الأحد، 3 مايو 2020

• التشوّهات الخلقية عند الأطفال


كثيرة هي الأخطاء التي ترتكبها بعض الأمهات أثناء حملهن، وتكون النتيجة أن يلدن أطفالاً مشوّهين خلقياً، خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وهي الفترة التي تتكون فيها أعضاء الجنين مثل القلب والرئتين والأطراف والجهازين الهضمي والعصبي وغيرها.

ولا يعني انقضاء تلك الأشهر الثلاثة الأولى أن الجنين أصبح في أمان تام، فقد تحدث بعض التشوّهات في أي وقت من الحمل بل وأثناء الولادة. وهذه هي الأمراض والأسباب التي تؤدي إلى حدوث تشوّهات خلقية بالجنين:
الحصبة الألمانية:
تعد الحصبة الألمانية أبرز الأمراض قاطبة التي تؤدي إلى حدوث تشوّهات خلقية خطيرة بالجنين، إذ يعبر الفيروس المسبب للمرض المشيمة، ويصل إلى جسم الجنين، ويحدث به تشوّهات عدة، ولقد تبين أن حوالي 15 - 20% من الأطفال المولودين لأمهات أصبن بالحصبة الألمانية أثناء حملهن، خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى، أصابتهم تشوّهات خلقية أبرزها: إصابة عين الطفل بالمياه البيضاء "الكتراكت"، والصمم الذي يؤدي إلى "الخرس"، أو التخلف العقلي، أو ثقب بالقلب.
كما تسبب بعض الأمراض المعدية - وخاصة الفيروسية - مثل: الحلأ "الهيربس" والجديري والزهري والنكاف والحصبة العادية والحمى القرمزية تشوهات بالجنين، وإن كانت بدرجة أقل من الحصبة الألمانية.
لذلك ينصح بتطعيم الأم ضد الحصبة الألمانية، ويجب على كل أم حامل أن تبتعد عن مصادر العدوى بالأمراض المعدية، وخصوصاً الحصبة الألمانية، كما يجب الامتناع عن زيارة المرضى خاصة في الأشهر الأولى من الحمل.
الأدوية:
كل الأدوية التي تتناولها الحامل - خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى - يمكن أن تحدث تشوّهات خلقية بالجنين، وليس أدل على ذلك من دواء "الثاليدوميد"، الذي تعاطته كثيرات من الحوامل في ألمانيا الغربية عام 1961م، بهدف تهدئة أعصابهن وتسكين آلامهن والتغلب على الأرق والقلق، وهي أعراض عادة ما تصاحب الحمل. وكانت النتيجة ولادة "7" آلاف طفل مصابين بتشوّهات في الأطراف أطلق عليها اسم "فوكومليا Phocomelia" أو أطراف سبع البحر، إذ تتميز بتشوّهات في الأطراف تشبه أطراف سبع البحر، ومن هنا جاء الاسم، كأن يُولد الطفل بنصف ذراع أو دون ذراع أو بنصف ساق أو دون ساق. بالإضافة إلى حدوث تشوّهات أخرى في الأذن والقلب والكليتين والجهاز الهضمي، ولقد توفي أكثر من نصف هؤلاء الأطفال بعد ولادتهم.
ويجدر بنا هنا أن ننشر قائمة الأدوية المحظور تناولها أثناء الحمل: أدوية علاج السرطان، الأدوية المهدئة وبخاصة الفاليوم، أدوية الروماتيزم، الأسبرين ومركبات السلفا، أدوية منع تجلط الدم إذ تسبب نزيفاً مميتاً للجنين، والهرمونات وبخاصة هرمون "البروجستيرون" الذي يحدث تشوّهات في الجهاز التناسلي للإناث، أدوية الإمساك، دواء "الديهيدروستربتوميسين" المضاد للدرن، دواء "الراستينون" المستخدم في علاج مرض السكر، المضادات الحيوية وبخاصة "الكلورومفنكول" و "التتراسيكلين" و"الإستربتوميسين"، الأدوية المستخدمة في علاج أمراض الغدة الدرقية، الكورتيزون ومشتقاته، أدوية الصرع والتشنجات.
ولذا يجب على الأم الحامل عدم تناول أي دواء ابتداء من الأسبرين وانتهاء بأي فيتامين إلا للضرورة القصوى وتحت إشراف الطبيب المختص.
الأشعة:
يجب على الحامل عدم التعرض لأي نوع من الأشعة، فالأشعة لها أضرار أكيدة على الجنين، وإذا اضطرت الحامل يكون ذلك تحت الإشراف الطبي وفي أضيق الحدود.
التدخين والخمور:
كشفت البحوث الحديثة عن وجود علاقة وثيقة بين التدخين والتشوّهات الخلقية للأجنة، وأن تدخين الحامل يؤدي إلى حدوث تشوّهات خلقية خطيرة بالجنين مثل: العمى، وجود ثقب في القلب، التخلف العقلي، وهذه التشوهّات ناتجة - بالطبع - من تأثير المواد الضارة بالدخان بخاصة أول أكسيد الكربون والنيكوتين ومادة البولنيوم 210 المشعة.
وتشير البحوث الأمريكية إلى أن التدخين وراء الآلاف من حالات الإجهاض والوفاة التي تحدث سنوياً بين الأجنّة والأطفال حديثي الولادة، إذ يتسبب كل عام في وفاة "100" ألف جنين و "4" آلاف طفل حديثي الولادة، وولادة "5" آلاف طفل مشوّه، ومئات الآلاف من المواليد ناقصي الوزن.
وينسحب ذلك على الخمور، فهي تنطوي على مخاطر أكيدة على سلامة الجنين، فقد نشرت مجلة "النبض" الطبية الإنجليزية دراسة عن تشوّه الأجنة عند الأمهات مدمنات الخمر. وتذكر الدراسة أن 44% من الأطفال المولودين من أمهات مدمنات مصابون بعاهات عقلية مستديمة، وأن 17% منهم يموتون قبل ولادتهم. وطالب الباحثون بضرورة منع النساء المدمنات من الحمل، بل وبإجهاضهن في حال حدوث الحمل، وهذا يتطابق أيضاً مع الأبحاث التي قامت بها جامعتا واشنطن وكاليفورنيا بأمريكا، والتي أكّدت أن مدمنات الخمور ينجبن أطفالاً مشوّهين عقلياً ووظيفيا "فسيولوجياً" وبعاهات مستديمة.
الأمراض الوراثية:
بعض الأمراض الوراثية تسبب تشوّهات بالجنين مثل بعض حالات التخلف العقلي، فضلاً عن بعض الأمراض الأخرى مثل مرض السكر وعمى الألوان وبعض أمراض الدم مثل الهيموفيليا وغيرها.
ولذا يستحسن تفادي زواج الأقارب ما أمكن، خصوصاً إذا كانت هناك بعض الأمراض الوراثية المعينة في العائلة الواحدة بالذات.
وبعد:
فإن الأم الحامل عندما تتجنب كل هذه الأخطاء والأمراض، فإنها تضمن - بإذن الله - سلامة جنينها، فيولد جميلاً تقرّ به عينها، ويكون قدومه مبعث سعادة وهناء لا مصدر تعاسة أو شقاء.
المصدر: 1

إقرأ أيضاً
للمزيد              
أيضاً وأيضاً




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق