لا شك أنك تلاحظين الكثير من التغيرات على ابنك او
ابنتك المراهقة لم تعتادي عليها من قبل... في ما يلي خمسة معلومات يجب أن تعرفيها
حول المراهقين تساعدك على فهمهم والتصرّف معهم بأفضل الطّرق.
لماذا يستلقي المراهق بهذه الطريقة؟
نموّ المراهق الذي يقارب الـ25 سم في أقلّ من عامين
هو السبب في استلقائه هكذا، يتعرّض المراهق لضغوطات مهمّة جدا حول عموده الفقري
وفي هذه الحالة فإن عضلاته لا تمنحه القوّة اللاّزمة للجلوس. طريقة الجلوس التي
يتخذها المراهق على الأريكة (بشكل متراخٍ مع مدّ أقدامه على طاولة صغيرة) هي ما
يشكل زاوية جلوس قياسها 127 درجة وهي ما وصفها علماء النفس بالجلسة التي
"تنعدم فيها الجاذبيّة" وبهذه الطّريقة يتخلّص المراهق من الضّغوطات
المرافقة لفترة نموّه.
لماذا ينظر المراهق مرارًا في الثلاجة؟
ابنك المراهق يبحث دائمًا في الثلاجة عن وجبة خفيفة
ليتناولها، أو يتفقد الخزائن مرارًا وتكرارًا بحثا عن البسكويت الذي غالبًا ما تجدين
علبه الفارغة منتشرة هنا وهناك في غرفته؟ فبعض المراهقين يزداد أكلهمفي هذه
الفترة، فإذا كان يأكل أكثر من المعدل فذلك استجابة لحاجة جسمه اليوميّة للسّعرات
الحرارية ليتمكّن من التّعامل مع فترة نموّه على أحسن وجه.
وهنا بعض النّصائح التي قد تكون مفيدة لك: حاولي أن
تحرصي على أن يتجنّب ابنك الأكلات الخفيفة قدر المستطاع. إنّه يحتاج إلى غذاء صحّي
يتناوله على المائدة مع العائلة وليس وحده في غرفته. تأكّدي أن وقت تناول الطّعام
يجري في مناخ جيد حتّى لا يكون ذلك الوقت مصدرًا للتوتّر أو القلق لابنك.
على المائدة، اقترحي عليه أكلات مشبعة ولكن بكمّيات
قليلة في أوانٍ صغيرة. يمكن أن تبدأ الوجبة بسلطة أو شوربة تساعد ابنك على الشبع.
قولي له أيضًا أن يأخذ وقته! الوجبة مع العائلة في جوّ ملائم هي أفضل الحلول.
لماذا يتمرّد المراهق؟
يحتاج المراهق إلى الحوار مع المحيطين به وإلى
تغذية سليمة ليضمن التّوازن في ثلاثة مجالات رئيسيّة هي: الجسم، وتطوير المهارات من
خلال التعلّم، وتطوير اجتماعيته.
بلغ ابنك مرحلة من النّضج يكون من خلالها قادرًا
على الشعور بحاجته إلى الاختلاط بالآخرين، ويشعر أيضًا بأنّ في ذلك تهديدًا لحاجته
للحكم الذاتي. في فترة المراهقة يزداد هذا الشّعور. يخاف المراهق من أن يهجره والداه،
وفي نفس الوقت يخاف من تدخّل والديه في أموره الخاصّة. المراهقة هي مرحلة تأكيد
الإختلاف عن الغير: إذا كان المراهق لديه ما يكفي من الثقة بنفسه، إذا كان واثقاً
من نفسه، فسيسير كل شيء بسلاسة. أما إذا شعر بعدم الأمان كان شعوره بالاعتراف به
وكأنّه تهديد.
لماذا تنخفض نتائج المراهق المدرسيّة باستمرار؟
المراهق الذي يكون في مزاج جيّد غير ملزم على رفض
التعلّيم الذي من شأنه أن يعزّز قدراته. إذا رفض المساعدة فذلك لأنّها بالنّسبة له
تمثل الخضوع.
فكيف يمكنك مساعدته؟ في الواقع، لا تدعيه يرفض
التعليم! خوفه لا يبرّر رفضه للتّعليم لأنّ ذلك يزيد من افتقاره للثقة في نفسه. المراهق
بحاجة لتطوير مهاراته من خلال التّعلّم وإذا رفض ذلك سوف يجد نفسه في طريق مسدود.
يجب علينا أن نقول له أنه لا يتعلّم ليجعلنا سعداء ولكن لا بدّ له من الدراسة لأجل
مستقبله من دون أن يتخلّى طبعًا عن هواياته ويسخّر كامل وقته للدّراسة.
في الواقع، ما يقلق المراهق هو إحساسه بالعجز إزاء
التّغيير عندما لا يكون لديه ما يكفي من الثقة في نفسه. واستجابة لهذا فهو بحاجة
لمهارات تزيده قيمًا جديدة دون أن ينسى تلك التي اكتسبها مسبقًا.
لماذا ينام المراهق كثيرًا؟
في حين كان طفلك يوقظك عند بزوغ الفجر عندما كان
عمره 3 سنوات، ها هو اليوم ينام إلى ساعات متأخّرة من الصّباح.
فهل يعني هذا أن ابنك المراهق كسول؟ ليس بالضرورة، فدماغ
المراهق يخلق خلال نومه اتّصالات جديدة تطلب منه أن ينام لفترة أطول. ولا يقف
الأمر عند هذا الحد، فقد تلاحظين أنه إذا استيقظ في وقت متأخر نادرًا ما ينام
مبكّرًا. ففي الواقع، تأتي المشكلة من
الميلاتونين، هرمون النّوم، الذي يفرز في سنّ المراهقة بعد ساعتين من الوقت
المعتاد... وهذا ما ينتج عنه اضطرابات في دورة نومه. نجد المراهق أحيانًا في حالة
من النّشاط والحيويّة في موعد النوم بينما يكون متعبًا جدًا وقت الاستيقاظ في
الصّباح.
فهاهو يسهر إلى وقت متأخر من اللّيل وهو بذلك لا
يحقّق قسطه الكافي من النوم (عادة ما يلزمه تسع ساعات من النّوم ليكون في ما بعد
بالحيويّة والنّشاط المعتادين). فماذا تفعلين؟
اطلبي منه أن يحدّد موعدًا محددًا للذّهاب إلى
فراشه. ثمّ اقترحي عليه أن يتخلّى عن المشروبات المحتوية على الكافيين في المساء. والمجهودات
التي يقوم بها في المساء مثل مشاهدة التّلفاز، ألعاب الفيديو، والكمبيوتر يفقدونه
إحساسه بالوقت. انصحيه بقراءة كتاب جيّد أو القيام بنشاط هادئ. يمكن له أيضًا أن
يأخذ حمّاما دافئًا فذلك سوف يساعده على النّوم.
وفي الصباح، فإن وجبة الفطور النافعة، تتكوّن من
مشروبات ساخنة، ألبان وفواكه وحبوب تساعده على بداية يوم جديد على أحسن وجه. وعند
عودته من المدرسة عليه أن يتجنّب القيلولة الطويلة فذلك سوف يصعب عليه النّوم في
الليل.
ولكن احذري إن لاحظت إفراطاً حقيقياً في النوم فقد يكون
هذا في بعض الحالات دليلاً على الإكتئاب. فكوني يقظة!
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق