قصة وعبرة

الاثنين، 4 نوفمبر 2013

• مراهقون على خط النت.. كيف نحمي أولادنا وحياتنا الخاصة


الإنترنت.. فوائد، مخاطر، محاذير، وإدمان
  التكنولوجيا لا تقف عند حدّ، وفي كل يوم تطالعنا بالجديد، وهناك أنواع من الاختراعات تصل إلى فئة معينة ولا تصل إلى فئات إخرى لسبب أو لآخر، لكن الإنترنت قد غزا العالم وبسرعة فائقة، لدرجة أنه من الصعوبة أن تجد من لم يتعامل به، أو من لم يستفد من خدماته، فما هي فوائد الإنترنت؟ وما هي مضاره؟ وكيف نحمي أنفسنا وأطفالنا منه؟

  لمحة عن الجانب الجيد للإنترنت
  الإنترنت سهل الاستخدام بحيث يتمكن الصغير والكبير من التعامل مع، وهو يضمن لنا الحصول على ما نريد بشكل سريع ومقنع، إذ يوفر مصدرًا للمعلومات القيمة، ويشكل وسيلة اتصال تفاعلية متوفرة على مدار 24 ساعة يوميًا، كما يقلل من تكاليف إنجاز الأعمال التجارية ويسهل التواصل الدولي بين مختلف  الأعمال التجارية، وهو وسيلة للتجديد والترفيه والتسوق والتعلم، يساعد الناس على التواصل الدائم، ويعزز التواصل فيما بين أفراد العائلة التي يعيش فيها الأطفال بعيدًا عن الأهل، وفيما بين الأجداد وأحفادهم، كما يعزز التواصل بين الإخوة، ويسهل العلاقات الصعبة لعلاقة الأزواج المطلقين ببعضهم، ويصل بين الناس الذين لم يكونوا قد تعرفوا على بعضهم لولا وجود الإنترنت، ويسهل التواصل عندما يكون اللقاء صعبًا كما في حالة المحاضرين وتلامذتهم، بل ويقلل من عزلة جماعات معينة.
  نظرة على الجانب السيء للإنترنت
  وللإنترنت جوانب سيئة، فهو ليس له قواعد إرشادية عالمية تهدف إلى ضبط سلوك مستخدميه، وقد يساء فهم الكلمات المكتوبة والمرسلة عبره أثناء التواصل مما يؤدي إلى نزاعات وخلافات بين المقربين من البشر، والإنترنت يُدخل المواد الإباحية البديئة إلى مختلف الأمكنة والبيوت عن قصد أو غير قصد مما يتسبب بنتائج وخيمة خاصة عند وصولها للصغار، وهو بحكم وجوده في المكاتب والشركات يقلل من مستوى إنتاجية مكان العمل بسبب استخدام الموظفين المفرط للإنترنت لأغراض شخصية، وبما أن الإنترنت مفتوح لاستقبال المعلومات من أي كان، فإنه قد يتسبب في أخطاء متنوعة بسبب عدم صحة بعض المعلومات التي يوفرها، لعدم مراجعتها ومراقبتها من أية جهة كانت، وهو يهدد العلاقات العاطفية الجدية من خلال تعرف أحد طرفي العلاقة على شخص آخر من خلال النت، وهناك الكثير من الصعوبات التي يواجهها مستخدموه من العازبين الذين يلتقون بآخرين عبر النت، وكثيرًا ما يفشل المراهقون أثناء استخدامهم للنت في اتباع قواعد السلوك السليم المتبعة عادة في الحياة الحقيقية، كما تغدو السيطرة أصعب على ما يصل للأولاد من معلومات عند استخدامهم للنت، وأحيانًا كثيرة يسبب النت التراجع في مستوى المهارات الاجتماعية وخاصة الصغار والمراهقين، مما يسمح بالهروب السلبي من المواقف والتفاعلات الاجتماعية التي تحدث في الحياة الحقيقية، ويقضي الشخص أثناء استخدام النت وقتا طويلاً بعيدًا عن العائلة والأصدقاء، مما يؤدي إلى إهمال الأسرة أو إهمال واجبات أخرى مطلوبة من الفرد، وقد يصعب على بعض مستخدميه أن يضعوا لأنفسهم قواعد تضبط استخدامهم له، بحيث ينعزلون  عاطفيًا وجسديًا عمن حولهم مما يفقدهم التفاعل مع محيطهم، مثل حالات الإدمان عبر النت على الفيس بوك، وعلى التسوق واستخدام المواقع الإباحية، وعلى المقامرة والمراهنات.  
  لمحة عن الجانب البشع للإنترنت
  هناك مواد على الإنترنت قد تكون مباحة للكبار ولكنها محظورة على الصغار والأطفال، فكثير من الأفلام والمشاهد الإباحية قد يسهل وصولها للأطفال، وهذه بحد ذاتها تمثل أحد الجوانب البشعة للإنترنت، إضافة إلى مواقع الكراهية التي تحرض ضد العنصرية وتنادي بالتعصب العرقي والقومي وغيرها، كذلك المواقع التي تكاد تمثل أديانًا جديدة وتدعو إليها أو تتعرض بالإهانات للاديان الأخرى وتعمل على إثارة النعرات الدينية والطائفية، ناهيك عن الجرائم عبر الإنترنت، والاعتداءات الجنسية والملاحقات المزعجة والمطاردة خلسة وجرائم القتل التي يسبقها تعارف عبر الإنترنت.
  التأثيرات الناجمة عن قضاء وقت طويل على خط النت
  أن معدل ما يقضيه الكثيرون على الإنترنت يفوق المعدل المسموح به وذلك يؤدي إلى نتائج غير محمودة، فهو يحد من العلاقات الاجتماعية التي يفترض بالمراهق العمل على تقويتها، ويقلل من ثقته بنفسه عند لقائه بالآخرين وجهًا لوجه،  ويدخله في عزلة قد تؤدي إلى شعوره بالقلق والكآبة، ويؤدي إلى الخمول الذي قد يتسبب للمراهق بمشاكل نفسية وجسدية كالاكتئاب والسمنة، ويقلل من الحوافز التي تدفع المراهق عادة إلى اللقاء خارج خط النت، ويضعه تحت وطأة ضغط متزايد من أقرانه المنتشرين حول العالم، كما يزيد من احتمال وصول المواد غير المناسبة (عبر النت) إليه.
  تدابير الحماية الضرورية   
  من هنا كان على الأهل أن يقوموا بتدابير الحماية المناسبة للحد من تأثير الإنترنت على أبنائهم المراهقين، ومنها أن يضعوا الكومبيوترات والموبايلات خارج غرف نوم أولادهم، وأن يناقشوا قيم العائلة ومعتقداتها مع أولادهم، وأن يطبقوا قواعد استخدام النت على جميع أفراد العائلة، لأن الأب يعتبر قدوة لابنه فلا يصح أن يمنع ابنه عن الإنترنت بينما يقضي هو الساعات الطويلة منشغلاً به، وعلى الأهل أن يزوروا المواقع وغرف التشات من وقت لآخر مع أولادهم، وأن يعلموا أولادهم الطريقة الصحيحة التي يستخدمون فيها الإنترنت، وأن يشجعوهم على البوح بأي شيء يزعجهم، كما يفترض بالأهل أن يتعلموا التكنولوجيا الحديثة ويملأوا الفجوة بينهم وبين أولادهم. ومن المهم أن يتعرف الأهل على القواعد السلوكية لاستخدام النت الذي وضعها أهل رفاق أولادهم كي يطبقوها على أبنائهم.
  قواعد أساسية تزيد من حماية المراهقين
  على الأهل أن يعلموا أولادهم أن لا يعطوا أسماءهم الحقيقية أو أية معلومات شخصية لأي شخص غريب يتعرفون عليه عبر النت، وأن لا يلتقوا وجهًا لوجه بأي شخص قد يتعرفون عليه عبر التشاتنغ، أو يرسلوا إليه صورهم، كما على الأهل أن يوطدوا الثقة مع أبنائهم كي يستشيرهم الأبناء قبل أن يتحدثوا عبر الهاتف أو السكايب أو الفايبر إلي أي شخص يتعرفون عليه عبر النت، وأن لا يرسلوا أي إيميل فيه معلومات تسيء إلى شخص معين وأن لا يساهموا في نشر الشائعات أو التنمر عبر الإنترنت.
  هل يؤثر استخدام النت على حياتكم؟
  لا شك أن كلاً منكم يستخدم النت، وأعتقد أن لا غنى عنه في حياتكم المهنية والخاصة، وإليكم بعض الأسئلة، وعليكم الإجابة عنها بأمانة، فإذا كانت الإجابة على أي منها "نعم" تكون لديكم مشكلة مع الإنترنت في هذه الناحية.
·      هل أبدى لكم فرد من عائلتكم أي انزعاج حول استخدامكم للنت؟
·      هل نسيتم أو كدتم تنسون الذهاب إلى لقاء مهم بسبب انشغالكم باستخدام النت؟
·      هل أعدتم جدولة برنامجكم اليومي لكي تتمكنوا من استخدام الإنترنت؟
·      هل غيرتم أوقات نومكم بشكل يتناسب مع استخدامكم للنت؟
·      هل تأخرتم في إحدى المرات عن العمل او المدرسة بسبب استخدامكم للإنترنت حتى ساعة متأخرة من الليل؟
·      هل يحدث معكم أحيانًا أن تنووا الخروج من خط النت، ولكنكم لا تخرجون منه بل تستمرون في استخدامه لمزيد من الوقت؟
·      هل تفضلون استخدام الإنترنت عوضًا عن الخروج من البيت للهو والاستجمام؟
·      عندما تكونون في المدرسة أو مكان عملكم، هل تستخدمون النت في السر لفترات طويلة وبدواع شخصية؟
  الإشارات التحذيرية الدالة على وجود مشكلة في علاقتكم مع النت
·      تفكرون طويلا (وأنتم خارج النت) في النشاطات التي تقومون بها على خط النت.
·      تشعرون بالحاجة إلى استخدام النت لفترات طويلة كل يوم.
·      عبّر لكم أحد الأشخاص المقربين منكم عن قلقه حيال علاقتكم بالنت.
·      تشعرون "بالحاجة" إلى التواصل مع أشخاص معينين عبر النت.
·      تشعرون بالوحدة أو تشعرون بالغيرة على أصدقائكم إذا لم تتمكنوا من مشاركتهم بالتشات.
·      حاولتم التواصل عبر الهاتف مثلا مع أشخاص كنتم قد تعرفتم إليهم عبر النت.
·      تكذبون على عائلتكم أو أصدقائكم بشأن ما تقومون به على خط النت أو بشأن الفترات الطويلة التي تستخدمونه فيها.
·      أثر استخدام النت على علاقاتكم أو على دراستكم أو عملكم.
·      تنفقون الكثير من المال على مشترياتكم عبر النت.
·      تستخدمون الإنترنت لشؤونكم الشخصية بشكل متكرر أثناء وجودكم في المدرسة أو الجامعة أو العمل.
·      تشعرون بالندم عل تصرف معين قمتم به على خط النت، لأن هذا التصرف يتناقض مع مبادئكم الأخلاقية.
  وهكذا نري أن الأنترنت كسائر وسائط التكنولوجيا له وجهان، الإيجابي والسلبي، فلا يصح أن نمتنع أو نمنع أولادنا عنه بسبب سلبياته، ولكن الأصح أن نحصّن أنفسنا ونحصن أولادنا من سوء استخدامه كي يتسنى لنا الاستفادة من مزاياه التي لا تحصى.
 تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمعلمين والأهالي
حكايات معبرة وقصص للأطفال
إقرأ أيضًا



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق