الطفل في السوبرماركت
إذا كنتِ أمّاً لطفل صغير، فمن المحتمل أنكِ مررت معه بواحدة -على الأقل- من نوبات الغضب المدمرة أثناء التسوق، والتي عادة ما تصبح جزءاً من سلوكه المعتاد إذا ما كنت تضعفين وتلبين طلباته لتفادي الإحراج، أو تفقدك السيطرة على أعصابك فتتصرفين بعصبية وقسوة، ثم تلومين نفسك عليها لاحقاً.
يحدث
ذلك كثيرا لأمهات لا تملكن رفاهية شراء احتياجات المنزل بمفردهن، أو تحاولن تقويم
سلوكيات أطفالهن ودفعهم للتفاعل بعد أشهر من الإغلاق الكلي، فما هي الطرق للتعامل
مع نوبات الغضب العنيفة في أماكن التسوق؟
قَيِّمِي الوضع أولاً
قَيِّمِي
الوضع قبل الذهاب للمكان بصحبة طفلك، وفكّري فيما إذا كان هناك كثير من المثيرات
للقلق مثل وجود أرفف الحلوى في كل ممر، أو مركز تسوق كبير بلا رجال أمن، أو بلا
منطقة لعب للأطفال أو استراحات، أو بجوار محل للعب أطفال غالية الثمن. لا تستخفي
بتلك التحذيرات، بل افرضي مقابلها القواعد على طفلك، لأنه ما إن تبدأ نوبة غضبه لن
يمكنك السيطرة عليه إلا برشوته.
كيف تسيطرين على انفعالاتك؟
هناك
فرق كبير بين الرشوة والمكافأة وأثر كل نهج على سلوك طفلك، فالرشوة تأتي بمجرد أن
يسلك طفلك سلوكاً سيئاً مثل الصراخ والاستلقاء أمام المارة، ليدفعك مضطرة لتلبية
رغباته حتى يتوقف، وهكذا يصبح ذلك السلوك أداته الفعالة في الأماكن العامة.
أما
المكافأة فهي وعدٌ سابق منك، قبل السلوك السيئ المحتمل، ومرتبط بسلوكيات إيجابية
واضحة، كأن تعديه باختيار قطعة حلوى في نهاية رحلة التسوق إذا ظل بجوارك وتكلم معك
بصوت منخفض طوال الوقت، واشرحي النتائج الإيجابية إذا اتبع القواعد، والعواقب
السلبية إذا لم يفعل.
مزيد من المرح للمهمة
إضافة
المرح للمهمة من أفضل الطرق لجعل مهامك مع طفلك تمر بسلام. يمكنك فعل ذلك بإطلاق
اسم مبتكر على رحلة التسوق الخاصة بكما مثل "رحلة الأبطال" أو "مغامرات
داليا ومحمد في السوبر ماركت".
لا
تترددي في ابتكار كلمات ولحن لأغنية خاصة بكما لغنائها أثناء التسوق، أو استغلال
الوقت للتحدث مع طفلك عن اهتماماته، وآخر أحداث المسلسل الكرتوني الذي يتابعه، أو
عما يرغب في ارتدائه في حفل المدرسة القادم.
اطلبي من طفلك المشاركة
دعيه
يشارك في تحديد متطلبات المنزل، وكتابة قائمته الخاصة أو رسم احتياجاته إذا كان
أصغر سناً، واستغلال الفرصة لمساعدته على الرسم والهجاء والتعرف على الألوان،
والتفاعل مع محيطه والتحدث إلى الباعة تحت إشرافك.
حَدِّدِي المهام
إن
إحدى الطرق الرئيسية لتجنب نوبات غضب طفلك هي تحديد عدد المهام التي ستصطحبينه
فيها، وجعلها سريعة وسهلة، فمن الأفضل أن تحذفي شيئاً من قائمة مهامك اليومية بدلاً
من محاولة شراء كل الاحتياجات في يوم واحد ومن أماكن مختلفة، ولا تضغطي على طفلك
لتحمل عناء التنقل بين عدة أماكن، في حين يمكنك طلب ما تحتاجينه عبر الإنترنت.
من
أهم الطرق أيضاً ألا تصطحبيه معك بعد يوم دراسي، أو قبل تناول وجبته الرئيسية، أو
تتوقفي معه لتناول عينات الطعام المجانية، كي لا ينتهي بك الأمر لشراء أشياء خارج
الخطة.
أطلقي العنان للمنافسة
تثير
المراهنة جنون الأطفال الصغار، وتدفعهم لمنافستك، إذا راهنت على عدم قدرتهم على
فعل شيء لإثبات قوتهم العقلية والعضلية.
يمكنك
استغلال تلك النقطة وابتكار تحديات صغيرة في كل مرة، مثل "أراهن أنك لا
تستطيع الجري حتى آخر هذا الممر"، أو "أراهن أنك لا يمكنك عَدّ كل
المنتجات الموجودة في عربة التسوق"، أو "أراهنك أنه لا يمكنك إحضار كيس
المعكرونة في الرف الثالث دون الوقوف على كرسي".
مهام صغيرة
من
تلك النقطة يمكنك منح طفلك مهام في صورة تحديات، حتى يشعر طفلك بقوته وبمسؤوليته
في آن واحد، فيحتاج طفلك للشعور بأنك تحتاجينه ولست تأمرينه فقط، كأن تطلبي منه
مساعدتك على إخراج المنتجات من الأرفف، أو وضعها في عربة التسوق، أو اختيار أفضل
ثمرات الفاكهة ووضعها في أكياس التسوق، أو قراءة المكتوب في قائمة الاحتياجات على
البائع، ومن ثم سؤاله عن نوع حبوب الإفطار التي يود شراءها مكافأة لسلوكياته
الجيدة.
تجنبي السلوكيات المفاجئة
لا
تبحثي تلقائياً عن أقرب مكان لانتظار السيارات عند مدخل مركز التسوق، واختاري أقرب
نقطة من المخرج، حتى تتمكني من وضع طفلك داخل عربة التسوق مع المنتجات، والاتجاه
لسيارتك سريعاً بالعربة، كي لا يفاجئك بالجري ويداك مشغولتان بحمل الأكياس.
إذا فقدت السيطرة.. غادري بهدوء
إذا
انهار الطفل وفقدتِ السيطرة عليه، فلا تتجاهليه أو تجبريه على التحمل حتى تنتهين
من مهمتك، وتذكري دائمًا أن مغادرة المتجر خيار متاح لك ولطفلك، ولا تعني فشلك أو
فشله، ويمكنك الخروج معه للتحدث في السيارة ثم العودة إلى المتجر، أو التوجه
للمنزل، لكن لا تستجيبي لطلباته مقابل العودة للمتجر كي لا يكرر سلوكه، واغتنمي
الفرصة للتفكير في كيفية تفادي ما أثار غضبه في المرة القادمة.
المصدر: 1
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
إقرأ أيضًا
4
أنواع
من أساليب التربية وتأثيرها على الأطفال
9
عبارات
يحتاج طفلك سماعها باستمرار
خرافات
تخويف الأطفال وتأثيرها النفسي على الأطفال
كيف
تجعلين طفلك يتحلّى بالشجاعة
ما هي
الصدمة؟ وكيف نتعامل معها؟
للمزيد
معالجة المشكلات
السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل
المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق