قصة وعبرة

السبت، 8 ديسمبر 2012

• إذا كنت امرأة عاملة... فهنيئًا لك ولأطفالك




الأطفال جميعًا وفي جميع المراحل العمرية، سواء كانوا في مرحلة الرضاعة أو الطفولة المبكرة أو الطفولة المتأخرة أو المراهقة، يحتاجون لأشياء معينة من أمهم إن كانت عاملة أو ربة منزل. فما هي الحاجات التي يتطلبها الطفل من أمه، وهل الأم العاملة، على وجه التحديد قادرة على تلبية هذه الحاجات:

الأم السعيدة
الكثير منا لا يعطون للسعادة قدرها، بل الكثيرون أيضًا يعتبرون الشعور بالسعادة نوعًا من الرفاهية، فلنغير مفهومنا، فإذا كنتِ سعيدة بداخلك، فسيظهر هذا الشعور على تصرفاتك مع الأخرين، وسينعكس ذلك على طريقة تعاملهم معك أيضًا، وإذا كنت سعيدة، سيشعر طفلك بذلك، وسينمو شاعرًا بالحب، لإنه تربى في كنف أبوين تملأهما السعادة. فأنت كامرأة عاملة، تتراكم في داخلك هموم وشجون العمل، وتضطرين أن تصبري وتتحملي ما يفوق طاقتك أحيانًا، فهل أنت قادرة أن تعودي إلى البيت سعيدة؟ هل باستطاعتك أن تبدّلي المرأة العاملة بالمرأة الأم على عتبة بيتك؟ لا تقلقي، فالدراسات تؤكد ذلك وتقول أن الأم العاملة عندما تعود إلى بيتها، فإن جميع همومها تتبدد عندما يلوح طيف ابتسامة في وجه طفلها، أو ومضة شوق في عينيه، أو لمسة حنان من يديه... فانعمي بهذا البلسم الرباني، واشكري المولى على نعمه.
المثل الأعلى
أبناؤك بحاجة للمثل الأعلى في حياتهم، خاصة إذا كانوا صغارًا، لأن هذا المثل ينطبع في أذهانهم، أطفالك يحتاجون أن يروك أكثر من أم، فأنت إنسان أيضًا ولديك أحلام وتطلعات وطموحات، وتَسْعَيْن جاهدة إلى تحققيها مهما طال الوقت، المثل الأعلى سيعلّم أبناءك قِيمًا مثل النجاح وتحقيق الذات، سيعلمهم المثابرة والجهاد لإنجاز أهدافهم، وكونك امرأة عاملة، فأنت تقدمين لأطفالك نموذجًا بإستثمار مواهبك خارج المنزل، حين يتابعون نجاحاتك ويتفاخرون بإخلاصك وبسمعتك، ولكن في نفس الوقت يقدرون مجهودك في تأمين حاجيات وطلبات المنزل المادية والمعنوية.
تحمُّل المسئولية والإستقلالية
يحتاج الطفل أن يتعلم تحمل المسؤولية والإستقلال ليساعده ذلك في حياته المستقبلية، أغلبية الأطفال الذين لا تعمل أمهاتهم يعتمدون عليها إعتمادًا كليًا في شؤون المنزل وشؤونهم الخاصة. وحتى لو حاولت أن تكون حازمة معهم وأن تجبرهم على القيام بأعمال منزلية، سيراوغون وسيتراخون في العمل طالما هي موجودة، يصبح الأمر أكثر سهولة مع الام العاملة، فهي تربي أبناءها على أن يتدبروا أمورهم في غيابها، حيث تحرص على تعليمهم المهارات الملائمة لأعمارهم لئلا يتسببون في حوادث منزلية خطرة.
الدعم المادي والإقتصادي
تربية الأبناء أمر مكلف، وكلنا نريد أن نمنح أبناءنا كل شيء، ولكن الموارد المادية تحد من طموحاتنا، بينما الأم العاملة قادرة على سدّ ثغرة النقص تلك، فعندما تعملين تستطيعين أن توفري لطفلك الراحة الإجتماعية والنفسية، والحضانة الجيدة التى ستنمّي وتزوِّد مهاراته العقلية والإجتماعية، وإذا كان الأب والأم يعملان، فستكون هناك فرصة أفضل للطفل للحصول على إحتياجاته الباهظة في مراحله العمرية المختلفه من اللعب أو الأدوات التعليمية.
الوقت المفيد
يحتاج الطفل أن يقضي أكبر وقت ممكن مع أمه، ليشعر بدفء حضنها، ويستأنس بنظراتها، ويستمتع بحنانها، ويحتاج أن تصغي لحديثه وتستمع لمشاكله، وتخرج معه للتسوق والمرح والفرح، ولمتابعته في مدرسته وأنشطته، لذلك فإن العديد من الأمهات العاملات يشعرن بالتقصير تجاه أبنائهن، مما يجعلهن أكثر تجاوبًا مع الأطفال حين يكنّ متواجدات معهم، وأكثر إظهارًا للأمومة، من أجل الاستغلال الأمثل للوقت، وللتعويض عما فات.
     وفي الختام فإن العديد من الأمهات قد يتخذن قرار ترك العمل للعناية بأطفالهن، اعتقادًا منهن أن هذا القرار هو الأنسب للعائلة، قد يكون في ذلك منفعة لواحدة أو أكثر من الأمهات، ولكن ليس بالضرورة أن يكون القرار صائبًا لكل إمرأه. فهناك سيدات يجدن سعادتهن في العمل، بل هنّ منتجات لدرجة أن المجتمع والوطن بحاجة إليهن، لذا فإذا كانت مشاعرك ورغبتك تدفعك للذهاب إلى العمل رغم حاجة أطفالك إليك، فلا تديري آذانك للآخرين، بل اتبعي مشاعرك وهواك، فذلك سيؤدي بك إلى حياة أسعد وأصح نفسيًا وجسديًا، وسينعكس ذلك على أطفالك بدنيًا وسلوكيًا.
... إذا كان لديكم رأي آخر... شاركونا بتعليقاتكم...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق