الأحد، 21 يوليو 2013

• حكاية الصابون.. المسلمون أولاً


        تم العثور على أول الخيوط التي تقود لصناعة الصابون خلال عملية تنقيب في آثار بابل القديمة، حيث عثرت بعثة التنقيب عن الآثار على أسطوانات من الفخار عليها كتابات تعود إلى العام 2500 قبل الميلاد تقول إن الشحوم كانت تغلى مع الرماد لصناعة الصابون.
         كما تؤكد الوثائق التاريخية أن قدماء المصريين كانوا يستحمون بانتظام، وتم العثور على وثيقة علمية يعود تاريخها إلى عام 1500 قبل الميلاد تتحدث عن صناعة مادة تنتج من خلط شحوم الحيوانات وزيت السمك وزيوت النباتات مثل زيت جوز الهند، وزيت الزيتون، والنخيل، وفول الصويا، والذرة والأملاح لكي تستخدم في معالجة الأمراض الجلدية وفي الغسيل أيضًا.
          ويصنع الصابون من الناحية الكيميائية، من ملح صوديوم أو بوتاسيوم أحد الأحماض الدهنية ويتشكل من خلال التفاعل بين كل من الدهون والزيوت والقلويات. وكانت عجينة الصابون تمزج بزيوت عطرية طبيعية، ثم يغسل الصابون الناتج عبر مجرى مضاد بمحاليل مالحة، ويتم تلوينه بأكثر من لون ليظهر في أشكال بديعة جذابة، ثم تقطّع عجينة الصابون بشكل مكعّبات متعددة الأحجام، ويعبأ في أوراق جيدة الشكل حتى ترضي ذوق المستهلك وتجذبه.
          وهناك الكثير من الروايات التي تذكر أن صناعة الصابون في نابلس وطرابلس وحلب قديمة قدم شجر الزيتون ويعود تاريخها إلى ما قبل المسيح عليه السلام بآلاف السنين، لكن الحقيقة الواضحة أنه لم يسبق المسلمين أحد في صناعة الصابون والاهتمام بالنظافة، حيث أضافوا عليه عطر الزعتر والورد، في حين نجد أجساد الصليبيين الذين غزوا أرض العرب والمسلمين ظلمًا كانت تفوح روائح كريهة للغاية من أجسادهم، حسبما يقول مسلمو ذلك الزمان، حيث كانت أوربا وقتها مزدحمة بالسكان والرائحة النتنة منتشرة في كل مكان فيها، وكان الناس لا يغسلون ملابسهم خشية أن تتشقق، بينما كانوا لا يستحمون إلا مرة واحدة أو مرتين على الأكثر في السنة.
          والجدير بالذكر أن صابون «الشامبو» أُدخل إلى بريطانيا لأول مرة عن طريق شخص هندي مسلم اسمه محمد باث، والذي عين فيما بعد في بلاط الملكين جورج وويليام الرابع لشئون النظافة. لذلك بريطانيا تدين للعالم الإسلامي بمعرفة الحمامات النظيفة، وأن تسمية "bath room" ترجع إلى المسلم «محمد باث» الذي دخل بريطانيا بين القرنين السابع عشر والثامن عشر ونقل إليها إبداع المسلمين في بناء الحمامات، حيث تعرفوا على «الشامبو» من خلال هذه الحمامات.
          يروي بعض الرحالة أن أوربا عرفت الصابون العربي منذ أكثر من ألف سنة، وذلك خلال الاحتلال الصليبي للمنطقة العربية، ويروي المؤرخون أن جنود وضباط الجيوش الصليبية كانوا يأخذون الصابون كهدايا معهم لعائلاتهم وأقربائهم وأصحابهم وأسيادهم من المسئولين.
          وعلى مدار السنين المختلفة أصبح وجود الصابون الطرابلسي والنابلسي والحلبي حاجة رئيسية في السوق الأوربي لابد منها للتعطير، أو لعلاج بعض المشكلات الجلدية الشائعة عندهم مثل الأكزيما الصدفية والحساسية وغيرها من الأمراض.
 إقرأ أيضًا





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق