الخوف من الفشل
الخوف شعور يصيبنا جميعًا، بالذات عند البدء في مشروع جديد؛ ومن أكثر أنواعه شيوعًا وإيذاءً للنفس الخوف من الفشل. بالرغم من ذلك، فالفشل عادة هو الخطوة الأولى نحو النجاح؛ ولذلك يحرص الأشخاص عظيمي النجاح مثل ج. ك. رولنج مؤلفة هاري بوتر ورجل الأعمال الملياردير ريتشارد برونسون على التأكيد على كثرة تعرضهم للفشل، وكيف ساعد ذلك في تشكيل نجاحهم.
لن
يتأتى النجاح بمجرد تجنب إحساس الخوف؛ بل بإمعان التأمل فيه ومن ثم الاستفادة منه
في بناء نجاحك في المستقبل. الهدف من هذا المقال تعلم كيف تتخطى خوفك وتمضي نحو
تحقيق أهدافك.
أولاً: إعادة صياغة الفشل
1) انظر للفشل باعتباره عملية
تعليمية. عندما يحاول المرء إتقان مهارة أو مشروع
ما، فالفشل جزء ضروري من عملية التعلم؛ لأن التعلم يتطلب حس الاستكشاف والإبداع،
وهما يفيدان في معرفة ما يصلح وما لا يصلح؛ فلا يمكن سبر أغوار المعرفة من دون
المحاولة. وعندما تتقبل الفشل باعتباره جزءًا من عملية التعلم فستراه منحة وليس
عقابًا أو علامة على الضعف.
· تذكر أن الكثيرين كانوا في ذات الموقف
قبلك. مثلًا: المخترع الهندي مشكِن إنجڤلي
Myshkin Ingawale الذي جرب 32 تصميمًا مختلفًا للتقنية
التي ابتكرها حتى وجد التصميم الناجح. كان بإمكانه أن يستسلم ويصم نفسه بالفشل عند
أي من تلك المحاولات غير الناجحة، لكنه ثابر على التعلم من أخطائه والاستفادة منها
في المحاولات التالية؛ فانتهى وقد ساهم اختراعه في خفض معدل وفيات الأمهات من الولادة
في ريف الهند إلى النصف.
2) أعد تقييم طرق عملك.
عندما لا ترقى النتيجة إلى مستوى توقعاتنا؛ نجنح كثيرًا إلى اعتبار تلك المحاولات
فاشلة. هذا التفكير غير سوى ويدفع إلى الحكم على الأمور بشكل مطلق – إما نجاح تام
أو فشل تام –بدلًا من تقييمها بشكل مدقق عادل. انظر للنتائج باعتبارها تمثل درجات
متفاوتة من الفعالية والنجاح واحرص على التحسين منها؛ فبذلك تحقق دائمًا تقدمًا
إيجابيًا.
· أظهرت دراسات أن ما يلاقيه الناجحون من
عقبات ليس أكثر أو أقل من غيرهم في العادة، فالفارق الأساسي هنا هو كيفية النظر
إلى تلك العقبات. لا تدعها توقع في نفسك استحالة النجاح.
· الوصول للنتائج المثالية يتطلب وقتًا
ومجهودًا؛ فالنجاح عملية مستمرة. لا تدع ما قد تراها لحظات فشل تمنعك من مواصلة
هذه العملية.
· لا تهرب من هذه العملية بل تبناها، مدركًا
أن ما من شأنها إلا أن تأتي بنتائج أفضل.
· تذكر أنك لا تملك التحكم في أو توقع كل
شيء. انظر للتغيرات والتقلبات غير المتوقعة كما هي: عوامل خارجية خارج نطاق
سيطرتك، واعمل على ما تستطيع تغييره.
· تأكد من أن أهدافك واقعية وقابلة للتحقيق.
3) تأنّ.
قد يتسبب الاندفاع في مجازفات لم تحسب حسابها في زيادة الأمور سوءًا. عليك أن
تتعامل مع الخوف أو الفشل بالسرعة التي تناسبك، دون أن تبتعد كثيرًا ودفعة واحدة
عما ترتاح في فعله.
· حاول أن تتقدم إلى هدفك في خطوات صغيرة
ترتاح إليها.
· انظر للأهداف الكبيرة أو طويلة الأمد على
أنها مجموعة من تلك الخطوات الصغيرة التي تعرف أنك قادر على تحقيقها.
4) ارفق بنفسك.
لا تتهكم على مخاوفك؛ فهي موجودة لسبب. تعاطف مع نفسك و تفهمها حين تتعامل مع
مخاوفك، وكلما تعرفت على أسباب وجود هذه المخاوف عندك؛ صرت أفضل في التعامل معها.
· دوّن مخاوفك بالتفصيل. لا تخش التعمق في
ماهيتها وما يسببها عندك.
· تصالح مع حقيقة أن تلك المخاوف جزء منك؛
فحين تتقبلها، يصبح أسهل عليك أن تملك زمام التحكم فيها.
5) دوّن.
التعلم من الماضي جوهري في بناء مستقبل أفضل لك. احرص على أن تسجل بدقة ما نجح معك
وما لم ينجح، والأسباب، وخطط للمستقبل بناءً على ما تعلمته من الماضي.
· عندما تحسن خططك المستقبلية بناءً على ما
دونته مما يصلح وما لا يصلح، فستخف عنك وطأة الخوف من الفشل.
· تعلم تقدير قيمة الفشل. فلحظات الفشل
تمنحك من الإفادة والمعرفة قدر ما يمنحه النجاح.
·
المرور
بالفشل يساعدك على تعلم ما لا يصلح لكي تتجنبه في المرات القادمة. الأرجح أنك لن
تزال تقابل تحديات وعقبات وعثرات، ولكنك ستكون أكثر قدرة على تخطيها مستخدمًا
المعرفة التي اكتسبتها.
ثانياً: التعامل مع الخوف من الفشل
1) أمعن النظر في خوفك هذا.
كثيرًا ما يستخدم مصطلح "الخوف من الفشل" كتعبير عام عما يوجد داخلنا من
الأسباب المحددة الحقيقية للخوف. إذا تفحصت ذلك الخوف من الفشل، فقد تصل للمخاوف الأصلية
فتعمل عليها هي.
· الخوف من الفشل كثيرًا ما يكون مجرد فهم
عام للمشكلة.
· عادة ما يكون الفشل مرتبط بأفكار أخرى غير
مجرد الخوف مثل الثقة بالنفس ونظرة المرء لذاته.
· هناك ما يربط بين الخوف من الفشل والإحساس
بالعار.
· من أمثلة الأسباب المحددة أكثر وراء الخوف
من الفشل، القلق من فقدان الإحساس بالأمان المالي عند القيام باستثمار أو مشروع
يحمل مخاطرة، أو الخوف من التعرض المهانة أمام الأقران.
2) تجنب رؤية الفشل بصورة شخصية
أو مفرطة التعميم. قد يكون من السهل أن تأخذ ما
تعتبره فشلًا وتصم نفسك بهذا الفشل، أو أن تتناول موقفًا واحدًا فشلت فيه وتعممه
على نفسك وحياتك كلها. قد تفكر: "أنا فاشل" أو "لا أساوى شيئًا في
هذا المجال" لمجرد أن مجهودك لم يأت بالنتيجة المرجوة. هذا التفكير شائع ؛
لكنه ليس مفيدًا، ولا حتى صحيحًا.
· افحص السيناريو الذي دار في ذهنك في ذلك
الموقف. فكثيرًا ما نترك أفكارنا تنزلق إلى سيناريوهات مكررة لا تفيد. مثلا: إذا
كنت تعمل على اختراع وفشلت المحاولة السابعة عشرة هي الأخرى، قد يمر في ذهنك
السيناريو التالي: "بالطبع لم تنجح! لن أتمكن من هذا الشيء أبدًا. أنا
فاشل." الحقيقة الوحيدة هنا أن هذه المحاولة لم تنجح، لا أكثر ولا أقل. هذه
الحقيقة لا تنبئ عنك بشيء في شخصك أو في فرصتك في النجاح مستقبلًا. افصل الحقائق عن
السيناريوهات.
3) ارفض الكمالية.
يعتقد بعض الناس أن الكمالية هي ذاتها الطموح الصحي والتزام المعايير المطلوبة
للوصول للتميز. لكن وعلى العكس من ذلك، قد تؤدي الكمالية نفسها إلى الفشل؛
فالكمالي كثيرا ما يكون مهووسًا بالخوف من الفشل، وكثيرا ما يصم أي شيء لا يرقى
لمعاييره مفرطة الصرامة بأنه "فشل". وقد يؤدي هذا إلى التسويف والتأجيل
لأنك قلق دائمًا من أن عملك لن يكون بالدرجة المطلوبة من المثالية فلا تنجزه
أبدًا. ضع لنفسك معايير طموحة وصحية، وسلم بأن عملك لن يصل إليها تمامًا في بعض
الأحيان.
· وجدت دراسات أن أساتذة الجامعات الكماليين
ينتجون من دراسات وأوراق البحث العلمي عددًا أقل مما ينتجه الأساتذة القادرين على
التأقلم وتقبل النقد.
· قد يتسبب الهوس بالكمال في زيادة احتمال
نشوء بعض اضطرابات الصحة العقلية مثل الاكتئاب واضطرابات الأكل.
4) حافظ على إيجابيتك.
من السهل أن تركز تفكيرك على الإخفاقات السابقة فيمنعك ذلك من النجاح في المستقبل.
بدلًا من قصر التركيز على ما انتهى بشكل سيء، ركز على ما جرى بشكل جيد وما تعلمته.
· حتى إذا لم تحقق هدفك المقصود، يمكنك أن
تنال النجاح إذا تعلمت من التجربة.
· لن يتسبب التركيز على الأوجه السلبية إلا
في ظهور الوضع أمام عينيك بهذا الشكل؛ أي سلبي بالكامل.
· بالتركيز على النجاحات والأوجه الإيجابية،
ستتعلم ما الذي يصلح وتكون أكثر استعدادًا للمستقبل.
5) طور نفسك باستمرار.
إذا كنت تخشى الفشل في مهمة جديدة أو قلق من أن تخفق في مهمة معتادة، فاحرص على أن
تشحذ مهاراتك وتجددها باستمرار. فبالتدريب على تلك المهارات؛ ستثبت لنفسك أنك كفء
في أداء أية مهمة تركز عليها وتعضد من ثقتك بنفسك. تعرف المجالات التي تتقنها وما
يمكن أن تطور نفسك فيه أكثر.
· اعمل على تقوية مهاراتك الحالية. تأكد من
أن تكون على دراية وتمكن من أي مهارات أو ممارسات جديدة في المجال الذي تعرفه.
· تعلم مهارات جديدة. فبذلك ستثري من دائرة
مهاراتك وتكون أكثر استعدادا لأنواع مختلفة من المواقف التي يمكن أن تطرأ في طريقك
نحو أهدافك.
6) خذ المبادرة.
الشكل الحقيقي الوحيد للفشل هو ما يحدث حين لا تجرب على الإطلاق. الخطوة الأولى
عادة الأصعب لكنها أيضًا الأكثر أهمية. من الطبيعي أن تكون خائفًا أو غير مرتاح
عندما تجرب شيئا جديدًا. يمكنك أن تتخذ بعض الخطوات للتعامل مع هذا الانزعاج.
· اسمح لنفسك بأن تكون منزعجًا. كل شخص تمر
عليه أوقات يشعر فيها بالانزعاج أو الخوف من التحديات، حتى رجال الأعمال
المليارديرات عظيمي النجاح. تقبل حقيقة أن الخوف أمر طبيعي ومقبول وتوقف عن
محاربته أو محاولة كبته. بدلًا من ذلك؛ اعزم على أن تعمل مع وجود الشعور بالخوف.
· تذكر أن تقسم الأهداف الكبيرة إلى خطوات
صغيرة. فهذه المراحل الصغيرة التي تعرف أنك تستطيع إنجازها تساعد على جعل الهدف
أقل رهبة.
· سيضيف إليك التحرك نحو هدفك معلومات جديدة
ويسمح لك بتعديل المسار نحو النجاح.
7) عرض نفسك للفشل.
فعن طريق فعل ذلك عن عمد ستتعلم أن الفشل ليس مخيفًا بالدرجة التي تصورتها. هذه
الطريقة تدعى العلاج بالتعريض exposure therapy، ويمكن أن تستخدم لتقليل تأثير الخوف على حياتك. سيساعدك هذا
الأمر على اكتساب الخبرة في التعامل مع الخوف أو عدم الارتياح وعلى أن تكتشف أنك
تستطيع خوض غمار تلك الأحاسيس لتصل للنجاح.
· ابحث عن هواية جديدة أو نشاط جديد لست
ماهرًا فيه. ابدأ في التدريب عليه وتطلّع إلى لحظات الفشل التي ستقابلها، مدركًا
أنها تزيد من نجاحك في المستقبل.
· على سبيل المثال: ابدأ بتعلم آلة موسيقية
جديدة؛ ستقابل الفشل بشكل متكرر في طريقك إلى إتقانها. وستمنحك تلك اللحظات فرص
كثيرة لتصبح أكثر راحة مع الفشل، كما ستريك أن الفشل ليس نهائيًا ولا بالشدة التي
تخشاها؛ فليس معنى أنك فشلت في المحاولات المائة الأولى لعزف سوناتا ضوء القمر Moonlight Sonata أنك لن تتمكن منها أبدًا.
·
جرب
أيضًا أن تطلب من أشخاص لا تعرفهم أشياء بسيطة مثل حلوى النعناع أو خصمًا على
مشترياتك. الهدف هو أن تفشل وأن تصوغ الفشل كنجاح، وتتخلص مما يمكن أن يقيد سلوكك
من نواتج الخوف.
ثالثاً: التغلب على نوبات الهلع التي يتسبب فيها الخوف
1) ميز لحظات الهلع.
أحيانًا يتسبب الخوف من الفشل في إثارة استجابة من الجسم مماثلة لنوبات الهلع أو
التوتر الناتجة من أي نوع آخر من الخوف. أول خطوة في إنهاء مثل تلك النوبات هو
تمييز الأعراض في بدايتها. انتبه في نفسك حينها إلى الآتي:
· زيادة سرعة ضربات القلب أو اضطرابها.
· صعوبة في التنفس أو ضيق في الحلق.
· إحساس بوخز أو ارتعاش أو تعرّق.
· دوخة أو دواركأنه سيغشى عليك.
2) تنفس بعمق.
عادة ما يكون التنفس أثناء نوبات الهلع عبارة عن أنفاس قصيرة وسريعة تتسبب هي
نفسها في استمرار حالة الهلع. تحكّم في تنفسك واجعله بعمق وبطء بهدف إرجاع تنفسك لوضعه
الطبيعي.
· خذ نفسًا عميقًا من أنفك على مدى خمس
ثوان، واجعل الحركة من الحجاب الحاجز وليس عضلات الصدر. علامة ذلك أن ترتفع بطنك
وليس صدرك مع النفس.
· أخرج الهواء من أنفك أيضًا وعلى مدى نفس
الوقت البطيء، وتأكد من أنك أخرجت كل النفس من رئتيك مركزًا تفكيرك في العد حتى
خمسة.
· كرر تلك الدورة من التنفس حتى تحل عليك
بوادر الهدوء.
3) أرخِ عضلاتك.
الأرجح أن جسدك سيكون مشدودًا أثناء نوبة الهلع، وهذا الشد سيزيد من الإحساس
بالتوتر. اعمل على فك هذا الوضع عن طريق شد العضلات المعنية، وإبقائها مشدودة
هنيهة، ثم إرخائها.
· يمكنك شد وإرخاء كل عضلات جسمك في آن واحد
إذا أردت أن تفك جسدك كله بسرعة.
·
لكي
تزيد من درجة الاسترخاء؛ ابدأ بشد عضلات قدميك والمحافظة على الوضع لثوانٍ ثم
إرخائها. بعد ذلك، اصعد بالترتيب للعضلات التي تعلوها في ساقيك وفخذيك، فبطنك
وظهرك، ثم صدرك فكتفيك وذراعيك، منتهيًا بعنقك ثم رأسك.
رابعاً: هزيمة التفكير السلبي
1) قل لنفسك "انتبه".
كل حرف من هذه الكلمة يعبر عن فكرة تساعدك على التعامل مع الخوف فور حدوثه. إذا
أتاك هذا الإحساس، قم بالآتي:
· أوقف ما تفعله. أيًا ما كان، توقف وابتعد
خطوة. أمهل نفسك وقتًا قبل أن تتصرف.
· نـفس عميق. خذ لحظات تغسل فيها نفسك من
القلق عن طريق بضع أنفاس عميقة. سيصل الأكسجين لدماغك، وتستطيع التفكير بشكل أكثر
وضوحًا.
· تـنبّه لما يحدث. اسأل نفسك: ماذا يدور في
عقلي؟ بم أشعر؟ ما "السيناريو" الذي أمر به الآن؟ هل أنا مدرك لحقائق
الموقف؟ هل أعطي الآراء أهمية أكثر من حقها؟ ما الذي أركز عليه؟
· بـدّل منظورك. حاول تصور الموقف من وجهة
نظر شخص محايد. ماذا سيرى؟ هل هناك طريقة أخرى للتعامل مع هذا الموقف؟ ما أهمية
هذا الموقف بالنظر إلى الصورة العامة — هل سيكون له حتى أهمية بعد 6 أيام أو 6
شهور من الآن؟
· هِـمّ إلى ما استقررت على فعله على أساس
من مبادئك. قم بما نويت فعله طالما يتوافق مع قيمك وأهدافك.
2) قف أمام حديث النفس الهدام.
المرء عادة أقسى على نفسه من نقّاده. قد تجد ناقدك الداخلي غير راض عنك على طول
الخط: "أنا لست على المستوى المطلوب" أو "لن أحسن ذلك الأمر
أبدًا" أو "المحاولة من الأساس تضييع وقت." عندما تجد في نفسك تلك
الخواطر، تحدّها؛ فهي ليست فقط مؤذية، بل مغلوطة.
· ماذا كنت لتقول لصديق أو محبوب لو كان
مكانك؟ قد يكون صديقك الصدوق خائفًا من ترك وظيفته العادية والسعي وراء مهنة
أحلامه. بم كنت لتنصحه؟ هل كان ليتبادر إلى ذهنك فورًا أنه فاشل، أم كنت لتجد
طرقًا تسانده بها؟ امنح نفسك ذات القدر من التعاطف والثقة التي تمنحها لمن تحب.
· انتبه للتعميم. هل تأخذ مواقف بعينها
وتعممها على كل شيء؟ مثلًا: إذا لم ينجح المشروع العلمي الدراسي الخاص بك، فهل
تعمم الفشل على كل جوانب حياتك وتقول أشياء مثل "أنا شخص فاشل"؟
3) تجنب التهويل.
عندما تهوّل الأمور، تقع في فخ الاقتراض بأن أسوأ الاحتمالات لا محالة واقع. هذا
يسمح للخوف بأن يذهب بأفكارك ويأتي، ويقفز بك قفزات لا تستند لمنطق. يمكنك تحدي
هذا عن طريق التمهل وسؤال نفسك ما إذا كان هناك دليل على مثل تلك الافتراضات.
· مثلًا: قد تخشى إذا غيرت تخصصك الدراسي
إلى مجال تحبه لكنك تجده صعبًا أنك ستفشل. من هنا قد تنزلق أفكارك إلى التهويل:
"إذا فشلت في هذا المجال، فلن أستطيع إكمال الدراسة الجامعية، ولن أجد وظيفة،
وسأضطر إلى أن أعيش في دار أهلي إلى نهاية عمري، وآكل العدس والخبز الحاف، ولن
أتمكن من الزواج وإنجاب الأطفال." هذا بالطبع مثال متطرف، لكنه يعبر عن أن
كيف يمكن للخوف أن يشط بفكرك بعيدًا.
· حاول وضع أفكارك في نصابها. مثلًا، إذا
كنت تخشى الفشل إذا غيرت تخصصك الدراسي؛ ففكر: ما أسوأ شيء يمكن أن يحدث فعلًا،
وما احتمال ذلك؟ في المثال السابق، أسوأ ما يمكن أن يحدث هو أن تكتشف أنك لست
ماهرًا في الكيمياء العضوية (أو أيًا كان التخصص الذي يستهويك) وترسب في بعض
المقررات الدراسية. هذه ليست مأساة، وهناك العديد من الأمور التي يمكنك القيام بها
لكي تتخطى تلك الإخفاقات، مثل أن تستعين بمعلم خصوصي، أو أن تجدّ أكثر في الدراسة،
أو أن تتناقش فيها مع أساتذتك.
· الأمر الأكثر رجوحًا هو أن تجد المجال
الجديد صعبًا في البداية، لكن مع الوقت تتعلم وتنمي نفسك فيه، وتنهي دراستك
الجامعية سعيدًا بأنك تمارس ما يثير شغفك.
4) تنبه لكون المرء عادة أشد
منتقديه على نفسه. قد ينبع الخوف من الفشل من
الاعتقاد بأن الآخرين يعدّون عليك كل خطوة تخطوها. قد تشعر بأن أية هفوة ستصير
حديث الناس، لكن الحقيقة أن أغلب الناس مشغولون بحيواتهم الخاصة ومشاكلهم، وليس
لديهم الوقت ولا البال لتمحيص كل كبيرة وصغيرة من شؤونك.
· ابحث عن الدلائل التي تناقض افتراضاتك.
مثلًا: قد تخشى أن تشارك في مناسبات اجتماعية؛ خوفًا من أن تقول شيئًا أحمق أو
نكتة سخيفة. هذا الخوف من الفشل قد يمنعك من أن تستمتع بعلاقات اجتماعية مع
الآخرين؛ ولذلك حاول أن تنظر للتجارب السابقة الخاصة بك وبغيرك كي تتجاوز هذا
الخوف.
· على سبيل المثال: جرب أن تفكر فيما إذا
كان أحد أصدقائك أو معارفك قد وقع في خطأ اجتماعي محرج. من شبه المؤكد أنك ستتذكر
شيئًا كهذا قام به أحدهم. هل تسبب هذا الأمر في تجنب الآخرين لهم أو اعتبارهم
فاشلين؟ على الأرجح لم يحدث.
· في المرة القادمة التي تجد نفسك فيها
خائفًا من أن تقع في الفشل وأن تنتقد عليه، ذكر نفسك بأن "الجميع يرتكب
الأخطاء، وأنني ها هنا أعطي لنفسي الإذن بأن أزل زلة أو أن أبدو سخيفًا. هذا لا
يجعلني فاشلًا."
·
إذا
قابلت من الناس من يشدّ الانتقاد أو يصدر الأحكام على الناس بقسوة؛ فاعلم أن
المشكلة فيهم وليست فيك.
أفكار مفيدة
ü إذا فكرت في كل مشروع تريد القيام به
ككتلة واحدة كبيرة، فقد يثير هذا رهبتك. بدلًا من ذلك، فكر فيه كأجزاء صغيرة تعرف
أنك تستطيع تحقيقها.
ü إذا تعلمت من التجارب، فهي نجاح.
ü هوّن عليك؛ فالخوف يصيب الجميع.
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
إقرأ
أيضًا
الشخص النرجسي: كيفية التعامل مع الشخص النرجسي
لماذا يجب أن تدع طفلك يفشل أحياناً
الشخص المغرور... كيفية التعامل مع شخص مغرور
الخجل... كيفية التغلب على الخجل
ترتيب الحياة: كيفية إعادة ترتيب حياتك من جديد
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية
البشرية وتطوير الذات
أيضاً
وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل
العصور
شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات
وغيرها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق