عندما يغادر جميع الأبناء المنزل
المنزل الأسري الذي يكتنفه الحب والحنان يشبه عش الطيور، فعندما يحين الوقت المناسب للطيران، سوف يطير منه الأبناء ويحلّقون بعيدًا؛ هذا هو حال الحياة. يضطر أن يتعامل الآباء مع افتقاد الجو العائلي والصحبة والمودة عندما ينطلق الصغار من عش أسرتهم ليقوموا ببناء أسرهم، لكن بالنسبة لبعض الناس، لا سيما بالنسبة لمقدم الرعاية الأولية، وهو الأم، يمكن أن يكون هذا الوقت هو وقت للفراغ القاتل والحزن الشديد، ما يمكن أن يتحول بسهولة إلى اكتئاب إذا لم يتم تداركه والتغلب عليه.
نناقش
في هذا المقال الطرق التي تساعد بها أبناءك على ترك المنزل بأمان وهم يعلمون أنهم
تاركون وراءهم بناء أسري مترابط وقوي، كما سنوضح لك سبل تعامل الآباء مع الحزن
الناتج عن استقلال الأبناء.
1) استعد لرحيل أبنائك.
إذا كنت تتوقع أن يرحل عنك أبناؤك في السنة القادمة، فاستغل هذا الوقت للتأكد من
أنهم على دراية بكيفية القيام بالأشياء الأساسية الضرورية لرعاية أنفسهم بأنفسهم.
تأكد من معرفتهم لكيفية غسل ملابسهم وطهي الطعام لأنفسهم والتعامل مع النزاعات
ومواقف الحياة الصعبة وموازنة المصروفات والتفاوض خلال معاملات البيع والشراء
وإجراء الصفقات الجيدة ومعرفة قيمة المال. ستتطور العديد من هذه الأمور لديهم مع
الوقت والممارسة، إلا إنه من المهم التحدث عن ذلك مع أبنائك وتوضيح كيفية القيام
ببعض الأساسيات بحيث لا تتركهم بمفردهم تمامًا في مواجهة العالم. قد يكون من
المفيد استخدام موقع مثل ويكي هاو بالعربية، لمعرفة كيفية القيام بأعمال المنزل
وإجراء التغييرات في نمط الحياة إذا لزم الأمر.
· لا داعي للذعر. تقبل حدوث ذلك وكن متحمسًا
له مع الحرص على تقديم دعمك في أي وقت يحتاج إليه أبناؤك. من الأفضل لأبنائك أن
يعرفوا أنك تدعمهم وتحبهم وأنك على استعداد دائمًا لتقديم المساعدة لهم بدلًا من
رؤيتك قلقًا أو مذعورًا.
2) اعمل على تنحية الأفكار
المرعبة جانبًا. ستصبح أنت وأولادك أفضل حالًا إذا
عالجت هذا الأمر، حيث سيشعر الأبناء بمجموعة مختلفة من المشاعر حول تجربتهم
الجديدة المرتقبة؛ بدءًا من الرعب الشديد إلى السعادة المفرطة. بالنسبة للأبناء
الذين يشعرون بالخوف من المغادرة، من المهم طمأنتهم وإخبارهم أن كون هذا المستقبل
مجهولًا بالنسبة لهم هو ما يثير رعبهم، بينما سيصبح شيئًا عاديًا بمجرد التعوّد
عليه. ساعدهم أن يفهموا أنه بمجرد دخولهم في روتينهم الجديد، سيكون الأمر مألوفًا
وممتعًا وناجحًا.
· لابد أن يعلم أبناؤك أن منزلك هو موطنهم
الأصلي وملاذهم الأخير متى احتاجوا إلى المنزل أو أرادوا العودة إليه. يوفر هذا لك
ولأبنائك شعورًا كبيرًا بالانتماء والأمان.
· إذا كان أبناؤك يشعرون بالحزن في بادئ
الأمر، فلا تفرح بذلك بينك وبين نفسك. اعلم أنهم سيكون عليهم التعامل مع هذه
المشاعر بينما يحاولون الاعتياد على الترتيبات الجديدة وبالتالي سوف يحتاجون إلى
دعمك الإيجابي في هذا وليس أن تأمل سرًا أن يعودوا إلى المنزل مسرعين. يعني هذا
عدم طرح فكرة العودة إلى المنزل كخيار ممكن وعدم تولي جميع الأمور نيابة عنهم، بل
دعهم يتعلمون كيفية القيام بالأشياء بأنفسهم، بما في ذلك المهام الإدارية
والتفاوضية. سوف يخطئون في البداية، لكنهم سوف يتعلمون أفضل بهذه الطريقة.
3) استوضح الطرق التي تنوي بها
البقاء على اتصال مع أبنائك. ستشعر بالوحدة والفراغ
عندما يذهبون لأنك لن تستطيع أن تجدهم دومًا أمامك وإخبارهم بالأشياء التي اعتدت
القيام بها. يعد الحفاظ على التواصل المستمر أمرًا ضروريًا للحفاظ على الترابط
العائلي ومواكبة الأخبار. تتضمن بعض الطرق التي يمكنك أخذها في الاعتبار:
· تأكد من امتلاكهم هاتف محمول يمكنه
الاتصال بسهولة بالشبكات ويمكنه العمل لمدة عام. إذا كان هاتفهم الحالي صار له
فترة من الوقت معهم، فقد تحتاج إلى ترقية البطارية أو تحديثها على الأقل. اشترِ
دقائق الهاتف المدفوعة مقدمًا حتى لا تضطر إلى القلق بشأن تكلفة الاتصال بك.
· حدد موعدًا لإجراء مكالمة أسبوعية. في حين
أنك قد تشعر بالإغراء للاتصال أكثر من ذلك، فإنه قد يصبح عبئًا بالنسبة لهم ما لم
يختاروا ذلك، لذا حاول ألا تتوقع الكثير منهم. كن حساسًا لحاجتهم إلى النمو
والاستقلال.
· استخدم البريد الإلكتروني أو الرسائل
النصية لما تريد أن تشاركه معهم. تعد هذه الوسائل رائعة لأنك تستطيع أن تقول أشياء
دون أن تكون عاطفيًا بشكل مفرط. اعلم أنه مع مرور الوقت فإن ابنك أو ابنتك قد لا
يرد على رسائلك دومًا كما كانوا يفعلون في البداية. يحدث هذا خلال محاولتهم
الاستقرار وتكوين مجموعة جديدة من العلاقات وما إلى ذلك، وهو بالطبع لا يعني أنهم
توقفوا عن الاهتمام بك.
4) افهم ما هي متلازمة العش
الفارغ حتى يمكنك التعرف على أعراض حالتك.
متلازمة العش الفارغ هي حالة نفسية تؤثر بشكل أساسي على النساء، حيث ينتج لدى الأب
أو الأم شعور بالحزن عندما يغادر المنزل واحد أو أكثر من الأبناء. يحدث هذا عادة
عندما يتخرج الأبناء من المدرسة أو الكلية أو الجامعة (عادة في أواخر الصيف
والخريف) أو عندما يتزوج الأبناء ويغادرون المنزل للعيش مع زوجاتهم وأزواجهن.
تتزامن متلازمة العش الفارغ غالبًا مع أحداث رئيسية أخرى في الحياة، مثل: انقطاع
الطمث أو المرض أو التقاعد. يؤثر ذلك على النساء على وجه الخصوص لأن الأمومة يُنظر
إليها على أنها دور أساسي في حياة النساء العاملات وربات المنزل على حد سواء، وهو
دور تكرس النساء أنفسهن له كمسؤولية رئيسية لمدة 20 سنة في المتوسط. يمكن أن يترتب
على مغادرة أحد الأبناء للمنزل شعور بالتكرار مصحوبًا بشعور بالتيه وعدم الجدوى،
وكذلك عدم التطلع لشيء في المستقبل. الشعور بالحزن والبكاء قليلًا هو رد فعل طبيعي
وصحي متوقع من أي أم أو أب بعد ابتعاد ابنهما، ففي النهاية ورغم كل شيء يظل ما حدث
تغييرًا كبيرًا. يصبح الأمر مشكلة حقًا إذا كانت مشاعرك هذه تعطل سير حياتك مرة
أخرى، مثل: الاعتقاد أن حياتك لم تعد ذات أهمية بعد الآن أو إذا كنت غير قادر على
التوقف عن البكاء أو استئناف أنشطة الحياة العادية، مثل: رؤية الأصدقاء أو الخروج
أو العودة لبعض الأنشطة التي تعيدك إلى الوضع الطبيعي.
· يعتقد علماء النفس أن انتقال المرأة من
دور الأم المشاركة بفعالية في حياة أبنائها إلى دور المرأة المستقلة مرة أخرى يتطلب
حوالي 18 شهرًا إلى عامين وهذا يعني أنه من الضروري أن تأخذي كامل وقتكِ في الحزن
واعملي على تخطي الفقد وإعادة بناء حياتك. ارفقي بنفسكِ ولا تبالغي في توقعاتكِ.
5) اقبل الدعم.
إذا وجدت أنك تواجه الآن شعورًا عميقًا بالفراغ أو الحزن أو عدم القدرة على إعادة
حياتك إلى المسار الصحيح بعد مغادرة الأبناء، فمن المهم الحصول على المساعدة. قد
تعاني من الاكتئاب أو مرض نفسي مماثل يمنعك من الاستمتاع بالحياة إلى أقصى حد.
تحدث إلى شخص متخصص؛ قد يساعدك كثيرًا العلاج النفسي المعرفي أو أنواع العلاج
المشابهة التي تمكنك من التحدث عن مشكلاتك. ربما أن كل ما تحتاج إليه ببساطة هو
فقط آذان مصغية وتأكيد أن ما تمر به حقيقي ومهم وأنه سوف يمر مع الوقت.
· اعترف بحزنك. لا يهم ما يعتقده الآخرون أو
ما يقال عن كيفية التعامل مع حزنك. سوف يتمكن منك الحزن ما لم تعترف به وتواجهه
وتدع نفسك تشعر بالضيق لبعض الوقت. اسمح للحزن أن يصل إليك.
· كافئ نفسك. بينما تعاني من الحزن الشديد،
لا ينبغي أن تهمل نفسك. احصل على تدليك لجسدك بانتظام أو اذهب لمشاهدة فيلم بين
الحين والآخر أو اشترِ الشوكولاتة المفضلة لديك وما إلى ذلك، فلحظات الحزن لن تؤدي
إلا إلى مزيد من الحزن واستمرار الكآبة.
· جرب ممارسة أحد الطقوس بهدف
"التخطي". ممارستك أحد الطقوس من أجل "تخطي" رحيل أبنائك عنك
أثناء انتقالهم إلى حياة البالغين وتخليك عن دور الوالد الفاعل في حياة أولاده
يمكن أن يكون وسيلة هامة لمساعدتك على المضي قدمًا والشعور بالراحة والسلام. تتضمن
بعض الاقتراحات: إضاءة شمعة وإرسالها بالبحر أو زرع شجرة أو الاحتفاظ بشيء يخص
ابنك أو ابنتك منذ الطفولة أو إقامة شعائر دينية معينة تشعرك بالراحة.
· تحدث مع زوجتك عن مشاعرك. قد تشعر هي
أيضًا بمشاعر مشابهة وسوف تسعد بفرصة الحديث عن ذلك، أو ببساطة قد تستمع إليك
وتثني على كلامك مؤكدة أن ما تشعر به حقيقي، وهو ما يعد مهمًا لك.
· جرب كتابة يومياتك لتوثيق ما تمر به. قد
يساعدك أيضًا الصلاة أو ممارسة التأمل.
6) ابدأ النظر في تلبية احتياجاتك
الخاصة. عندما تشعر بالرضا لأنك قد وضعت ابنك أو
ابنتك على الطريق الصحيح، فسوف ينتهي الانشغال وستبدأ في ملاحظة التغيير الكبير في
حياتك. اعلم أن الطريقة التي سوف تنظر بها إلى هذا التغيير سوف تحدد مشاعرك نحوه
وموقفك تجاهه؛ أي أنك إذا كنت ترى أن هذا التغيير هو بمثابة فقد كبير وخلل على
أسلوب حياتك، فسوف تشعر ببؤس أكثر مما لو اخترت رؤيته كفرصة للرجوع إلى بعض من
هواياتك واهتماماتك الخاصة.
· تجنب تحويل غرفة ابنك إلى ضريح الأحزان.
إذا لم ينظفها قبل مغادرته، فاستغل ذلك للتخلص من بعض من مشاعرك وذلك بإزالة كل
القمامة التي تركها خلفه. رتب الأشياء المبعثرة وتخلص من الفوضى، لكن احتفظ
بالأشياء المهمة بعناية في موضع آمن.
· اكتب جميع الأشياء التي قد وعدت نفسك
بتنفيذها في يوم من الأيام. الآن هو الوقت المناسب للبدء في فعلها. ثبّت هذه
القائمة في مكان ظاهر وابدأ العمل عليها.
· احرص على بناء صداقات جديدة أو إحياء تلك
التي انقطعت. يشكل الأصدقاء جزءًا هامًا من عملية الانتقال من دور الوالد المرتبط
بأبنائه إلى الشخص الذي يعيش في المنزل بدون أطفال. اذهب إلى الخارج وتعرف على
أشخاص جدد. سيكون هناك آباء وأمهات انفصلوا عن أبنائهم مثلك يبحثون عن الصداقة
أيضًا. يمكن للأصدقاء أن يوفروا معلومات جيدة حول الهوايات والأنشطة والوظائف
الشاغرة أيضًا.
· مارس هواية جديدة أو اهتم بشيء جديد أو
أعد إحياء هواية قديمة كنت قد أهملتها أثناء تربية الأطفال. يمكن أن يتمثل ذلك في
أي شيء حقًا؛ بدءًا من الرسم والتصوير الفوتوغرافي وصولًا إلى النجارة وحتى القفز
بالمظلات والسفر!
· عد إلى المدرسة أو الجامعة. اختر المجالات
التي تشعر أنها تلائم احتياجاتك في هذه المرحلة من الحياة. احرص على تحديد ما إذا
كان هذا المسار جديدًا تمامًا أو كنت ترغب في ترقية مؤهلاتك الحالية؛ في كلتا
الحالتين هو شيء جيد.
· ارجع للعمل في مهنتك القديمة؛ ارجع
للاستكمال من حيث توقفت أو ابدأ في مجال جديد. اعلم أنه على الرغم من كونك بعيدًا
عن الملعب منذ وقت، فلديك مميزات الخبرة، لذلك بعد بعض محاولات إعادة التعلّم، سوف
تنطلق انطلاقة أسرع بكثير مما لو كنت خريج حديث من المدرسة أو الكلية.
· فكر في التطوع. إذا لم تكن مستعدًا تمامًا
للعودة إلى العمل بعد، فإن التطوع قد يكون وسيلة جيدة للعودة بنفسك مرة أخرى إلى
القوى العاملة بوتيرة تناسبك، كما يتيح لك الفرصة لتجربة بعض الأشياء لتعرف ما إذا
كنت ستحبها أم لا.
· حاول المشاركة في الجمعيات الخيرية. يمكن
أن يكون القيام بشيء إيجابي في وقت فراغك أمرًا ممتعًا جدًا.
7) اكتشف حب حياتك من جديد.
إذا لم تكن أبًا أرملًا أو أعزبًا، فهذا يعني أن أبناءك سوف يتركونك مع زوجتك. قد
يكون هذا صعبًا إذا اكتشفت أن هناك مشكلة في علاقتك بزوجتك لم تواجهها من قبل لأن
وجود أبنائك حولك ساعد في تقوية علاقتكما الزوجية (أو صرف ذهنك عن المشاكل). قد
تكون المشكلة أنه بعد التعامل كوالدين لفترة طويلة من الوقت، قد تكون نسيت أنت
وزوجتك كيف تكونا حبيبين مرة أخرى. حان إذًا وقت التحدث بصدق وصراحة حول الشكل
الذي اتخذته علاقتكما وتحديد ما سيحدث بعد ذلك.
· إذا كان الأبناء هم القوة الوحيدة الرابطة
في زواجك، فقد تحتاج أنت وزوجتك للعمل على علاقتكما لاستعادة ما تم إهماله بينكما،
خاصة إذا كنت تشعر أن علاقتك الآن أصبحت مملة. الجأ إلى الاستشارة الزوجية إذا
شعرت أن هذا قد يساعدكما على العودة كزوجين بمفردهما مرة أخرى.
· تقبل فكرة أنها مرحلة انتقالية صعبة من
شأنه أن يساعدكما على مسامحة الشكوك والمشاكل التي قد تنتج عن العيش معًا كزوجين
دون أطفال مرة أخرى.
· قد يساعدك أيضًا أن تتوقع أن الطرف الآخر
في العلاقة قد تغير ولو قليلًا، ففي النهاية لابد أن كل منكما قد عانى كثيرًا منذ
بداية الزواج وقد مررتما بالعديد من التجارب المختلفة خلال تربية الأبناء؛ تجارب
في الأغلب لم يتصورها أي منكما عندما وقعتما في الحب لأول مرة. مع مرور الوقت يصبح
الكثير من الناس أكثر وضوحًا واتساقًا حول ما يعجبهم وما لا يعجبهم وحول ما يؤمنون
به وما لا يؤمنون به، وقد تكون هذه الاكتشافات أكثر وضوحًا مما كانت عليه وقت
الزواج أو اللقاء الأول بين الحبيبين. حاول أن ترى ذلك كفرصة لاكتشاف أحدكما الآخر
بشخصيته "الجديدة"، وهي الطريقة المفيدة لإنعاش العلاقات العاطفية
المحتضرة.
· اقضِ المزيد من الوقت مع زوجتك وتعرف
عليها من جديد. اقضيا إحدى العطلات معًا للمساعدة في إحياء مشاعر القرب والاعتماد
على بعضكما البعض للدعم العاطفي.
· اسمح لعلاقتكما بالازدهار من جديد. يمكن
أن يكون هذا وقتًا مثيرًا لتجديد النشاط لكل منكما.
· في بعض الأحيان لن يصلح أي شيء مما سبق
حقيقة أنكما أصبحتما بعيدين. إذا كنت تدرك أن العلاقة لا يمكن إصلاحها، يمكنك
التحدث عن ذلك أو طلب الدعم للتوصل إلى قرار يمكّن كل منكما من المضي بسعادة نحو
المستقبل.
8) ركز على بعض الجوانب الإيجابية
لغياب أبنائك عن المنزل. يمكن أن يقلل التركيز
على بعض التغييرات الإيجابية الناتجة عن مغادرة أبنائك للمنزل من إحساسك بالفقد
بشكل كبير، خاصة عندما تنظر لما كسبته. في حين أن هذا لا يقلل من مقدار الحزن
والنقلة الكبيرة التي تعيشها أنت وأولادك، إلا إنه يساعدك على رؤية الجانب الأكثر
إشراقًا في المستقبل. تشمل بعض الجوانب الإيجابية ما يلي:
· قد تلاحظ أن الثلاجة لا تحتاج إلى إعادة
تعبئتها في كثير من الأحيان، وهذا يعني أن التردد على محل البقالة سوف يقل كما
سيقل احتياجك كأم للطهي!
· قد تزداد الرومانسية بين الزوجين بعد رحيل
الأبناء، حيث يكون لدى كل منهما الآن الوقت والفرصة للعودة إلى كونهما مجرد زوجين
وينبغي عليهما استغلال ذلك قدر الإمكان.
· إذا كنت معتادًا على غسل ملابس الأبناء
بنفسك، فسوف يكون هناك الآن قدر أقل بكثير من الغسيل والكي المطلوب. حاول عدم
الاستسلام لفعل ذلك مرة أخرى عندما يعودون إلى المنزل لقضاء فترات العطلات. توقع
أن يكونوا قد كبروا بما يكفي للقيام بذلك بأنفسهم، فهذه خطوة مهمة للسماح لهم
بالنمو.
· لقد استعدت حرية استخدامك للحمام في أي
وقت من اليوم مرة أخرى!
· سوف تقل قيمة فواتير المياه والهاتف
والكهرباء الآن وهذا بدوره سوف يساعدك على توفير المال. يمكن استغلال المال الذي
يتم توفيره وإنفاقه في إجازتك مع زوجتك أو أصدقائك!
·
افخر
بنفسك لأنك الآن أصبح لديك أبناء قادرين على الخروج إلى العالم والنجاة والتفوق
بمفردهم. أثنِ على نفسك من أجل ذلك.
أفكار مفيدة
ü الآباء الأكثر عرضة للمعاناة من متلازمة
العش الفارغة هم أولئك الذين وجدوا صعوبة في مغادرة المنزل بأنفسهم أو أولئك الذين
يعيشون زواجًا غير سعيد أو غير مستقر أو أولئك الذين يستمدون هويتهم الذاتية من
كونهم أمًا (أو أبًا) أو أولئك الذين يجدون أي تجربة تغيير مرهقة أو أولئك الذين
كانوا أمهات (أو آباء) طوال الوقت دون وجود أي عمل خارجي أو الآباء الذين يشعرون
بالقلق بشكل مفرط من أن أطفالهم ليسوا مستعدين لتحمل مسؤولية العيش بمفردهم.
ü توقع أن يطرأ التغير على علاقتك بأبنائك
عندما يصبحون مستقلين ويعيشون على مواردهم ونفقاتهم الخاصة.
ü يمكن أن يكون الأمر أكثر صدمة للأخ أو
الأخت الأصغر الذي سيجد نفسه وحيدًا الآن، حيث لم يعد لديه الآن صديقه وشريكه في
اللعب والغرفة. قد يشعر بعدم الأمان الآن، لذا ينبغي على الوالدين قضاء بعض الوقت
معه ومناقشة ما يحدث معه. أوضح له أن جميع أفراد الأسرة سوف يجتمعون سويًا في وقت
قريب.
ü من الجيد البدء في التخطيط والإعداد للعش
الفارغ قبل أن يغادر جميع أبنائك المنزل. يُسهل ذلك من عملية الانتقال إلى حد
كبير، كما سيوضح لأبنائك أنك سوف تواصل حياتك وأنت تنتظر منهم أن يفعلوا الشيء نفسه.
ü إذا كنت ترغب وكان مكان إقامتك يسمح بذلك،
فكر في الحصول على حيوان أليف. إذا كان لديك حيوان أليف ترعاه، فقد يقل انشغالك
نسبيًا بأمر رحيل أبنائك.
ü احصل على صديق جديد مثل حيوان أليف. ابدأ
مع حيوان أليف صغير، مثل سمكة، ثم انتقل بعد ذلك إلى حيوانات أكبر، مثل: قطة أو
كلب.
تحذيرات
ü لا تتخذ قرارات كبيرة إلى أن تتخطى مشاعر
الحزن المرتبطة برحيل أبنائك. قد تندم على بيع منزلك أو قرار الابتعاد إذا فعلت
ذلك تحت تأثير مشاعر الحزن العميق. انتظر حتى تشعر بالسعادة مرة أخرى لاتخاذ
قرارات كبيرة.
ü في بعض الحالات، قد لا تكون علاقتك هي
المشكلة. عندما ينتقل الأبناء إلى الخارج وتكون الأم ثابتة في حياة الطفل اليومية،
ستعاني من قلق الانفصال. تكون بعض الحالات شديدة اعتمادًا على مدى قرب الأم من
الأبناء. قد يكون كل ما في الأمر أنها سوف تحتاج إلى مواجهة بعض مشاكلها وممارسة
الرياضة، إلا أنه يمكنكم فعل ذلك معًا. ينبغي أن يتحسن الوضع بشكل عام ثم قد يصبح
أقل إيلامًا بالنسبة لها مع مرور الوقت. تعلم الأمهات جيدًا أن صغارهن سوف يرحلون
سواء آجلًا أو عاجلًا، لكن يصعب عليهن كثيرًا السماح للأبناء بالرحيل. قد تخشى
الأمهات من أنهن لن يروا أبنائهن بعد الآن، وهي مشاعر خوف افتراضية في أغلب
الأحيان وليست حقيقية، لذا ابذلي كل ما بوسعك للتغلب عليها.
ü بالنسبة للأبناء، من المهم أن تحاول أن
تفهم أن رحيلك عن المنزل بالنسبة للأمهات هو مثل سكين في القلب. كن صبورًا مع أمك
حتى تخرج هي من التجربة بخير. أما بالنسبة للأمهات، اعلمي أنكِ سوف ترينهم مرة
أخرى. نعم، الأمر مؤلم، لكن عليكِ أن تدعيهم يكبرون ويواجهون الحياة بأنفسهم. كل
ما يمكنكِ فعله هو مساندتهم والوقوف في ظهرهم والاستماع إليهم وحبهم.
ü لا تحاول استجداء عطف أبنائك أو أن تجعل
ابنك أو ابنتك يشعرون بالذنب لكي يعودوا إلى المنزل قريبًا. لا تطلب من أبنائك
زيارتك مبكرًا عن موعد الزيارة المقرر وفقًا لما تسمح به ظروفهم.
ü ليكن لديك خطة بديلة في حال لم يحضر
أبناؤك إلى المنزل في العطلات. لا تشعر بالانهيار إذا اختاروا قضاء ذلك الوقت مع
الأصدقاء.
ü إذا كنت تعمل خارج المنزل، فلا تدع متلازمة
العش الفارغ تؤثر على عملك. لن يقدر زملاؤك ما تمر به ومن المستبعد أن ينتبهوا
لمشاعرك.
ü كن على علم بأن تعاطف الآخرين معك قد يكون
ضئيلًا لأن مغادرة الأبناء لمنزل أهلهم يعتبر حدثًا عاديًا في الحياة. راجع طبيبك
النفسي لأن متلازمة العش الفارغ معترف بها كسبب حقيقي يستدعي القلق والرعاية.
المصدر: 1
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
إقرأ أيضًا
قصة تاريخية: جلجامش... الباحث عن الخلود
قصة تاريخية: ملحمة جلجامش السومرية
اضطراب القلق المرضي: الأعراض، الأسباب، التشخيص والعلاج
المقابلة الإرشادية بين المرشد والمسترشد
الاكتئاب: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية
البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل
العصور
شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين
والفيضانات وغيرها
مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق