قصة وعبرة

الجمعة، 12 أبريل 2013

• داعب خيال ابنك وارتفع بطموحاته



للطفل خيال عجيب يرى من خلاله ما يشاء وقتما شاء بالكيفية التي يهواها. وربما يدفعه هذا الخيال للكذب غير المتعمد - خاصة في سنينه الخمس الأولى - فنراه يتحدث عن فيل في غرفة النوم، أو عن أسد يطارده. وهذا من جراء الخيال المفرط الذي يمتلك الطفل لا أكثر.

والخيال له مميزات غير محدودة.. وكل اكتشاف أو اختراع نفع الله به البشرية كان في الأصل خيالاً في عقل صاحبه ألح عليه مرارًا؛ وهو ما دعاه لأن يسأل السؤال الخطير: ولم لا؟.
"والخيال عندما نركزه على شيء معين يمنحنا بصيرة نافذة في اكتشاف آفاق ذلك الشيء. وربما كان فقر الخيال من أكثر ما يسبب الإخفاق للأفراد والمؤسسات".
وتستطيع - عزيزي الأب - أن توظف الخيال اللا محدود لدى ولدك في الرقي بطموحاته منذ الصغر؛ بأن تقص عليه قصص الأبطال ومواقف من سير الرجال العظام أهل الصلاح والنجاح، والذين يصلح الاقتداء بهم ومحاكاتهم والاقتباس من أخلاقهم وسلوكهم.
فالمعايشة الدائمة لقصص العظماء تبني في ذهن الصبي عالمه الذي يطمح أن يجد نفسه فيه، ويساعده على إيجاد القدوة المثالية التي يقتدي بها في حياته المستقبلية.
وقد نراه يتخيل أنه أحد عظماء التاريخ.. وهذا التخيل محمود ومطلوب، فهو يولد ميلاً لدى الطفل لهذه الشخصية بمقوماتها، ورويدًا رويدًا ومع الزمن يكون هذا التصور هو عالمه الذي يبحث عنه.
يقول الدكتور عبد الكريم بكار: كانت الأمهات والجدات منذ الجاهلية يعرفن فضل إثارة خيال الصغار، فكن يسردن عليهم قصص البطولة والكرم والإيثار قبل النوم خاصة، حتى تتغلغل تلك المعاني في اللاشعور، وتبدأ عملها المستتر. وكن وهن يهدهدن أسِرَّة الصغار ينشدن الأشعار التي تحمل معاني التفوق والعظمة والغلبة والمجد، كما هو معروف ومشهور.
فلنساعد الطفل منذ الصغر أن يحلم بشيء عظيم، ولنأتِ له بالكتب التي تحكي سير الرجال الذين نبغوا في ذلك الشيء؛ حتى يدخل عالمهم، ويسلك مسالكهم. وبين الفينة والفينة نذكره بما كان يطمح إليه، ونساعده على توفير الظروف التي تمكنه من تحقيق ذلك.
إقرأ أيضًا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق