قصة وعبرة

السبت، 3 أكتوبر 2015

• المدرسة والصحة النفسية لأطفالنا

تُعتبر المدرسة المؤسسة الاجتماعية التي تلي الأسرة مباشرة في أهميتها وتأثيرها على الصحة النفسية ودرجة توافق الأبناء نفسيًّا واجتماعيًّا، خاصة أن الأسرة في العصر الحديث لا تُتيح لها إمكانياتُها وظروف الآباء فيها أن تضطلع بجميع المهام التي كانت تضطلع بها قديمًا عندما كانت الحياة بسيطة ومُتطلباتها محدودة، فالمدرسة هي الوسط الذي ينمو فيه التلاميذ خارج الأسرة ويُمضون فيه أغلب يومِهم.

 ولذلك؛ فالمدرسة ليست مجرد مكان يتم فيه تعلم المهارات الأكاديمية والعلمية، وإنما هي مجتمع مُصغَّر يتفاعل فيه الأعضاء ويؤثِّر بعضهم في البعض الآخَر، وإذا كانت أسس الصحة النفسية للفرد تبدأ في البيت خلال السنوات التكوينية الأولى لحياة الطفل مع أسرته، إلا أن المدرسة تظل رغم ذلك ذات أثر تكويني هام في حياة الطفل وشخصيته لا يكاد يقلُّ عن أثر البيت؛ ذلك أن المفهوم الحديث للمدرسة لا يقتصر على مجرد كونها مكانًا يتزود الطفل فيه بالمعرفة وحسب، بل مجال تتفتَّح فيه شخصيته وترقى في جوِّه إمكانياته وتنمو فاعليته في المجتمع،
وهي بذلك ذات رسالة تربوية تهدف إلى ما هو أشمل من مجرد التعليم وتحصيل المعرفة، ومن أهم أهداف هذه الرسالة تكوين الشخصية المتكامِلة للتلميذ وإعداده ليكون مواطنًا صالحًا، ورعاية نموه البدني والذهني والوجداني والاجتماعي في آنٍ واحد معًا.
 فإذا وُفِّقت المدرسة في تحقيق رسالتها على هذا النحو، فقد وُفِّقت في أن تكفل لأبنائها خير الأجواء ملاءمة لصحة نفوسهم، والتي تتمثَّل أهم مؤشراتها في: قدرتهم على التوافق الداخلي بين دوافعهم المختلفة، وفي التوافق الخارجي في علاقاتهم ببيئتهم المحيطة، بما فيها ومَن فيها من موضوعات وأشخاص.
 أولاً: دور المدرسة ككل في تحقيق الصحة النفسية للتلاميذ:
لا تقلُّ جماعة المدرسة أهميةً عن جماعة الأسرة؛ إذ تتولى الجماعة المدرسية تنمية المهارات التي اكتسبت ووضعت بذورها الأولى في الأسرة بصورة عِلمية سليمة، ففي المدرسة تتكون الصداقات بين التلاميذ بعضهم البعض من خلال عملية التفاعل الاجتماعي التي تتولَّد عن الأنشطة المدرسية المختلفة، ويلعب التفاعل الاجتماعي الدراسي الناتج عن نشاط الجماعة دورًا في تنمية تفكير التلميذ، وفي مَقدرته على حل المشكلات والصعوبات التي تَعترِضه في حياته اليومية، والتلميذ يشعر من خلال مشاركته في النشاط المدرسي بتحمُّل المسؤولية وقيامه بها، وبتحقيقه لمكانته الاجتماعية، وفي جماعة الفصل يتعلم الكثير عن نفسه وعن زملائه، متمثِّلاً ذلك في القيم والمعايير الاجتماعية.
 وليست المدرسة التي تستطيع تحقيق هذه الأهداف مجموعة من التلاميذ في بناءٍ يَحتويهم جماعات، وفناء يُتيح لهم قدرًا من الحركة فحسب، ولكنها أولاً وقبل كل شيء ألوان من العلاقات الحية المُتشابكة، تَشترِك فيها بكيانها المادي وجوِّها المعنوي، وأعضاء الهيئة التربوية وتلاميذها معًا، ومُستهدِفة آخرَ الأمر تنشئةَ جيل سليم صحيح النفس، تعلَّم أفراده كيف يحبون وكيف يعملون للنجاح، وكيف يقابلون الفشل، وكيف يحاولون التوافق من جديد ويُقبِلون على الحياة بأمل وحماس.
 وهكذا فإن المدرسة تُعتبَر مرحلة من المراحل التي تؤثِّر تأثيرًا رئيسيًّا في تكوين الفرد تكوينًا نفسيًّا واجتماعيًّا، وكذلك في تطوير ونمو شخصيته، كما أنها تمثِّل حلقة الوصل بين البيئة الأولى للطفل، وهي الأسرة، وبين مجتمعه الكبير الذي سوف يضطلع فيه بمسؤولياته ويقوم بما عليه من أدوار وواجبات؛ ولهذا فكلما كانت الأهداف التربوية للمَدرسة واضحة وسليمة، كانت أكثر فاعلية في تشكيل الأبناء وتكيُّفهم مع أنفسهم ومجتمعاتهم.
إن المدرسة بوسعها أن تُسهِم على نحو عظيمِ القيمة في دعم الصحة النفسية لتلاميذها، وذلك إذا تمَّ مُراعاة النقاط التالية بدقة، وهي من المقومات الرئيسية لقيام المدرسة بدورها في تحقيق التكيُّف والاستقرار النفسي للتلاميذ:
1)   تقديم خدمات صحية جيدة وكاملة؛ لأن توفير الصحة للتلميذ في هذه السن يَدعم شعوره بالثقة بالنفس والاطمئنان على العالَم الذي يعيش فيه.
2)   أن يكون المنهج الدراسي مرنًا يُتيح للنشاط الذهني قدرًا كبيرًا من الحرية والاختيار، فأغلب حالات التأخر الدراسي مصدرها منهج دراسي أو مدرس أثار في نفس التلميذ الشعور بالصدِّ والكراهية والضجر، ويجب أن تكون المناهج لها معنى ووظيفة بالنسبة للتلميذ، وأن تُراعي حاجاته واستعداداته الفردية.
3)   توفير الفرص المتعدِّدة التي تُتيحها المدرسة لمُعاونة تلاميذها على النمو الاجتماعي، وعلى إشباع حاجاتهم إلى المساهمة مع الغير وإلى تكوين علاقات خارج نِطاق الأسرة، فيجب أن تعمل المدرسة على تخليص الطفل من التمركُز حول ذاته؛ بمُساعدته على تكوين العلاقات مع زملائه ومدرسيه، والتعاون مع الآخَرين في المدرسة.
4)   القيام بأوجه النشاط المدرسي المختلفة التي تُعينه على حفظ التوازن بين مختلف القيم والمستويات؛ بما تؤكِّده من فُرَص لتلبية حاجة الطفل إلى المكانة والقَبول والإبداع، والتعبير عن الذات، وتنمية المهارات؛ مما يَنعكِس آخِر الأمر على شخصية التلميذ وصحته البدنية والنفسية معًا.
5)   مُراعاة المواصفات الخاصة في المباني الدراسية وهندستها، فالمدرسة يجب أن تُبنى لتكون مدرسة، وأن يُراعى في تصميمها أن تَفي باحتياجات التلاميذ من الخدمات الصحية والنفسية والاجتماعية والثقافية والترويحية، لا أن تَقتصِر على غرف الدراسة ومكاتب المدرسين والإداريين فقط، فللمكان أثر غير مباشر على الموجودين فيه؛ ولذلك فإن كل جهد يُبذَل لجعل المدرسة مكانًا جميلاً ومحببًا إلى النفس هو جهد في سبيل توفير رضا التلاميذ والعاملين بالمدرسة، ودعم صحتهم النفسية وزيادة إنتاجهم.
6)   مراعاة ألا يكون النظام في المدرسة نظامًا تسلطيًّا، وألا يُحيط المدرسون أنفسهم بأسباب الرهبة ليَنالوا الطاعة، فالعلاقات الإنسانية في المدرسة إذا كانت تسودها السماحة والودُّ بين المدرسين وبعضهم البعض وبينهم وبين تلاميذهم، ينعكس ذلك على التلاميذ فنراهم متآخين مُتعاونين، وتُصبِح المدرسة مجتمعًا صغيرًا نشيطًا يشدُّ أفراده جميعًا إليه؛ بفضل ما يسوده من علاقات إنسانية مشبعة، وما يُتيحه لأفراده من فرص التعبير عن أنفسهم وفرص الإبداع والتحقيق.
7)   يجب أن تدعم المدرسة فرص النجاح للتلميذ؛ حتى يَشعر بالاطمئنان على قدرته على التعلم، وهو شرط أساسي من شروط التكيُّف السليم، فلا بد في السنوات الأولى من حياة الفرد أن ترجح كفة النجاح في خبرات الطفل، ويجب على المُعلِّم أن يعمل على أن يكون فشل الأطفال العرَضي في التعليم أمرًا غير شامل، وأن يكون حافزًا لهم على بذل الجهد الذي يؤدي إلى النجاح في النهاية، ويجب أن يُطبَّق في المدرسة مبدأ (التعلُّم بالعمل)؛ أي أن يكون موقف التلميذ إيجابيًّا من عملية التعلم، مشاركًا فيها، ولا يكتفي بعملية التلقي السلبي من المعلمين.
8)   يجب على المدرسة الاهتمام بتنمية الدوافع الدينية والأخلاقية لدى التلاميذ؛ من خلال تدعيم عقيدة التوحيد بداخلهم، وحثهم على التحلي بالأخلاق الإسلامية، والالتزام بها في سلوكياتهم اليومية وتعاملاتهم الحياتية؛ حتى ينشأ التلاميذ على حبِّ الدين والتمسُّك بتعاليمه والفَخر بشعائره
ثانيًا - دور المعلم في تحقيق الصحة النفسية للتلاميذ:
يُعتبَر المعلم محور العملية التعليمية، وأهمَّ شخصية في حياة التلميذ بعد والدَيه، فهو حجر الزاوية في العملية التعليمية كلها، وعليه يقع العبْء الأكبر في تحقيق الصحة النفسية لأبنائنا في المدرسة، فعندما يَلتحِق التلميذ بالمدرسة لأول مرة يُصبح المدرس في العديد من الأحوال ثالث الأشخاص الراشدين بعد الأب والأم في التأثير على مجرى حياته، ويُصبح المدرس هو الممثِّل الجديد للسلطة في نظر الطفل، ويعزِّز هذا الدورَ أن المدرس يقضي مع تلاميذه ساعات طويلة في الصفوف الدراسية الأولى، وأن التلميذ ينظر إلى معلمه باعتباره أكبر منه سنًّا، وأعلى منزلة، وأكثر معرفة، وأقوى جسمًا، كما تلعب الآليات اللاشعورية دورها في التوحيد بين المدرس وبين الأب أو الأم (حسب الحالة) في ذهن التلميذ، فيتجه التلميذ إلى المدرس باعتباره بديلاً للأب أو الأم، وباعتباره مثلاً أعلى.
وإذا كان دور المعلم على هذه الدرجة من الأهمية، فإنه ينبغي أن يُعَدَّ بحيث يستطيع النهوض بدوره التربوي على خير وجه؛ وذلك لأنه يمثِّل سلطة قوية الأثر في نفوس التلاميذ، مُستمَدة من الأدوار المتعدِّدة التي بوسعه القيام بها، فهو أولاً وقبل كل شيء يقوم بدور الأب، ثم دور المُشرِف، ودور الخبير، والعالم والصديق، والموجه والمعالج، وتختلف أهمية الدور الذي يقوم به المدرس في نفوس تلاميذه وفقًا لشخصيته من ناحية، والتلاميذ الذين يتعامل معهم من ناحية أخرى.
ويُمكن إيجاز دور المعلم في تحقيق التوافق النفسي والاجتماعي للتلاميذ فيما يلي:
1)   إشباع حاجات التلاميذ العَقلية والمعرفية والانفعالية، واحترام ميولهم واتجاهاتهم.
2)   العمل على تغيير اتجاهات التلاميذ وتَعديلها إلى الأفضل، ومُساعدتهم على تنمية مواهبهم وقدراتهم وميولهم، وجوانب شخصيتهم الجسمية والعقلية والانفعالية.
3)   تدعيم السلوك المرغوب فيه والذي يتمشى مع قيم المجتمع وثقافته، والعمل على تعديل السلوك غير المرغوب فيه؛ من خلال تقوية الوازع الديني والأخلاقي في نفوس التلاميذ، وتشجيعهم على الالتزام بتعاليم الإسلام في جميع سلوكياتهم الشخصية والاجتماعية.
4)   تشجيع التلاميذ على النجاح والإنجاز، وتجنيبهم الفشل بقدر المستطاع لتخليصهم من مشاعر العجز والدونية.
5)   استخدام التعزيز الإيجابي أكثر من ممارسة أي نوع من العقاب، مع عدم الإكثار من النقد؛ بل إظهار المدح والاستحسان كلما أمكن ذلك.
6)   إكساب التلاميذ اتجاهات إيجابية نحو المَدرسة والتعليم والعمل والمجتمع، والعمل على جعل جوِّ المدرسة والفصل جوًّا محببًا للطفل، يَسوده الحب والمشاركة الوجدانية والحرية في التعبير وإشباع الدوافع النفسية والاجتماعية.
7)   التعرف على شخصيات التلاميذ والفروق الفردية بينهم، ومراعاة الخصائص العامة لمرحلة نموهم، ودراسة المشاكل النفسية والاجتماعية التي يَمرُّون بها؛ لمعرفة أسبابها والعمل على علاجها بالتعاون مع المنزل والمختص الاجتماعي والنفسي وإدارة المدرسة، وبذلك يتحقق له النجاح في القيام بعملية التربية والتعليم.
8)   التوجيه والإرشاد التربوي بصورة مُستمرة للتصحيح الفوري للأخطاء السلوكية التي يقع فيها التلاميذ، ولوقايتهم من الاضطراب أو الانحراف.
9)   القُدرة على التعرُّف المُبكِّر على حالات سوء التوافق بين التلاميذ، وطرق تشخيصها وعلاجها مبكرًا قبل استفحالها، ومعاونة التلاميذ على تحقيق أكبر قدر ممكن من التوافق والنضج الانفعالي.
ولكي يستطيع المعلم تحقيق هذه الأهداف والقيام بهذه الأدوار؛ يجب أن يكون هو نفسه متزنًا خاليًا من عوامل القلق وعدم الطمأنينة، مؤمنًا برسالته التربوية، وقد يَقتضي ذلك إعادة النظر في مناهج إعداد المعلم على نحو يجعلها عنصرًا فعالاً في مساعدة المعلم على فهم دوافع السلوك ومُشكلاته، وعلى معالجة الانحرافات الصغيرة في بدايتها.
ويجب أيضًا أن تتوفَّر في المعلم السمات الشخصية المساعِدة على نجاح دوره كمُعلِّم؛ مثل القدرة على القيادة، والثبات الانفِعالي النسبي، والقُدرة على تقبُّل الآخَرين والتفاعل معهم، وإقامة علاقات طيبة مع تلاميذه، تقوم على التعاطُف والاحترام المتبادل، والقدرة على الحوار والتوجيه، مع التمتُّع بالقدرة على التسامح والمشاركة الوجدانية.
ويَنبغي أيضًا ألا تَعتمِد سلطة المعلم على القوة والسيطرة أساسًا في ضبط التلاميذ وتوجيههم، وإنما على مَهارة المعلم في إقامة علاقة طيبة مُثمرة مع تلاميذه، وعلى استخدام هذه العلاقة في الوصول بالعملية التربوية إلى تحقيق خير أهدافها، فقد أكَّدت العديد من الدراسات النفسية أن المعلم المُسيطر يؤثِّر تأثيرًا سلبيًّا على التوافُق الجيد للتلاميذ، بينما يُساعد المعلم المتسامِح على التوافق الجيد للتلاميذ، كما أكَّدت أيضًا أن التلاميذ الذين تعلموا على أيدي معلمين مُتسامحين سلكوا سلوكًا أكثر تكاملاً عند مقارنتهم بالأطفال الذين تعلموا على يد مُعلمين أكثر سَيطرةً، كما أظهروا تصرُّفات تتَّسم بالتلقائية والمبادأة والاتجاهات الاجتماعية البنَّاءة في اتصالاتهم بغيرهم، وذلك بدرجة أكبر من المجموعة الأخرى.
ومن هنا يمكن القول:
إن مدى تحقيق التوافق النفسي للتلاميذ في المدرسة يَعتمِد إلى حدٍّ كبير على مدى تمتُّع مُعلميهم بالصحة النفسية، وعلى ذلك فإنه يجب مُراعاة بعض الأمور التي يجب توافُرها في المُعلِّم، أو تحقيقها له؛ حتى يُمكنه القيام بدوره على أكمل وجه، والتي يُمكِن تلخيصها في النقاط التالية:
1)   إصلاح أحوال المُعلم المادية والاجتماعية؛ حتى يتحقَّق له الاستقرار النفسي والاجتماعي، ويَشعر بقيمته في المُجتمع، ويَزداد إيمانه بدوره وعمله، فإذا صلح حال المعلم، صلح بالتالي حال الأجيال التي يتعهَّد بتربيتها.
2)   إعداد المُعلِّم إعدادًا جيدًا وسليمًا يساعد على النهوض بالعملية التربوية ككل.
3)   تحقيق الصحة النفسية للمعلم؛ بالعمل على حلِّ مشاكله النفسية والاجتماعية؛ حتى يَشعر بالطمأنينة والثقة بالنفس، وضرورة إعطائه الحرية الكاملة في إبداء الرأي والمناقَشة.
4)   أن يكون المُعلم ممن يُحبون العمل مع الصغار ويتفهَّمون أساليب مخاطبتهم والعمل معهم، مؤمنًا بالقيمة الإنسانية لكل تلميذ، وأن يحاول أن يكون صديقًا للجميع، وأن يتقبَّل كل تلميذ على ما هو عليه، وأن يكون شعوره نحوه هو أن هذا التلميذ إنسان يستحق أن يعرفه
5)   أن يكون المعلم على درجة كبيرة من المرونة، وألا تختلف شخصيته داخل الفصل عنها كثيرًا خارج الفصل، ولا يطغى على سلوكه الخوفُ الدائم من فقده لهيبته وسلطانه لو أنه تبسَّط مع التلاميذ.
6)   أن يكون مدركًا للنزعة الاستقلالية لتلاميذه، خاصة المُراهقين، فلا يُسيء تفسير سلوكهم التحرُّري وبعض تَصرُّفاتهم التي تستثيرها هذه النزعة، ويجب ألا يتصوَّر أن تلاميذه يتَحدَّونه شخصيًّا بهذه التصرُّفات، بل إنهم فحسب يَجتازون فترة انتقالية يؤكِّدون فيها ذواتهم، ويسعَون إلى تقليد النماذج السلوكية للكِبار.
7)   وأخيرًا أن يَبتعِد المعلم عن السلوكيات التي تضرُّ بالصحة النفسية لتلاميذه؛ مثل: الاستهزاء ببعض التلاميذ والزراية بهم، أو البُخل بالمادة العِلمية كأنه يمنُّ بها عليهم، أو إشاعة روح المنافسة الضارة بينهم، أو الإسراف في تَمجيد بعض التلاميذ لتفوقهم الدراسي مما يترتَّب عليه أحيانًا اعتزال مجموعة الفصل لهؤلاء التلاميذ، أو التحيُّز الواضح لبعض التلاميذ ومنحهم امتيازات خاصة عن غيرهم، أو المبالغة في فرض النفوذ واستخدام السلطة داخل الفصل، أو المبالغة في تكليف التلاميذ بالواجبات المنزلية؛ مما يَعوق قيام مناخ اجتماعي إنساني في المدرسة.
فإذا ما تمَّ مُراعاة هذه العوامل المطلوب تحقيقها للمعلم، والمطلوب تحقُّقها فيه، أمكنه القيام بدوره الفَعال في العملية التربوية، والإسهام بفاعلية في تحقيق الاستقرار والصحة النفسية للتلاميذ.


تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمعلمين والأهالي
حكايات معبرة وقصص للأطفال

إقرأ أيضًا      
      

للمزيد

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات


أيضًا وأيضًا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق