قصة وعبرة

الأربعاء، 20 يناير 2021

• كيف تكتسبين الثقة بالنفس


الثقة بالنفس

إنّ الثقة بالنفس خليط بين الفعالية الذاتية واحترام النفس، وتعدّ الثقة بالنفس جزءًا أساسيًّا من الطابع الإنساني. إنّ الفعالية الذاتية هي ذلك الإحساس أو الإيمان الداخلي بإمكانية الشخص من تحقيق وإنجاز المهمات والأهداف المختلفة في الحياة. أمّا احترام النفس فهو مشابه لذلك إلى حدّ كبير، إلّا أنّه يتعلّق بالإيمان بكون الشخص كفؤًا في الأشياء التي يقوم بها، وباستحقاق الشخص للسعادة في هذه الحياة.

فالشخص المُتّسم بالثقة بالنفس يحب نفسه بشكل عام، كما أنّه مستعدّ للمجازفة من أجل تحقيق أهدافه الشخصية والمهنية، أضف إلى ذلك أنّه يفكّر بإيجابية في المستقبل. أمّا الشخص الفاقد للثقة بالنفس، فإحساسه بتمكّنه من تحقيق أهدافه يكون أقل، كما أنّه يميل إلى امتلاك نظرة سلبيّة في نفسه وفي الأشياء التي يرغب باكتسابها خلال حياته. الخبر الجيّد في هذا الصدد هو أنّ الثقة بالنفس أحد الصفات التي يمكن للشخص اكتسابها وبنائها بنفسه!

أولاً: تنمية السلوك الجيّد

1)    حدِّدي أفكاركِ السلبية. قد تظهر أفكاركِ السلبية بأحد الصور التالية: "لا يمكنني فعل ذلك،" أو "سأفشل في ذلك بالتأكيد،" أو "لا أحد يرغب بسماع ما أرغب بقوله." هذا الصوت الداخلي المُتشائم وغير المُجدي سوف يعيق مسيرتكِ نحو تحقيق احترام أكبر للنفس وبناء ثقة أكبر بنفسك.

·       ليس الهدف من تحديد أفكاركِ السلبية هو تناولها وانتقادها، إنمّا هدف ذلك هو تحقيق المزيد من الوعي بالذات بحيث تتمكنين من البدء بالتفكير بشكل إيجابي في نفسك.

2)    استهدفي الأفكار السلبية وقومي باستبدالها بأخرى إيجابية. بينما تقومين بإلقاء المزيد من الضوء على أفكارك السلبية، قومي بتحويل تلك الأفكار إلى أفكار إيجابية. قد يأخذ ذلك شكل تأكيدات إيجابية على غرار "سأحاول فعل ذلك،" أو "يمكنني النجاح إذا عملت على ذلك،" أو "سيستمع الناس إليّ." ابدأي بتناول قدر قليل من الأفكار يوميًّا.

3)    ارفضي السماح لورود الأفكار السلبية بذهنك أكثر من مثيلاتها الإيجابية. في نهاية المطاف، عليكِ إعطاء "مساحة ذهنيّة" أكبر للأفكار الإيجابية من المساحة التي تشغلها الأفكار السلبية. كلّما قمتِ بمجابهة أفكاركِ السلبية بشأن نفسك بأفكار إيجابية، كلمّا أصبح ذلك طبيعيّا وأكثر سهولة.

4)    حافظي على وجود شبكة دعم إيجابية. قومي بالتواصل مع الأشخاص المقرّبين إليك، سواءً ما كان أولئك الأشخاص من العائلة أو الأصدقاء، وذلك من أجل الاحتفاظ بمنظورك الإيجابي للأشياء. من ناحية أخرى، ابتعدي عن الأشخاص والأشياء التي تجعلكِ تشعرين بالسوء.

·       هناك بعض الأشخاص ممّن تعتبرينهم أصدقاءك قد يشعرونكِ بالسوء إذا ما كانوا يلقون التعليقات السلبية باستمرار أو في حال كونهم دائمي الانتقاد لكِ.

·       هناك بعض أفراد العائلة ممّن يُثقلونك بآرائهم المستمرة عن الأشياء التي "كان ينبغي فعلها"، وقد يساهم هذا الأمر في تحطيم ثقتكِ بنفسك.

·       بينما تقومين باكتساب السلوك الإيجابي واتّخاذ الخطوات الصحيحة لتحقيق أهدافك، سيظهر لكِ سلوك هؤلاء الأشخاص بشكل أكثر وضوحًا. حاولي الحدّ من تواصلكِ مع هؤلاء الأشخاص على قدر المستطاع أثناء اتّخاذ الخطوات لبناء الثقة بالنفس.

·       خذي بعض الوقت للتفكير في الأشخاص الذين يجعلونكِ تشعرين بشعور جيّد من دائرة معارفك. اتّخذي قرارًا بتمضية المزيد من الوقت مع الأشخاص الذين يقدّمون لكِ الدعم ويرفعون من معنويّاتك.

5)    قومي بالتخلّص من الأفعال التي تذكّرك بسلبيتك. تجنّبي قضاء الوقت في عمل الأشياء التي تُشعرك بالسوء تجاه نفسك مجدّدًا. قد تكون هذه الأشياء أفعالاً من الماضي كنتِ قد اعتدتِ فعلها، أو أن تكون ارتداء ملابس لم تعد مناسبة لكِ، أو أماكن لم تعد مناسبة لأهدافك الجديدة من أجل بناء الثقة بالنفس. على الرغم من أنّكِ قد لا تتمكّنين من التخلص من جميع المصادر ذات التأثير السلبي على أهدافك، إلّا أنّه من الواجب محاولة إزاحة ما تستطيعين منها. سيسير هذا المنهج في خطّ متوازي مع رفع مستوى ثقتكِ بنفسك.

·       قومي بتخصيص بعض الوقت للتفكير بشأن جميع الأشياء التي تعيقكِ في الحياة كالأصدقاء اللئام، أو الوظيفة التي لا تحبينها ولا تهتمين بشأنها، أو الأوضاع الحياتية التي لا تطيقينها.

6)    قومي بتحديد مواهبك. يمتلك كلّ شخص موهبة يتميّز فيها عن باقي الأشخاص، ولكن لا يبحث العديد من الأشخاص عن مواهبهم، لذا ابدئي باستكشاف الأشياء التي "تتميّزين" فيها، ومن ثم قم بالتركيز على تطوير مواهبك. امنحي نفسك فرصة الاعتزاز بمواهبك. عبّري عن نفسك، سواءً ما كان ذلك من خلال الفنّ، أو الموسيقى، أو الكتابة، أو غيرها من المواهب. ابحثي عن شيء تستمتعين بفعله وطوّري موهبةً اعتمادًا على هذا الاهتمام.

·       إنّ فائدة إضافة اهتمامات وهوايات جديدة لحياتك تتعدّى مجرّد زيادة ثقتك بنفسك، حيث أنّها ستزيد من فُرَص مقابلة أصدقاء جدد ذوي اهتمامات وهوايات مشابهة ممّن يكون لهم تأثير إيجابي على رفع ثقتك بنفسك.

·       عندما تقومين بالسعي لتحقيق شغفك سيُنتج ذلك تأثيرًا استشفائيًّا على حياتك، كما أنّه سيمنحك شعورًا بالتميّز وتحقيق الذات، وسيساهم كلّ ذلك في تعزيز ثقتك بنفسك.

7)    افخري بنفسك. لا يجب أن يتوقّف شعورك بالفخر على مواهبك وقدراتك، بل يجب عليكِ أيضًا التفكير بالأشياء التي تجعلك إنسانة رائعة على المستوى الشخصي. قد يكون ذلك حبّك للمرح والفكاهة، أو تعاطفك مع الآخرين، أو مهارات الاستماع للآخرين، أو قدرتكِ على التأقلم تحت الضغوط. قد تشعرين بغياب أيّ من الصفات المحبّبة في شخصيّتك، إلّا أنكِ إن بحثت بتمعّن في نفسك، ستجدين العديد من المميزات التي تستحق الثناء. قومي بالتركيز على تلك المميزات ابتداءً بكتابتها للعمل المستمر عليها.

8)    تقبّلي الثناء بلباقة. يخلق العديد من الأشخاص ذوي الثقة المنخفضة بالنفس عائقًا تجاه تقبّل الثناء من الآخرين عليهم. يفترض أولئك الأشخاص بكون من يُثني عليهم أو يمدحهم كاذبًا أو مُخطئًا. إذا وجدتِ نفسكِ تستقبلين الثناء بتحويله إلى سخرية على نفسك أو بعدم التصديق عليه، يجب عليكِ إعادة هيكلة طريقة استقبالك للثناء من الآخرين.

·       صدّقي الثناء والمديح الموجّه إليكِ وتجاوبي مع ذلك بإيجابية. (إنّ الرد بقول "شكرا لك" أو ما يشابه ذلك أمر جيّد). أَعلِمي الشخص الذي يوجّه لكِ الثناء بتقديرك لذلك بحقّ، واعملي على الوصول إلى مرحلة التصديق القلبي التام بالثناء الذي يُوجّه إليكِ.

·       يمكنكِ إضافة المديح الموجّه إليك إلى قائمة مميّزاتكِ الشخصية واستخدامها لتعزيز ثقتك بنفسك.

9)    انظري في المرآة وابتسمي. تُظهر الدراسات التي تم إجراؤها عن "نظرية ردّ الفعل الوجهي" بأنّه يمكن لتعبيرات وجهكِ تحفيز عقلك لتخزين أو إبراز مشاعر معيّنة. لذا فإنّه بنظرك للمرآة والتبسّم بشكل يوميّ، يمكن لذلك أن يزيد من شعورك بالرضا تجاه نفسك وأن يزيد من ثقتك بنفسك على المدى البعيد. سيساعدك ذلك أيضًا على الشعور بالمزيد من السعادة تجاه مظهرك، وفي تقبّل مظهرك العام.

·       في الغالب، ستكون استجابة الناس إيجابية عند تبسّمك إليهم، أضيفي إلى ذلك أنّ ذلك سيزيد من شعورك الشخصي بالسعادة، كما يمكن لذلك زيادة ثقتك بسبب ردود الفعل التي تتلقّينها من الأشخاص المحيطين بك.

ثانياً: التعامل مع المشاعر

1)    كوني مرتاحة في التعامل مع الخوف. قد تعتقدين بأنّ الأشخاص الذين يتّسمون بالثقة بالنفس لا تمرّ عليهم لحظات خوف إطلاقًا، وهذا ببساطة ليس بصحيح. الحقيقة هي أنّ الأشخاص الذين يتّسمون بالثقة المرتفعة بالنفس لا يسمحون للخوف بمنعهم من التصرّف.

·       عندما تكونين قادرة على مواجهة ما تخافيه، ستكتسبين ثقة بالنفس وستشعرين بتحسن فوري!

·       تخيلي طفلًة صغيرة تتعلم المشي. هناك الكثير من الإمكانيات في انتظارها. ولكنها خائفة من الوقوع أرضًا وهي تخطو الخطوات الأولى. عندما تتغلب على هذا الخوف وتبدأ المشي، ستغطي ابتسامة كبيرة وجهها! هذه هي أنتِ، دافعة لمخاوفك إلى الأمام.

2)    اتّسمي بالصبر مع نفسك. قد تضطرّين لأخذ بعض الخطوات نحو الخلف من أجل الاستمرار بالتقدّم، ولا يكتسب الإنسان الثقة بالنفس بين ليلة وضحاها. قد تقومين بتجربة أمر جديد ولا تصلين بذلك إلى هدفك. حاولي قدر المستطاع استخلاص الفوائد من ذلك، فقد يكون عدم تحقيق أهدافك للمرّة الأولى فرصة لمعرفة نفسك بشكل أفضل. تحتاج الثقة بالنفس إلى تغذيتها وتنميتها تدريجيًّا مع مرور الوقت.

·       على سبيل المثال، ربما تكوني قد طلبتِ من رئيسك علاوة، وهو رفض طلبك. فكري في الطريقة التي نفذتيها من أجل تحقيق ذلك. هل كانت هناك طريقة أفضل؟

3)    اطمحي لتحقيق التوازن. إنّ بناء الثقة بالنفس يعتمد على تحقيق التوازن، كما هو الحال مع كلّ الأشياء الأخرى في الحياة، فتدنّي مستوى الثقة بالنفس قد يعيق مسعاكِ في تحقيق أهدافكِ وفي الشعور بالرضا عن نفسك. أمّا الثقة المُفرطة بالنفس فتؤدّي أيضًا إلى إعاقة أصحابها في تحقيق أهدافهم بسبب استخفافهم بالوقت والمجهود المطلوبين لتحقيق أهدافهم.

4)    لا تقارني نفسكِ بالآخرين. إذا ما أردتِ بناء ثقتكِ بنفسك، عليكِ إذًا التركيز على توجيه حياتك الشخصية نحو الأفضل، وليس جعل حياتكِ مشابهة لحياة إحدى أصدقائك، أو أحد إخوتك، أو أحد المشاهير الذين يظهرون على شاشة التلفاز. إذا ما رغبتِ برفع مستوى ثقتكِ بنفسك، عليكِ دائمًا الإقرار بأنّ هناك من هو أجمل، وأذكى، وأغنى منكِ، كما أنّ هناك من هو أقلّ ثراءً، وذكاءً، وجاذبية منكِ. لا يهمّ كلّ ذلك، وكلّ ما يجب عليكِ الاهتمام به هو السعي لتحقيق أهدافك وأحلامك.

·       قد تفتقدين للثقة نتيجة اعتقادك بأنّ كلّ من حولك أفضل منكِ. على أيّ حال، ما يهم حقًّا هو شعورك بالسعادة وفقًا لمقاييسكِ الشخصية وليس مقاييس غيرك. إذا كانت تلك المقاييس ملتبسة عليكِ، فلربّما قد حان الوقت لاستكشاف ذاتكِ قبل المضيّ قُدُمًا.

·       إضافة إلى ذلك، لقد أظهرت الدراسات بأنّ قضاء الوقت على شبكات التواصل الاجتماعي يدفع الناس حول مقارنة أنفسهم بالآخرين. وسبب ذلك أنّ الأشخاص عادة ما يجنحون نحو الكتابة عن محاسنهم فقط وليس عن واقع حياتهم الفعلي، ممّا قد يوهم الشخص بأنّ حياة الآخرين أكثر متعة ومرحًا من حياته الشخصية. وهو الأمر الذي لا يمتّ للواقع بِصِلة! فجميع الأشخاص يختبرون الجيّد والسيئ خلال حياتهم.

5)    تعرّفي على الأشياء التي تفقدكِ الشعور بالأمان. ماذا يقول لكِ ذلك الصوت الخافت في رأسك؟ ما الأمر الذي يجعلك غير مرتاحة أو خجلة من نفسك؟ قد تتنوّع هي الأشياء بين حَبّ الشباب، أو الندم، أو أصدقاء المدرسة، أو التجارب الصادمة والسلبية السابقة وغير ذلك. مهما كان الأمر الذي يُشعرك بعدم استحقاق الاهتمام، أو الخجل، أو الدونيّة، قومي بتحديده وتسميته وكتابته. يمكنكِ بعد ذلك تمزيق أو حرق تلك الأوراق لتبدئي بالشعور بالإيجابية تجاه تلك النقاط.

·       لا يهدف هذا التصرّف لإشعاركِ بالإحباط. الهدف من ذلك هو ضمّ المشاكل التي تواجهينها إلى دائرة مداركك وإمدادك بالقوة اللازمة لتخطّيها.

6)    انهضي وتجاوزي عثراتك. تذكّري بأنّ لا أحد في هذا الحياة كامل، فحتّى أكثر الأشخاص ثقة بالنفس لديهم ما يزعزع شعورهم بالأمان. وقد يصل كلّ شخص إلى مرحلة حياتية يشعر فيها بافتقاد شيء ما، وهذه هي الحقيقة. عليك معرفة أنّ الحياة مليئة بالعقبات المستقبلية، وبأن تلك العقبات تظهر في أوقات مختلفة اعتمادًا على مكانك وطبيعتك ومزاجك العام وشعورك، أو يمكن تلخيص ذلك بأن تلك العقبات متغيّرة وليست ثابتة. إذا ما ارتكبتِ أيّ خطأ، أفضل ما يمكن عمله هو الاعتراف بذلك الخطأ، والاعتذار عنه، ووضع منهجيّة لتلافي هذا الخطأ في المستقبل.

·       لا تسمحي لخطأ واحد بالتأثير على قناعتكِ بتمكّنكِ من تحقيق أحلامك. قد تكونين قد فشلتِ بإنجاح زواجك ممّا أدّى إلى الانفصال، ولكن لا يعني ذلك عدم قدرتك على تغيير ذلك والتمكّن من بدء علاقة مبنية على الحب والتواصل من جديد في المستقبل.

7)    تجنّبي المثالية. قد يتسبّب السعي للمثالية في شلّ قدرتكِ على تحقيق أهدافك وإعاقتك. إذا ما شعرتِ بوجوب فعل كلّ شيء على الوجه الأمثل، فقد يمنعكِ ذلك من الشعور بالسعادة الحقيقية تجاه نفسك وتجاه ظروفك. عوضًا عن ذلك، تعلّم الشعور بالرضا عن الأعمال التي تنجزها بشكل جيّد وعدم حرمان نفسكِ من الاستمتاع بذلك والطمع في إنجازه على الوجه الأمثل. إذا ما تبنّيتي عقلية الطامح للمثالية، فجُلّ ما ستجنينه من ذلك هو الوقوف بطريق تعزيز مستوى الثقة بالنفس لديكِ.

8)    عوّدي نفسك على الامتنان. عادة ما تكون جذور نقص الثقة بالنفس والإحساس بعدم الأمان هي الشعور بعدم امتلاك "ما يكفي" من شيء ما، سواءً ما كان ذلك تصديقًا معنويًّا، أو أغراض محسوسة، أو حُسن الحظ، أو المال. يمكنكِ من خلال الاعتراف بما تملكينه وتقديره مواجهة الشعور بعدم الكمال وعدم الرضا. إنّ الوصول لذلك السلام الداخلي المُصاحب للامتنان والشكر الحقيقيّين سيصنع المعجزات فيما يتعلّق بتحقيق الثقة بالنفس. خصّصي بعض الوقت للتفكير بالأشياء الرائعة التي تحدث في حياتك، ابتداءً من الأصدقاء الرائعين، وحتّى الصحّة الجسديّة.

·       اجلسي قليلًا لعمل قائمة امتنان، واكتبي فيها كلّ ما يجعلك تشعرين بالامتنان. راجعي تلك القائمة وأضيفي إليها شيئًا كلّ أسبوع على الأقل وسيضعكِ ذلك في إطار تفكير ذهني إيجابي ودافع للتقدّم.

ثالثاً: مُمارسة الاهتمام بالذات

1)    اهتمّي بنفسك. هناك العديد من الخطوات الصغيرة التي تشكّل هذه الخطوة. ويتضمّن ذلك الاهتمام بالعناية بجسمك من خلال الاستحمام المنتظم والتزيّن، والاهتمام بالأسنان، وأكل الطعام الصحّي والشهي. كما يشمل ذلك أيضًا تخصيص الوقت لنفسك، حتّى إن كنت مشغولة جدًّا أو في حالة استهلاك من حولك للكثير من وقتك.

·       يمكنّكِ الاهتمام بمتطلّباتكِ الأساسية من الوصول إلى التصديق باستحقاقكِ للوقت والاهتمام اللازمين للاهتمام بالذات، على الرغم من الأمر قد لا يبدو كذلك من ظاهره.

·       عندما تبدئين بالإيمان بنفسك، تكونين قد وضعتِ قدميكِ على طريق رفع مستوى ثقتكِ بنفسك.

2)    اهتمّي بمظهرك. إنّكِ لا تحتاجين للظهور بمظهر نجمات السينما من أجل بناء ثقتكِ بنفسك. إذا ما أردت تحسين شعورك بشأن شخصيّتكِ ومظهرك، عليك البدء بالاهتمام بنفسكِ من خلال الاستحمام يوميًّا، والاهتمام بأسنانك، وارتداء الملابس المُناسبة لشكل جسمك، والتأكّد من تخصيص الوقت اللازم للاهتمام بمظهرك. لا يعني ذلك أنّ المظهر الخارجي هو ما سيجعلكِ تشعرين بالمزيد من الثقة، إلّا أنّ بذل الجهد للاهتمام بنفسكِ سيجعلك تُدركين بأنّكِ تستحقّين الاهتمام.

3)    مارسي التمارين الرياضية بانتظام. تشكّل ممارسة التمارين الرياضية جزءًا من أجزاء الاهتمام بنفسك. بالنسبة إليكِ، قد يعني ذلك المشي في مكان مفتوح. بالنسبة لشخص آخر، سيعني ذلك ركوب الدراجة لمسافة 50 كيلومتر، ابدئي بما يناسبك الآن. لا يجب أن يكون التمرين الرياضي مُعقّدًا.

·       تُظهر العديد من الدراسات أنّ ممارسة الرياضة أمر أساسي لامتلاك نظرة إيجابية للحياة، ويساهم ذلك السلوك الإيجابي في تعزيز الثقة بالنفس.

4)    احصلي على قسط وافٍ من النوم. سيساعدك الحصول على 7-9 ساعات من النوم يوميًّا من الظهور والشعور بشكل أفضل. يمكن لذلك مساعدتك على امتلاك سلوك أكثر إيجابية، وعلى امتلاك المزيد من الطاقة. يساعدكِ النوم الجيّد أيضًا على التحكّم بمشاعرك بشكل أفضل، وعلى التعامل مع الضغط بشكل أكثر فعالية.

رابعاً: وضع الأهداف والمجازفة

1)    ضعي أهدافًا صغيرة يمكن تحقيقها. عادة ما يضع الناس أهدافًا خيالية لا يمكن تحقيقها، ونتيجة لذلك فإنّهم لا يتمكّنون من تحقيقها أو أنّهم لا يبدأون بالسعي لتحقيقها. ويشكّل ذلك الأمر عائقًا في طريقة رفع مستوى الثقة بالنفس.

·       قومي بتعديل أهدافكِ الصغيرة تدريجيّا لجعل الأهداف الأكبر قابلة للتحقيق.

·       تخيّلي أنّ هدفك هو المشاركة بسباق ماراثون، ولكنكِ قلقة من عدم تمكّنك من تحقيق ذلك الهدف. لا تحاولي الخروج لجري مسافة 41 كيلومتر في أوّل يوم تدريب. ابدأي من وضعكِ الحالي. إذا لم يكن لديكِ خبرة بالجري مُطلقًا، ليكن هدفكِ الأول هو جري كيلومتر واحد فقط. إذا ما كنتِ تستطيعين الركض لمسافة 5 كيلومترات بسهولة، ليكن هدفك المبدئي هو الركض لمسافة 6 كيلومترات.

·       على سبيل المثال، إذا كنت تعانين من أنّ مكتبكِ فوضوي للغاية، قد يكون خيار تنظيمه بالكامل أمرًا مُجهدًا للغاية. ابدأي بإزالة الكتب وإرجاعها إلى رفوف المكتبة. يعدّ حتّى تنظيم الأوراق على المكتب لإزالتها لاحقًا خطوة إيجابية نحو تحقيق الهدف وهو تنظيم المكتب بالكامل.

2)    أدركي الأمور غير المعلومة. يقلق الأشخاص الذين يفتقدون للثقة بالنفس من عدم تمكّنهم من مواجهة الظروف غير متوقّعة بنجاح. لقد حان الوقت للتوقّف عن التشكيك بنفسك وتجربة شيء جديد وغير معلوم ومختلف تمامًا. سواءً ما كان ذلك السفر إلى بلد جديدة برفقة أصدقائك أو خوض تجربة لم يسبق لكِ خوضها، يمكن أن يساعدك إدراك الأمور غير معلومة النتائج على الشعور بالمزيد من الارتياح في وضعك الحالي، وعلى الإحساس بتحكمّك في مستقبلك— أو ارتياحك لعدم القدرة على التحكّم فيه. إذا ما اكتشفتِ قدرتكِ على النجاح في ظروف لم تتوقّعيها، سيعزّز ذلك من شعورك بالثقة بشكل هائل.

·       قومي بتمضية المزيد من الوقت مع الأشخاص المُغامرين والتلقائيّين. سرعان ما ستجدين نفسكِ تقومين بأمرٍ غير متوقّع وتشعرين بشعور جيّد تجاه نفسك نتيجة لذلك.

3)    عالجي نقاط ضعفكِ المحسوسة. قد يوجد بعض الأشياء التي لا تحبينها بنفسك ولا يمكنك تغييرها، كأن يكون ذلك طولكِ، أو طبيعة شعرك. ولكن، هناك بعض الأشياء التي يمكن أن تظهر لكِ على أنّها عيوب مُستعصية، إلّا أنه يمكنكِ مُعالجتها عن طريق تكريس بعض الوقت والعمل لذلك.

·       سواءً ما كانت رغبتكِ هي اكتساب المزيد من السلوك الاجتماعي، أو تحسين مستواكِ الدراسي، يمكنكِ وضع خطة لتحقيق ذلك والبدء بتنفيذها. قد لا تتمكّنين من الانتهاء إلى كونكِ أكثر الأشخاص اجتماعية وسط محيطك أو تحقيق المركز الأوّل دراسيّا في صفّكِ، إلّا أنّكِ ستقطعين جزءًا لا يُستهان به من مشوار رفع مستوى ثقتك بنفسك من خلال وضع الخطط لدفع حياتكِ نحو الأفضل.

·       لا تقسي على نفسك. لا تحاولي تغيير كلّ شيء. ابدأي بشيء واحد أو شيئين من الأشياء التي ترغبين بتغييرها، ثم امضي قُدُمًا من هذه النقطة.

·       يمكن أن يساعد الاحتفاظ بمذكّرة أو ملاحظات عن تقدّمكِ تجاه تحقيق أهدافك على صنع فارق كبير. سيساعدكِ ذلك على تقييم مدى فعالية خطّتكِ الموضوعة، كما ستساعدكِ على الافتخار بالخطوات التي قمتِ بإنجازها.

4)    اسعي إلى مساعدة الآخرين. عندما تُصدّقين بأنّكِ لطيفة مع الأشخاص المُحيطين بك، وبأنّك تُساهمين بعمل تغيير إيجابي في حياتهم (حتّى إن تمثّل ذلك في معاملة الشخص الذي يقدّم لكِ القهوة في الصباح بمزيد من اللطف)، ستعلمين بأنّكِ تُمثّلين قوة إيجابية في هذا العالم – ممّا سيعزّز بالتأكيد من ثقتكِ بنفسك. اكتشفي طريقة تستطيعين من خلالها ضم عادة مُساعدة الآخرين إلى روتينكِ الأسبوعي سواءً ما كان ذلك التبرّع بوقتك لرعاية المُحتاجين، أو مساعدة أختك الصغيرة على تعلّم القراءة. لن تعود مساعدتك للآخرين بالنفع عليهم فقط، حيث ستعود عليكِ بالنفع أيضًا لأنّكِ ستكتشفين امتلاكك للكثير ممّا يمكن تقديمه.

·       لا يجب عليكِ مساعدة شخص في مجتمعك للشعور بفوائد مساعدة الآخرين. سيحتاج الأشخاص المقرّبون منكِ إلى مساعدتك أحيانًا، كوالدتكِ أو إحدى صديقاتك.

أفكار مفيدة

ü   لا تخافي من دفع نفسك لحدود جسدك أو ذهنك القصوى. سيساعدكِ ذلك الضغط على اكتشاف مدى سهولة تحقيق الأشياء، وبالتالي سيساعدكِ على شحذ المواهب. اخرجي من منطقة الراحة إلى منطقة التحدّي.

ü   يمكنكِ الحصول على جرعة إضافية من الثقة بالنفس من خلال استخدام أساليب تحفيز الذات وتخيّل الوضع المستقبلي لتذوّق مردود الخطوات التي ستتّخذينها في ذهنك ممّا سيقلّل من الضغوط.

ü   لا تَعْلَقي وسط أخطائكِ وعيوبكِ ولا تفرطي بالتركيز على تلك العيوب وانتقادها. قد تشكّل تلك العيوب توازنًا إيجابيّا مع مميّزاتكِ، أو أنّها قد تمنحك المزيد من الأشياء القابلة للتعديل والإصلاح. لا شعور يُماثل أداء مُهمّة بشكل جيّد كنتِ تفشلين في أدائها بشكلٍ مزرٍ.

المصدر: 1

تابعونا على الفيسبوك

مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي

حكايات معبّرة وقصص للأطفال

www.facebook.com/awladuna

إقرأ أيضًا                           

 عقدة أوديب: أصولها، مراحلها وأعراضها

رهاب السعادة: حين نخاف أن يسكن الفرح قلوبنا

كيف تغرس الانضباط في الأطفال

كيف تتعاملين مع الطفل العنيد

البارانويا: الأنواع، الأعراض، الأسباب، التشخيص والعلاج

التعاطف والشماتة: لماذا نشعر بالرضا عند تضرر الآخرين

كيف تربون أبناءكم بشكل صحيح

كيف تتغلبون على متلازمة العشّ الفارغ

كيف تتواصلون بفعالية في مقابلة العمل

للمزيد

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

قصص قصيرة مؤثرة

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية

 


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق