دخلت
كرة القدم، وباقي ألعاب الكرة ولو على نحو أقل، حياتنا بشكل كبير،
وقد احتفلت بعض الأندية العربية بمئوياتها، أي مرور قرن على إنشائها، ما يدل على عراقة هذه اللعبة وفنونها في محيطنا.
أصبح مشهد الأمسيات التي تجمع أبناء وبنات الأسرة الواحدة
أمام البطولات
العالمية، وخاصة كأس العالم، والبطولات القارية، ومسابقات أبطال الدوري، من المشاهد الاعتيادية، وقد يكون في الأسرة
الواحدة من يرشح فريقًا، أو يحب سواه أو يشجع
غيره.
ويتبادل الجميع الحديث بعد المباراة عن أسعار اللاعبين،
وموسم الانتقالات،
والإصابات، فضلاً عن الفنيات، والمشكلات، حتى يمكن أن نعد هؤلاء اللاعبين ـ بشكل أو آخر ـ جزءًا من العائلة.
ما يُحْزِن هو أن أغلب الحديث يتركز على الهامشي، مثل: سعر
اللاعب في موسم
الانتقالات، إنذاره غير المستحق من حكم المباراة، وربما علاقاته مع مدربه أو زملائه أو أسرته وأصدقائه. لكن الحكاية هي أعمق
بكثير.
فاللاعب في نادٍ مرموق ـ مثل ريال مدريد أو غريمه برشلونة،
مثل مانشستر
يونايتد أو جاره مانشستر سيتي، مثل أبناء ميلان إيه سي أو الإنتر، لا يصنع من فراغ. الموهبة التي تنطلق على المستطيل
الأخضر لتصنع الأهداف أو تسجلها، ولتحمي عرين
شباكها كذلك، هي موهبة تم صقلها بساعات طويلة من التدريب. مواسم اللاعب قد يصل متوسطها إلى عشر سنوات من النضج والتألق، وهي
السنوات التي تصنع الفارق للاعب، ولكن ما
قبلها وأثناءها عبارة عن عمل شاق من خبراء النادي في كل أمر بدني ونفسي ، واللاعب، لكي يصبح أيقونة.
إنهم يلعبون الكرة، ولكنها لم تصبح لهوًا، بل صناعة
اقتصادية مستقلة، فيها
تصدير للاعبين، وفيها تكريس للانتماء، وفيها اقتصاديات الإعلان والتسويق. فدعونا نشاهد المباراة القادمة بعين أخرى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق