بعد تلقي العلاج الدوائي. علاوة على ذلك، فإن 20٪ فقط من المرضى الذين يتلقون العلاج الدوائي ينجحون في التخلص من جميع الأعراض. مع توقف العلاج الدوائي، غالبا ما تعود الأعراض.
العلاج الثاني هو العلاج السلوكي المعرفي. على عكس العلاج النفسي العادي، فالعلاج السلوكي المعرفي هو أقصر، محدد الهدف، يتطلب من المريض أداء تمارين وتجارب ويقوم بشراء أدوات التي وجد انها فعالة في التعامل مع هذا الاضطراب.
مراحل العلاج السلوكي للوسواس القهري
للعلاج السلوكي المعرفي للوسواس القهري عدة مراحل:
المرحلة الأولى في أي علاج ضد الوسواس القهري هي الشرح. الفكرة هي التأكد من أن المريض يدرك ان حاجته لأداء الطقوس مماثلة للإدمان، وأنه طالما استمر في أدائها فانه لن يتعافى.
خلال العلاج يتم شرح الاضطراب والرغبة لعلاجه أيضا لأفراد العائلة. في كثير من الأحيان يتعاون أفراد الأسرة مع الطقوس، لأن معارضتهم لها تجر الاحتكاك والشجارات المزعجة.
ليس من غير المألوف، على سبيل المثال، أن يدخل أزواج الأشخاص المصابين بالوسواس القهري البيت ويسرعون على الفور للحمام كما يرغب شريكهم، فقط لتجنب الشجار أو لتجنيبه التوتر الذي سيحدث له إذا شعر ان المنزل ملوث. على الرغم من أن نيتهم جيدة، وحتى منطقية لأول وهله، لكنهم لا يعرفون انهم بهذه الطريقة يساعدون على حفظ وتقوية هذه المشكلة. كمرحلة أولى في العلاج يتم ارشاد أفراد الأسرة بشكل لا لبس فيه بعدم التعاون مع هذه الطقوس.
ويستند هذا العلاج على كسر عقدتين ضارتين الموجودتين لدى مرضى الوسواس القهري:
العلاقة بين المُحَفِّز (الأوساخ، الفوضى، عدم التماثل، فكرة معينه) وبين الشعور بالتوتر، والعلاقة بين هذا التوتر وبين الطقوس التي تقلل من التوتر. لكسر هاتين العلاقتين، يتم استخدام تقنية سلوكية التي تسمى التعرض ومنع رد الفعل، التي تعتمد بالأساس على التعرض التدريجي، المتكرر للعامل المحفز للتوتر، من دون السماح للشخص بأداء الطقوس، على سبيل المثال، لمس شيء ملوث مثل المرحاض أو حذاء قديم، دون السماح للشخص بغسل يديه بعد ذلك. ويستند التعرض على المبدأ البسيط للتعود - القلق يخف بشكل طبيعي عندما نتعرض لفترة كافية للشيء المخيف.
عندما لا يخاف الشخص من الخوف فانه لا يتجنبه (أي لا يؤدي الطقوس) ويتعلم ببطء ان الطقوس لا لزوم لها أو أن الفكرة المخيفة لا تتحقق.
في جزء من العلاج لأفكار المرضى الذين يعانون من الوساوس يتعلم المصاب تصحيح أخطاء التفكير، مثل ان الفكرة التي نفكرها حول شيء معين سوف تتحقق بالضرورة، أو فكرة أن القلق يستمر إلى الأبد، أو انه إذا لم يجري الطقوس فانه سيصاب بالجنون أو ان اجراء الطقوس يمنع الضرر.
المصدر: 1
إقرأ أيضًا                           

للمزيد
أيضاً وأيضاً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق