قصة وعبرة

الاثنين، 1 أبريل 2013

• كيف تربي ابنك على الاستقلالية؟



نحن المربين نسعى إلى تنشئة فرد مستقل بذاته قادر على التكيف والتواصل واتخاذ القرار المناسب في اللحظة الحرجة، ولكن كيف نصل إلى مستوى استقلال الأبناء مع وجود رابط من الاحترام والتقدير والطاعة للوالدين؟

·      أولاً: احترام قراراتهم .. وهذا هو أهم سلوك نمارسه معهم، فنحترم قراراتهم ولا نلغيها، وفي حالة رفض أمر في صالحهم كشرب الدواء مثلاً، فإننا نناقشهم بهذا القرار ونقول لهم لا تشربوه الآن ولكن خلال ساعة اشربوا الدواء، أو كان الطفل يلعب بسيارة صوتها مزعج فنقول له إلعب بها في غرفتك حتى لا تزعجنا، أما إذا كان الابن كبيرًا وواعيًا، ففي هذه الحالة نناقشه بقراراته ونبين له ايجابياتها وسلبياتها من غير أن نستخدم معه أسلوب (إسمع وأطع)، فإن هذا الاسلوب الديكتاتوري يدمر شخصيته ولا يبنيها.
·      ثانيًا: نعطيهم حرية الاختيار... فنترك لهم مساحة الاختيار في الملابس والطعام والأصدقاء والألعاب مع المناقشة والتوجيه في حين كان الاختيار خطأ ويعود عليه بالضرر مثل كثرة أكل الفلفل أو الوجبات السريعة، أما إذا كان الاختيار فيه اختلاف الأذواق وليس فيه ضرر كأن يلبس ملابس غير متناسقة الألوان، فلا بأس أن نعطيه فرصة للتجربة ونشجع تفرده ونحترم ذوقه، وبدلا من أن نملي عليه أوامرنا ونتدخل في تفاصيل حياته فإننا نحاوره ونبين له وجهة نظرنا ونترك له حرية الاختيار ليكتشف النتيجة بنفسه.
·      ثالثًا: التشجيع على الإنجاز... فلو عمل سيارة من ورق، أو ساعد أخاه ليصعد الدرج، أو قرأ قصة وحده، فإننا نشجعه ونثني على إنجازه حتى يزداد عطاءً وعملاً بأفكاره من غير أن يملي عليه أحد، فإن ذلك يدعم تفرد شخصيته واستقلالها فيكون لديه رأي ويكون منجزًا ومعتمدًا على ذاته.
·      رابعًا: التشجيع على التعبير... من أكثر الأخطاء التي نرتكبها عندما نذهب للطبيب ألا نعطي لأبنائنا فرصة التعبير عن مرضهم، ونتحدث نحن نيابة عنهم وكذلك نفعل إذا ذهبنا للمدرسة.. فالتشجيع على التعبير أمام الضيوف والمختصين والأهل مهم جدًا لبناء شخصية مستقلة للأبناء.
·      خامسًا: التعامل المالي... إذا أردنا أن نبني شخصية مستقلة للأبناء فمن المهم أن نعطيهم حرية التصرف المالي، فإذا دخلنا إلى السوق نعطيه مالاً وننظر كيف يتصرف به، وكذلك نعطيهم حرية شراء النواقص بغرفتهم أو حاجاتهم، ونوجههم في حالة الإسراف، أما إذا كانوا في سن المراهقة فنكلفهم أن يعملوا لنا ميزانية بمصروفهم لهذا الصيف ونحدد لهم المبلغ الذي لا ينبغي أن يتجاوزوه.
إن هذه الأساليب الخمسة تدعم مفهوم استقلالية الشخصية واحترام الإنجاز الفردي، ومن يتأمل سيرة النبي الكريم مع الصغار يلاحظ هذا المعنى فقد تربى أسامة بن زيد على يد النبي صلى الله عليه وسلم وعندما كبر وبلغ السابعة عشرة من عمره كلفه بقيادة جيش فيه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، فأي استقلال للشخصية هذه ودعمًا للثقة في القدرات والمواهب.


تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمعلمين والأهالي
حكايات معبرة وقصص للأطفال

هناك تعليق واحد: