قصة وعبرة

الاثنين، 30 أغسطس 2021

• كيفية تحديد نقاط قوتك وضعفك


نقاط القوة ونقاط الضعف

المعرفة بمكامن نقاط قوتك والمواضع التي تحتاج فيها إلى مساعدة هي معرفة قوية لتحقيق الاستقرار في حياتك الشخصية وتعزيز تفاعلاتك المهنية. المعرفة الذاتية بشكل عام أداة قوية يجهلها العديد من الناس لأنها صعبة أو متعبة أو ربما لأنها تجعل الناس يشعرون بعدم الراحة. علاوة على ذلك فإن ما قد يبدو نقاط قوة لشخص ما قد لا يبدو بالضرورة مفيدًا للآخرين، وهو ما يجعل من المحير أو الصعب تحديد ما إذا كانت الصفات النوعية التي تمتلكها نقاط قوة أو ضعف.

في حين أنك الوحيد الذي تستطيع تحديد ذلك بنفسك، إلا أن هناك تدريبات عامة يمكن لأي أحد استخدامها لتمييز نقاط قوته وضعفه سواءً لوظيفة معينة أو لأسباب شخصية. كما توجد هنا أيضًا بعض النصائح لمساعدتك في استخدام هذه التقنيات في إطار عملي حيث تكون الحاجة إليها شديدة، وهو إطار مقابلات العمل.

أولاً: فهم قدراتك

1)    قدّر مجهودك. استعدادك للنظر عن كثب بداخلك بحثًا عن مواطن قوتك وعن المواطن التي تحتاج فيها إلى بعض التطوير هو أمر يدل وحده على أنك قوي بالفعل؛ تحتاج أن تتحلى بالجرأة للجلوس وإتمام هذا العمل. ربّت على كتفك وتذكر أنك شخص رائع.

2)    دوّن ما تفعله. فكّر في الأنشطة التي تشارك فيها معظم الوقت أو التي تشعر بالسعادة أثناء ممارستها لتحديد نقاط قوتك وضعفك. حاول قضاء أسبوع أو ما شابه في تدوين كل الأنشطة التي فعلتها في يوم معين وقيم تلك الأنشطة من واحد إلى خمسة بناءً على مدى استمتاعك أثناء عملها أو المشاركة فيها.

·       أظهرت الدراسات أن الكتابة في مذكرة يومية طريقة رائعة لكي تصبح أكثر دراية بذاتك وينعكس ذلك على القوة الشخصية والرغبات. قد يكون ذلك بسيطًا مثل سرد كل اللحظات البارزة في يوم معين، أو متعمقًا مثل كتابة تحكي فيها بشكل مفصّل عن أعمق أفكارك ورغباتك. كلما عرفت نفسك أكثر، سهل عليك تحديد نقاط قوتك الشخصية.

3)    فكّر في قيمك. أحيانًا يكون من الصعب تحديد نقاط القوة والضعف بداخلنا لأننا لا نأخذ الوقت اللازم لتوضيح قيمنا الأساسية. هذه هي المعتقدات التي تُشكل الكيفية التي نُفكر بها بخصوص أنفسنا وفيما يتعلق بالآخرين وبالعالم المحيط بنا. هذه هي أساسيات درب الحياة والمنهج الذي تسلكه عليه. سيساعدك إمضاء بعض الوقت لتحديد قيمك في تحديد أي المجالات التي تُمثل قوة بالنسبة لك وأيها يُمثل نقاط ضعف، بغض النظر عن آراء أي حد في نفس الأمور.

·       فكر في بعض الأشخاص الذين تحترمهم. ما الذي يُعجبك بهم؟ ما الصفات التي يمتلكونها والتي تُقدّرها؟ كيف ترى ذلك في حياتك الخاصة؟

·       تخيل أنك يمكنك تغيير شيئًا ما في مجتمعك. ماذا سيكون اختيارك؟ ولماذا؟ ما رأيك فيما يظهر بأنه الأكثر أهمية بالنسبة لك؟

·       تذكر لحظة مرت في حياتك شعرت فيها بالرضا التام أو السعادة. ما هي تلك اللحظة؟ ماذا حدث فيها؟ مع من كنت حينئذٍ؟ لماذا شعرت بهذا الشعور إذًا؟

·       تخيل أن بيتك يتعرض لحريق (ولكن كل الحيوانات الأليفة والأشخاص آمنين) وبإمكانك إنقاذ 3 أشياء، ما الأغراض التي ستحفظها من الحريق ولماذا؟

4)    لاحظ ردودك على المواضيع المتكررة والأنماط. بعد أن تُفكر في قيمك، التفت لاستجاباتك تجاه الأشياء التي قد تتكرر. على سبيل المثال، ربما تُعجَب ببيل غيتس وريتشارد برانسون بسبب روح المبادرة والإبداع لديهما؛ يُشير ذلك إلى أنك تُقدر الطموح والمنافسة والإبداع. ربما تود تغيير وضع الفقر في مجتمعك بحيث يمكنك توفير لكل شخص منزل وطعام، وهذا يبين أنك شخص يقدّر المجموعات أو مساعدة المجتمع أو إحداث فارق فيه. يمكن أن تكتشف بداخلك العديد من القيم الأساسية.

·       يمكنك إيجاد قائمة من الكلمات اللغوية الخاصة بالقيَم على الإنترنت إذا احتجت مساعدة للتعبير عن قيَمك بكلمات.

5)    حدد ما إذا كانت حياتك تتوافق مع قيمك أم لا. في بعض الأحيان نشعر أننا نمتلك نقاط ضعف في مجال محدد عندما لا تتوافق حياتنا مع قيمنا الأساسية لأي سبب كان. أن تحيا حياة تتوافق مع قيمك تُسمى حياة "متجانسة القيم" وقد تؤدي إلى شعورك بمزيد من مشاعر الرضا والنجاح.

·       على سبيل المثال، من الممكن أنك تُقدر الطموح والمنافسة، ولكنك تشعر أنك عالق في وظيفة مُثبطة لا تتحدى قدراتك أو تعطيك أي فرصة لإثبات ذاتك. قد تشعر أنك ضعيف في هذه النقطة لأن حياتك لا تتوافق حاليًا مع ما هو مهم جدًا بالنسبة لك.

·       أو ربما كنتِ أمًا جديدة وترغبين في العودة إلى وظيفتك مرة أخرى كمدرسة لأنكِ تُقدرين المكانة الفكرية في المجتمع؛ وقد تشعرين أن "النجاح في الأمومة" هي نقطة ضعف لأنها قيمة تمثل (التوجه الأسري) الذي يمكن أن تريْن فيه تعارضًا مع النجاح الفكري. في هذه الحالة، تحتاجين إلى إيجاد طريقة لتحقيق التوازن بين قيمك بحيث تحترمين كلًا منهما في نفس الوقت؛ الرغبة في العودة إلى عملك لا يعني أنكِ لا تريديم أيضًا حب طفلك الجديد والاستمتاع بالأمومة.

6)    فكّر في المعاني المرتبطة بظروف محددة. فكّر فيما يُشكل نقاط القوة والضعف المرتبطة بالعادات أو التقاليد المجتمعية في سياقك الوطني. التقاليد الاجتماعية هي مجموعة من القواعد التي تحكم التفاعل بين الأشخاص والتي تم إنشاؤها باعتبارها وظيفية في منطقة أو ثقافة جغرافية معينة وذلك على أمل الحفاظ على حدود اجتماعية صحية. معرفة مدى اختلاف تلك العادات وفقًا للمكان الذي تعيش فيه يساعدك في تحديد نقاط القوة والضعف في هذا الموقع الجغرافي المحدد.

·       على سبيل المثال، إذا كنت تعيش في منطقة ريفية حيث يعمل كل أفرادها بأيديهم، فمن المرجح أن يُقدر أفراد هذا المجتمع الصفات المرتبطة بالعمل البدني والعمل لساعات طويلة خلال اليوم، أما إذا كنت تعيش في مدينة كبيرة، لا تبدو مثل هذه الصفات بتلك الأهمية إلا إذا كنت تعمل بحرف يدوية أخرى.

·       فكّر فيما إذا كانت البيئة التي تعيش فيها مساعدة لنقاط قوتك وصفاتك الشخصية. إذا لم تكن كذلك، فكّر في كيفية تغيير الوضع أو الانتقال إلى بيئة تُعزز نقاط قوتك وتُقَدّر فيها شخصيتك أكثر.

ثانياً: عمل تدريب أفضل صورة ذاتية لك عند الآخرين

1)    جد أشخاصًا يمكنك سؤالهم. لمساعدتك في اكتشاف نقاط قوتك وضعفك، يمكنك تجربة تدريب انعكاس الذات. يساعدك هذا التدريب في اكتشاف ما يراه فيك الآخرون لمساعدتك في اكتشاف نقاط قوتك. للبدء، فكّر في أشخاص في كل نواحي حياتك، يشمل ذلك زملاء العمل ومعارفك من الوظائف القديمة والأساتذة السابقين أو المعلمين بالإضافة إلى الأصدقاء والعائلة.

·       يساعدك التفكير في أشخاص من مجالات مختلفة على تقييم شخصيتك على صعيد مستويات مختلفة وضمن العديد من المواقف.

2)    اطلب تقييمات من الأشخاص. بمجرد اختيار الشخص المرشح، أرسل إليه رسالة بريد إلكتروني واسأله عن نقاط قوتك. اطلب منه أمثلة محددة عن الأماكن التي رأى فيها نقاط قوتك تلك. تأكد أن تذكر في سؤالك أنك تريد معرفة نقاط القوة التي تعتمد على المهارات والتي تعتمد على الشخصية، كلا الردين مهمين للغاية.

·       رسالة البريد الإلكتروني هي أفضل طريقة لعمل ذلك الاختبار لأنه يُزيح ضغط الرد على الفور ويعطي الأشخاص فرصة ووقتًا للتفكير في ردهم ويسمح لهم بأن يكونوا أكثر صدقًا. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يساعدك على امتلاك نسخة مكتوبة يمكنك تحليلها لاحقًا.

3)    اطّلع على القواسم المشتركة. بمجرد استلام كل النتائج، ألقِ نظرة على الأشياء المتشابهه في ردود الأشخاص. اقرأ كل الردود وفكّر فيما تعنيه. حاول استشفاف كل الصفات التي ذكرها كل شخص، وقراءة الأمثلة المحددة لمعرفة إذا ظهرت أي صفات أخرى. بعد تفسير كل الردود، قارنهم ببعضهم البعض وأوجد الصفات المشتركة التي ذكرها العديد من الأشخاص.

·       قد يُساعدك صنع جدول يحتوي على عمود به اسم الصفة وعمود لكل إجابة وعمود به تفسيرك.

·       على سبيل المثال، قد يُخبرك العديد من الأشخاص في حياتك أنك تتعامل مع الأشياء بشكل جيد تحت ضغط وأنك يُعتَمَد عليك في الأزمات ويمكن أن تساعد في إدارة الآخرين في المواقف العصيبة؛ يمكنك تفسير هذا بمعنى أنك تستطيع البقاء هادئًا تحت الضغط وأن شخصيتك تصلح لأن تكون زعيمًا قويًا بشكل فطري، أو يمكنك قراءة هذا على أنه يعني أنك شخص رحيم بالآخرين وتحب الناس وتفهمهم.

4)    اصنع صورة لذاتك. بعد تلقّي كل النتائج، اكتب تحليلًا يصور ذاتك ويفصل نقاط قوتك. تأكد من دمج كل المجالات المختلفة التي ذكرها الناس في مناقشتك وأي سمات ذكرها الناس في تحليلك.

·       هذا لا يعني تكوين ملف نفسي متكامل عنك، لكن المقصود هو تكوين صورة عميقة مُثلى عن ذاتك. هذه الصورة تُذكرك بالخصائص التي استخدمتها عندما كنت في أفضل حالاتك ويمكن أن تساعدك في تسيير أفعالك المستقبلية بشأن كيفية السعي لاستخدامهم أكثر من ذلك.

ثالثاً: إدراج قائمة بأفعالك

1)    اكتب عن أفعالك. فكّر كيف تتفاعل مع مواقف معينة تتطلب فعلًا من جانبك وفكرًا وبصيرة. قبل فعل أي شيء أكثر واقعية، حاول التفكّر في ردود فعلك العفوية على خبرات مررت بها بالفعل في حياتك. اشترِ أو اقتنِ مفكرة شخصية لتدوين أفكارك.

·       السبب من هذا التدريب أن ردود الفعل العفوية تُخبرك الكثير عن كيفية تصرفك في كل من الحالات العادية والعصيبة. يمكنك تدوينهم لمساعدتك في فك شفرة أفعالك وقدراتك.

2)    فكّر في موقف صعب أو حدث سيء. ربما حدث لك حادث سيارة أو مر طفل أمام سيارتك فجأة واضطررت لاستخدام الفرامل فجأة. كيف ستتصرف عند مواجهة مثل هذا الموقف غير المخطط له؟ هل تجنبت الموقف وقتها وانسحبت منه، أم واجهته وجمعت أدواتك ومصادرك لمعالجة ما حدث؟

·       إذا سيطرت على الوضع وتعاملت معه كقائد، قد تشعر أن شجاعتك وكونك قادرًا على التعامل مع هذه المواقف من نقاط قوتك. إذا كان رد فعلك البكاء وعدم التحكم في تصرفاتك والشعور بالعجز والاعتماد على الآخرين وعدم التحكم في الذات أثناء الموقف العصيب، فقد يكون ذلك من نقاط ضعفك.

·       تأكد من التفكير في الأمور من زوايا مختلفة. على سبيل المثال، الشعور بالعجز بعد تحطم السيارة هو رد فعل طبيعي للضغط الذي تُعانيه. ولكن إذا طلبت المساعدة من شخص ما، يُشير ذلك أن طلب المساعدة من الآخرين (التعاون) قد يكون من نقاط قوتك. ليس عليك دائمًا أن تقوم بكل شيء بنفسك لكي تعتبر قويًا.

3)    جد موقفًا أقل تحديًا. فكّر في الوقت الذي واجهت فيه قرارًا عصيبًا ولكنه ليس قرار حياة أو موت. على سبيل المثال، كيف تصرفت عند دخولك لغرفة مزدحمة؟ هل أردت الاختلاط بكل شخص قابلته هناك أو أردت الانزواء في ركن هادئ بعيدًا عن الضوضاء والتواصل مع شخص واحد فقط؟

·       الشخص الذي يتواصل مع الآخرين هو شخص قوي اجتماعيًا ومنفتح، في حين أن الشخص الأكثر هدوءًا هو قوي في التواصل الفردي والاستماع. كلا من تلك القوى يمكن استخدامها كصفة طبيعية تميّزك شخصيًا.

4)    فكّر في الأوقات التي واجهت فيها موقفًا شخصيًا عصيبًا. فكّر في الوقت عندما كنت في موقف محرج وكان عليك التصرف على الفور. ما مدى سرعة تعلمك وتكيفك مع المواقف الجديدة؟ هل أنت مفكر سريع تأخذ رد فعل سريع عندما يصدر زميلك في العمل تعليقًا سيئًا؟ أم تستوعب الموقف على مهلك وتفكر فيه ثم ترد في تلك المواقف؟

·       تذكر أن أي قوة قد طورتها يمكن أن تكون قد تنازلت عن شيء من أجلها. على سبيل المثال، إذا قضيت معظم حياتك في القراءة والكتابة بمفردك، قد لا يُناسبك الحديث البسيط مع الآخرين، ولكن ستمتلك موهبة البحث عن حبكة الرواية ومناقشة المواضيع العميقة مع الآخرين. قد تنشأ مع أشقاء أصغر سنًا مما يعني كونك رحيمًا وصبورًا وجيدًا في تهدئة المواقف غير المريحة.

·       من المهم أن تضع في اعتبارك أن العالم يحتاج إلى العديد من الأشخاص المختلفين ذو أنواع مختلفة من القوة والاهتمامات لكي يكون العالم المتنوع الذي نعرفه. لا ينبغي عليك بالضرورة أن تصبح جيدًا في كل شيء، ولكن ركّز على ما تعتقد أنه مهم لذاتك.

·       الشخص الذي يقوم برد فعلي عبقري أو الذي يحل المشكلة سريعًا هو إنسان يمتلك سرعة البديهة كنقطة قوة، وربما يكون تركيزه على التفاصيل النهائية نقطة ضعف. الشخص الذي يستغرق الوقت في التفكير قد يوصف بأنه يمتلك التخطيط كنقطة قوة وربما تُعد الحنكة المحدودة نقطة ضعف.

رابعاً: إدراج قائمة برغباتك

1)    اسأل نفسك عن رغباتك. تحكي رغباتك وأشواقك الكثير عنك حتى لو أنكرتهم لوقت طويل من حياتك. فكّر في سبب رغبتك في إكمال تلك الأنشطة أو الأهداف وما ستتطلبه للوصول إليها. الفرص هي تلك المشاعر والأحلام في الحياة التي تُمثل مجالات قوة كبيرة. العديد من الأشخاص يقعوا في فخ رغبات عائلاتهم بأن يصبحوا أطباء أو محامين بدلًا من أن يصبحوا راقصي باليه أو متسلقي جبال. دوّن رغباتك أو ما تبتغيه في الحياة في قسم مختلف من مذكرتك.

·       اسأل نفسك "ما هي رغباتي في الحياة؟" سواء كنت تتقدم لوظيفتك الأولى أو استقريت على التقاعد، يجب عليك دائمًا امتلاك أهداف ورغبات في الحياة. حدد الدافع لك وما يجعلك سعيدًا أيضًا.

2)    حدد ما تستمتع به. ابدأ بسؤال نفسك عن الأشياء التي تستمتع بها كثيرًا في الحياة. دوّن إجابات السؤال التالي: "ما أنواع الأنشطة التي تُرضيني أو تروق لي؟" بالنسبة للبعض فإنهم يجدون أقصى حالات رضاهم في أن يكون لديهم كلبًا لابرادور ريتريفر يجلسون معه في لحظة سكينة أمام نيران المدفأة. يُفضل آخرون تسلق الصخور أو القيام برحلة برية.

·       اصنع قائمة بالأنشطة أو الأشياء التي تسعد كثيرًا بعملها وتمنحك السعادة. من المرجح أن مجالات هواياتك هي نقاط قوة بالنسبة لك.

3)    فكّر فيما يُحفزك. ستحتاج إلى تحديد دوافعك في الحياة بالإضافة إلى تحديد رغباتك. دون في مذكرتك إجابة السؤال التالي: "متى أشعر بالحيوية والتحفيز؟" فكّر في أوقات حياتك التي تشعر فيها بالاستعداد لاقتحام العالم أو التحفيز للانتقال للمستوى التالي. المجالات التي تُحفزك وتُلهمك هي التي تكون فيها في أقوى حالاتك.

·       لاحظ أن العديد من الأشخاص يمتلكون رغبات في وقت مبكر للغاية من الحياة مما يُشير إلى المعرفة الذاتية للطفل ولكنها تفقد بريقها عندما تغمرها عوامل مثل الأسرة والأقران والتوقعات الاجتماعية أو الضغوط المالية وتمحوها تمامًا.

خامساً: تقييم نقاط قوتك وضعفك

1)    أعد التفكير في نقاط ضعفك. "الضعف" ليس النظرة الأفضل للتفكير في نواحي ترغب بتطويرها. في الواقع، لا يكون الناس (ضعيفين) حتى وإن شعرنا بذلك أو فكرنا بهذه الطريقة في بعض الأوقات. مع ذلك، يشعر البعض بأنهم من الممكن أن يكونوا أقوى في مجالات محددة في حياتهم أو نوعية من المهارات وغير ذلك من النواحي، ولأن الشعور بأنهم ليسوا في أفضل حال ممكنة في هذه النواحي، فمن الطبيعي أن يصفوا قدراتهم الحالية بالعكس كونها بحاجة للتطوير حتى تصبح أقوى وأكفأ. بدلًا من التركيز على "الضعف" الذي له أثر سلبي، فكّر في مجالات النمو أو التطور؛ هذا يحافظ على تركيزك على المستقبل وما يمكنك القيام به لكي تُحسن من ذاتك.

·       يمكن اعتبار نقاط الضعف شيئًا في نفسك لديك القدرة على تحسينه طالما أنه مرتبط برغباتك أو حتى في حالة عدم وجود صلة بينه وبين رغباتك أو أهدافك في الحياة على الإطلاق. من المقبول الاعتراف بأي من الحالتين. نقاط الضعف هي ليست جوانب دائمة في أنفسنا ولكنها جوانب قابلة للتغيير عن كيفية قيامنا بالأشياء حتى نتمكن من أن نُصبح أكثر تفوقًا.

2)    حدد المجالات التي تحتاج إلى تطور. قد تكون المجالات التي تحتاج إلى تطور مرتبطة بأي شيء، ويشمل ذلك مهارات مهنية أو اجتماعية محددة أو ضعف ضبط النفس عند وجود الطعام. يمكنك أيضًا الإشارة بكل ببساطة إلى عدم قدرتك على التقاط كرة البيسبول أو حل معادلات الرياضيات بسرعة. أحيانًا يتم وضع المجالات التي تحتاج إلى تطور في إطار "تعلم الدروس من الحياة" وعدم تكرار الأخطاء. وفي أحيان أخرى، يتعلق الأمر بالجهد المبذول للتغلب على نقص المهارات التي تلمسها في ذاتك.

·       ومع ذلك، قد يكون الضعف في شيء مؤشرًا أنه هذا النشاط المحدد لا يخصك أنت، وهو أمر مهم أن تعترف به لنفسك. إذا امتلك كل الأشخاص القدرة على التعامل مع نفس الأنشطة أو حتى الاستمتاع بها، سيصبح العالم مكانًا مملًا للغاية.

3)    ركّز على نقاط قوتك. يعتبر بعض الناس أن التركيز على نقاط الضعف في شخصيتك هو مضيعة للوقت أو حتى سوء هيكلة للقضايا. ركز على نقاط قوتك أولًا وحاول صقلها كلما كان ذلك ممكنًا. قد يكون ذلك نهجًا أفضل ثم يمكنك بعد ذلك تحديد نقاط الضعف في شخصيتك. قد يكون من الأفضل لك التركيز بشدة على قوة شخصيتك ورغباتك والانطلاق من تلك النقطة لأن ما يُشير إليه الناس عادة على أنه نقاط ضعف يكون مرتبطًا بنقص الاهتمام أو الرغبات التي تطمح لتطويرها. كن كريمًا عند الاعتراف بنقاط قوتك لأنك تمتلك الكثير من نقاط القوة حتى في المجالات التي تشعر فيها أنك "ضعيف". عدم امتلاك القوة في المجالات التي تعتقد أنك ضعيف فيها قد يكون أكثر فعالية.

·       على سبيل المثال، إذا أردت تطوير قدرتك لكي تُصبح أكثر حزمًا، ابدأ أولًا بمهارات الثقة التي تشعر أنك تقوم بها بالفعل. قد يكون لديك مشكلة في قول كلمة "لا"، ولكن بدلًا من ذلك لديك القدرة على ذكر نواياك بطريقة تجعل نيتك مفهومة ويمكنك تجنيب مشاعر الشخص حينئذٍ.

·       فكّر في جوانب شخصيتك التي تعتبرها من مواطن القوة. كونك لطيفًا وكريمًا ومنفتحًا ومستمعًا جيدًا هي نقاط قوة مهمة ترتبط بقدراتك الكلية التي قد تتغاضى عنها. كن واعيًا بهذه الصفات وافتخر بامتلاكها.

·       طريقة أخرى للتفكير في نقاط قوتك هي اعتبارها مواهب عندك أو قدرات ورغبات فطرية تتناسب مع إحساسك بذاتك ورؤيتك للمستقبل. بعبارة أخرى، هذه هي الأشياء التي قلت بشأنها "لم يتطلب الأمر مني كثيرًا من الجهد، أمتلك دائمًا القدرة على القيام بهذا النوع من النشاط بشكل جيد".

4)    دون نقاط قوتك وضعفك. بمجرد تقييم كل ما دونته بشأن أفعالك ورغباتك، إنه الوقت المناسب للتركيز على ما تعتقد أنه نقاط قوتك وضعفك. استخدم القائمة التي حصلت عليها من الأشخاص الآخرين من قبل وبذلك يمكنك التعلم بشأن نفسك من خلال التمارين الأخرى ثم قم بتدوين مجالات العمل والحياة التي تعتقد أنها مجالات قوتك وضعفك. ركز على كيفية رؤية نقاط قوتك وضعفك بناءً على ما تقوم به في حياتك الآن على كلا المستويين الشخصي والمهني بدلًا من التطلع على الماضي أو إلى رغباتك.

·       تذكر أنه لا يوجد أحد يُقيمك أو يحكم عليك بناء على رد فعلك، لذلك كن صادقًا مع نفسك. قد يساعدك صنع عمودين مع عنوان لكلا منهما "نقاط القوة" و"نقاط الضعف". اكتب تلك النقاط كما تظهر في عقلك.

5)    قارن القوائم ببعضها. هل تتطابق القوائم وهل تجد أي مفاجآت؟ هل ظننت أنك قوي في إحدى المجالات ولكن لا يتضح هذا في أفعالك؟ يحدث هذا النوع من عدم التطابق عندما تُخبر نفسك بأنك تسير في اتجاه معين، ولكن يُظهر لك موقف معين شخصيتك الحقيقية.

·       ماذا عن عدم التطابق بين رغباتك ونقاط قوتك التي تعتقدها؟ يحدث عدم التطابق هذا عندما تحاول القيام بشيء في حياتك يعتمد على توقعات الآخرين أو بناءً على أفكارك حول ما يجب القيام به في حين أن رغباتك وأفعالك الحقيقية مختلفة إلى حد كبير.

6)    فكّر في أي مفاجآت أو أي عدم تطابق. اطّلع على القوائم المختلفة التي صنعتها. اطلع على أي مفاجآت أو أماكن لا تتطابق معًا. فكّر في سبب كون بعض الصفات ونقاط القوة التي رصدتها ظهر اختلافها. هل من الممكن أن تعتقد أنك تستمتع بأشياء محددة أو أنه يتم تحفيزك بأشياء محددة، ولكنك في الواقع لا تستطيع القيام بذلك أو أنك لست كذلك؟ ستساعدك هذه القوائم في التعرف على ذلك.

·       ركّز على هذه المجالات التي تختلف وحاول تحديد المواقف التي تُخاطب هذا المجال. على سبيل المثال، هل كتبت أنك ترغب أن تُصبح مغنيًا، ولكن ذكرت في قوائمك أن من نقاط قوتك أنك جيد في العلوم أو الطب؟ في حين أن الطبيب الذي يغني قد يكون أمرًا مستجدًا، فإن الوظيفتين بينهما اختلاف كبير. اكتشف أي المجالات التي تُحفزك فعليًا على المدى الطويل.

7)    اطلب رأي أصدقائك أو أفراد عائلتك. اطلب من صديق مقرب أو فرد من أفراد العائلة تزويدك بتعليقات بنّاءة. على الرغم من أن التحليل الذاتي قد يقودك إلى إجابات قليلة، فإن الحصول على رأي خارجي سيساعدك إما في ترسيخ ملاحظاتك أو تحطيم بعض الآمال التي تبنيها أيضًا. تعلم كيفية الحصول على تعليق بنّاء من الآخرين هو أمر ضروري لكونك جزءًا من المجتمع. من المهم ألا تدافع ضد هذا الرأي أو تأخذه باعتباره هجومًا شخصيًا لأن الشخص يقترح ببساطة مجالًا للتطوير. تعلم دمج تعليقات الآخرين البنّاءة في حياتك اليومية قد يكون نقطة قوة في حد ذاته.

·       إذا كنت تعتقد أنه لا يوجد فرد في الأسرة قد يكون صادقًا معك، يمكنك اختيار شخص آخر بحيث يقول لك الحقيقة ولا يُجاملك أو يتستر على نقاط ضعفك. اعثر على شخص محايد خارج نطاق أسرتك ويُفضل أن يكون من أقرانك أو معلميك لكي يُعطيك تعليقًا صادقًا وبنّاءً.

·       اطلب تعليقات على قوائمك. اطلب من شخص خارج نطاق أسرتك التعليق على قائمتك ومراجعتها. تشمل التعليقات والأسئلة المفيدة الآتي: "ما الذي يجعلك تعتقد أنك لا تتصرف بسرعة في حالات الطوارئ؟" قد يتذكر المراقب الخارجي موقفًا كنت فيه بطلًا لليوم خلال حالة طوارئ على الرغم من نسيانك لهذا الموقف.

8)    الجأ إلى المساعدة المهنية. إذا كنت لا تزال تُعاني من مشكلة، أو ترغب في الشعور براحة أكبر بالاستعانة بمصدر خارجي، يمكنك اللجوء إلى مختص للمساعدة في تحديد نقاط قوتك وضعفك. يوجد شركات يمكنها مساعدتك في المجال النفسي والتي غالبًا ما ترتبط بوكالات التطوع. بالنسبة للسعر، يمكنك إجراء اختبارات للحصول على تعليقات علماء النفس العاملون بشأن شخصيتك وملفك المهني.

·       على الرغم من أن هذه الاختبارات قد لا تمنحك بالضرورة مكنون شخصيتك، فإنها من الممكن أن تكون نقطة انطلاق مفيدة للتفكير في نقاط القوة والضعف لديك.

·       من هذا المنطلق، يجب عليك اكتشاف ما تعتبره نقاط قوة وضعف لديك. يجب أن يكون الاختبار الجيد طويلًا لكي يستخلص الجوانب المتكررة في شخصيتك. بعد إجراء اختبار مثل ذلك، تأكد من التحدث مباشرة مع عالم النفس للعمل على نقاط الضعف والكسف عن نقاط القوة.

·       يوجد اختبارات على الانترنت يمكنك القيام بها لتقييم نقاط قوتك وضعفك. ابحث عن الاختبارات المتواجدة على مواقع ذو سمعة طيبة والتي قام بتجميعها علماء النفس المرخص لهم أو المهنيين المؤهلين. إذا طُلب منك مقابل مادي أولًا، قم بالبحث عن الشركة التي تُقدم الامتحانات اولًا للتأكد من حصولك على قيمة مقابل ما تدفعه.

9)    فكّر في نتائجك. بعد تقييم نقاط قوتك وضعفك، يمكنك قضاء الوقت للتفكير في تحديد مدى شعورك بشأن ما اكتشفته. قرر إذا كنت ترغب في العمل على أيًا من نقاط ضعفك والتفكير فيما ستحتاج القيام به لتغيير نقاط الضعف تلك.

·       الانخرط في فصل أو إيجاد أنشطة من شأنها معالجة نقاط ضعفك. على سبيل المثال، إذا وجدت أنك تُصبح جبانًا عند مواجهة موقف عفوي، ضع نفسك في مواقف تحدث بعفوية. تشمل الأمثلة الانضمام إلى مجتمع المسرح والمشاركة في رياضات جماعية والقيام بالغناء في البار.

·       فكّر في العلاج أو طرق التحدث عن المخاوف والأمور التي تُقلقك. إذا لم يُجدي الالتحاق بفصل أو الانضمام لمجموعة المسرح أو أن مخاوفك متأصلة وقلقك في أعماقك بحيث يمنعك من المُضي قُدمًا، فكّر في التحدث مع المعالج المختص.

10)           تجنب طلب الكمال. احرص على ألا تُصبح معتمدًا على نقاط ضعفك. يقع هذا النمط سريعًا في النطاق غير البنّاء من الكمال والذي من الممكن أن يُعيقك عن النجاح. من الأفضل أن تبدأ بما تقوم به بشكل جيد بالنسبة لمجموعة محددة من المهارات ثم العثور على العديد من التفاصيل لتعزيز تلك المهارات وتطويرها ببطئ بمرور الوقت.

·       على سبيل المثال، قد ترغب في تطوير مهارات التواصل. بعد القيام بعدة اختبارات للذات، قررت أنك مستمع جيد وهي أحد نقاط قوتك. ومع ذلك، تتلعثم عندما يحين دورك للتحدث وهي أحد نقاط ضعفك. قررت حينئذٍ أنك ترغب أن تصبح أكثر تحدثًا لذلك تعمل على إقحام جملة أو جملتين في المحادثة عند التوقفات الصغيرة.

·       يُشير نهج الكمال إلى أنه بسبب كونك غير جيد في التحدث في الوقت الحالي، لا يمكنك حتى تحمل مشقة العمل عليها لأنك سترتكب بعض الأخطاء. يجب عليك الاعتراف أن الأخطاء جزء من التعلم والتطور واسمح لنفسك بارتكاب الأخطاء لتطوير ذاتك.

11)           تجنب إنكار اللحظات الهامة في حياتك. لكل شخص منا مجالات في الحياة يتفوق فيها. أحيانًا تقوم بفعل أشياء لم تقم بها من قبل، ولكنها تكون مجرد أشياء بسيطة وتجد نفسك تقوم بها بشكل طبيعي للغاية.

·       قد تكون تلك المجالات في الرياضة أو الفن أو المهن الإبداعية أو التعامل مع الحيوانات أو الوقوف بجانب شخص ما والقيام بعمله أثناء تغيبه. لكل شخص لحظاته الرائعة الخاصة به التي تختلف عن الآخر، ولكن عندما تعيش تلك اللحظات حاول العمل معها لتطوير حياتك والوصول إلى إمكانياتك الحقيقية.

سادساً: استخدام مهاراتك في مقابلات العمل

1)    فكّر في مدى ملائمة نقاط قوتك وضعفك للوظيفة. يمكنك استخدام كل ما تعرفه عن نفسك لمساعدتك في مقابلات العمل. فكّر في مدى ملائمة نقاط قوتك وضعفك للوظيفة المحددة التي تُقدم عليها. لإعداد نفسك للمقابلة، فكّر في المهام المطلوبة للوظيفة التي تُقدم عليها وضع في اعتبارك مواقف حياتك المختلفة التي واجهت فيها مهام مشابهه. أي السمات الشخصية التي تمتلكها وتُعد إما نقاط قوة أو ضعف أثناء مشاركتك في مثل هذه المهام؟

·       على سبيل المثال، إذا كنت تقدم على وظيفة مبرمج كمبيوتر، تحدث عن نقاط قوتك المرتبطة بالكمبيوتر أو حل المشكلات. وفي سياق آخر، قد يكون من غير المناسب الدخول في تفاصيل بشأن نقاط قوتك فيما يخص البينغ بونغ إلا إذا كان لصاحب العمل اهتمام شخصي بذلك وقادكما الحديث له.

2)    أظهر الصدق والثقة. كن صادقًا عند وصف نقاط قوتك عند سؤالك عنها في مقابلة العمل. عندما يسألك المحاور عن نقاط قوتك وضعفك، هو لا يسأل من باب الفضول فحسب لمعرفة مهاراتك ولكنه أيضًا يرغب في معرفة مدى كفائتك عند الحديث عن نفسك. المهارات الاجتماعية والقدرة على تسويق نفسك أصبحت أحد أهم مجموعة المهارات التي تنتشر سريعًا بين معظم الوظائف في سوق العمل. بالنسبة للمحاور، يبدأ تقييمه من مدى قدرة المتقدم للوظيفة على وصف نقاط قوته وضعفه ومدى رضاه عن إظهار ذلك.

3)    تدرب على مهارات مقابلة العمل. تدرب على مقابلة العمل مع شخص آخر لكي تشعر بمزيد من الراحة أثناء المقابلة ذاتها. اطلب من صديق لك محاورتك وتدرب على التعبير عن صفاتك له. افعل ذلك مرات عديدة مع كثير من الناس حتى تبدأ بالشعور بمزيدًا من الراحة أثناء وصف نقاط قوتك وضعفك. في البداية قد تشعر كأنك قرأ سيناريو ولكن بعد فترة قصيرة ستبدأ في الشعور أن الأمر طبيعي رويدًا رويدًا.

·       قبل الذهاب إلى المقابلة، فكّر في العديد من الأمثلة الملموسة التي يمكنك التحدث عنها لإظهار نقاط قوتك. لن يرغب المحاور في سماع نقاط قوتك التي تعتقدها ولكنه سيسأل عن المواقف الحقيقية التي أظهرت نقاط قوتك وكانت أساسية في مدى تعاملك مع المشاكل والعقبات أيًا كانت. فكّر في تلك المواقف ودون الكثير منها بحيث تذهب إلى المقابلة وأنت على أتم الاستعداد.

·       على سبيل المثال، بدلًا من قول "أنا أُقدّر التفاصيل"، أعطِ مثالًا ملموسًا يوضح ذلك مثل قول: "في وظيفتي السابقة كنت مسئولًا عن مراجعة كل الحسابات مرتين في الميزانية الشهرية. لاحظت كثيرًا أخطاءً كادت تُكلف شركتنا أموالًا طائلة. هذا الاهتمام بالتفاصيل سيخدمني كثيرًا في وظيفتي في شركتكم".

4)    تجنب محاولة "اختلاق القصص". أرباب العمل المحتملين ليسوا أغبياء ويمكنهم معرفة الحقيقة عندما تحاول اختلاق القصص. يحاور أرباب العمل مئات الناس في مقابلات العمل من أجل وظيفة معينة، وتكمن غريزة كل شخص في استخدام ما يعتقدوه نقطة قوة وإبعاده عن كونه نقطة ضعف. ومع ذلك، ما تعتقده نقطة قوة قد لا يبدو كذلك بالنسبة لأصحاب العمل الذين يبحثون عن الموظفين الذين يملكون أشياءً مثل المرونة والعمل الجماعي. هذا النوع من الإجابة قد يجعلك تبدو وكأنك تُعاني من نقص الوعي بذاتك. تشمل أمثلة اختلاق القصص الشائعة للغاية الآتي:

·       "أنا شخص يميل للكمال ولا أطيق أن أرى حدوث أي خطأ". الكمال لا يُعد قوة حقيقية لأرباب العمل لأنه يميل إلى تقييم نفسك والآخرين وفقًا لمعايير غير معقولة وقد تواجه مشاكل فيما يخص التسويف في العمل".

·       "أنا شخص عنيد ولا أسمح للأمور بأن تمر مرور الكرام". يوحي ذلك بأنك لست جيدًا فيما يتعلق بالمرونة والتكيف مع العمل.

·       "أقاتل من أجل الحصول على توازن جيد بين الحياة والعمل لأني أعمل بكد للغاية". يُشير ذلك إلى عدم اهتمامك بنفسك وأنك قد تكون زميلًا سيئًا أو بغيضًا.

5)    كن صادقًا بشأن نقاط ضعفك. كن صادقًا عندما يسألك المحاور سؤالًا بشأن نقاط ضعفك. لن يكون هناك حاجة إلى طرح الأسئلة إذا كانت كل ردودك عبارة عن ردود مثالية تدور حول مدى روعتك. لا يبحث المحاور عن ذلك. يبحث المحاور عن مناقشة حقيقية بشأن الأمور التي يمكنك العمل عليها وأي علامة تدل على بصيرتك بذاتك. تشمل التحديات الحقيقية التالي:

·       أن تكون انتقاديًا للغاية

·       أن تشك في الإدارة وأقرانك

·       أن تكون مُلحًا جدًا

·       المماطلة

·       أن تكون ثرثارًا للغاية

·       أن تكون شديدة الحساسية

·       إظهار نقص الإصرار

·       إظهار نقص اللباقة الاجتماعية

6)    اعترف بالنقاط السيئة التي تمثل تحديًا لك. يوجد أجزاء معينة من نقاط الضعف تلك التي تحتاج إلى علاج، والتحدث عن كيفية تأثيرها على أدائك قد يكون رائعًا، فذكر تأثير هذه الجوانب على أداء عملك أو احتمالية تأثيره عليك يُظهر البصيرة والصدق اللذان تتحلى بهما وعلى الرغم من ذلك أنت لا تزال بحاجة إلى اللباقة بشأن ما تقوله.

·       على سبيل المثال، قل لهم: "أنا شخص مماطل. أدرك أن هذا يؤثر على مقدار العمل الذي يمكنني القيام به، بالإضافة إلى احتمالية تأثيره على العمل الذي ينجزه زملائي أيضًا. في الكلية، لم يسبب هذا لي مشكلة لأني فهمت النظام ووجدت وسيلة للعب ولكن حافظت على إنجاز عملي، أُدرِك أن هذا لن يُجدي في عالم العمل المحترف لأنها ليست طريقة جيدة للعمل بالفعل، يجب عليّ تحقيق أهدافي وإتمام أموري".

7)    أظهر للمحاور أنك مدى سعيك للتغلب على الصعوبات التي تواجهك. وكما ذكرنا سابقًا أن تكون عمليًا أفضل من أن تكون مثاليًا في مثل هذه المواقف. الرد المثالي قد يكون غير واقعيًا ويجعلك تبدو كأنك تحاول الإعلاء ن شأن نفسك.

·       على سبيل المثال، أخبر المحاور: "أتخذ خطوات جادة للحد من عادة المماطلة. أضع لنفسي مواعيد نهائية مصطنعة وأقدم حوافز لذاتي في حالة الالتزام بتلك المواعيد. ساعدني ذلك كثيرًا في حل مشكلتي".

8)    تحدث عن نقاط قوتك بثقة. يجب أن تبدو واثقًا من نفسك ولكن لست مغرورًا. حاول الحفاظ على ثقتك بنفسك مع كونك متواضعًا بشأن إنجازاتك ومهاراتك. حاول بالطبع انتقاء نقاط القوة المرتبطة بالعمل الفردي أو المنظمة التي تتقدم للعمل فيها. تكمن نقاط القوة الفعلية في ثلاث فئات رئيسية:

·       المهارات التي تعتمد على المعرفة مثل مهارات الكمبيوتر واللغات والمعرفة التقنية.

·       المهارات القابلة للتحويل مثل مهارات التواصل مع الناس ومهارات الإدارة أو حل المشاكل.

·       الصفات الشخصية مثل الاجتماعية أو الثقة بالنفس أو الالتزام بالمواعيد.

9)    أورد أمثلة عند التحدث عن نقاط قوتك. من الجيد والرائع أن تقول أنك تمتلك مهارات رائعة ولكن عرض هذه المهارات أمرًا آخر. أظهر ما تبدو عليه نقاط قوتك في الحياة الفعلية من خلال تقديم أمثلة سواء من تفاعلاتك الشخصية أو من تاريخ عملك. على سبيل المثال:

·       "أنا بارع في التواصل وأهتم كثيرًا بالكلمات التي أستخدمها وأتجنب الغموض عند التواصل مع الناس. لا أخشى المتابعة مع شخص أكبر مني عندما يتعلق الأمر بشيء لا أفهمه. أستغرق الوقت لتصور كيف يفسر الأشخاص المختلفون الأسئلة أو التصريحات بشكل مختلف".

·       يمكنك أيضًا توضيح نقاط قوتك ومجموعة مهاراتك من خلال مشاركة ما كان جيدًا في الماضي وكيف نجحت جهوداتك في الأمر.

·       يمكنك ذكر أي جوائز أو شهادات تقدير حصلت عليها أيضًا.

أفكار مفيدة

ü   كن حذرًا عند تحديد رغباتك بحيث لا تُضيف رغبات كاذبة. هذه هي الرغبات المدعومة بالاعتقاد الخاطئ بأنه مُقدر لك العمل في الشئون الخارجية لأنك ستعيش في باريس ولندن وريو، أو أنك ستصبح نجمًا سينمائيًا بحيث يمكنك حضور الحفلات البراقة ومقابلة الزوج/الزوجة الثرية. هذه ليست رغبات لأنها تفتقد إلى العلامة الجوهرية للقيام بشيء مهم في حياتك ويعد ببساطة ضربًا من الخيال. اعرف الفرق وإلا ستصنع خطأ فادح في بناء حياتك المهنية على الخيال بدلًا من بنائها على القوة الفطرية والإحساس بالهدف.

ü   تغيير نقاط الضعف يستغرق وقتًا لذلك امنح نفسك الراحة إذا كنت غير قادرًا على إيجاد حلول فورية. تجنب أيضًا إضاعة وقتك في محاولة تحويل نقاط ضعفك إلى قوة. ابحث عن الحلول أولًا من خلال بناء مجموعة مهارات وهو ما يمكنك تغييره. ثم ابحث عن طرق لبناء نقاط قوتك وهي النقاط التي ترغب في إبرازها أكثر لأنهم طبيعين بالنسبة لك.

تحذيرات

ü   في مقابلة العمل، تجنب الاعتزاز بنقاط قوتك أو البكاء على نقاط ضعفك. كن واضحًا واقترح طرقًا للتغلب على نقاط ضعفك المزعومة. بالنسبة لنقاط القوة، اجعلها واقعية وكن متواضعًا بشكل كبير لتجنب تسليط الضوء على جوانبك المزعومة واختبارها بتحديات صعبة.

ü   تجنب الوقوع في فخ التفكير بأنك ما لم تمتلك الكثير من نقاط القوة وتخلو من أي ضعف، فأنت بذلك محكوم عليك بالفشل. يُعاني الناس من صعوبات عليهم مواجهتها والتغلب عليها، هذا طبيعي، تخيل نفسك محاورًا وأمامك شخص لا يفعل شيئًا سوى التباهي بأنه كامل لا تشوبه شائبة!

المصدر: 1، 2

تابعونا على الفيسبوك

مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي

حكايات معبّرة وقصص للأطفال

www.facebook.com/awladuna

إقرأ أيضًا                                         

الشخص النرجسي: كيفية التعامل مع الشخص النرجسي

لماذا يجب أن تدع طفلك يفشل أحياناً

الشخص المغرور... كيفية التعامل مع شخص مغرور

الخجل... كيفية التغلب على الخجل

ترتيب الحياة: كيفية إعادة ترتيب حياتك من جديد

للمزيد

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

قصص قصيرة مؤثرة

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق