حلم صغير حلو، مدور، أبيض.
هدهدته... وضممته إلى صدري، لم أرغب في
الاستيقاظ، وددت أن أظل في سريري الدافئ، نائمًا...أحلم لكني شعرت بحلمي
الصغير يرحل عني دون إزعاج.
رحل ليتركني وحدي تمامًا. لم أرغب في رحيله،
لذا قلت له: ابق معي يا حلمي الصغير لكنه رحل.
داعبت أشعة الشمس عينيّ، أغمضتهما بقوة صائحا:
"توقفي
أيتها الشمس، فأنا لا أود الاستيقاظ الآن، أريد أن أنام وأحلم... أحلم"
قالت الشمس: أيمكنني مساعدتك؟
رددتُ: نعم... ساعديني في الإمساك بحلمي
نزعت الشمس شعاعين من أشعتها الذهبية، طوتهما،
صانعة منهما جناحين كبيرين، ألصقتهما فوق ظهري.
رفرفت بجناحيّ محاولاً الطيران، رفرفت، فارتفعا
بقوة.
لمحت حلمي الصغير مختبئًا خلف السحاب... صحتُ:
فلتأتِ عندي أيها الحلم الصغير، ليس بمقدورك أن تختبئ خلف السحاب،
فإنني أيضا أجيد لعبة الغميضة ويمكنني الإمساك بك.
لم يرد عليّ... لكنني سمعت ضحكة صغيرة.
فردتُ جناحيّ الكبيرين وطرتُ عاليًا، عاليًا جدًا
في اتجاه السماء، رأيتُ حلمي الصغير فوق السحاب، أسرعتُ مثل عصفورة
نحوه، لكنه كان أسرع مني في النزول إلى البحر.
صرختُ: انتبه لنفسك.... سوف تبتل.
لم يستمع لكلامي وغاص في الماء.
رأيت حلمي الصغير يلعب مستمتعًا مع الأمواج في
عمق البحر، لكني لم أتمكن من النزول إليه والبحث عنه هناك.. فكرت...
ماذا أفعل؟ ثم خطرت لي فكرة: سوف أصنع من جناحيّ غواصة على شكل سمكة.
ونزلت فعلاً في عمق الماء وانحنيت بغواصتي
متفاديًا قناديل البحر، أما شقائق النعمان وأسماك القرش فكانت فرحة جدًا
برؤيتي داخل غواصتي التي رقصت حولها أفراس البحر وتسبب فضول أسد البحر في التصاق
شواربه بواجهة غواصتي الذهبية.
قلت له: ساعدني في الإمساك بحلمي الصغير، انظر،
إنه يهرب بعيدًا!
رد أسد البحر: حسنا... سوف أساعدك، لكن انتبه
لنفسك جيدًا، لأننا سوف نجري سريعًا جدًا.
ألقيت إليه بشعاع من الشمس، أمسكه جيدًا بين
أسنانه وسحبني للحاق بحلمي الصغير الماكر.
غصتُ معه حتى قاع البحر، وهناك رأينا حيتانا
تتقافز فوق حطام سفينة غارقة، نزلنا مندفعين لكننا لم نحصد شيئا فقد
كان حلمنا أسرع في الإفلات منا.
أوشكتُ على البكاء، لكن أسد البحر قال لي:
- لا تبك... فالماء في قاع البحر مليء بأشياء
مبعثرة وأعشاب وقاذورات، سوف نبحث عنه ونجده فلا تقلق.... انظر.. ها هو
حلمك الصغير يرحل في اتجاه ثقب أسود عند تلك الصخرة.
واتضح ان ذلك الثقب مدخل لمغارة كبيرة تحت
الماء ولحسن الحظ، كانت أشعة الشمس الملتصقة بغواصتي تنير لي قليلا
لكني بعد أن نظرت داخل الثقب، لم أعد مطمئنا، فقد رأيت أشكالا ظلامية وغريبة لا تشبه
حلمي الصغير، أشكال قبيحة، مقززة، أكثر عتمة من الظلام، كان كابوسًا.
صرختُ: أين انت يا حلمي... لا تتركني وحيدًا...
أنا خائف.
لمحته أخيرًا أعلى المغارة مثل شمس صغيرة
دافئة، صعدتُ إليه بهدوء وحين وصلتُ لأعلى المغارة، تعرفت عليه.
ضممته بين يديّ بحنان وكان دافئًا جدًا.
قلت له: إنه وقت الاستيقاظ، فلا تخف، اختبئ خلف
أذني، ولسوف نلعب معًا في الغد.
اختبأ الحلم خلف أذني، بينما وقفت أمي بجوار
سريري توقظني.
احتضنتني قائلة: رائحتك جميلة، تحمل دفء المساء
وعطر الأحلام.
إقرأ
أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق