ينظر الكثير من الطلاب إلى
المدرسة على أنها بيئة من العمل المتعب، نظرًا لأنها تكلفهم في الكثير من الأعمال
والواجبات، إضافة إلى أنها تقيد حريتهم في اللعب والتحرك، لذلك كان البيت بالنسبة
لهم هو الملجأ للتخلص من سلطة المعلم والمدير، ولكن تأتي الواجبات المدرسية لتسرق
من الطلاب الكثير من الوقت الذي يعتبرونه خاصًا بالمتعة واللهو، لذلك يضطر الطلاب
أحيانًا إلى الهروب من الواجبات المدرسية البيتية.
وبالرغم من الجهد الذي يبذله
الوالدان مع أطفالهم من أجل حل الواجبات المدرسية، إلا أن الأبناء يحاولون الهرب
من هذه الواجبات بشتى الطرق والوسائل، من بينها حيل دفاعية كثيرة يستخدمها الطفل
كالتمارض، والتحايل، والإبطاء، ولفت الانتباه إلى أمور جانبية.
وقد يتفنن الطفل في ضياع الوقت
بأن يبري القلم مرة كل كلمتين أو يشطب الجملة ويعيد كتابتها مرة أخرى، أو أن يذهب
إلى الحمام كل ربع ساعة، أو أن يخلق الأعذار بأن يطلب الأكل أكثر من مرة ….. كل
هذه محاولات لتضييع الوقت، ثم يبكي الطفل لأن الوقت ضاع، وأنه تعب من الكتابة.
وباختصارفإن الطفل يفعل كل شيء
لكي يهرب من الواجبات المدرسية. هذا النوع من الأطفال تجدهم أيضًا لا يكملون كتابة
الدرس في المدرسة ويفضلون أن تكتب لهم أمهاتهم واجباتهم رغم أن الأغلبية منهم
أذكياء.
وعندما يرى الوالدان ابنهما مقصرًا
في حل واجباته، فإنهما يعتقدان أنه مهمل رغم توفر كل وسائل الراحة له. إلا أن عدم
الاهتمام به يعطيه عدم الثقة بنفسه، فينعزل عن أصدقائه أو يغرق في مشاهدة
التليفزيون ويصبح حساسًا جدًا من مشاكله الصحية، ويمكن أن ينقلب إلى طفل مشاغب في
المدرسة.
الأسباب التي تمنع الأطفال من حل
واجباتهم أو التقاعس عنها
·
كثرة الواجبات البيتية التي تفوق أحيانًا قدرتهم على
إنجازها.
·
عدم وجود التعزيز المناسب بعد إنجاز الطفل لهذه
الواجبات.
·
عدم إتاحة المجال للأطفال في المدرسة بالتعبير عن
رغباتهم واحتياجاتهم.
·
اعتماد النظام المدرسي على التعليم التلقيني الذي
يخلو من الممارسة العملية والذي يتغيب فيه دور الطفل في العملية التعليمية.
·
اعتبار الواجبات المدرسية نوعًا من عقاب الطفل الذي
يتبعه المعلم أحيانًا.
·
كون هذه الواجبات خالية من المتعة ولا تثير في الطفل
التحدي والدافعية.
·
استهلاك الواجبات المدرسية نصيب الطفل من اللعب
واللهو والمتعة التي يقضيها مع أسرته وأصدقائه.
·
شعور الطفل بأن هذه الواجبات دون جدوى وبلا فائدة.
ومن أجل التغلب على هذه الظاهرة
يمكن للأسرة والمعلم اتباع مجموعة من التعليمات، علمًا أن ما يحتاجه الطفل في هذه
الحالات ليس مجرد المساعدة في حل الواجب وإنما المساعدة النفسية والانفعالية أيضًا.
إرشادات للحد من ظاهرة هروب الطلاب من
الواجبات
· إتاحة جو من الحرية في المدرسة
والصف، بحيث يشعر الطفل ببيئة تعليمية مشجعة تهتم باحتياجاته وميوله.
· عدم الإثقال على الطفل بالكثير من
الواجبات البيتية التي تحرمه من الاستمتاع بوقته مع الأسرة.
· حل جزء من هذه الواجبات في إطار
المدرسة.
· إعطاء الواجبات قيمة حقيقية
بتركيزها على أمور تثير دافعية الطفل وحماسه للوصول إلى الحل، وليس مجرد تكرار لما
تم عرضه من قبل المعلم في الصف.
· بث الثقة في نفس الطفل وإشعاره
بأنه شخص قادر على حل مثل هذه الواجبات.
· إعطاء معززات أو درجات
"مدروسة" لمن يحل الواجبات البيتية، وعدم اعتبارها لإضاعة الوقت، بحيث
تكون المعززات من قبل المعلم والأسرة أيضًا.
· عدم استخدام الواجبات البيتية
كنوع من أنواع العقاب الموجه للطفل والانتقام منه.
· التضامن النفسي والانفعالي مع الطفل أثناء حل الواجب،
وإشعاره بأن الأسرة معه في محنته.
· مساعدة الأسرة لطفلها في حل هذه
الواجبات عن طريق شرح بعض المفاهيم.
· إبعاد الطفل عن المثيرات الخارجية
كالتلفاز والفيس بوك والألعاب.. وقت انشغاله بحل الواجبات البيتية.
· تخصيص وقت معين للطفل لحل
الواجبات، وعدم السماح له بممارسة الأنشطة الأخرى إلا بعد التأكد من حل هذه
الواجبات..
إقرأ أيضًا
رائع جدا ..سلمت يداك
ردحذفمعلومات مفيدة .. شكرا لك
ردحذف