الجمعة، 10 أبريل 2020

• كيفية التعامل مع شخص مصاب بالاضطراب ثنائي القطب


وجود فرد في العائلة مصاب بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب يمكن أن يكون أمرًا عصيبًا ويحتاج للصبر والتعاطف. للتعامل مع فرد في عائلتك مصاب بالاضطراب ثنائي القطب، من المهم دعم فرد عائلتك، والاعتناء بنفسك جسديًا وعاطفيًا، وتعليم نفسك بشأن الاضطراب ثنائي القطب.
أولاً: دعم فرد عائلتك

1)    افهم أن بعض سلوكيات فرد عائلتك مرتبطة بالاضطراب. على سبيل المثال، الشخص الذي يتحدث عن نفسه بأنانية أو تفاخر عادة ما يُعرف بأنه متعجرف أو أناني. هذا السلوك في شخص مصاب بالاضطراب ثنائي القطب هو دلالة على الهوس، تمامًا كبقية السلوكيات الخطرة التي قد تكون غير جذابة بالنسبة لك. إدراكك أن هذا أحد أعراض المرض، وليس سلوكًا متعمدًا من فرد عائلتك سيكون مساعدًا على فهم حالته. مع ذلك، كن حذرًا من إشراك كل حالة مزاجية يمر بها فرد عائلتك مع المرض؛ إذ يمكن أن يكون الأشخاص المصابون بالاضطراب ثنائي القطب في حالة غضب أو حزن على نحو صحّي أيضًا.
·       أحد الطرق لفهم مرض فرد عائلتك بشكل أفضل وإظهار الدعم له هو سؤاله ببساطة عن تجربته مع المرض. مع ذلك، كن متحفظًا قدر استطاعتك، وتأكد من شعوره بالراحة تجاه التحدث معك بشأن المرض قبل محاولة الاشتراك في مناقشة معه. إذا كان ذلك تهديدي جدًا بالنسبة له، فيمكنك سؤاله ببساطة عن حاله، واجمع المزيد من المعلومات بشأن ما يمر به حاليًا.
2)    ادعم فرد عائلتك في علاجه النفسي. بما أن أفضل طريقة لعلاج الاضطراب ثنائي القطب تكون بالأدوية والمعالجة، فمن الضروري أن تكون داعمًا لفرد عائلتك للانخراط في العلاج. إحدى الطرق لتصبح مشاركًا هي المساهمة في العلاج النفسي لمن تحب. يمكن للعلاج الأسري أن يكون مصدرًا مفيدًا في دعم الفرد المصاب بالاضطراب ثنائي القطب.
·       تواصل مع مقدم الرعاية الصحية النفسية لفرد عائلتك. إذا وقّع فرد عائلتك تصريحًا لك للتحدث إلى معالجه النفسي أو طبيبه، فيمكنك أيضًا إخبار هذا الشخص بشأن المخاوف المحتملة حال ظهورها. يمكنك أيضًا اكتساب المزيد من المعلومات حول كيفية مساعدة فرد عائلتك.
·       إذا لم يكن فرد عائلتك يتلقى علاجًا نفسيًا في الوقت الحالي، فيمكنك تشجيعه أو مساعدته للحصول على العلاج. يمكنك البحث عن معالجين أو أطباء نفسيين متخصصين في الاضطراب ثنائي القطب. مع ذلك، ينبغي عليك الحذر من إجبار فرد عائلتك على تلقي العلاج إذا امتنع (إلا إذا كان يُشكّل خطرًا محتملًا على نفسه أو على الآخرين)؛ إذ يمكن لذلك أن يُفزعه ويُخلّ بعلاقتكما.
3)    ساعد على مراقبة التزامه بالدواء. من الشائع أن يتجنب الأشخاص المصابون بالاضطراب ثنائي القطب تناول دوائهم؛ إذ يمكن أن يكون شعور "الانتشاء" بالهوس جيدًا بالنسبة لهم. إذا لاحظت أن عضو عائلتك قد توقف عن تناول دوائه، فإن الخطوة الأولى قد تكون بإخطار طبيبه النفسي أو طبيب عام في أقرب وقت. على الأغلب سيستطيع الطبيب التحدث مع فرد عائلتك وسيُبلغك بكيفية الاستمرار. إذا لم تستطع التحدث مع طبيب، فيمكنك تشجيع فرد عائلتك على تناول دوائه أو تقديم المحفّزات (كهدية مميزة أو القيام بشيء يستمتع به سويًا) إذا وافق على الالتزام بالدواء.
4)    قدّم المساعدة خلال نوبة الهوَس الجنوني أو الهوَس الخفيف. إذا لاحظت إشارات على أن فرد عائلتك يمر بنوبة، فمن الضروري إشراكه في إجراءات الحد من الضرر.
·       فاوض على الحد من الضرر خلال السلوكيات الخطرة (المقامرة والإنفاق ببذخ وتعاطي المخدرات والقيادة المتهورة).
·       أبعِد الأطفال والأشخاص ذوي الإعاقات والآخرين من المستضيفين كي لا تزعجهم السلوكيات المضطربة.
·       تحدث مع الطبيب السريري للصحة الطبية للشخص العزيز لديك أو اتصل بإسعاف أو خط ساخن للانتحار إذا كان معرضًا لخطر إيذاء نفسه أو الآخرين.
5)    خطط للأزمات. من المهم أن تكون هناك خطة عمل للتعامل مع الطوارئ للتخفيف من حدّة الأزمة بشكل فعال. احتفظ بمعلومات الاتصال لأقارب مهمين يمكنهم المساعدة، بالإضافة لأرقام الاتصال بطبيب وعنوان مستشفى. لا تخزّن المعلومات في هاتفك فقط في حالة نفاذ البطارية، عليك أن تحتفظ بهذه الأرقام مدوّنة وتبقِها معك طوال الوقت (إما في محفظة أو حقيبة). أعطِ نسخة لفرد عائلتك. يمكنكما أيضًا أن تطوّرا هذه الخطة معًا حينما يكون فرد عائلتك مستقر عاطفيًا.
6)    ساعد فرد عائلتك على تجنب المحفّزات. المحفّز هو سلوك أو وضع يمكنه زيادة احتمالية الناتج السلبي - في هذه الحالة - كالهوَس الجنوني أو الهوَس الخفيف أو نوبة اكتئابية. المحفزات المحتملة تشتمل على مواد مثل الكافيين والكحول وغيرها من المخدرات. يمكن أن تشتمل المحفّزات أيضًا على المشاعر السلبية كالتوتر، والنظام الغذائي غير المتوازن، والنوم غير المنتظم (النوم لفترات طويلة جدًا أو قصيرة جدًا)، والصراعات الشخصية. سيكون لفرد عائلتك محفّزاته الخاصة به. يمكنك المساعدة على تثبيط فرد عائلتك من الانخراط في هذه السلوكيات، أو بمساعدته على إعطاء الأولوية لمسؤولياته للحد من مستويات التوتر.
·       النقد والأشخاص النقديّون محفّزات شائعة للأشخاص المصابين بالاضطراب ثنائي القطب.
·       إذا كنت تعيش مع فرد عائلتك، فيمكنك التخلص من المواد كالكحول في المنزل. يمكنك أيضًا محاولة تبني بيئة مريحة عن طريق التحكم في الإضاءة والموسيقى ومستويات الطاقة.
7)    تمرّن على التعاطف. كلما ازدادت معرفتك بالاضطراب ثنائي القطب، أصبحت أكثر تفهّمًا وتقبّلًا قدر استطاعتك. فيما يمكن أن يظل التأقلم مع هذا الاضطراب في العائلة تحدّيًا، إلا أن اهتمامك ومراعاتك يمكن أن ينجحا للغاية في دعم فرد عائلتك.
·       إحدى الطرق لإظهار اهتمامك هي - ببساطة - جعل فرد عائلتك يعلم أنك موجود لأجله، وأنك تريد أن تساعده على الشفاء. يمكنك أيضًا أن تعرض عليه الاستماع إذا أراد التحدّث بشأن مرضه.
ثانياً: الاعتناء بنفسك
1)    تمرّن على التعاطف. وضع نفسك في موضع فرد عائلتك هو وسيلة مفيدة لزيادة قدرتك على فهم سلوكه، وكذلك للحد من المشاعر السلبية بشأن ردود أفعالك على صحته النفسية. اسمح لنفسك بتخيل كيف سيكون الأمر إذا استيقظت من النوم غير واعٍ إذا كان هذا هو اليوم الذي ستهوي فيه للاكتئاب أو ترتفع فيه لحالة جنونية من الطاقة.
2)    ركز على صحتك النفسية. رعاية شخص عزيز عليك مصاب بالاضطراب ثنائي القطب يمكنه أن يؤدي في بعض الأحيان للتوتر وأعراض اكتئابية.تذكر أنك ستستطيع مساعدة شخص ما فقط إذا حافظت على صحتك البدنية والنفسية أولًا. كن واعيًا لسلوكياتك ومشاعرك الكامنة نحو فرد عائلتك.
·       تنازل عن السيطرة. من المهم أن تفهم وتذكر نفسك (إما بصوت مرتفع أو في عقلك) أنك لا تستطيع التحكم في سلوكيات فرد عائلتك. هذا الشخص لدية حالة لا تستطيع إصلاحها بالكامل.
·       حوّل انتباهك للتركيز على احتياجاتك. على سبيل المثال، يمكنك كتابة قائمة بأهدافك الشخصية والبدء في العمل على تحقيقها.
·       استخدم مصادر التكيُّف. مصادر التكيف هي طرق محددة للتكيف مع مشكلة خاصة، وهي حيوية للعناية بالنفس. يمكن أن تشتمل استراتيجيات التكيف على نشاطات تستمع بها، كالقراءة والكتابة والفن والموسيقى والنشاطات الخارجية وممارسة التمرينات أو الرياضة. يمكن للأنشطة العلاجية أيضًا أن تساعد على العناية بالنفس، ومن بينها تقنيات الاسترخاء (مثل الاسترخاء التدريجي للعضلات)، وهي التأمل والاحتفاظ بمفكرة يومية وتأمل الوعي التام والعلاج عن طريق الفن. طريقة أخرى للتكيف هي بخلق مسافة لإبعاد نفسك عن المواقف الموترة حين تنشأ.
3)    فكر في الحصول على مساعدة من مختص. إذا وجدت أنك تواجه صعوبة في التعامل مع أعراض الاضطراب ثنائي القطب لفرد عائلتك، قد يكون من المفيد أن تتلقى علاجك الخاص. تشير الدلائل إلى أن الحصول على العلاج الأسري - وليس التعلُّم فقط - يمكنه مساعدة الأفراد (خاصة مقدمو الرعاية/الوالدان) على التعامل مع وجود فرد في الأسرة مصاب بالاضطراب ثنائي القطب.
ثالثاً: فهم الاضطراب ثنائي القطب
1)    اعرف أن الاضطراب ثنائي القطب هو حالة مرضية ذات أساس بيولوجي. هذا يعني أنها ذات مكوّن وراثي قوي، وتميل العائلات لإيوائها. بالتالي فإن ذلك ليس خطأ فرد أسرتك، تمامًا كما قد يكون الحال إذا كان يعاني من حالة طبية. الاضطراب ثنائي القطب ليس أمرًا يستطيع فرد أسرتك السيطرة عليه بقوة الإرادة وحدها.
2)    افهم الأعراض المختلفة للاضطراب ثنائي القطب. هناك نوعان رئيسيان من الاضطراب ثنائي القطب، اضطراب ثنائي القطب الأول واضطراب ثنائي القطب الثاني. من المهم تحديد النوع الذي لدى فرد أسرتك لفهم أعراضه وسلوكياته الخاصة.
·       الاضطراب ثنائي القطب الأول تدل عليه معاناة الشخص من نوبات هوَس، والتي عادة ما تدوم لأسبوع أو أكثر. بعض أعراض نوبة الهوس تشتمل على: مزاج حاد/مرتفع، وتقدير مبالغ فيه للذات، وقلة الحاجة للنوم، وزيادة الثرثرة السريعة، والتشتت، وزيادة النشاط الموجه لهدف، والانخراط في سلوكيات خطرة (كالمقامرة أو ممارسة الجنس غير الآمن مع عدة شركاء).
·       الاضطراب ثنائي القطب الثاني تدل عليه نوبة اكتئاب شديد واحدة على الأقل بالإضافة إلى نوبة هوس خفيف واحدة على الأقل (مماثلة لنوبة الهوس، لكنها أقل حدة ويمكن أن تستمر لفترة قصيرة كأربعة أيام).
3)    افهم كيفية علاج الاضطراب ثنائي القطب. عادة ما يُعالج الاضطراب ثنائي القطب بمزيج من الأدوية والمعالجة. غالبًا ما يصف الأطباء النفسيون أو الأطباء الممارسون مثبّتات المزاج - مثل الليثيوم - للتخفيف من أعراض الاضطراب ثنائي القطب. أخصائيو علم النفس والأطباء المختصون في العلاج الزواجي والأسري (MFTs) وغيرهم من الأطباء المعالجين عادةً ما يساعدون الشخص المصاب بالاضطراب ثنائي القطب على المواجهة والتعامل مع أعراضه. الأنواع النمطية من المعالجين تشتمل على العلاج السلوكي المعرفي (CBT) والعلاج الأسري والعلاج النفسي بين الأشخاص.
4)    اكتسب المزيد من المعرفة حول الآثار النمطية للاضطراب ثنائي القطب على الأسرة. أفراد الأسرة من الأشخاص المصابين بالاضطراب ثنائي القطب قد يعانون من الإجهاد وفقدان الطاقة. بالإضافة لذلك فإن الأزواج من الأشخاص المصابين بالاضطراب ثنائي القطب قد يعانون من الافتقار للدعم، وقد لا يلجأ العديد منهم للحصول على المساعدة.
·       إذا اعتقد أحد أفراد العائلة أن الشخص المصاب بالاضطراب ثنائي القطب مسيطر على مرضه، فقد يؤدي هذا للشعور بالعبء وعدم الرضى عن العلاقة.
أفكار مفيدة
افهم السرية. تذكر أنك تستطيع التحدث مع مقدم الرعاية الصحية النفسية لفرد عائلتك في حالة أن فرد العائلة قاصر تحت وصايتك، أو إذا وقّع على تصريح بإتاحة المعلومات. مع ذلك، إذا لم يتحقق أي من هذين الشرطين، فقد يرفض المعالج التحدث معك كي يحمي حق المريض في السرّية.
تحذيرات
في حالة حدوث أزمة إذا كان بمقدورك جرّب الاتصال بمختص للرعاية الصحية أو خط ساخن للانتحار قبل إشراك الشرطة. حدثت وقائع أدّى فيها تدخل الشرطة في حالات أشخاص مصابين بأزمات نفسية إلى تعرضهم للصدمات أو الموت. إذا أمكن، أشرِك شخصًا أنت واثق من أن لديه خبرة ومدرّب على التعامل بشكل خاص مع أزمات الصحة النفسية أو الأمراض العقلية.
إذا كان لدى فرد أسرتك أفكارًا بشأن إيذاء نفسه أو الآخرين، برجاء الحصول على المساعدة الفورية بالاتصال برقم هاتف الطوارئ في بلدك. يمكنك أيضًا الاتصال بمستشفى أو مختص في الرعاية الصحية أو خط ساخن للانتحار.
المصدر: 1
إقرأ أيضًا                           
للمزيد
أيضاً وأيضاً




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق