ما هو الخوف في الواقع؟
قد يبدو هذا التساؤل على
بساطته سهل الإجابة فمن منا لم يشعر في يوم من الأيام وفي مواقف مختلفة بمشاعر من
الخوف، غير أن الموضوع أكثر تعقيدا مما يتصور الإنسان. فالخوف هو أكثر من
مجرد شعور بسيط بل أنه حالة معقدة جدًا من الخبرة الإنسانية. وتعتبر
اضطرابات الخوف (أو القلق) من أكثر الاضطرابات النفسية ملاحظة حيث تنمو لدى
من يعاني من الخوف واضطراباته في مواقف الحياة اليومية العادية مخاوف شديدة
تترافق بأوجاع جسمية شديدة كضيق التنفس والدوار وتسرع القلب والشعور.
وعلى الرغم من أن هذه
الحالات من التوتر والإثارة تعتبر جزءًا مهمًا من خبرة الخوف، إلاّ
أنها لا تكفى وحدها للإحساس بالخوف. فهذه الحالات يمكن أن يمر بها الإنسان في كثير
من الأحيان وذلك عندما يقوم بمجهود جسدي مثلاً. ولابد من أجل تفسير هذه الإشارات
الجسدية على أنها قلق من أن يشعر المرء أن الموقف الذي يوجد فيه مهدد
له. وعليه يمكن للطالب الذي وصل في اللحظة الأخيرة لموعد الامتحان أن يعزو
خفقان قلبه وسرعة التنفس لديه إلى إسراعه وعجلته للحاق بالموعد. إلا أنه يمكن أن
يفسر سبب خفقان قلبه وسرعة تنفسه بأنهما ناجمان عن شعوره بالضيق من
الامتحان أو من كونه يقدم الامتحان تحت مشاعر ضغط الوقت. وهذا النوع من
التفسير للموقف يحوّل سرعة التنفس إلى شعور بالضيق فيه، ويشعر الإنسان بعدم قدرته على التنفس في مواقف
الامتحان أو مواقف الحياة اليومية التي تشبه الامتحان. ومن الطبيعي هنا أن
يشعر المرء هنا بأن الموقف كله خطير ومهدد له، وهنا يتم تفسير هذه الإشارات
الجسدية كإشارة للقلق أو الخوف. وعندما ينظر المرء لموقف ما بأنه مهدد فإن مجرد
التفكير بالتهديد الممكن يمكن أن يؤثر على الجسد كجهاز الإنذار الذي يقود من جهته
إلى المزيد من الإثارة الجسدية التي تعود ثانية لتفسر كدلالة على ارتفاع حدة
الخوف. بكلمات أخرى يجري الأمر في حلقة مفرغة يقود فيها كل جزء إلى تقوية الجزء
الآخر وهكذا إلى أن يتحول الوضع في النهاية إلى نوبة من الهلع.
أما أسباب اضطرابات
الخوف فيمكن أن تتنوع لتشمل الأحداث الحياتية المرهقة والخبرات السلبية في
الطفولة والإرهاق المهني المستمر. ولكن على الرغم من اختلاف الأسباب بين فرد وآخر
فإن الأعراض غالبًا ما تكون متشابهة.
هل يتعلم الإنسان الخوف
يعتبر الاحتفاظ بالمواقف
المهددة والخطيرة في الذاكرة أمرًا طبيعيًا من أجل الحفاظ على حياتنا في المواقف
الخطرة والمهددة. فعندما نبتعد عن النار كي لا تؤذينا فذلك لأننا تعلمنا أن النار
خطيرة وتسبب الأذى منذ الطفولة، ولسنا بحاجة إلى تجريب هذه الخبرة في
كل مرة نمر فيها بموقف مشابه. فنحن نخزن في ذاكرتنا بسرعة كبيرة بعض السمات التي
تميز المواقف الخطيرة بدون أن نعي ذلك. وعليه يمكن للشعور بالضيق في الامتحان أن
يخزن في الدماغ على أنه دلالة على وجود خطر ما. وهذه المشاعر يمكن أن تعود لتظهر
ثانية في مواقف مشابهة أو عندما يشعر الإنسان أن الآخرين يراقبونه، وبالتالي
يتكرر الشعور بالخوف ولكن في موقف آخر كلية هذه المرة. ففي هذا
النوع من اضطراب الخوف يتم تعميم الخوف من خلال هذا الطريق على كثير
من المواقف التي تبدو غير متعلقة ببعضها. وهنا وعندما يظهر الخوف في موقف ما
من هذه المواقف يكون رد الفعل العفوي هو الهروب من الموقف. ورد الفعل
هذا مرسوم أو محدد بيولوجيا في جزء كبير منه، وبالتالي يصعب التأثير فيه من قبل
الإنسان المعني. ومن خلال هذا الهروب من الموقف يتولد الإحساس الشديد
بالراحة. وبالنتيجة يقود هذا الأمر إلى التجنب المتزايد للمواقف
المثيرة للقلق. ويمكن لنا أن نتصور هنا ما هي العواقب التي يمكن أن تنجم عن مثل
هذا التصرف. فحتى القيام بأبسط متطلبات الحياة اليومية كالحديث مع
الغرباء أو أمام الجمهور يصبح أمرًا مستحيلاً بالنسبة للمعني بالأمر. وهنا
وعند هذه النقطة بالتحديد تتجلى ضرورة المعالجة النفسية لمرض الخوف من أجل
تجنب المشكلات الناجمة عنه كالتقاعس عن العمل وإهماله، والمشكلات الأسرية، والشعور
بالاكتئاب وسوء استخدام الأدوية.
بذور الخوف تزرع منذ
الطفولة الأولى
غالباً ما تكون البذور
الأولى للخوف أو القلق قد زرعت في الطفولة الباكرة، وخزنت في لاشعور الطفل أو في
ذاكرته لتتجدد في الكبر دون أن يدرك الإنسان أسبابها أو أصولها الطفولية. فالأبوين
وبشكل خاص الأم ينقلان مخاوفهما اللاشعورية إلى الأطفال من خلال سلوكهما القلق،
كما وأن الأم التي تترك طفلها وحيداً أو مع أشخاص آخرين لفترة زمنية طويلة أو
الأهل الذين يهددون أطفالهم بالتخلي عنهم إذا لم يجلسوا هادئين ( كأن تقول الأم لابنها
أنت لست ابني لأنك لا تجلس هادئاً أو سوف أعطيك للجيران إذا لم تجلس هادئاً …الخ
) غالباً ما يعانون في المستقبل من مخاوف غامضة يمكن أن تتجلى في الخوف من
المدرسة أو من الانفصال أو من قلق الامتحان أو من أشكال أخرى من المخاوف التي
ترهقهم في كبرهم
المعالجة النفسية لاضطرابات
الخوف
يعتبر العلاج النفسي
لاضطرابات الخوف من الإجراءات العلاجية التي تحقق اليوم النجاح المؤكد علميًا. فخلال
أسابيع قليلة يمكن في 80% من الحالات تحقيق تحسن ملحوظ وتام وهو من هذه
الناحية متقدم بصورة كبيرة على المعالجة الدوائية الخالصة. وتتمثل الخطوة الأولى
للعلاج النفسي في التشخيص الدقيق للاضطراب. وهذا التشخيص الدقيق ضروري جدًا
إذ أن هناك طائفة كبيرة من أشكال الخوف ذات أسباب مختلفة. غير أنه على الرغم
من هذا الاختلاف توجد بعض السمات الأساسية التي تميز مرض الخوف. وتعتبر
المعلومات الدقيقة التي يقدمها المريض حول حالته جزءًا مهمًا من
العلاج. وهنا ينبغي بالتحديد التطرق للعوامل التي تحافظ على استمرار
المرض. ومن الأهمية بمكان هنا كسر الحلقة المفرغة المؤلفة من الخوف والتجنب.
وهذه يمكن كسرها من خلال مواجهة المريض بالمواقف المثيرة للخوف. وهذه
المواجهة لها شروطها وتحضيراتها النفسية. فبعد فترة من التحضير المكثف يذهب
المعالج مع المريض إلى الموقف المثير للخوف حيث يتم التمرن هنا على اكتساب خبرات
وأنماط جديدة من السلوك التي تؤثر بصورة معاكسة لفعل الخوف. إضافة إلى ذلك
يمكن في مواقف المواجهة تعلم نوع من التعوّد الذي يسهم بدوره في تحقيق خبرات
النجاح في أثناء التغلب على الخوف. ونتيجة ذلك غالبًا ما تكون تعلم المرء
السيطرة بنفسه على المواقف الصعبة بصورة متدرجة والاستغناء بهذا عن مساعدة
المعالج. ويتم إكمال هذا الجزء من العلاج من خلال المحادثة مع المتعالج والتمرن في
عيادته والهدف من ذلك هو تعميق الخبرات الملموسة التي جمعها المتعالج واكتساب
تقنيات إضافية للتغلب على المشكلات التي تواجهه.
ويستطيع العلاج النفسي
هنا من تمكين المريض من التحرك بحرية وبدون خوف في الأماكن التي كانت قبل ذلك تثير
خوفه، إضافة إلى ذلك يتم تعليم المتعالج تقنيات تمكنه من التغلب على السيطرة على
المواقف التي يشعر فيها بالخوف في المستقبل بصورة مستقلة وبدون مساعدة
المعالج. ولا تحتاج هذه الطريقة إلى استهلاك كبير للوقت، إذ يمكن أن ينتهي
العلاج خلال أسابيع ثلاثة وبنسبة 80% من النجاح.
فما هو الخوف مرة ثانية؟
الخوف عبارة عن ردة فعل
طبيعية يستجيب بها الإنسان على شعوره بوجود خطر يتهدده، وقد يكون هذا الخطر
حقيقياً أو متخيلاً. وتترافق مشاعر التهديد بتغيرات في الجسد حيث يشعر الإنسان
بالتعرق وبرودة الأطراف وبالغثيان والدوار. وسواء كان الموقف المهدد حيواناً
مفترساً يواجه الإنسان أم كارثة طبيعية أم مواجهة مع شخص مهم كالمدير مثلاً أو
إجراء امتحان، فإن التغيرات الجسدية هي نفسها في كل الحالات. وتلعب الكيفية التي يقيم
فيها الشخص الموقف دورًا في حدوث مشاعر الخوف وفي درجته أو شدته.
ما هي الوظيفة التي
يمتلكها الخوف في حياتنا وهل للخوف فوائد؟
للخوف دور إيجابي في حياة
الإنسان، وظيفته الأساسية حماية الإنسان من الأخطار التي تتهدده، وهو بالتالي يهدف
إلى دفع الإنسان نحو تجنب ما يسبب له الأذى الجسدي والمعنوي، وهو في جزء منه موروث،
وفي جزء أكبر منه متعلم أو مكتسب. فلولا الخوف من الجوع لما اندفع الإنسان للعمل
مثلاً، ولولا الخوف من الرسوب والفشل في الامتحانات وما يرتبط بذلك من عواقب
اجتماعية ومعنوية ومادية لما سعى الطالب نحو الدراسة والجد ولولا الخوف من مخاطر
الحوادث لما سعى الإنسان نحو القيادة المتزنة لسيارته..الخ. إنه عامل حفز يدفع
الإنسان نحو العمل والجد وإزالة أسباب الخوف. بعض الناس يبحثون عن مواقف مسببة
للخوف لأنهم يشعرون بالراحة والانتصار بعد تغلبهم على هذه المواقف. فالقفز المظلي
أو تسلق الجبال أو الأنواع المختلفة من الرياضة والتي تحتاج للتحدي مواقف يقوم
فيها الإنسان بخلق درجة عالية من الخوف لديه كي يشعر بالراحة ونشوة النصر فيما بعد.
وقليل من الخوف لازم في كل أنواع النشاطات التي بقوم بها الإنسان، وهو موجود في كل
نشاط يقوم به الإنسان حتى وإن كان بعض الناس لا يظهرون خوفهم للخارج أو تعلموا
كيفية ضبطه والتعامل معه. ولكنه قد يتحول في بعض الأحيان من عامل حفز ودفع إلى
عامل إعاقة وذلك عندما يزداد عن الحد الطبيعي وعندما يشعر الإنسان أن التهديد أكبر
من الحجم الحقيقي للخطر فيتحول عندئذ إلى عامل كبح وكف يعيق الإنسان عن التعامل
المنطقي مع الأشياء والأحداث ويدفعه نحو ارتكاب الأخطاء.
هل الخوف مرض يحتاج إلى
علاج؟
الخوف بحد ذاته كشعور
طبيعي ليس مرضاً، غير أنه يمكن أن يتحول إلى مرض يعيق الإنسان عن ممارسة حياته
بالشكل الطبيعي ويسبب له الحزن والأسى أو يجعله عاجزاً عن اقتناص فرصه في الحياة،
وغير قادر على ممارسة أدواره فيها، أي باختصار يجعله كالمشلول. وهو هنا يصبح مرضاً
بحاجة للعلاج النفسي. فعندما يخاف الطالب من الدخول للامتحان مع أنه قد حضر المادة
بشكل جيد وكاف، أو عندما ينسحب من المادة مع أنه يعرف الإجابة عن الأسئلة، أو
عندما يتجنب المرء الاختلاط مع الآخرين والتعامل مع الناس لأن وجوده بين الناس
يسبب له التوتر والقلق ويجعله غير قادر على الحديث ويعتقد أن الناس من حوله ستنظر
إليه دون غيره.. الخ، أو عندما لا يكون الإنسان قادراً على طرح وجهة نظره أو
التعبير عن رغباته في البيت أو المهنة أو أمام الجنس الآخر، أو عندما يشعر بأنه لا
يستطيع السفر وحده أو البقاء في غرفته وحيداً أو الصعود في مصعد، أو يخاف من
حيوانات معينة لا تخيف في العادة، كالقطط والكلاب أو الفئران...، فإن الأمر يحتاج
إلى تدخل علاجي يقوم به متخصص نفسي مؤهل في هذا الميدان.
بعض الناس يخافون من
الحيوانات لماذا؟ وما الحل؟
الخوف من حيوانات معينة،
غير مهددة للحياة بالأصل كالخوف من الكلاب والقطط والفئران ومن الطيور.. الخ،
ظاهرة معروفة في علم النفس الإكلينيكي تحت تسمية رهابات الحيوان. والخوف لا يشمل
كل أنواع الحيوانات وإنما حيوان واحد أو اثنين. والخوف من حيوانات معينة ظاهرة
شائعة، ترجع أسبابها إلى خبرات سيئة مع هذه الحيوانات في الطفولة والمراهقة، أو
إلى التخويف الذي كان يمارسه الأهل في الطفولة علينا من مثل هذه الحيوانات، أو إلى
خوف الأم أو الأب أو الأخوة الأكبر من حيوان محدد، الأمر الذي ينتقل عن طريق
التعلم للأطفال. وهو في كل الأحوال خوف متعلم من البيئة. وقد لا يحتاج هؤلاء إلى
علاج لأنهم لا يشعرون بالخوف إلا في وجود الحيوان المعني وبالتالي فهم يتجنبون
التعامل مع موضوع خوفهم، فإذا كنت أخاف من الكلاب مثلاً فلست مضطراً كل يوم للذهاب
إلى أماكن تجمعها لأخاف منها، وخصوصاً إذا ما كنت أسكن في المدينة حيث فرصة رؤية
الكلاب نادرة. وفي حالات نادرة قد يعزل الشخص نفسه ولا يستطيع الخروج بحجة خوفه من
وجود القطط مثلاً في الشارع، وهذه الحالات تحتاج إلى العلاج.
هل هناك استعداد للخوف
عند بعض الأشخاص أكثر من غيرهم؟
بعض الناس يمتلكون
استعداداً للخوف أكثر من غيرهم. فهؤلاء يقيمون الموقف، أي موقف، على أنه أكثر
تهديداً مما هو عليه بالفعل من الأشخاص الذين لا يمتلكون الاستعداد الكبير للخوف.
وحسبنا أن نلاحظ موقف الامتحان ونسأل بعض الطلاب الذين هم على المستوى نفسه من
التحضير للامتحان فسنجد اختلاف في مشاعر التهديد التي يصفونها، فهذا يقيم الموقف
بأنه قليل الخطورة والآخر يقيمه بأنه أكثر خطراً... وهكذا.
ما هي أشكال الخوف؟
للخوف أشكال كثيرة يمكن
التفريق بينها حسب الموضوع الذي يسبب الخوف، فهناك الخوف الموضوعي، أي الذي يمكن
تحديد عامل مسبب له، وهناك الخوف الذي لا يسببه موضوع ما، ويسمى في علم النفس
القلق، وهو خوف يشعر الإنسان فيه بالتهديد الكبير بسبب غموض الموضوع، وبسبب عدم
معرفة السبب الذي يثير هذا الخوف. وهنا يمكن لمشاعر التهديد أن تكون كبيرة
ومبالغاً بها. وهذا الشكل من الخوف هو الأكثر انتشاراً وأسبابه على الأغلب
لا شعورية، يمكن أن ترجع إلى مشاعر التهديد في الطفولة أو مشاعر عدم الاستقرار
والأمان وفي الحياة أو مشاعر فقدان العمل وعدم الرضى عنه أو إلى مشاعر الوحدة
وتخلي الأولاد عن الوالدين…الخ.
كيف يؤثر الخوف على
الأبناء؟
الوالدان اللذان يعانيان
من مشاعر الخوف سواء الطبيعي منها أم غير السوي ينقلان هذه المشاعر بصورة آلية من
خلال أسلوبهما في التعامل مع أبنائهما ومن خلال ملاحظة الأبناء لهما في مواقف
الخوف إلى الأبناء. فالأم التي تقلق عندما يتأخر زوجها عن العودة للمنزل مثلاً
وتتوتر، أو الأب الذي يخاف من أشياء معينة، والأب المتسلط الذي يقمع أبناءه ولا يتيح
لهم النمو والتفتح بحرية، والوالدان اللذان يهددان أبنائهما بالهجر والتخلي عنهما
أو بالطبيب أو بالشرطي أو ما شابه، حتى وإن كانا لا يقصدان ذلك بالمعنى الحرفي،
إنما يهيئان التربة الخصبة عند أولادهما ليكونوا خوافيين.
ما هو دور الآباء
والمربين في تخفيف عملية الخوف عند الأبناء؟
يحتاج الأطفال إلى الحب
والاعتراف قبل كل شيء والشعور بالأمان بين والديهم وتنمية ثقتهم بأنفسهم وإلى
التفتح والنمو بحرية بالإضافة إلى وجود أمل مستقبلي وسيادة مبدأ تكافؤ الفرص في
الحياة. وعندما تتوفر مثل هذه الظروف فإن كثيرًا من عوامل الخوف والقلق تكون
قد أزيلت من طريقهم.
من ناحية أخرى عندما
يتعلم الآباء أنفسهم كيفية التعامل مع مشاكلهم دون أن يحشروا الأطفال في هذه
المشكلات، وعدم إشعار الأطفال بأنهم طرف أو سبب في مشكلات الوالدين، وعندما يتعلم
الآباء كيفية حل صراعاتهم ومخاوفهم بالطرق العلمية، فسرعان ما سينعكس ذلك على
الأبناء. فعلاج الآباء هنا وتوعيتهم وإرشادهم عامل مهم في التخفي من خوف وقلق
الأبناء.
كيف علينا التعامل مع
الخوف؟
يهدف العلاج النفسي للخوف
إلى تعليم الناس مهارات التعامل مع الخوف، وليس إلى التخلص منه. ومن أجل تعلم
التعامل مع الخوف طورت أساليب كثيرة ومتنوعة وفاعلة في الوقت نفسه في العلاج
النفسي. ولكن ما يهم القارئ هنا هو أن يحدد لنفسه المواقف التي يخاف منها أو فيها
ويحدد ما يشعر به بالضبط، ويسأل نفسه، هل هناك مبرر موضوعي سبب لي هذه المشاعر،
وهل الموقف بحد ذاته يبرر حدوث هذه المشاعر، ما الذي أفكر فيه في هذا الموقف، ما
هي الأفكار السلبية والأفكار الإيجابية التي تعزز أو تخفف من مشاعر الخوف أو
القلق. وعليه أن يقيم الموقف فيما إذا كان التهديد ناجماً عن الموقف بحد ذاته أم
من أفكاره وموقفه من الموقف بحد ذاته...
مواضيع تهم الطلاب والمعلمين والأهالي
حكايات معبرة وقصص للأطفال
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق