يقول عامل في الثلاثينيات من عمره أنه كان يتمنى أن يجيد
القراءة والكتابة، كي يتمكن من قراءة القرآن الكريم.
قلت له: ما زال الأمر ممكنًا، فهناك من تعلم القراءة وهو أكبر
منك.
قال: هؤلاء لم يلتحقوا بالمدارس، أما أنا فقد قضيت بضع سنوات
فيها، ولكني لم أتعلم حرفًا، كنت أختلق الأعذار كي أتغيب عن المدرسة، لم أكن أحتمل
الانضباط بضع ساعات في اليوم، ولا أطيق الجلوس ساعات للمذاكرة يوميًا،
بل أنني حتى الآن، لا أستطيع الالتحاق بعمل فيه التزام بمواعيد وحضور وانصراف.
عرفت من حواري معه، أنه الابن الوحيد بين ست أخوات من البنات،
لذا فإنه كان مدللاً جدًا، وأهله كانوا يخافون عليه، ولا يفرضون عليه أمرًا، ولا
يرفضون له طلبًا، ليس حبًا في ذاته فقط، ولكن أيضًا لأن وجوده، حال دون أن يرث
أعمامه جزءًا من أموال أبيه.
نستخلص من ذلك أمورًا مهمة، أولها: أن الانضباط الذي يتدرب
عليه الطفل منذ الصغر يكون أحد عوامل النجاح في حياته، بل يكون ضابطًا وحاكمًا
لسلوكه، وهذه مهمة الأسرة والمدرسة، فمن معاني كلمة (school): ضَبَطَ، رَوَّضَ، دَرَّبَ، رَبَّي...
ومن المعروف أن المبالغة في تدليل الطفل، يجعله ينفلت من كل
هذه المعاني من آثارها السلبية بقية عمره.
نعود إلى ذلك الأب الذي بالغ في الحرص على ابنه، لأنه سيحفظ
له بعض ممتلكاته، كي لا يرث إخوانه جزءًا منها، نقول له: فما جدوى أن نكسب مالاً،
ونخسر إنسانًا.
تابعونا
على الفيس بوك
مواضيع تهم
الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال
وحكايات معبّرة
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق