يمكن
لتحسين حياتك العائلية أن يساعد في تقريبك من أفراد عائلتك ومنع النزاعات التي تقتل
سعادة الجميع، وهناك الكثير من الخطوات القوية التي يمكنك اتخاذها ليصبح الوقت مع عائلتك
أكثر إمتاعًا وإرضاءً.
أولاً: تحسين التواصل
1) احترم ما يقوله أفراد عائلتك.
لا ترد على أحدهم أو تقاطعه حين يعبر عن رأيه قبل أن ينهي كلامه، فالحفاظ على قنوات
اتصال مفتوحة ومحترمة سيساعد في تطوير الثقة مع أفراد عائلتك وتقوية الروابط.
· تجنب السخرية من أشقائك مثلًا متى عبروا عن
آرائهم. حاول أن تقول لهم إذا سخروا منك "أعلم أن جميع الإخوة والأخوات يعبثون
مع بعضهم البعض، لكن مشاعري تتأذى حقًا حين تسخرون من كل ما أقول".
2) تجنب النقد والأحكام القاسية.
صرحوا لبعضكم البعض بالتعبير عن مشاعرك والتصرف بسخف دون خوف من النقد أو الأحكام إذ
يميل الناس للكتمان ويتجنبون مشاركة مشاعرهم حين يتوقعون النقد القوي.
· قدم النقد الإيجابي البناء إذا كنت والدًا
وحاول ثني أطفالك عن نقد بعضهم البعض بقسوة. قل "محاولة جيدة، لكن دعني أساعدك
كي تفعل هذا بالطريقة الصحيحة" بدلًا من قول "لا، إنها لا تفعل هكذا".
· نصيحة الخبراء، خبير الزواج والعائلة: يقول
"ألن فاغنر" أخصائي العلاقات الزوجية والعائلية "لا تدع مواقع التواصل
الاجتماعي تتحكم بتوقعاتك. من المهم أن يكون لديك أصدقاء يظهرون حياتهم لك بطريقة طبيعية
ويشاركونك الصعوبات ولا يستعرضون أمامك فقط. إذا تفهمت أنه من الطبيعي الشعور بالقلق
أو التوتر في العائلة فسيجد الطرفان ألا بأس بإحداث بعض التغييرات لتصحيح ذلك، أما
إذا كنت تقيس حياتك على شيء ليس بحقيقي فستبدو علاقتك سيئة دومًا."
3) أنصت لأفراد عائلتك بشكل فعال.
الإنصات الفعال هو حين تستوعب ما يقوله الآخر وتشعره بالانتباه< تواصل معه بالعيون
وأومئ برأسك وقل أشياء مثل "أتفهم هذا" عند اللزوم. أنصت فحسب بدلًا من أن
تخطط لما ستقوله بعدها ولا تقدم أي نصيحة أو رأي حتى ينتهي.
· اطلب التوضيح عند الضرورة. قل "مهلًا،
ماذا تعني بهذا؟" أو "هل كان هذا قبل أن تراهم في المتجر أم بعدها؟"
· الإنصات الفعال يعني ترك هاتفك أثناء التحدث
إلى أحدهم. حاول ألا تتفقد رسائلك النصية أو مواقع التواصل الاجتماعي خاصة إذا كانت
المحادثة جدية.
4) عَبِّر عن الحب والتقدير باستمرار.
تؤثر لفتات الحب الصغيرة اللفظية وغير اللفظية كثيرًا، حاول أن تجد طرقًا صغيرة محددة
لتظهرا اهتمامكما لبعضكما البعض بجانب قول "أحبك".
· يمكن أن يكون لاستخدام "من فضلك"
و"شكرًا" وغيرها من عبارات المجاملة مناخًا إيجابيًا، ويحدث عناق والديك
وقول "أردت فقط أن تعرفا أنني أقدركما" تأثيرًا كبيرًا. إذا كان شقيقك يحل
فرضه المنزلي وكان هناك كوبٌ فارغٌ أمامه على المكتب فاسأله "هل أحضر لك مزيدا
من الماء؟"
5) أقيموا اجتماعات أسبوعية مرحة.
لا يجب أن يكون الاجتماع العائلي رسميًا أو يركز فقط على المواضيع الثقيلة، ولكن أغلقوا
التلفاز كل أسبوع واتركوا هواتفكم وتسكعوا معًا لساعة مثلًا، تحدثوا عن الأحداث الجيدة
والسيئة في الأسبوع الماضي وأي أحداث قادمة وثرثروا فحسب مع بعضكم البعض.
· حاول أن تبقي نبرتك خفيفة. يتمثل الهدف في
تشجيع الجميع على التواصل الحر والشعور بالراحة والاستمتاع مع بعضهم البعض. اطرح أسئلة
مثل "ما أكثر شيء مرح حدث لكم هذا الأسبوع؟"
·
ابذل
أفضل ما بوسعك لتضمن مشاركة الجميع بالتكافؤ. قد يصعب إشراك الأطفال والمراهقين بشكل
فعال، لكن حاول فقط أن تحافظ على سير المحادثة.
ثانياً: قضاء وقت ممتع مع بعضكم البعض
1) حافظ على النظام العائلي اليومي
والأسبوعي. تناولوا طعامكم واذهبوا للنوم ومارسوا الأنشطة
العائلية المعتادة وفقًا لنظام ثابت حيث تساعد الطقوس والروتين في تأسيس هوية عائلية
وتقلل التوتر وتخلق بيئة مستقرة ومريحة.
· يمكن أن تكون الاجتماعات العائلية المنتظمة
جزءًا رئيسيًا من نظام العائلة بجانب تحسين التواصل.
· حاول أن تتدرب على ترك العمل في العمل متى
أمكن وركز على عائلتك حين تكون معهم.
2) اجعلوا الاحتفال بأعياد الميلاد
والعطلات تقليدًا عائليًا. لا يجب أن تفعلوا الأمر
نفسه كل عيد ميلاد أو عطلة، بل مثلًا يمكنكم الذهاب إلى المطعم المفضل لأحد أفراد العائلة
أو ممارسة نشاطه المفضل في عيد ميلاده، ستلتزمون بالتقاليد لكن الأنشطة متنوعة.
3) تناولوا وجباتكم معًا قدر الإمكان.
يعمل الآباء ويقوم الأطفال بأنشطة بعد المدرسة لذا يصعب تناول الفطور والعشاء معًا
كل يوم لكن ابذل أفضل ما بوسعك لتأكلوا معًا قدر الإمكان. الوجبات العائلية نظامٌ رئيسيٌ
ويمكن أن يساعد في إبقائكم جزءًا من حياة بعضكم البعض.
· اجلس مع من يعود للبيت متأخرًا من عمله أو
تدريبه أثناء تناول العشاء حتى لو سبق وأكلت، فقضاؤكما الوقت معًا والتحدث أهم من تناول
الطعام في الوقت نفسه.
4) خصص وقتًا للأنشطة العائلية المنتظمة.
يمكن أن تتضمن الأنشطة المنتظمة ركوب الدراجات أو المشي أو لعب الورق أو الألعاب اللوحية
وخصص فترة ما بعد الظهيرة على الأقل أو أمسية في الأسبوع للنشاط العائلي. أبق الأمر
بلا قيود وركزوا على الاستمتاع معًا والتمتع برفقة بعضكم البعض.
5) أتموا المهام المنزلية معًا.
قلة من الناس تستمتع بأداء المهام المنزلية، لكن مشاركة المسؤوليات يمكن أن يساعد جميع
أفراد العائلة على الافتخار بالمشاركة في بيتك؛ حاول أن تجعل الأمر ممتعًا قدر الإمكان
مثل تشغيل الموسيقى أو التنافس.
· مثلًا: من ينهي طي ثيابه المغسولة أولًا يمكنه
اختيار الفيلم الذي ستشاهدونه معًا.
·
قسم
المهام إلى تصنيفات حسب العمر، فيستطيع أصغرهم مثلًا مسح الطاولة بعد العشاء بينما
يملأ أكبرهم غسالة الأطباق ويمكنك إخراج البقايا.
ثالثاً: التعامل مع النزاعات كوالد
1) وازن بين دورك كأب وحاجة طفلك للحرية.
أحد النزاعات الرئيسية في أي عائلة هو حاجة الأب للحفاظ على سلامة ابنه وحاجة الطفل
للحرية. حافظ على كونك رمزًا للسلطة لكن امنح طفلك فرصًا لكسب ثقتك وزد حريته ببطء
وصلاحياته كلما كبر.
· حدد وقتًا لابنك المراهق إذا خرج مثلًا، وإذا
التزم به لبضعة أشهر زده قليلًا.
2) حاول أن تكون نموذجًا إيجابيًا
في جدالك مع زوجتك/زوجك. تذكر عند الجدال مع زوجتك أن طريقة حل خلافاتكما تعلم الأطفال
حل النزاعات. التزم بالمشكلة المحددة بدلًا من إثارة الخلافات القديمة أو اللجوء للهجوم
الشخصي وأجلا الجدال لحين غياب الأطفال إذا أمكن.
3) توسط في شجارات الأطفال عند الضرورة
فقط. اترك أطفالك يحلون خلافاتهم من تلقاء نفسهم
إذا أمكن وضع قواعدًا ثابتة وتدخل فقط عند كسر القواعد أو عجز أطفالك عن التسوية بمفردهم.
· تشمل القواعد الثابتة عدم الضرب أو السب أو
التنابذ بالألقاب، أخبرهم أن عليهم السماح للطرف الآخر بالتكلم ومناقشة بالمشكلة بهدوء.
· افصل بين اطفالك إذا تفاقمت المشكلة حتى يهدؤوا
ثم ساعدهم على إيجاد تسوية. أخبرهم أن دورك ليس توجيه اللوم (ما لم يشتم أحدهم الآخر
أو يضربه) وإنما ساعدهم على إيجاد أفضل الحلول.
4) تواصلوا بوضوح وبشكل مباشر عند
حل الخلافات. تجنب العدوان السلبي أو الغموض أو السخرية
عند حل النزاعات، قل ما يخطر على بالك وشجع أفراد عائلتك على فعل الأمر نفسه.
·
لا
تتصرف مع طفلك ببرود إذا لم يخرج القمامة مثلًا أو توضح له بغموض أنك منزعج، ولكن كن
واضحًا وقل "إنني محبطٌ يا سامي لأنك لم تخرج القمامة هذا الأسبوع! سأسحب زيادة
المصروف إذا تكرر هذا." بدلًا من قول "من المحبط أن ينسى الناس أداء واجباتهم".
رابعاً: التعامل مع النزاعات بالنسبة للأطفال
1) احترم حاجة والديك لحمايتك.
يحتاج الأطفال درجات متزايدة من الحرية مع تقدمهم في العمر لكن تذكر أن والديك هما
المسؤولان ووظيفتهم الحفاظ على سلامتك ومنحك الأدوات التي تحتاجها للعناية بنفسك حين
تصبح راشدًا.
· إذا لم يسمح لك والداك بالخروج دون أحد الراشدين
أو جعلاك تخلد للفراش مبكرًا فتذكر أنهم يحرصون على مصلحتك.
· تحدث إلى والدك بطريقة ناضجة إذا كان منفتحًا
حيال التفاوض حول أمر ما كوقت الخروج ووضح رأيك بهدوء ووضوح ولا تصرخ أو تنتحب إذا
قوبلت بالرفض.
2) جد طرقًا للتسوية إذا تشاجرت مع
أحد أشقائك. حاول أن تتجنب إلقاء اللوم أو العار على
الشخص الآخر وقل "لقد انتهى الوقت. دعنا نفكر في طريقة نتفق بها على هذا الأمر"،
حافظ على هدوئك وجد طرقًا لتشارك الألعاب أو اللعب معًا.
· اطلب مساعدة أحد والديك إذا لم تستطيعا التوصل
لحل عادل بأنفسكما.
3) حاول أن ترى الأمور من منظور أفراد
عائلتك الآخرين. خذ نفسًا عميقًا وحاول أن تظل هادئًا
قبل القفز إلى استنتاجات. إذا أكل احدهم وجبتك المفضلة أو سرق ثيابك فحاول أن ترى الأمور
من منظوره قبل أن تغضب.
· على سبيل المثال: إذا سرق أحد أشقائك شيئًا
يخصك – كسترة أو مكياج أو ساعة – فقل لنفسك "لا أظن أنه فعل هذا نكاية بي لعله
أراد فحسب ارتداؤه في المدرسة والظهور بمظهر رائع."
· أخبره "أعلم أن سترتي الجلدية قد أعجبتك
حقًا وأتفهم أنها تشعرك بالجاذبية لكنها تخصني ولا يمكنك أخذ شيء دون استئذان."
4) تجنب إقحام نفسك في جدالات والديك.
دع والديك يحلان خلافاتهما بنفسهما ولا تحاول أن تكون حكمًا أو تقحم نفسك في الأمر.
اذهب لجزء آخر من المنزل أو أنصت للموسيقى أو جد شيئًا آخر تفعله حتى يكفا عن الجدال.
تحدث
إلى أحد أفراد العائلة الآخرين أو استشاري المدرسة أو أحد الراشدين الموثوقين إذا تفاقم
الخلاف وأصبح جسمانيًا.
المصدر:
1
إقرأ أيضًا
للمزيد
أيضاً وأيضاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق