الصحة النفسية
عندما نفكر في مصطلح النظافة الشخصية يترامى إلى أذهاننا أفعال مثل نظافة الأسنان، والحفاظ على مظهرنا بشكل مهندم، هذه هي بالطبع النظافة الشخصية والمتعلقة بالجسد وصحته، أما صحتنا النفسية فلها بالدور بعض التصرفات التي تحافظ على حالتنا النفسية نظيفة أيضًا وغير معرضة للضغوط.
والحقيقة
أن حالتنا النفسية مرتبطة ارتباط بوثيق بحالتنا الجسدية، ولهذا من المطلوب أن
نحافظ على صحتنا النفسية كما نحافظ على جسدنا. ولهذا عليك أن تبدأ بتجربة بعض
الاستراتيجيات لتعمل على تحسين صحتك النفسية.
أولاً: التصرف بإيجابية
1) تحد أساليب التفكير السلبي.
يؤثر أسلوبنا في حل المشكلات التي نواجهها على حالتنا النفسية وعلى مظهرنا الخارجي
أيضًا، لذلك حاول أن تتجنب التفكير المستمر في المشاكل دون الوصول إلى حل، لتجنب
نفسك خطر التعرض بالاكتئاب والذي قد يؤثر بدوره على صحة قلبك.
· تحد أفكارك السلبية من خلال طرح التساؤلات
المتعلقة بحتمية وصحة هذه الأفكار. على سبيل المثال: عند التأخر في تسليم إحدى
الواجبات المطلوبة في الجامعة، تقوم بالتفكير كالآتي: "الآن سوف يكرهني
المحاضر."
· اسأل نفسك هل يستحق الموقف هذا التفكير.
هل تتناسب كلمة مثل "الكره" مع بساطة الموقف، ربما يصاب أستاذك
بالإحباط، ولكنه حتمًا لن يكرهك.
2) توقف عن مقارنة نفسك بالآخرين.
تقلل المقارنة من مدى تقديرك لمواهبك وقدراتك، حيث تميل لمقارنة إنجازاتك بإنجازات
الآخرين، وهو الأمر الذي يؤدي بك إلى الخسارة في كل الحالات.
· تجنب مقارنة نفسك بأشخاص أقل منك في
المستوى، فذلك يعطيك اقتناع زائف بالرضا والمهارة. أما مقارنة قدراتك بشخص أمهر
منك، يجعلك تشعر بالإحباط والتقليل من شأنك.
· لكل شخص المجال الذي يبرع فيه، ولهذا فإن
الشخص الوحيد الذي يجب أن تقارن نفسك به هو أنت، كيف كنت من قبل، وكيف أصبحت.
3) تعلم أن تعبر عن الشكر
والعرفان. إن التعبير عن العرفان بشكل صادق له
تأثير قوي في مواجهة الأفكار السلبية الحياتية، كما أنه يزيد من التعاطف مع
الآخرين، ويؤدي إلى حياة أفضل من حيث النوم والعلاقات والصحة.
· يمكنك التعبير عن العرفان بأكثر من طريقة.
اخبر الأشخاص الأعزاء عليك بأنك تقدر وجودهم، فكر كل يوم في بعض الأشياء التي تشعر
تجاها بالعرفان لوجودها، دون ذلك في مفكرة صغيرة مخصصة.
4) اعمل على تقوية ثقتك بذاتك. من الضروري أن
تعمل على التعديل من وجهة نظرك وتفكيرك تجاه نفسك لاسييما بعد كل العقبات التي
تواجهها، سواء كانت فشل ما أو تأخر في إحدى المهام، وذلك من خلال التفكير بشكل
أكثر إيجابية عندما تعيد النظر في هذه المواقف، أو عندما تتحدث عن نفسك أمام
المرآة. استعمل بعض العبارات المشجعة مثل:
· أنا أحب نفسي.
· أنا أثق في قدراتي.
· أنا شخص ذو قيمة وجدير بالاحترام.
· إن نجاحي متعلق بكوني شخص محب وواثق بذاته.
· أنا أشعر بالعرفان تجاه الأمور الحميدة في
حياتي.
· أنا في مرحلة التطور المستمرة.
· إن آرائي تتماشى مع أسلوب تفكيري.
· أنا على وعي بقدراتي.
ثانياً: التعامل مع المشاعر
1) واجه نفسك عند الشعور بالضعف.
من الضروري أن يكون لديك وعي بمشاعرك وأحاسيسك، فذلك يساعدك على العمل على التحسين
من صحتك النفسية. عادة ما يكون هناك ردة فعل جسدية ونفسية تجاه أيّة شعور يصيبنا،
انتبه إلى هذه الأفعال لتكون على دراية بمشاعرك بشكل أوضح.
· على سبيل المثال: إذا ما تأخرت خطيبتك على
موعد الغذاء بينكما، ستجد نفسك تفكر "يا إلهي، إنها دائمًا ما تجعلني
انتظرها"، كما أنك ستبدأ في هز رجلك أو اللعب بإحدى أغراض المائدة بشكل رتيب
متكرر. كل هذا ناتج عن شعورك بنفاذ الصبر.
· قم بتدوين أحاسيسك ومشاعرك وتصرفاتك تجاه
ما تشعر، يساعدك ذلك على بناء وعي أكبر بمشاعرك الداخلية.
2) عبر عن مشاعرك بشكل صحي.
بعدما تعلمت كيف تكون على دراية بمشاعرك وردة أفعالك الجسدية والنفسية تجاه كل
شعور، حاول أن تبني تفكيرًا وتصرفات إيجابية أثناء التعبير عن ذلك. هنالك العديد
من الطرق للتعبير عن مشاعرنا بشكل قائم على التأقلم الإيجابي.
· تحدث مع الآخرين عما تشعر به من أجل أن
تحس بالراحة. تأكد من اختيار الشخص المناسب الذي سيقدم لك الدعم دون إصدار أيّة
أحكام.
· دون مشاعرك في مفكرتك الشخصية، والق نظرة
لاحقًا عما كتبته. يساعدك ذلك في التعبير عن مشاعرك وكذلك في حل المشكلات عندما
تنظر لما كتبته من حين لأخرى.
· لا تخجل من البكاء إذا ما رغبت في ذلك. في
بعض الأحيان نخجل من التعبير عن حزننا في صورة البكاء. ساعد نفسك من خلال مشاهدة
فيلم ما أو الاستماع إلى الموسيقى التي تساعد في تحرير هذه المشاعر.
· تخلص من التوتر. احذر أثناء التعبير عن
الغضب، فعادة ما يكون الأمر غير مقبول اجتماعيًا. على سبيل المثال: تجنب الصراخ في
وجه شخص ما تحبه، تجنب كسر الأشياء، أو لكم الحائط. في المقابل تعلم بعض الأساليب
المخصصة للسيرطة والتحكم على الغضب، اصرخ وعلى وجهك وسادة، أو اذهب للتدرب.
3) كُن على وعي بأن كلا المشاعر
الإيجابية والسلبية ضروري التعبير عنها.
عادة ما يتربى الأشخاص على الشعور بعدم الراحة تجاه التعبير عن المشاعر السلبية
كالحزن أو الخجل، لكن تذكر أن كبت هذه المشاعر يؤدي بك إلى الشعور بالقلق،
الاكتئاب، والخوف المرضي.
·
قاوم
الرغبة في الهرب أو الاختباء لبعض الوقت عن الشعور بالحزن أو غيره من المشاعر
السلبية.
ثالثاً: محاربة الضغط العصبي
1) تدرب بشكل دوري لتقلل الضغط
العصبي. حافظ على لياقتك البدنية، فذلك يدعم
الحفاظ على صحتك، يساعدك في خسارة الوزن، يقوي المناعة، يحسن من نومك، يمنحك الثقة
بالنفس، ويساعدك في التخلص من التوتر والضغط.
· اختر نشاطًا بدنيًا يقوي من عضلة القلب
ويتحدى ذهنك وجسدك. اختر ما بين السباحة، التنزه، رفع الأثقال، اليوجا، أو حتى
الخروج لتمشية كلبك.
2) تناول الطعام الصحي المتوازن.
تجنب بعض المأكولات والمشروبات التي تؤثر في صحتك سلبًا، وتزيد من شعورك بالتوتر،
مثل بعض أنواع الجبن والمكسرات، الكافيين، السكريات، الكحول. اختر الأطعمة المفيدة
المكافحة للتوتر مثل الخضروات والفاكهة الطازجة، الزبادي، وتناول الكثير من الماء.
3) احصل على قسط مناسب من النوم.
احصل على قسط مناسب من النوم بشكل كافي يمنحك الراحة من الضغوط العصبية، ولا تدع
مشكلاتك تحول بينك وبين النوم بشكل جيد. جرب بعض هذه الطرق:
· اذهب للفراش واستيقظ في نفس الموعد يوميًا.
· اندمج في نشاط ما يساعدك على الاسترخاء
قبل النوم، وامتنع قبل الذهاب للفراش عن العمل واستخدام الإلكترونيات.
· نم في مكان مظلم ومريح، وحافظ على غرفة
نومك كمكان للراحة وحسب لا للعمل أو مشاهدة التلفاز.
· امتنع عن تناول الكافيين قبل النوم بأربع
إلى ست ساعات، امتنع عن التدخين والكحول قبل النوم أيضًا.
4) كن مستعدًا ببعض الحلول للتخلص
من التوتر والضغط. في بعض الأوقات ستحتاج إلى دعم
حقيقي للتخلص من الضغوط النفسية نتيجة بعض المواقف الحياتية، ولهذا كن مستعدًا
بمجموعة من الحلول في جعبتك للسيطرة على هذا الضغط، من أمثلتها:
· التنفس العميق من أجل التخلص من التوتر.
خذ شهيقًا عبر الفم في أربع عدات، اكتمه داخلك لسبع عدات، أخرج الزفير عبر الأنف
في ثمان عدات. كرر ذلك عند الحاجة.
· مارس التأمل. اختر نوعًا يناسبك من
التأمل، حيث يساعدك ذلك في السيطرة على تنفسك، وزيادة الوعي والتحكم بمشاعرك.
· اهتم بنفسك، اذهب لجلسة تدليك أو لوضع
الزينة، أو شاهد فيلمًا مع أحد أصدقائك المقربين.
5) قم ببناء نظام الدعم الخص بك.
عليك أن تحيط نفسك بالأشخاص ذو التأثير الإيجابي في حياتك، فذلك ما ينصح به
الأطباء النفسيين كنظام للدعم النفسي في الحالات المرضية مثل الاكتئاب، أو حالات
الصدمات المفجعة. حتى مع عدم معاناتك لمرض نفسي، لا بأس من أن يكون لك نظام الدعم
الخاص بك عند الشعور بالضغط النفسي والعصبي.
· يساعدك التقرب من الأصدقاء، الزملاء،
والعائلة على بناء ثقتك بالذات، والشعور بالأمان والانتماء.
·
اذهب
لمقابلة أشخاص جدد، اذهب إلى النادي أو للتطوع، أو تعرف على الأشخاص عبر الإنترنت.
تأكد من بناء علاقات إيجابية مع الغير.
المصدر: 1
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
إقرأ
أيضًا
عقدة أوديب: أصولها، مراحلها وأعراضها
رهاب السعادة: حين نخاف أن يسكن الفرح قلوبنا
البارانويا: الأنواع، الأعراض، الأسباب، التشخيص والعلاج
التعاطف والشماتة: لماذا نشعر بالرضا عند تضرر الآخرين
كيف تتغلبون على متلازمة العشّ الفارغ
كيف تتواصلون بفعالية في مقابلة العمل
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية
البشرية وتطوير الذات
أيضاً
وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل
العصور
شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين
والفيضانات وغيرها
مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق