كيفية تربية الأبناء بشكل صحيح
الأبوة
والأمومة واحدة من أكثر التجارب المجزية والمرضية في الحياة، ولكن هذا لا يعنى
أنها مهمة سهلة، حيث أنها دور لا ينتهى في حياة أبنائك عند عمر أو مرحلة سنية
معينة. أن تكونا أبًا وأمًا صالحين، فأنتما في حاجة لمعرفة كيف تحققا لأطفالكما
الشعور بالقيمة والحب أثناء تعليمهم الفرق بين الصح والخطأ. ومهمتكما اليومية
الأساسية هي أن تواصلا خلق البيئة المغذية التي يقدر فيها أطفالكما على النمو
والإزدهار وتأكيد دعائم ثقتهم في أنفسهم وشعورهم بالاستقلال. لمزيد من التفاصيل عن
تربية الأبناء بطريقة سليمة، تابع الخطوات التالية.
أولاً: محبة طفلك
1) امنح طفلك المحبة والعاطفة.
فأهم ما يحتاجه ابنك/بنتك هو المحبة والعطف، من خلال لمسة دافئة أوعناق صادق سيشعر
أطفالك بمدى اهتمامك الحقيقي برعايتهم. لا تغفل أبدًا مدى اهمية التواصل الجسدي مع
أطفالك الصغار. هذه بعض الطرق لإظهار المحبة والعطف:
· العناق الطويل المفعم بالعاطفة، والتشجيع
بعد الإنجازات البسيطة، الاعتراف والتقدير أو حتى مجرد ابتسامة صغيرة، كلها أشياء
تؤثر لمدى بعيد على إثراء ثقة وسعادة أطفالك.
· أخبرهم أنك تحبهم كل يوم، بغض النظر عن
أنك قد تكون شاعرًا بالغضب منهم لأي سبب.
· امنحهم الكثير من العناق والقبلات. وعودهم
واجعلهم متقبلين للحب والعاطفة منذ مولدهم.
· امنحهم الحب غير المشروط؛ ولا تجبرهم على
صورة معينة لهم في عقلك مقابل منحهم حبك. أكد لديهم الشعور بأن حبك دائم وغير
مشروط في كل الظروف والأوقات.
2) امدح أطفالك.
الإشادة بأبنائك صفة أساسية في الآباء الجيدين. بالتأكيد ترغب في أن يشعر أطفالك
بالفخر بإنجازاتهم وبالرضا عن أنفسهم. إذا كنت لا تمنحهم الثقة المطلوبة لمواجهة
العالم بطريقتهم الخاصة، فلن يشعروا أبدًا بالإستقلال أو الشجاعة للمغامرة. عندما
يقوم أطفالك بأمر جيد، شاركهم ملاحظة ذلك وشعور الفخر بإنجازهم.
· اجعلها عادة أن تمدح أطفالك على الأقل
ثلاث مرات مقابل كل مرة تلومهم فيها أو توبخهم. كما أنه من الضروري لوم أطفالك عند
القيام بشئ سلبي، فهو أيضًا أمر هام أن تشكر أفعالهم وتساعدهم على بناء شعور
إيجابي حول أنفسهم.
· إذا كان أطفالك مازالوا صغارًا، امدحهم
بالتصفيق والكثير من الحب. كافئهم مقابل قيامهم بكل شئ بدئًا من استخدام قاعدة
الحمام بمفردهم وحتى الحصول على درجات عالية في الدراسة، سيساعدهم ذلك على الوصول
لحياة سعيدة وناجحة.
· تجنب العبارات العامة مثل "عمل
جيد!". بدلًا من ذلك قدم مدح موصف يتيح لهم معرفة ما تمدحه حقًا. على سبيل
المثال: "لقد قمت بعمل رائع في تبادل الادوار مع أختك أثناء اللعب" أو
"شكرًا على تنظيفك للعبك بعد الانتهاء من اللعب!"
3) تجنب مقارنة أبنائك بالآخرين،
خاصة بإخوتهم وأقاربهم. كل طفل متفرد وله شخصيته الخاصة. احتفِ بالاختلافات بين
أبنائك واغرس في كل منهم الرغبة لمتابعة اهتماماته وأحلامه. الفشل في القيام بذلك
سوف يسبب لطفلك عقد النقص، والشعور بأنه لن يكون أبدًا جيدًا بالشكل الكافي في
عينك. إذا أردت أن تساعده على تحسين سلوكه، ناقشه في الوصول لأهدافه بطريقته الخاص
بدلًا من إخباره بأن يفعل مثل أخيه أو أبناء أعمامه. هذا سوف يساعدهم على تطوير
شعورهم الحسن بذواتهم بدلًا من خلق عقد نفسية مؤذية لهم.
· مقارنة طفل بآخر سيسبب شعور بالمنافسة
والقتال بين الأخوات. وأنت تود أن تخلق علاقة حب بين الأطفال وليس علاقة تنافس
وتزاحم.
· تجنب التحيز. إذا تخاصم أطفالك، لا تتحيز
لطرف في مقابل الآخر، لكن احرص على العدل والحياد.
· تخطى الترتيب العمري لأبنائك عن طريق جعل
كل طفل مسئول عن نفسه. تنصيب الطفل الأكبر في موضع المسئولية على اخوته الصغار
يشعل لهيب المنافسة بين الأخوات، بينما توكيل مسئولية كل طفل لنفسه تشجعهم على
التفرد والإعتماد على النفس.
4) استمع لأطفالك.
من الضروري أن يكون تواصلك من أبنائك يسير في الاتجاهين، لا يجب أن يقتصر دورك على
فرض القواعد، بل أن يصل للاستماع الجيد لأطفالك في حالة مرورهم بمشكلة أو غير ذلك.
يجب أن تكون قادرًا على إظهار الاهتمام بهم وإدماج نفسك في شئون حياتهم. يجب عليك
أن تخلق جوًا محيطًا يساعد صغارك على القدوم لك ومشاركتك إذا ما مروا بأي أزمة
صغيرة كانت أو كبيرة.
· يمكنك كذلك أن تتحدث مع أبنائك لفترة
ثابتة كل يوم. قد يكون قبل النوم، أو وقت الفطور أو أثناء الذهاب للمدرسة. قدس هذه
الفترة الزمنية وتجنب تفحص هاتفك أو تشتيت انتباهك عن الاستماع لأطفالك بشكل جيد.
· إذا أخبرك طفلك أنه يحتاج لإخبارك بشئ ما،
تأكد أنك تأخذ هذا الأمر بجدية وتلقى عن ذهنك كل الأمور الأخرى حتى تلتفت له بكامل
تركيزك. يمكنك كذلك أن تؤجل الحديث قليلًا أو تحدد موعد بعد بعض الوقت تكون فيه
مستعدًا حقًا للاستماع بشكل جيد.
5) حدد وقتًا ثابتًا لقضائه مع
أطفالك. احرص على ألا تخنقهم من أجل تحقيق هذا
حيث أنه يوجد فارق كبير بين محاولة التقرب من شخص ما وبين تقيده بمتطلباتك التي لا
تنتهى. أنت تريدهم أن يشعروا بأن وقتكم معًا مقدس ومميز، لا أنهم مجبرين على قضاء
الوقت معك على غير رغبتهم.
· اقض الوقت مع كل طفل بشكل منفرد. واحرص
على تقسيم وقتك بشكل متساوِ إذا كان لديك أكثر من طفل واحد.
· استمع لأطفالك واحترمهم واحترم ما يفعلونه
في حياتهم. يحتاج الأطفال لبعض القيود، فالطفل الذي يتاح له دائمًا التصرف كما
يحلو له والحصول على كل رغباته سوف يعاني في الحياة الحقيقة عندما يضطر للخضوع
لقواعد المجتمع والحياة خارج المنزل. لذلك لا تسمح لأطفالك بالحصول على كل ما
يرغبون فيه. يمكنك أن ترفض رغباتهم ولكن ينبغى أن تقدم سببًا كافيًا لهذا الرفض أو
أن تقدم أحد البدائل. "لأنني قلت أنني غير موافق" سببًا غير صالح
للتعامل مع أبنائك!
· وفر يومًا للذهاب للحديقة، مدينة الملاهي،
أحد المتاحف أو المكتبة، معتمدًا على اهتمامات أبنائك.
· شاركهم مهامهم الدراسية. كن بجوارهم أثناء
تأدية الواجبات المنزلية، وقم بزيارتهم في المدرسة والتحدث مع مدرسيهم للتأكد من
كيف يسير أدائهم المدرسي، وابق على وعي وإطلاع بحالتهم الدراسية.
6) تواجد في اللحظات الهامة من
حياتهم. قد يكون لديك جدول أعمال حافل، ولكن
ينبغي أن تفعل كل ما تقدر عليه للتواجد في اللحظات الهامة من حياة أبنائك، بدئًا
من أدائاتهم الفنية في الحفلات المدرسية وحتى تخرجهم من المدرسة الثانوي. تذكر أن
الأطفال يكبرون بسرعة شديدة ويشكلون انطباعاتهم عنك في لحظات محورية دون أن تدرك
أنت ذلك. رئيسك في العمل ربما قد يتذكر أو ينسى أنك لم تحضر اجتماع عمل معين، لكن
طفلك بالتأكيد لن ينسى أنك لم تتواجد في المباراة الرياضية التي شارك فيها. بالطبع
أنت غير مضطر لإهمال كل شئ في حياتك من أجل أطفالك لكن على الأقل حاول أن تتواجد
بجوارهم في الاحداث الهامة.
·
إذا
كنت مشغولًا جدًا عن التواجد في اليوم الأول لطفلك في المدرسة أو في الأحداث الهامة
الأخرى من حياتهم، ربما ستبقى تشعر بالآسف عن ذلك بقية حياتك. وبالتأكيد لا تريد
أن يرتبط حفل تخرج ابنك من المرحلة الثانوية بذكرى اليوم الذي تغيب أبوه أو أمه عن
الحضور.
ثانياً: افرض النظام ولكن
بطريقة جيدة
1) تطبيق قواعد معقولة.
فرض القواعد المناسبة للجميع يقود لحياة سعيدة ومثمرة، وليس القواعد الصارمة
المثالية. من الضروري وضع القواعد والتعليمات التي تساعد أطفالك على النمو دون أن
يتملكه شعور دائم بالقلق قبل كل خطوة خشية أن يقع في خطأ ما. المفترض أن يحبك ابنك
أكثر من أن يخافك.
· أبلغ قواعدك بشكل واضح. ينبغى أن يألف
الأطفال عواقب أفعالهم. إذا عاقبتهم، تأكد أنهم يفهمون السبب والخطأ؛ وإذا كنت غير
قادر على توضيح السبب ومدى وقوعهم في الخطأ فالعقاب لن يؤثر بالشكل الذي تتمناه.
· تأكد أنك بجانب وضع القواعد المنطقية، أنك
تطبقها أيضًا بشكل مقنع. تجنب الأشكال القاسية من العقاب، أوالعقابات الصارمة
للمخالفات البسيطة، وأي عقاب يتضمن إيذاءًا جسديًا لطفلك.
2) تحكم في انفعالاتك قدر
المستطاع. من الضروري أن تحاول أن تكون هادئًا قدر
المستطاع عند شرحك أو تنفيذك لقواعدك. أنت تريد من أطفالك أن يأخذوك بجدية لكن دون
خوف أو الشعور بأنك مضطرب وغير مستقر. من الواضح مدى صعوبة ذلك خاصة عندما يسئ
أطفالك التصرف أو يبدأون في إزعاجك، لكن إذا شعرت بأنك على وشك تعلية صوتك، تمهل
وتوقف عن الكلام وحاول التحكم في أعصابك ولفت انتباه أبنائك أنك منزعج من أفعالهم.
· نحن جميعًا نفقد أعصابنا ونشعر أننا خارج
السيطرة في بعض الأحيان. إذا فعلت أو قلت شئ تأسف عليه، يجب أن تعتذر لأبنائك في
الحال وتعترف أمامهم أنك قد ارتكبت خطئًا ما. إذا تصرفت وكأنك سلوكك طبيعي سينعكس
ذلك عليهم وسيبدأون في تقليدك.
3) اثبت على مبدئك.
من الضروري أن تطبق نفس القواعد في كل المرات وأن تقاوم محاولات تلاعب أطفالك من
أجل بعض الاستثناءات. إذا تركت طفلك يفعل شئ ليس من المفترض فعله رضوخًا لنوبات
غضبه، سيظهر ذلك أن قواعدك قابلة للكسر. إذا وجدت نفسك تقول: "حسنًا ولكن
لمرة واحدة فقط" عدة مرات، فأنت في حاجة للعمل على خلق قواعد أكثر ثباتًا
لأطفالك.
إذا
شعر طفلك أن قواعدك قابلة للكسر لن يجد أي حافز للخضوع لها.
4) على الأب والأم أن يكونوا في
جبهة واحدة. ينبغى أن يشعر طفلك أنكما في جبهة واحدة
- حيث شخصين يقولان "نعم" أو "لا" كرد على نفس الشئ. إذا توصل
الأطفال إلى أن الأم سوف تقول "نعم" دائمًا والأب سوف يقول
"لا"، سوف يميلون لأحد الآباء أكثر من الآخر وسيشعرون أنه أفضل أو أسهل
خداعه. يجب أن يجدكما الأطفال متحدين حتى لا تجد نفسك في موقف صعب لأنك وزوجتك لا تتوافقان
حول أشياء معينة بالنسبة لتربية أبنائكم الصغار.
· هذا لا يعنى أن تتوافق أنت وزوجك/ تك
بنسبة مئة في المئة حول كل شئ. ولكن أن تعملا سويًا لحل المشاكل التي يقع فيها
الأطفال، بدلًا من أن تتجادلا حولها.
· لا ينبغى أن تتجادلا أمام الأطفال. وإذا
كانوا نائمين تناقشا بهدوء. يشعر الأطفال بإنعدام الأمان والخوف عند سماع أو رؤية
مشاحنات الأب والأم. بالإضافة إلا أن الأطفال سيتعلمون مجادلة بعضها البعض بشكل
مماثل لمجادلات آبائهم. أظهرا لهما أنه في حالات اختلاف الرأي، من الممكن أن
يتناقش الناس حول اختلافاتهم بشكل هادئ.
5) وفر النظام لأطفالك.
يجب أن يشعر أطفالك بأنه هناك نظام ومنطق في حياتهم العائلية وفي الأشياء التي
تحدث في المنزل. سيجعلهم ذلك يشعرون بالحماية والسلام والحياة بشكل سعيد داخل
وخارج المنزل. هذة بعض الطرق التي قد توفر بها النظام لأبنائك:
· وضع الحدود. مثل مواعيد النوم ومنع
التجول، حتى يتعلم أطفالك الخضوع للقيود. على أن يضمن لهم الالتزام بذلك محبة
ورعاية آبائهم. قد يتمرد الأطفال على هذه الحدود، ولكن سيوقنون بدواخلهم قلق وحب
آبائهم لهم.
· شجعهم على تحمل المسئولة بمنحهم بعض
المهام المنزلية أو الوظائف، وكمكافأة على هذه المهام امنحهم بعض الامتيازات
(أموال، وقت أطول للعب، إلى آخره..). وكعقاب على عدم القيام بهذة المهام سيتم
إلغاء بعض من امتيازاتهم في المقابل. حتى أصغر الأطفال سيدركون مفهوم المكافأة
والعقاب هذا. وبنمو طفلك، امنحه مسئوليات أكبر وكافئه على إتمامها أو عاقبه على
تجاهلها.
· علم أطفالك ما هو الصواب وما هو الخطأ.
إذا كنت شخصًا متدينًا خذ أطفالك لدور العبادة. وشاركهم قيمك ومواقفك الأخلاقية.
واحرص على ألا تكون منافقًا حتى لا تضطر لمواجهة تساؤلات أطفالك عن لماذا لا تلتزم
"بالمواعظ" التي تحثهم عليها.
6) انتقد سلوك طفلك،
وليس طفلك نفسه. من المهم أن يكون انتقادك موجهًا لأفعال أطفالك وليس لطفلك في حد
ذاته. ستحتاج أن تشعر طفلك بأنه قادر على القيام بأي شئ يريده من خلال تحسين
وتغيير سلوكه وأفعاله بدلًا من أن تلصق به كونه شخص سئ بسلوكيات لا تتغير. امنحه
الشعور بأنه لديه القوة من أجل تحسين سلوكه.
· عندما يسئ أطفالك التصرف بطريقة جارحة
وحاقدة، أخبرهم أن هذة السلوكيات غير مقبولة واقترح لهم بدائل. تجنب الجمل مثل:
"أنت سئ" وبدلًا منها قل شيئًا مثل "كان من السئ جدًا أن تتعامل
بتلك الطريقة الخاطئة مع أختك الصغيرة". اشرح لماذا يكون هذا السلوك خاطئًا.
· أظهر الثقة والشخصية القوية دون أن تفقد
"الطيبة" عندما تشير لأخطائهم. كن جادًا وصارمًا لكن دون أن تكون
مستعرضًا أو حقيرًا.
·
تجنب
الإذلال العلني. حتى إذا أخطأ أطفالك بشكل علني، خذهم جانبًا وأنبهم بشكل سري.
ثالثاً: مساعدة طفلك على بناء شخصيته
1) علم أطفالك الاعتماد على
أنفسهم. علم أطفالك أنه من الطبيعي أن يكونوا
مختلفين، وأنهم غير مضطرين للخضوع للأمر الشائع بالنسبة للعامة. علمهم - في مراحلهم
السنية الأولى- الصواب من الخطأ، وسيؤثر ذلك على قدرتهم أغلب الوقت على إتخاذ
القرارات بأنفسهم بدلًا من الإستماع والانصياع للآخرين. تذكر أن طفلك ليس امتدادًا
لك. وأن ابنك شخص متفرد بذاته تحت رعايتك وليس فرصة لإستعادة حياتك السابقة من
خلاله.
· عندما يكبر أطفالك بشكل كافي لإتخاذ
قراراتهم بأنفسهم، ينبغى أن تشجعهم على اختيار نوع الأنشطة الغير مدرسية والأصدقاء
الذين يشاركونهم اللعب. يجب أن تتيح الفرصة لأطفالك لاكتشاف الأشياء من حولهم
بأنفسهم، مع الابقاء على مراقبتك وحمايتك لهم من الاختيارات السيئة.
· ربما يكون للطفل طبيعة مضادة لك، مثلا: أن
يكون انطوائيًا بينما أنت اجتماعي. بالتالي لن يتمكن من التأقلم مع نمط ونوع
اختياراتك له، وسيكون من الأفضل أن تتركه يحدد قراراته لنفسه.
· يحتاج الأطفال لتعلم أن أفعالهم يكون
لديها عواقب (جيدة وسيئة). بإتاحة الفرصة لهم لتجربة ذلك أنت تزيد قدرتهم على أخذ
القرارات وحل المشكلات وتؤهلهم بشكل جيد للإستقلال والنضج.
· لا تفعل الأشياء بشكل متكرر حتى تتيح
لأطفالك الفرصة لتعلمها بمفردهم. رغم أن إحضارك لكوب من الماء لأطفالك قبل النوم
طريقة فعالة تساعدهم على النوم أسرع، إلا أنك لا يجب أن تكرر ذلك دائمًا حتى لا
يصبح فعل متوقع بالنسبة لأبنائك.
2)
كن قدوة جيدة. إذا أردت أن يتصرف
أطفالك بشكل صحيح، ينبغى أن تمثل السلوك والشخصية التي تود أن يعتاد عليها أطفالك
ويواصلوا العيش بهذه القواعد التي وضعتها. قدم لهم نموذجًا حيًا بجانب النصائح
اللفظية. لدى الأطفال ميل لأن يكونوا ما يرونه وما يسمعونه ما لم يكن لديهم جهدًا
واعيًا ومدبرًا لكسر القوالب. أنت لست مضطرًا لأن تكون شخصًا خاليًا من العيوب،
لكنك يجب أن تجاهد من أجل ذلك إذا أردت من أطفالك المثل. لن يكون جيدًا أن تطلب من
أطفالك التأدب والهدوء مع الآخرين إذا كانوا يرونك تدخل في عراك حامِ في محل
البقالة.
· من المقبول أن تقع في الأخطاء، لكنك يجب
أن تعتذر عنها وتخبر طفلك أن هذا السلوك لم يكن جيدًا. من الممكن قول أشياء مماثلة
لـ " ماما لم تقصد الصراخ في وجهك، لكنها كانت محبطة جدًا" هذا أفضل من
تجاهل الوقوع في الخطأ، لأنك ذلك التجاهل سيظهر للطفل أن يعيد تجسيد هذا السلوك
وتقليدكم في فعل نفس الخطأ.
· إذا أردت تعليم أطفالك العمل التطوعي،
شارك بنفسك وخذ أطفالك لملجأ للمشردين وساعد في تقديم الوجبات. اشرح لهم لماذا
تساعد في العمل التطوعي حتى يصلوا لأسبابهم الخاصة التي تدفعهم للمشاركة هم أيضًا.
· علم أطفالك الأعمال المنزلية بوضع جدول
ودعوتهم لمساعدتك في تنفيذه. لا تأمر أطفالك بفعل شئ ما لكن اطلب مساعدتهم. كلما
تعلموا وهم أصغر مساعدتك كلما زادت رغبتهم في فعل ذلك.
· إذا أردت أن يتعلم ابنك أو بنتك
"المشاركة"، كن مثالًا يحتذى به وشارك معهم أشيائك الخاصة.
3)
احترم خصوصية أطفالك. احترم خصوصيتهم
إذا أردت منهم احترام خصوصيتك. على سبيل المثال، إذا أخبرت طفلك أن غرفتك مكان غير
مسموح له التواجد به، احترم نفس الأمر مع غرفته. امنح أطفالك الشعور بمساحتهم
الشخصية، والأمان أنه لا أحد ينظر في أدراجهم أو يقرأ مذكراتهم وأوراقهم الخاصة.
سيدعم ذلك ثقتهم بانفسهم واحترامهم لخصوصية الآخرين.
· إذا أمسك بك ابنك وأنت تتجسس على أشيائه
الخاصة، سيتطلب الأمر وقتًا طويل جدًا حتى تستعيد ثقته فيك مجددًا.
4)
شجع أطفالك على أن يكون لهم نمط حياة صحي.
من الضروري التأكد أن أطفالك يأكلون طعامًا صحيًا، ويقومون بالكثير من التمارين
رياضية ويحصلون على القدر الكافي من النوم كل ليلة. يجب أن تشجع السلوكيات
الإيجابية والصحية لكن دون الإلحاح عليها أو أن يبدو الأمر وكأنك تجبر أطفالك على
الأكل أو التصرف بطريقة معينة. كن الشخص المرشد وليس الديكتاتور. اجعلهم يتوصلون
لهذة الاستنتاجات بأنفسهم من خلال مساعدتهم على فهم ضرورة الحياة الصحية.
· طريقة لتشجيعهم على التمارين الرياضية هي
أن تعودهم على ممارسة رياضة ما منذ سن صغير، مما يخلق لديهم الشغف أيضًا.
· إذا أسرفت في الحديث مع الطفل حول طعام ما
تظنه غير صحى وأكثرت من لومهم حتى يتوقفوا عن تناوله، ربما يؤثر ذلك سلبًا على
ابنك ويجعله يشعر بأنك تدينه. إذا حدث هذا ربما لن يرغب ابنك في مشاركتك الطعام أو
حتى تناوله أمامك، وقد يلجأ لإخفاء الأطعمة السريعة عنك وتناولها بدون علمك.
· عند محاولة تطبيق عادات تناول الطعام
الصحية، ابدأها في سن مبكر. اعطاء الحلوى لمكافئة الأطفال قد يخلق عادة سيئة، حيث
ترتبط الحلوى بالنسبة لهم دائمًا بشعور المكافئة، ما قد يؤدي للسمنة من كثرة
تناولها. عود أطفالك منذ سن صغير على الوجبات الخفيفة (السناكس) الصحية. بدلًا من
الشيبسي جرب رقائق البسكوت والفواكه الطبيعية.
· عادات الطعام التي يتعلمها الأطفال في سن
صغيرة تظل معهم. تأكد من إنهائهم لأطباق الطعام، وعلمهم أخذ حصة صغيرة من الطعام
في المرة الواحدة. حيث أنه من الممكن دائمًا أخذ المزيد لكن من الممنوع إعادة
الطعام بعد وضعه في أطباقهم.
5)
تأكد من بُعد أبنائك عن تناول الخمور والمخدرات.
يمكنك أن تبدأ الحديث عن ذلك في مرحلة مبكرة من حياة أطفالك. اشرح لهم أضرار تناول
الخمور والمخدرات على صحتهم. الفشل في شرح هذه الأشياء في سن مبكر يساهم في مرور
أبنائك بتجارب خطيرة فيما بعد. احرص على حمايتهم بطريقة سليمة.
· اكتسب علاقة ود مع أبنائك تسمح لكم
بمشاركة كل الأمور. وإذا ظهر عليهم تناول المخدرات أو الخمور شجعهم على الحديث معك
حول الأمر. أنت لا تود أن تشعرهم بالخوف منك ما قد يؤدي لمزيد من الانعزال والبعد.
يجب أن تقف بجوار أبنائك ولا تتركهم يعانون مع هذه التجارب بدون وجود شخص يمكنهم
الاعتماد عليه.
6)
اسمح لأطفالك بتجربة الحياة بأنفسهم.
لا تأخذ لهم القرارات طوال الوقت، يحتاج أطفالك لتعلم التفكير لأنفسهم في بعض
الأوقات. يجب أن يتعلموا العيش وتحمل عواقب اختياراتهم. من المفضل أن يبدًا هذا
وأنت متواجد بجوارهم حتى تساعدهم على تقليل العواقب السلبية و توضيح الجيدة.
· يحتاج الأطفال لتعلم أن أفعالهم يكون لها
عواقب (جيدة وسيئة). بإتاحة الفرصة لهم لتجربة ذلك أنت تزيد قدرتهم على أخذ القرارات
وحل المشكلات وتؤهلهم بشكل جيد للإستقلال والنضج.
7)
اترك فرصة لأبنائك لارتكاب الأخطاء.
الحياة هي المدرسة الحقيقة. لا تكن متعجلًا لإنقاذ أطفالك من نتائج أفعالهم خاصة
إذا لم تكن العواقب مفرطة القسوة. على سبيل المثال، جرح أنفسهم (بشكل بسيط) ربما
قد يؤذيهم، لكنه أفضل من تركهم غير واعيين عن سبب ضرورة تجنب الأشياء الحادة. اعلم
أنك لن تستطيع حماية أطفالك للأبد، وأن تعلمهم لدروس الحياة سيكون أفضل لو تم
مبكرًا عن فيما بعد. على الرغم من قسوة الوقوف ومشاهدة ابنك يرتكب الأخطاء، لكن
هذا سيساعدكما سويًا على المدى البعيد.
· يجب ألا تقول: "لقد أخبرتك بذلك لكنك
لم تطع ما قولته" عند ارتكاب ابنك لإحدى الأخطاء وتحمل نتيجتها. بدلًا من ذلك
امنحه الفرصة لتعلم الدروس الحياتية بنفسه والخروج باستنتاجاته حول ما حدث.
8)
تَخَلَّ عن عيوبك. الخمور والمخدرات
والقمار من الممكن أن يعرضوا الحياة المادية لطفلك للخطر. التدخين، على سبيل
المثال، يخلق بيئة غير صحية لحياة طفلك. التدخين الغير مباشر يسبب الكثير من أمراض
الجهاز التنفسي الحادة. وقد يسبب الموت المبكر لأحد الوالدين مما يفقدك دورك في
حياة ابنك. كذلك الكحول والمخدرات في الغالب تسببا مخاطر صحية أو عنف ضد أبنائك.
9)
لا تثقل كاهل طفلك بتوقعاتك الغير معقولة.
هناك فرق بين رغبتك في أن يتحمل طفلك المسئولية وأن يكون فرد ناضج وبين إجباره على
أن يكون الصورة المثالية وفق اختياراتك وتطلعاتك أنت.
· إذا كنت تتصرف وكأنك تنتظر منه دائمًا
الشئ الأفضل، قد يشعره ذلك أنه لا يكون أبدًا جيدًا بالقدر الكافي لإرضائك، وقد
يجعله يتمرد أيضًا في بعض الأحيان.
· أنت لا ترغب في أن تكون الشخص الذي يخافه
ابنك لأنه لا يكون أبدًا على قدر توقعاته. كن "المشجع المتحمس" لأفعال
طفلك بدلًا من أن تكون "الرقيب العسكري"
10) عمل الآباء لا ينتهى أبدًا.
قد تظن أنك شكلت وربيت أبناءك بمجرد وصولهم لمرحلة سنية معينة، أو انتهائهم من
الدراسة، لكن هذا أبعد ما يكون عن الواقع. أبوتك/ أمومتك سوف يكون لها تأثيرها
الدائم على طفلك، ويجب عليك أن تواصل منحه الحب والرعاية التي يحتاجها حتى لو
ابتعد عنك مئات الأميال. على الرغم من أنك لن تستمر في التواجد بشكل يومي في حياة
أبنائك يجب أن تشعرهم برعايتك المستمرة وأنك متواجد عند حاجتهم لذلك.
·
سيلجأ
أطفالك لنصيحتك وسيعنيهم ما تقوله أيًا كان عمرهم. مع مرور السنين لن يكون كافيًا
تعلم وسائل الأبوة الجيدة، ولكنك ستحتاج أيضًا أن تولِ اهتمامًا بتعلم كيف تكون/ي
جد/ة جيد/ة!
أفكار مفيدة
ü لا تحقر من اختياراتهم لأصدقائهم وبدلًا
من ذلك حافظ أنت على صداقاتك.
ü فكر في مرحلة طفولتك كثيرًا. حدد الأخطاء
التي وقع فيها والديك وابذل جهدك لتجنب تمرير ذلك للأجيال الجديدة. كل جيل من
الآباء/الأبناء تتاح لهم فرصة إنجاز مجموعة كاملة من النجاحات و/ أو الأخطاء
الجديدة.
ü حياة أبنائك ليست امتدادًا لحياتك. اترك
لهم الفرصة لعيش حياتهم بالطريقة التي تناسبهم.
ü المراهق على شفا مرحلة البلوغ يحتاج دعم
أبائه أكثر من أي وقت مضى. لا تعتقد أنه بمجرد بلوغ ابنك 18 - 21 عام أنه قادر على
تحمل مسئولية نفسه بمفرده تمامًا. لا تقم بالتدخلات غير المبررة في حياته ولكن
عليك أن تبق في الجوار عند الحاجة.
ü إذا أردت أن تتخلص من عادة من عاداتك
السيئة، جرب مجموعات العلاج التي قد تساعدك على تخطى ذلك. احصل على الدعم دائمًا
ووفر لنفسك الشخص الذي تقدر على الحديث معه إذا غلبك الحنين لعادتك السيئة. تذكر
أنك لا تساعد نفسك فقط ولكنك تساعد أبناءك أيضًا.
ü لا تشارك أخطاءك السلوكية في الماضي مع
أبنائك لأنهم سيقارنون أنفسهم معك وبناءً عليه ستقل توقعاتهم حول أنفسهم.
ü امتلك مساحتك الخاصة من العلاقات والمعارف
ولكن احترم احتياجات أطفالك أيضًا. لا تتخلَ عن أطفالك في صالح رغباتك الشخصية، بل
اجعلهم دائمًا أولويتك الأولى ولا تضعهم في خطر بتعريفهم لأشخاص غير مضمونين داخل
المنزل. يحتاج الأطفال للشعور بالأمان والمحبة. وإذا لم تتواجد بجوارهم عند
احتياجهم لذلك لانشغالك بعملك أو خروجاتك الخاصة سينمو أطفالك وبداخلهم شعور دائم
بانعدام الأمان. فكر جيدًا في أهمية ما ستجنيه مقابل الإساءة لصحة أطفالك النفسية.
ü شجع التقييم الذاتي عن طريق مشاركة تقييم
أفعالك بنفسك مع أطفالك.
ü استمع جيدًا لما يقوله أبناؤك.
ü طور القدرات الاجتماعية لأبنائك.
ü لا تقيم أصدقائهم. قد يسبب ذلك شعور
أطفالك بأنك لا تحب أصدقائهم وأنك تتدخل في قراراتهم الخاصة وتتحكم في دائرة
المحيطين بهم أكثر من اللازم.
ü استخدم جملًا إيجابية لتشجيعهم عند قيامهم
بأمر حسن، بدلًا من قيامك بشكل دائم بمعاقبتهم. لا تؤذهم جسديًا أبدًا.
تحذيرات
ü لا ينتهى دور الآباء عندما يكبر الأطفال،
بل يستمر كدور دائم طوال الحياة. لكن تذكر أنه بمجرد بلوغ أطفالك تصبح قراراتهم في
الحياة وتحمل عواقبها أمرًا خاصًا بهم لا يحق لك التدخل فيه.
ü الأبوة/الأمومة ليست أمرًا مرعبًا. قم
بدورك كأفضل ما يكون، اخلق علاقة صداقة مع أبنائك دون أن تستغني عن الحدود المسلم
بها بوصفك والدهم/والدتهم.
ü لا تفرط في إطعام أبنائك أكثر من اللازم.
قد يؤدي ذلك لسلوكيات عنيدة وغير مسئولة.
ü لا تتبع الصورة النمطية لكونك أبًا الخاصة
بثقافتك أو ديانتك أو أسرتك. رجاءً لا تظن أنه هناك طريقة واحدة لتربية أبنائك.
ü عند مدح أبنائك، ركز على المجهود المبذول
وليس النتائج النهائية، حتى تتجنب تربية طفل يفرط في لفت الانتباه ويهتم بالمدح
أكثر من العمل الجاد.
المصدر: 1
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
إقرأ أيضًا
قصة تاريخية: جلجامش... الباحث عن الخلود
قصة تاريخية: ملحمة جلجامش السومرية
اضطراب القلق المرضي: الأعراض، الأسباب، التشخيص والعلاج
المقابلة الإرشادية بين المرشد والمسترشد
الاكتئاب: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية
البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل
العصور
شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين
والفيضانات وغيرها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق