السبت، 6 يوليو 2013

• قصص الأطفال: أمازون يطلب إجازة


          منذُ عدةِ مئاتٍ منَ السنينِ أصبحَ سكانُ الأرضِ يعتمدونَ اعتمادًا كاملًا على «أمازونْ». وبفضلِ إمكاناتِهِ العلميةِ الهائلةِ أصبحتْ حياتهمُ أسهلَ كثيرًا وأكثرَ أمانًا. فمنذُ نهايةِ القرنِ الحادي والعشرين تقريبًا أصبحَ أمازونْ الكمبيوترَ المركزيَّ الذي يعتمدُ عليهِ كلُّ سكانِ الأرضْ.

     لمْ تعد الزلازلُ كوارثَ خطيرةً مفاجئةً مدمرةً، لأن أمازونْ يتنبأُ بها قبلَ وقوعِها بوقتٍ طويلٍ وبكلِ دقةْ. وكذلكَ الأعاصيرُ العنيفةُ والعواصفُ الهوجاءُ وموجاتُ التسونامي الساحقةْ. وهكذا أصبحَ الناسُ يشعرونَ بالأمانِ، وأصبحتْ لديهمُ فرصةٌ كافيةٌ للاحتياطِ لكلِّ هذهِ الكوارثِ مهما كانتْ شِدَّتُها.
          ولذلكَ كلِّه، أصبحتْ تصرفاتُ أمازونْ في الفترةِ الأخيرةِ مثيرةً للاستغرابْ. فمنذُ عامٍ تقريبًا أصدرَ إنذارًا يتنبأُ بوقوعِ زلزالٍ مدمرٍ في القطبِ الجنوبيّْ. وقالَ إن الزلزالَ سيؤديَ إلى تحطمِ ثلوجِ القطبِ وسقوطِها في مياِه المحيطِ، وإن ذلكَ سيؤديَ لارتفاعِ مستوى مياِه البحارِ والمحيطاتِ عدةَ أمتارٍ تكفي لإغراقِ كلِ المدنِ والقرى الساحليةِ في كلِّ مكانٍ على الأرضْ. ولأنَّ كلَ تنبؤاتِ أمازونْ من قبلِ تحققتْ في موعدِها وبكلِّ تفاصيلِها، فقدْ أخذَ الناسُ الإنذارَ بجديةٍ ككلِّ مرةٍ، وهجروا المدنَ والقرى الساحليةَ تاركينَ بيوتَهم وأعمالَهم، ولجأوا إلى الأماكنِ البعيدةِ عن شواطئِ البحارِ والمحيطاتْ. وانتظرَ الناسُ وقوعَ الزلزالِ في الموعدِ المحددِ، ولكنَّ الزلزالَ لمْ يقعْ. وبعد عدةِ أشهرْ أخرى تنبأَ أمازونْ بتسونامي يضربُ الساحلَ الغربيَّ لأمريكا الجنوبيةِ، ثمَّ بموجةٍ شديدةِ الحرارةِ تتسببُ في حريق يدمرُ كلَّ غاباتِ إفريقيا. ولكن أيَّ شيءٍ منْ هذا لمْ يحدثْ في الحقيقةْ.
          واضطربتْ أحوالُ الناسِ اضطرابًا شديدًا بعدَ أنْ فقدوا ثقتَهم في أمازونْ وأصبحوا يشعُرونَ بتوترٍ دائمٍ شديدْ. كما أصبحوا يخشَوْنَ بصفةٍ خاصةٍ منْ أنْ يحدثَ العكسُ، أيْ أنْ يفشلَ أمازونْ في التنبؤِ بكوارثَ حقيقيةٍ يمكنُ أن تقعَ بالفعلْ.
          وتوجَّهَ فريقٌ منْ كبارِ علماءِ الأرضِ ليعقدوا اجتماعًا طارئًا مع أمازونْ في غرفةِ التحكمِ والاتصالِ المباشرِ الكائنةِ في قلبِ الكمبيوترِ الضخمِ لكي يتباحثوا معَهُ في أسبابِ تلكَ المشكلةِ الخطيرةْ. وفي بدايةِ الاجتماعِ فاجأَهُمْ  أمازونْ بسؤالٍ لمْ يخطرْ لهمُ على بالٍ:
          - لماذا يحصلْ الناسُ عندكمُ على إجازاتٍ أسبوعيةٍ وسنويةْ؟
          - لكي يتخلصوا منَ ضغوطِ العملِ، ويجِدِّدوا نشاطَهمُ، ويتمَكَّنوا منَ العودةِ لممارسةِ نشاطِهمُ الطبيعيَّ بعدَ ذلكْ.
          - إذنْ، كيفَ تتصورونَ أنْ أقومَ أنا بعملي لعدةِ مئاتٍ منَ السنينِ دونَ أنْ أقومَ بإجازةٍ ولوْ ليومٍ واحدْ؟
          - ولكنْ..... أنتَ...
          - ستقولُ إنني آلةٌ ولستُ إنسانًا، أليسَ كذلكْ؟ لقدْ تعودتُم على أنْ تأمروني بالقيامِ بكلِّ الأعمالِ نيابةً عنكمُ، لكي أحققَ لكمُ راحةَ البالِ والاطمئنانَ والسعادةْ. فهلْ سألتمْ أنفسَكم يومًا ماذا أريدُ أنا؟ أنا مثلُكم تمامًا، شعرتُ بالإجهادِ والمللِ منَ العملِ المتواصلِ دونَ ارتياحْ، فكانتْ النتيجةُ هي هذا الخللُ الذي أصابني فأصبحتُ أُخطئُ وأتوقعُ أشياءً غير حقيقيةْ.
          - حسنًا حسنًا، ولكنْ ماذا تريدُ الآنْ؟
          - أريدُ إجازةً مثلكم أستريحُ فيها منَ العملِ وأشعرُ ببعضِ الاسترخاءِ، فهلْ هذا كثيرٌ عَلَيَّ؟
 إقرأ أيضًا




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق