نحن
نختار أن نصوم لعدة أسباب مثل خسارة الوزن أو التخلص من السموم أو الصيام كجزء من
المعتقدات الدينية والروحانية. أيًا كان السبب وراء صيامك فقد يتسم الأمر بقليلٍ
من المُعاناة والتي تحتاج إلى الاستعداد وتكريس الوقت والجهد والاعتناء بالذات من
أجل النجاح في الصوم دون مُعاناة.
أولاً: الاستعداد للصيام
1) استشر الطبيب قبل بداية الصيام.
تؤثر التغييرات الجذرية في نظامك الغذائي على جسدك بأشكالٍ مُختلفة، وبخاصةٍ إذا
كُنت تعاني من أيّة حالات مرضية قد تسوء مع الصيام (السُكري على سبيل المثال).
عليك دائمًا أن تستشير طبيبك أولاً قبل البدء في الصيام.
· يصوم أغلبية الأشخاص لأسبابٍ دينية وليس
صحية أو بغرض التخلص من السموم أو خسارة الوزن، ولكن كُن على دراية بأن كل الأديان
التي تأمر بالصيام مثل الإسلام أو المسيحية أو
اليهودية تعفي بعض الحالات المرضية من الصيام وتسمح
لهم برُخصة الإفطار.
·
تَحَدَّث مع رجل الدين
بشأن مخاوف طبيبك لتضعا خطة سويًا بخصوص ممارسة الشعائر الدينية دون تعريض صحتك
للخطر.
2) تناول كميات كبيرة من السوائل
قبل بداية الصيام. يستطيع الجسم البشري النجاة بدون
طعام لعدة أسابيع (بل وعدة أشهر في بعض الحالات) ولكن لا يُمكن له النجاة دون شرب
الماء. تذكر أن أجسادنا مكونة من ٦٠٪ من الماء وأن جميع الخلايا بالجسم تحتاج
للماء من أجل أداء وظيفتها على أكمل وجه، حيث نجد أن الجسد البشري ينهار بعد ثلاثة
أيام بدون تناول الماء مما يؤدي إلى الوفاة. تختلف صور الصيام فهناك الصيام عن
الطعام فقط مع تناول الماء، وهناك الصيام الإسلامي في شهر رمضان الذي يمنع تناول
الطعام والسوائل لمدة زمنية محددة من الفجر إلى المغرب، في كل الحالات عليك أن
تستعد بتناول كميات كبيرة من السوائل قبل بدء الصيام وبخاصةٍ إذا كان سيستمر لفترة
زمنية طويلة دون طعام وشراب.
· اشرب كميات كبيرة من الماء بصفة دورية
خلال الأيام التي تسبق الصيام، واشرب على الأقل لتريْن من السوائل المُرطبة قبل
الوجبة الأخيرة التي تسبق الصيام.
· تجنب الأطعمة التي تسبب الجفاف والتي
تحتوي على نسبة كبيرة من الملح أو السكريات مثل الأطعمة السريعة والوجبات الخفيفة المالحة.
3) قلل من تناولك للكافيين.
تحتوي المشروبات التي نتناولها يوميًا مثل القهوة والصودا والشاي ومشروبات الطاقة
على نسبة عالية من الكافيين وهو المادة التي تؤثر على مزاجنا بشكل فعّال قد يصل
إلى درجة الاعتماد عليه بل وإدمانه، ولهذا لا يُمكنك التوقف فجأة عن تناول
الكافيين وإلا عرّضت نفسك لأعراض الانسحاب. لا تتضح أعراض الانسحاب في حالة إتباعك
لنظامك الغذائي المعتاد ولكنها على العكس تؤثر فيك بشدة في حالة الصيام سواء لفترة
قصيرة أو طويلة (الصيام قبل إجراء الجراحة على سبيل المثال).
· تشمل الأعراض الشائعة للانسحاب الناتج عن
إيقاف الكافيين على الآتي: الصداع والإرهاق والقلق وتعكير المزاج وسرعة الانفعال
وعدم القدرة على التركيز.
· قلل استهلاكك للمنتجات التي تحتوي على
الكافيين قبل بدء الصيام بعدة أسابيع لتتجنب هذه الأعراض غير المرغوب فيها.
4) قلل استهلاكك للتبغ.
إذا كنت مُدمنًا لتدخين التبغ في مختلف صوره فمن المُرجح أن تعاني أكثر من معاناة
تقليل الكافيين، ولكن من الضروري أن تقلع عن التبغ أهم من تقليلك للكافيين. يُمثل
التبغ خطورة كبيرة على صحتك في العموم ويتسبب في تقرح المعدة الفارغة في الصيام
بالإضافة إلى الشعور بالدوار والغثيان كما أنه السبب في رفع ضغط الدم وزيادة معدل
ضربات القلب أثناء الصيام، بالإضافة إلى تقليل درجة حرارة الجلد في أصابع اليدين
والقدمين.
· استشر طبيبك بخصوص الإقلاع عن التدخين ولو
بصورة مؤقتة ليساعدك في استكشاف وسائل جديدة أكثر فعالية.
5) تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات.
إن كلمة كربوهيدرات نفسها تنقسم إلى Carbo و Hydrate أي الكربونات المائية
فهي ترتبط بالماء على عكس البروتين والدهون وتحافظ على ترطيب جسدك خلال الفترات
الزمنية الطويلة. يُعد ذلك أمرًا ضروريًا أثناء استعدادك للصيام وبالتحديد في
الأيام والأسابيع التي تسبقه، تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات لتساعد جسدك على
الحفاظ على ترطيبه، من أمثلة هذه الأطعمة:
· الخبز وحبوب الإفطار والمكرونات.
· الخضروات النشوية مثل البطاطس والجزر
الأبيض.
· الخضروات مثل الخس والبروكلي والجزر
والهليون (الاسبارجاس).
· الفاكهة مثل الطماطم والفراولة والتفاح
والتوت والبرتقال والعنب والموز.
6) تحكم في كمية البروتين التي
تتناولها. إذا ظننت أنه عليك تناول كميات كبيرة من
الأطعمة البروتينية في الأيام التي تسبق صيامك بغرض منع الشعور بالجوع فيجب أن
تعرف أنك مُخطئ، فتناولك للأطعمة الكثيرة قبل الصيام يجعل جسدك يعتاد الوجبات
الكبيرة وبالتالي تشعر بالجوع عند توقفك عن الأكل. يُنصح أيضًا بتغيير موعد
الوجبات بما يتناسب مع الصيام حتى يعتاد جسدك على المواعيد الجديدة ولا ينتظر
الطعام في مواعيد الوجبات المعتادة.
7) تناول وجبة كبيرة غير مُبالغ
فيها قبل الصيام. يختار الكثير من الأشخاص تناول
وجبة كبيرة غنية بالبروتين واللحوم قبل بدء الصيام وهو الأمر الذي يساعدك في تحمل
الصيام لفترة زمنية طويلة طالما حافظت على تناولك للأطعمة الغنية بالكربوهيدرات
قبل هذه الوجبة الأخيرة.
·
تذكر
أن تتناول الكثير من السوائل المُرطبة قبل وجبتك الأخيرة لتساعد جسدك على مواصلة
الصيام.
ثانياً: الصيام بدون معاناة
1) اشغل وقتك.
عندما ينتابنا الجوع فإنه يسيطر على جسدنا بالكامل ويشغل تفكيرنا، ولهذا عليك أن
تشغل نفسك بعيدًا عن شعورك بالجوع حتى تضمن عدم كسرك للصيام قبل الموعد. احرص على
شغل وقتك طيلة فترة الصيام بقدر الإمكان.
· شتت انتباهك عن الجوع بممارسة الأنشطة
الخفيفة المُسلية مثل قراءة كتاب جيد.
· استغل هذا الوقت لإتمام مهمات المنزل
والشراء المؤجلة، فلا بأس من تنظيف المنزل بالكامل حتى تشغل عقلك عن الشعور بالجوع.
· فكر أثناء الصيام عن الأسباب الدينية التي
تدفعك لممارسة هذه الشعيرة، اذهب لحضور الصلوات والتجمعات الدينية واقرأ في كتابك
المقدس على حسب ديانتك وحاول استغلال الوقت في التقرب من الله.
2) قلل من معدل تدربك في حالة
الصيام المتقطع. تتسبب التدريبات الرياضية الشاقة
في إيذائك أثناء الصيام وبخاصةٍ إذا كنت تمارس الصيام المتقطع أي تصوم كل بضعة
أيام بغرض خسارة الوزن. يبدأ الجسد في حرق الدهون أثناء التدرب مع قلة تناولك
للكربوهيدرات بسبب الصيام، ولكن انتبه حيث يتم حرق البروتين وكتلة العضلات أيضًا
ولهذا يُنصح دائمًا بالتقليل من معدل التدرب البدني أثناء الصيام بدلًا من تعريض
نفسك للإرهاق أثناء ممارسة التدريبات.
3) تجنب الأنشطة البدنية الشاقة
إذا كنت تصوم على المدى الطويل. يصوم الأشخاص صيامًا
مُتقطعًا في صورة بضعة أيام فقط من حينٍ لأخرى وهو الأمر الذي يتطلب تقليل معدل
التدرب فقط لا الامتناع عنه تمامًا، أما الأشخاص الذين يصومون على المدى الطويل
فلا بد لهم الانتباه وتقليل ممارسة الأنشطة البدنية الشاقة سواء التدرب أو غيرها
حيث تتسبب في الإرهاق الزائد على غير المعتاد. لن تتمكن من مدة جسدك بالطاقة
اللازمة إذا كنت تصوم لأيام كثيرة على المدى الطويل على عكس الصيام المتقطع.
4) احصل على قسط زائد من الراحة.
يساعد النوم على الاسترخاء ومنح جسدك فرصة التعافي وإعادة بناء العضلات وتكوين
الذكريات وتنظيم النمو والشهية عن طريق الهرمونات المختلفة، أما في حالة الصيام
فيزداد الأمر صعوبة نظرًا لقلة الأكل ولهذا نجد أن الغفوات القصيرة على مدار اليوم
تساعد في تحسين كل من الانتباه والتركيز والمزاج.
· احرص على النوم لمدة لا تقل عن ٨ ساعات
يوميًا كل ليلة مع الحصول على بعض الغفوات القصيرة على مدار اليوم.
5) اقضِ الوقت مع غيرك من
الصائمين. افعل ذلك إذا كنت تصوم لأسباب دينية حيث
يسهل عليك الاجتماع بالأصدقاء في دور العبادة في نفس الأوقات الخاصة بالصيام أو
تناول الطعام أو ربما لأداء الصلاة وحسب. ابحث عن أشخاص يمارسون الصيام لأسبابك
الشخصية مثل التخلص من السموم أو خسارة الوزن ليكون لك صحبة مناسبة تشاركك صيامك وتتشاركان
سويًا التجربة دون الشعور بالوحدة. احرصا على تشجيع بعضكما البعض نحو تحقيق
أهدافكما المنشودة.
6) تجنب الحديث عن الطعام.
لا تضع نفسك في مواقف تُشعِرك بالأسف على نفسك ولا تسمح للمحادثة بالتطرق إلى
الطعام الذي تفتقدونه أنت وغيرك من الأصدقاء الصائمين حيث تتسبب هذه المحادثات في
شغل تفكيرك بالطعام ودفعك لكسر الصيام في غير الموعد. اجعل المحادثات أكثر إيجابية
بدلًا من التركيز على الطعام وذلك بالحديث عن الهدف من الصيام أو ربما نقل
المحادثة لموضوع مختلف تمامًا مثل مناقشة الأخبار أو الأفلام.
· ارفض دعوات تناول الطعام مع الأصدقاء غير
الصائمين. ارفض هذه الدعوات بلطف وأدب مهما كانت مُغرية لكسر صيامك، كما أن
مراقبتك للأشخاص الذين يتناولون الطعام بينما أنت صائم لتجربة مؤلمة.
7) احتفظ بدفتر يوميات للصيام.
قد تشعر بالإحباط في بعض الأوقات وعدم الرغبة في مشاركة صديقك الذي يُحفزك، ولهذا
جرّب الاحتفاظ بدفتر يوميات شخصي لتدوين أفكارك الخاصة بشأن تجربتك مع الصيام.
يُمكنك أن تُسجل ذلك في مذكراتك الشخصية أو تخصص له دفتر يوميات مستقل للتدوين
بخصوص الصيام فقط، في كل الحالات ستتمكن من التعبير عن أفكارك الخاصة بشأن الصيام.
·
لا
تُضيّق الخناق على نفسك. لا بأس من التفكير في كسر الصيام حتى ولو كان سببك
دينيًا، دوّن مشاعرك تلك في دفتر يومياتك لتُعبر عنها ومن ثم تتجاوزها بنجاح.
ثالثاً: كسر فترة الصيام
1) ضع خطة لكسر فترة الصيام.
يجب أن تكافح رغبتك بتناول الكثير من الطعام فور كسرك لفترة الصيام مهما بلغ شعورك
بالجوع، فعندما تصوم يتأقلم جسدك لقلة الطعام عن طريق تقليل إفراز الإنزيمات
المطلوبة للهضم، وبالتالي فإن تناولك كميات كبيرة من الطعام فجأة يؤدي إلى عدم
قدرة الجسد على التأقلم مع هضم الطعام مما ينتج عنه شعور بالغثيان والرغبة في
التقيؤ واضطرابات المعدة. ضع خطة لكسر فترة الصيام والعودة إلى نظامك الغذائي
المعتاد وذلك قبل وصولك لنهاية الصيام بفترة مناسبة.
2) تناول العصائر والفاكهة لكسر
صيام الماء وهو الأمر الضروري إذا كنت تسمح لنفسك
بتناول الماء فقط أثناء الصيام حيث تحتوي العصائر والفاكهة على نسبة عالية من
الماء، أما إذا كنت تتناول العصائر أثناء صيامك فلا يعد ذلك كسرًا للصيام. هذه
الطريقة مناسبة لاستعادة النظام الغذائي المعتاد للجسد حيث تمنحك العصائر والماء
شعورًا بالشبع في بداية كسر الصيام بعدما تقلص حجم معدتك خلال فترة الصيام.
3) تناول وجبات صغيرة الحجم.
تناول الوجبات الخفيفة وصغيرة الحجم على مدار اليوم بدلًا من الانهماك في تناول
الوجبات الاحتفالية الضخمة، توقف عن الأكل فور شعورك بالشبع حتى لا تبالغ بدرجة
تؤثر على جسدك سلبًا وتتسبب لك في اضطرابات الهضم. يُفضل أن تلتزم بتناول الأطعمة
الغنية بالماء في بداية الأمر مثل:
· الحساء والمرق.
· الخضروات.
· ثمار الفاكهة.
· الزبادي.
4) امضغ طعامك جيدًا.
يُساعدك مضغ الطعام جيدًا عند كسر الصيام حيث يمنعك من التهام الوجبات فجأة لأن
العقل يحتاج إلى قرابة ٢٠ دقيقة لمعالجة المعلومات التي يستقبلها من المعدة ليدرك
أن المعدة ممتلئة، كما أن تناول الطعام بسرعة يؤدي إلى الإسراف في تناول الطعام.
أما الفائدة الثانية لمضع الطعام جيدًا هي تكسير الطعام لأجزاء صغيرة مما يُسهل
الهضم.
· امضغ كل قضمة من طعامك ١٥ مرة تقريبًا.
· تناول كوبًا من الماء قبل كل وجبة وكوبًا
آخر أثناء وجتبك لتقلل من معدل تناولك للطعام، ارشف قليل من الماء بين كل قضمة
والأخرى من طعامك.
5) أضف المعينات الحيوية
"البروبيوتيكس Probiotics" إلى
نظامك الغذائي. المعينات الحيوية هي بكتيريا جيدة تتواجد بشكل طبيعي في الفم
والأمعاء والمهبل، تساعد هذه البكتيريا على هضم الطعام جيدًا وهو الأمر الهام في
كسر الصيام. تناول الأطعمة التي تحتوي على البكتيريا من فصيلة المُلبِنات المعروفة
باسم "لاكتو باسيلوس Lactobacillus" ومن
أمثلتها: الزبادي والكرنب المخلل والصويا المُخمرة. يُمكنك أيضًا شراء المعينات
الحيوية في صورة كبسولات أو أقراص أو مسحوق من الصيدلية واستخدامها في إعانة جسدك
على الهضم.
6) انتبه إلى جسدك جيدًا.
مهما قرأت عن كسر الصيام ستجد أن أفضل دليل لك هو جسدك ذاته وكيفية استجابته
للمثيرات المختلفة، سيخبرك جسدك عن استعداده بصورة دورية فإذا شعرت بتقلصات المعدة
وغثيان عند انتقالك من تناول الفاكهة إلى الخضروات فلا بأس من التوقف على الفور.
ارجع لتناول الفاكهة والعصائر لوجبة أخرى أو ليومٍ آخر إذا ما لزم الأمر ودع جسدك
يأخذ راحته بالإيقاع المناسب له إلى أن تستطيع تناول الأطعمة الأكثر صلابة
والوجبات الكبيرة دون الشعور بأيّة أعراض جانبية غير مرغوب فيها.
أفكار مفيدة
ü إذا شعرت بالضغف وعدم القدرة على استكمال
الصيام فلا بأس من تناول بعض من الماء ووجبة خفيفة على حسب نوع صيامك وديانتك.
تحدث مع رجل الدين خاصتك إذا لم تكن تشعر أنك قادر على استكمال الصيام ولا ترغب في
كسر صيامك الديني.
ü استعمل قناع الخيار على وجهك واستمتع
بقضاء يوم في المنتجع الصحي.
ü لا يُنصح بالصيام للأطفال فهم يحتاجون إلى
إتباع نظام غذائي صحي يوميًا من أجل النمو والحفاظ على صحتهم.
تحذيرات
ü تجنبي الصيام في حالة الحمل أو حتى عند
الشك في ذلك.
ü إن حياتك أكثر أهمية من فكرة الصيام وهو
الأمر الذي تتفق عليه الأديان بدورها، ولهذا عليك بكسر الصيام واستشارة الطبيب إذا
ما شعرت بالوهن أو الجوع أوالعطش الشديد أوالإرهاق.
المصدر:
1
إقرأ أيضًا
للمزيد
أيضاً وأيضاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق