قصة وعبرة

الأربعاء، 31 يوليو 2013

• كنت متفوقاً... ماذا حدث لي؟

جاءني طالب يقول: كنتُ متفوقًا في المرحلتين الابتدائية والإعدادية، فلما انتقلت إلى المرحلة الثانوية، حدث ما لم أكن أتوقعه، أصبحت لا أحب المذاكرة، وأجد صعوبة في الجلوس إلى الكتاب، والأكثر من ذلك أنني إذا استذكرت شيئًا أنساه بعد مدة، أنا غير راضٍ عن نفسي، اشعر أنني مقصر في دراستي، كما أنني غير راضٍ عن نفسي بسبب شعوري الشديد بالميل نحو البنات، وأخشى أن أفعل أي شيء لا يرضي الله ورسوله.

فقلت له: أنت عرضت المشكلة والحل، فما أنت فيه الآن بسبب ما طرأ عليك حينما وصلت إلى سن البلوغ، فقد كنت من قبل خالي الذهن، صافي الفكر، تشعر بالرضى والتوازن النفسي، ثم ظهرت لك هذه المشكلة، فصارت تملأ عقلك وتفكيرك ومشاعرك، فلم يبق شيء للدراسة، وبعد أن كانت العلاقة بينك وبين الكتاب علاقة حب، تبدل الأمر وتحول حب الكتاب إلى برود!
أصل المشكلة أنك دخلت مرحلة البلوغ، من غير أن تحيط نفسك بعوامل الأمان، التي تحفظك من الزلل، وتحميك من هذا الصراع الذي تعيش فيه، فالميل نحو البنات أمر طبيعي خلقه الله في الإنسان، ولكن أحاطه بالضوابط التي تحمينا من الخطأ أو الاضطراب.
هذا الميل لا يمكن أن يحدث إلا من خلال الحواس، خاصة النظر، والسمع، ثم تأتي بقية الحواس، فأنت إذا أطلقت العنان لبصرك، تنظر للبنات والنساء كيف تشاء، هذه النظرة ترسل إشارات للمخ، والمخ يرسلها بدوره إلى جسمك، فيحدث شيء من اثنين، إما أن تقع في الحرام وهذه مصيبة كبرى، تؤدي إلى ما هو أكبر منها، وإما أن تشعر بالصراع الداخلي الذي تعيشه الآن، والذي من بين نتائجه، عدم القدرة على أداء واجبك.
إلتزم بما امرك الله  ورسوله، غض بصرك، واحفظ سمعك وجميع جوارحك، فلا تنظر إلى ما يدفعك إلى السوء سواء في النت أو التلفاز أو في الطريق، أو في أي مكان، احرص على أداء الصلوات من الفجر حتى العشاء، واقرأ القرآن، واختر صحبة طيبة من أصدقاء صالحين، حاول بعد ذلك أن تلزم نفسك بالجلوس إلى الكتاب عددًا معينًا من الساعات، ستجد الأمر صعبًا في البداية، ولكن اصبر إلى أن تعتاده.
 إقرأ أيضًا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق