هل
تبحث عن التميّز والنجاح والتفوق في المدرسة أو الجامعة؟ هل تريد أن تَرضى أنت عن
أدائك وعن نفسك، هل تبحث عن إثارة إعجاب معلمك وجميع من حولك؟ هل تريد الحصول على
أقصى استفادة من العام الدراسي؟ فالتفوق ليس فقط في العلامات والدرجات؛ بل يعني
أيضاً أن تكون إنساناً صالحاً، وأن تثبت لمعلمك أنك تأخذ الدروس بجدية، هذه بعض
الطرق والإرشادات لكي تحسّن من نفسك.
أولاً: الاستفادة المثلى من عملية التعلم
1) استعدّ بعقلك وجسدك للتعلم،
ستتعلم بأفضل وأسهل شكل عندما يكون جسدك مستعداً! هناك الكثير مما يمكن أن تفعله
لتهيئ جسمك. من ذلك التالي:
· احصل على النوم الكافي، لكي يعمل عقلك
في أفضل حال، يجب أن ينال جسمك كفايته من النوم. عند ذلك ستشعر بالنشاط والانتباه
أغلب اليوم. إذا شعرت بالنعاس في منتصف اليوم، فأنت لا تحصل على القدر الكافي.
بالنسبة للغالبية، يكفي حوالي ثمان ساعات.
· تناول الأطعمة الصحية، لن يعمل جسدك
بشكل سليم إذا كان معظم غذائك الأطعمة السريعة قليلة القيمة الغذائية كرقائق
البطاطس والحلويات والهمبرجر. إذا أردت أن تكون في أفضل مستوياتك كطالب، فتناول
الخضروات، والفواكه، والبروتينات قليلة الدهون (كالدجاج والسمك).
· اشرب الكثير من المياه، فالمخ يحتاج
للماء كي يعمل بشكل سليم. بل إن جسدك كله يحتاج للماء كي يعمل بشكل سليم. إشرب عدة
أكواب يومياً ولكن انتبه أن احتياج كل شخص يختلف عن الآخرين. إذا كان لون البول
عندك داكنًا فأنت تحتاج لمياه أكثر؛ وبالعكس إذا كان باهتاً فأنت تشرب أكثر من
اللازم.
2) تعلّم بالطريقة التي تناسبك.
كل شخص يتعلم أفضل بطريقة مختلفة، وهو ما يعرف بأسلوب أو نمط التعلم. اعثر على
الطريقة المناسبة لك وحاول التعلم بها قدر ما تستطيع. ستتحكم في ذلك بشكل أكبر
عندما تدرس في المنزل، ولكن يمكنك أيضاً التشاور مع المعلم بشأن تعديل طريقة شرح
الدروس ليكون بها تنوع أكبر يتناسب مع الأنماط المختلفة للتعلم.
· على سبيل المثال: هل لاحظت أن تَذَكُّر
الرسوم البيانية والصور سهل بالنسبة لك؟ هذا يعني أنك قد تكون متعلماً بصرياً،
وبالتالي فالأفضل لك استخدام الصور أكثر عندما تتعلم؛ كأن ترسم مخططاً كي تحفظ
أقسام الكلام اللغوية.
· ربما تكون قد لاحظت أنك لا تتذكر ما خَطَّه
المعلم على اللوح لكن ما قاله يتردد في ذهنك وكأنك تستمع إليه في الصف الآن. إذاً
ربما تكون متعلماً سمعياً؛ أي تتعلم بشكل أفضل باستخدام الأصوات. يمكنك مثلاً أن
تسجل شرح المعلم لكي تستمع إليه عند حل الواجبات أو الاستذكار.
· ربما لاحظت أنك أثناء شرح الدرس وبالرغم
من أنك تريد التركيز فيه، إلا أنك تود القيام بالحركة من جهة لأخرى. وربما أنت ممن
يمشون في الغرفة جيئة وذهاباً أثناء الاستذكار في المنزل. قد يعني ذلك أنك متعلم
حسي-حركي، وهو ما يعني أنك تتعلم بشكل أفضل، عندما ينشغل جسدك. جَرِّب أن تمسك
بيدك ممحاة عندما يشرح المعلم ولكن بدون إثارة الشغب والفوضى.
3) انتبه للمعلم.
أفضل ما يمكنك فعله لتحسين درجاتك وزيادة حصيلتك مما تتعلم هو أن تراعي الانتباه
عندما يتكلم المعلم. فالشرود يعني ضياع نقاط مهمة وصعوبة المتابعة لما بقي
والاستذكار لاحقاً.
· إذا وجدت صعوبة في الحفاظ على انتباهك
عند الشرح، فجرّب الجلوس في المقدمة وزيادة مشاركتك في الدرس. ارفع يدك واسأل إذا
لم تستوعب جزءاً أو عندما يقول المعلم شيئاً مثيراً للاهتمام وترغب في الاستزادة.
4) تعلّم كيف تدوّن الملاحظات.
فتدوين الملاحظات (وبالأحرى، إتقان ذلك) يمكن له أن ييسّر عليك التعلم والاستذكار
كثيراً؛ والذي يعني تَحَسُّن درجاتك وتقديراتك. تذكر فقط أنْ ليس عليك كتابة كل
كلمة يقولها المعلم، بل أهم الأجزاء وما تشعر أنك قد لا تتذكره.
5) قم بواجباتك في وقتها وكما
ينبغي، وحتى لو لم تحصل على درجات ممتازة على
الواجبات، فأداؤك لها في وقتها يساعد على أن تكون درجاتك في أعلى مستوى ممكن. مع
ذلك، احرص على إتقان أداء الواجب قدر استطاعتك، وإذا لم تفهم بها شيئاً فاطلب
المساعدة! قد يستطيع معلمك مساعدتك بنفسه، وقد يستطيع أهلك بالتشاور مع مدرسك
بتوفير مدرس خصوصي مؤقت لك بحيث يساعدك على الفهم كي تنطلق بمفردك بعد ذلك.
· حدد وقتاً كافياً لإتمام حل الواجبات.
قد يتطلب هذا التقليل من مشاهدة التلفاز أو قضاء وقت أقل مع أصدقائك، ولكن مردود
ذلك في النهاية سيستحق.
· هيئ بيئة مناسبة لأداء الواجب؛ فذلك
سيعينك بشكل كبير على الانتهاء منه. قم به في مكان هادئ ليس به ما يشتت انتباهك.
المكتبة مكان مناسب، وإذا لم يكن بإمكانك مغادرة المنزل ومن حولك مزعجون فجرب مكاناً
آخر حتى لو كان دورة المياه!
6) ابحث عن طرق إضافية للتعلم،
تعلُّمُ أشياء إضافية ليست بالمقرر يمكنه أن يزيد بشكل كبير من فهمك لما هو مقرر
عليك وقد يثير إعجاب معلمك. التماس المعلومات التي تثير اهتمامك له أن يساعدك عل
التركيز في الصف. إبحث عن طرق إضافية لِتَعَلُّم كل المواد المقررة وستجد أن
المدرسة قد صارت شيقة أكثر وأنك تزداد نجاحاً مع الوقت.
· مثلاً، إذا كنت تدرس التاريخ، فشاهد
أفلاماً وثائقية على الإنترنت لتتعلم المزيد عن الحقبة التي تدرسها.
· يمكنك أن تستزيد من كتب المكتبة، ويمكنك
أيضاً أن تتعلم الكثير عبر الإنترنت. ما يرد في ويكيبيديا ليس صواباً دائماً،
ولكنها في المعتاد جيدة جداً. يمكنك أيضاً العثور على وثائقيات وفيديوهات تعليمية
على يوتيوب، كما في القنوات المشهورة مثل
Crash Course و TedTalks
· تعلَّم أيضاً بعد انتهاء المدرسة. استمر
في التعلم في أجازة الصيف في نهاية كل أسبوع، واستعد للعام التالي أبكر ما تستطيع
بالتعرف على ما ستتعلمه. فيما يخص الصيف، راجع ما تعلمته لساعتين أو ثلاث ساعات
ثلاث أو أربع مرات على مدى الصيف كله كي تكون مستعداً للعام الجديد عندما يبدأ.
7) ادرس واستعد مبكراً.
من أنجح الطرق كي تُحَسِّن من درجاتك في الاختبارات أن تبدأ الاستذكار والاستعداد
أبكر ما يمكن، وبالقطع لا تترك ذلك لليلة الامتحان. وكلما زادت صعوبة الامتحان،
وجب عليك التبكير في الاستذكار. يحسن البدء عادة قبل أسبوعين أو ثلاثة.
ثانياً: إرضاء المعلم
1) احترم المعلم،
إذا كنت تريد إرضاء المعلم، فاحترامه هو أول ما عليك فعله. وبالذات إذا كان الطلاب
الآخرون لا يظهرون الاحترام الكافي، فسرعان ما تصبح أنت الطالب المفضل لدى المعلم
مقارنة بالآخرين. ومما يمكنك فعله ما يلي:
· لا تكن مشاغباً. لا تمرر القصاصات إلى
زملائك أو تتبادل معهم أطراف الحديث أو تلقِ بالنكات أو تكثر من الحركة أثناء
الشرح.
· كن منضبطاً في مواعيدك، والتزم بالدوام
المدرسي أو الجامعي ولا تفوت حضور الصف.
· كن مهذباً عند الحديث مع المعلم. نادهم
بـ "أستاذ" أو "أستاذة" وقل "من فضلك" و
"شكراً". كن جدياً عند استعمال هذه الأساليب ولا تشعرهم أنك تسخر منهم
بقول ذلك.
2) اسأل.
المعلمون يحبون الطالب الذي يسأل لعدة أسباب. أولاً، هذا يريهم أنك منتبه. ثانياً،
يظهر لهم أنك تعتبرهم مثيرين للاهتمام وأنك تستمتع بالموضوع (حتى لو لم تكن تفعل).
ثالثاً، يولد عندهم الإحساس بالذكاء والنفع، وكل شخص يحب أن يشعر بذلك. إذا سألت
عندما يكون لديك سؤال، فستجد أن معلميك يحبونك أكثر فأكثر.
· مثلاً، إذا كان المعلم يتكلم في
الكيمياء ويشرح عدد أفوجادرو (Avogadro number)، فيمكنك سؤاله عن الكيفية التي يحفظ بها هذا الرقم.
· احذر مع ذلك من أن تسأل أسئلة فارغة.
فليس عليك أن تسأل لمجرد السؤال. ففي النهاية سيتضايق المعلم وسيشعر بأنك تفعل
لمجرد لفت الانتباه.
3) التمس المساعدة.
ربما شعرت أن طلب المساعدة من المعلم سيغضبه إذ يجعلك تبدو أحمق، ولكن هذا بعيد كل
البعد عن الحقيقة؛ فطلب المساعة في الواقع يجعلك تبدو أذكى وذلك يسعد المعلم.
فعندما تسأل، سيعرف المعلم أنك ستبذل الجهد لفهم ما يشرح بشكل أفضل، وسيفخر بك
لمبادرتك بطلب المساعدة التي تعرف أنك تحتاجها.
· على سبيل المثال، إذا كنت مقبلاً على
اختبار في الرياضيات بعد أسابيع قليلة، وكنت لا تفهم بشكل كامل قسمة الكسور، فاسأل
معلمك إذا كان بإمكانه مراجعة الخطوات معك مرة أخرى وحل مسألتين أو ثلاث معك حتى تُحْسِن
فهمها.
· قل مثلاً: "أستاذ، أجد صعوبة في حل
الواجب. فتلك القاعدة لا أفهمها لسبب ما. هل يمكننا أن نجلس بعد الدوام أو أثناء
الاستراحة حتى تشرحها لي بشكل مختلف؟"
4) كن نافعاً.
لا تكتفِ بتجنُّب المشاكل، بل اجعل الصف مكاناً ألطف. هذا لا يعني مجرد التشويش على زملائك والعراك معهم (مع أنه عليك ألا تفعل هذا أيضاً)، بل يتضمن أيضاً حل
المشاكل عندما تظهر. مثلاً:
· تذكير الآخرين (دون تعالٍ أو فظاظة)
بالالتزام بقواعد الصف.
· إذا نشب شجار، أن تدعو أقرب معلم أو أن
تطفئ حدة التوتر، أيهما أنسب للموقف.
· مساعدة المعلم في المهام الخاصة بالصف
كتوزيع الأوراق والمواد والنَسخ ومساعدة أحد الطلبة في سؤاله أو ما يقتضيه الوضع.
· مساعدة الزملاء في مشاكلهم. إذا بدا على
زميل الحزن، حاول مساعدته. ساعد المعلم في إدخال أجهزة عرض المواد المرئية
والمسموعة. لا تنشر الشائعات السيئة حتى لو كانت مغرية.
5) املك زمام عملك.
ولا تدعه يفلت منك ويتراكم عليك. أنجز واجباتك في مواعيدها. جهز مواد المراجعة
واطلب المساعدة قبل الامتحان بأسبوعين على الأقل، وليس يومين أو ثلاثة. دَوِّن
ملاحظاتك. إذا رآك المعلم تبذل قصارى جهدك، حتى لو لم تكن الأذكي أو حتى الأعلى في
الدرجات؛ فستكون المفضل عنده.
ثالثاً: كن شخصاً صالحاً
1) أسعد من حولك.
الطالب الجيد ليس فقط بدرجاته، بل بشخصه أيضاً. لا تكن مُتَنَمِّراً أو مُهَرِّجاً
في الصف؛ فهذا لن يجعلك الأفضل. اهتم في المقابل بإسعاد من حولك بمدحهم على عملهم
حين يحسنون، ولا تكن لئيمًا أو مزعجًا أو مؤذيًا.
· ساعد الجميع.
كن شخصاً صالحاً بأن تساعد الآخرين متى استطعت. إذا كنت تعرف كيف تفعل شيئاً ما أو
تعرف كيف تفعله بشكل أسهل، فعلِّمهم. لا تهتم بأن تبدو أذكى أو أفضل، بل كن لطيفاً
وودوداً.
· مثلاً: إذا غاب أحدهم لعدة أيام، فاعرض
عليه المساعدة في استدراك ما فاته وشاركه ملاحظاتك.
2) عامل الآخرين باحترام،
حتى حين يعاملونك بلؤم. لا تصرخ في وجوههم أو تؤذيهم بدنياً. لا تسبّهم أو تتخطاهم
في الطابور لتغيظهم. بل تجاهلهم وعاملهم كما تعامل الآخرين.
· من احترامك لغيرك ألا تقاطعهم وأن تترك
لهم الفرصة للحديث حين يرغبون. قدّر آراءهم ولا تنزعج إذا اختلف تفكيرهم عن
تفكيرك. عليك أيضاً أن تترك كل شخص وطبعه ولا تتسبب في ضيقهم من تفردهم أو
اختلافهم.
3) احتفظ بهدوئك،
في الصف، كن هادئاً بقدر استطاعتك. لا تزعج من حولك بكثرة الحركة. حاول أيضاً ألا
تتوتر إذا صعبت الدراسة؛ فهذا يضرك كما قد يجعلك تنفعل على الآخرين.
· استعن على الهدوء بالتنفس البطيء. وذكر
نفسك بأن كل شيء سيصير على ما يرام، وأنك قادر على النجاح!
· لا تُفرِّط في الاهتمام بالدرجات
الكاملة أو المثالية. فأهميتها أساساً في آخر عام أو اثنين من المدرسة الثانوية،
وفي الكلية (إذا كنت تخطط للذهاب للجامعة). فيما عدا ذلك، ركّز بالأساس على أن
تحسن تعلم المواد بأفضل شكل ولا تقلق كثيراً بشأن العلامات والأرقام والحروف التي
يضعها المعلم على أوراقك؛ فمعرفة المواد أهم من الدرجة.
4) استمتع بالدراسة،
حاول أن تساعد الجميع على الاستمتاع بالدراسة. كن متحمساً وإيجابياً في الصف؛ فهذا
التشوق للمعرفة سيرفع من تقبل الجميع للتعلم، بل قد يبدي البعض حماسة عند ذلك ربما
يخفيها في عادة الأمر.
· مثلاً، إذا بدأ صفك في دراسة الكواكب في
درس العلوم، فابحث عن صورة جميلة لكوكبك المفضل وأرها للآخرين، وتحداهم أن يأتوا
بمثلها للكوكب الذي يفضلونه هم.
5) كن صادقاً مع نفسك!
هذه أهم نقطة؛ فلن تستطيع الارتقاء بنفسك لأفضل حال لها إذا كنت تتظاهر بما لست
عليه. قم بما يسعدك، وشارك الآخرين ما تحب. صادق من يفهمونك وتشعر معهم بالرضا عن
نفسك؛ ولا تهتم لما يظنه الآخرون، فبعد سنين من الآن لن تتذكر حتى من أسمائهم
نصفها. إذا لم يروك رائعاً الآن، فلن تبالي بعد خمس أو ست سنوات، بل ستهتم بمدى
تعاستك إذ لم تتبع الأمور التي تسعدك بالفعل.
تابعونا على الفيس بوك
مواضيع تهم الطلاب والمعلمين والأهالي
حكايات معبرة وقصص للأطفال
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق