قصة وعبرة

الخميس، 30 أغسطس 2012

• أولادنا... بين اللعب والمذاكرة





ما أهمية اللعب للأطفال؟

ما هو تأثير اللعب على التحصيل الدراسي؟
 

قال أب بعد أن ظهرت نتيجة امتحان آخر العام، وقد رسب أبناؤه في الامتحان:
ماذا أفعل لهم أكثر مما فعلت؟ لقد كنت حريصًا على مصلحتهم أشد الحرص، فجلست معهم الساعات الطوال آمرهم بالمذاكرة وأنهاهم عن اللعب، لقد تابعتهم بكل دقة وتدخلت بكل التفاصيل، ودرسوا الساعات الطوال ولم يعرف اللعب إلى حياتهم طريق، فماذا حدث ؟ لقد احترت وتعبت .. فمذا أصنع لهم؟


فإلى هذا الأب نقول: جزاك الله خيرًا على هذا الجهد الكريم، ولكن اسمح لنا أن نقول لك أنك أنت السبب الرئيسي في تأخرهم الدراسي، وفي رسوبهم ..
إن الطفل بفطرته يحب اللعب، والألعاب هي من لوازم الطفولة، فكيف نحرمه من حاجة ضرورية ثم نطلب منه أن يتفوق؟  لا بل إننا بذلك نجعله يكره المذاكرة دون أن ندري ..
إن اللعب والمذاكرة وجهان لعملة واحدة، وذلك لأن الصلة وثيقة بين لعب الطفل وتفوقه الدراسي، بل والأخلاقي، حيث أن اللعب لا يراد به قتل الوقت بقدر ما هو نشاط يتخلص به الطفل من إرهاق التحصيل أو الكسل، ثم إن اللعب يهيء الطفل لمرحلة أخرى يكون فيها أقدر على المذاكرة بنفس راضية وقلب مستريح ..
ولذلك قال الإمام الغزالي : "ينبغي أن يُسمح للطفل بعد الإنصراف من المدرسة أو الانتهاء من المذاكرة أن يلعب اللعب التي يفضلها، فإن منع من ذلك، فإن إرهاق التعلم  يميت قلبه، ويبطل ذكاءه، وينغص عيشه حتى يطلب الحيلة في الخلاص".
إن اللعب يؤدي دورًا مهما في حياة الطفل، وذلك لأنه المتنفس المشروع للطاقة الهائلة والزائدة عند الطفل، وهو الوسيلة للتعبير عن الأنفعالات العميقة عنده، والوسيلة للاستمتاع باللعب والسرور والسعادة، ومن خلاله تنمو مهارات الطفل مثل التفكير والفهم والحفظ...
وقد قال مختصون في التربية "بأن التعلم في الطفولة لا يمكن أن يتحمله الأطفال ولا يتقبلوه إلا إذا ترافق مع الألعاب، إننا نريد طريقة تعليمية ظاهرها اللعب واللهو، وباطنها العمل والجد والتعلم والتربية، ولعل السبب في كراهية أطفالنا للمذاكرة هو أن معظم نظمنا التعليمية الحاضرة قد غفل واضعوها عن هذا المبدأ، فجاءت فاسدة عقيمة، نائية عن طبيعة الطفل، مرهقة لجسمه وعقله...."
وفي المقابل لا يصح أن يكون لعب الطفل على حساب واجبات أخرى يكلف بها .. كأن يشغل معظم وقته في لعب كرة القدم أو ممارسة السباحة .. على حساب حق الله في العبادة أو حق نفسه في المذاكرة وتحصيل العلم. إن لعب الطفل يجب أن يكون بحدود الوسط والاعتدال وذلك لإيجاد التوازن مع سائر الواجبات الأخرى دون أن يطغى حق على حق أو يتغلب واجب على واجب تحقيقا لمبدأ التوازن. 



تابعونا على الفيس بوك

مواضيع تهم الطلاب والمعلمين والأهالي
حكايات معبرة وقصص للأطفال



إقرأ أيضًا


للمزيد



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق