قصة وعبرة

الأربعاء، 5 سبتمبر 2012

• أخطاؤنا تدمر أولادنا


كلنا نسعى لتربية أبنائنا بطريقة مثالية. ولكننا ومن غير قصد قد نقع في أخطاء قاتلة. فلنتعرف على هذه الأخطاء كي نتفاداها.

أولاً: الصرامة والشدة
      يعتبر علماء التربية والنفس هذا الأسلوب من أخطر الأساليب التربوية على الطفل، فالحزم مطلوب في المواقف التي تتطلب ذلك، أمّا العنف والصرامة فيزيدان تعقيد المشكلة وتفاقمها، حيث ينفعل المربي ويفقد صوابه وينسى الحِلْم وسعة الصدر، فينهال على الطفل معنفًا وشاتمًا له بأقبح وأقسى الألفاظ، وقد يزداد الأمر سوءًا إذا قُرن العنف والصرامة بالضرب...


         وقد يعلل الكبار قسوتهم على أطفالهم بأنهم يحاولون دفعهم إلى المثالية في السلوك والمعاملة والدراسة ... ولكن هذه القسوة تأتي على الطفل برد فعل عكسي، فيفقد ثقته بنفسه، ويتدني تقديره لذاته، ويفقد الشعور بالأمان، ويضعف جهاز المناعة عنده ويصبح عرضة للأمراض، ويصاب بنوع من البلادة، وقد يلجأ إلى العدوانية تجاه الآخرين، أو الإنتقام، أو التخريب في البيت أو المدرسة، وبسبب عدم القدرة على الدفاع عن نفسه احترامًا للكبار، يتولد الجبن في شخصه، والإذلال في ذاته، ويخلق في داخله صراعًا بين حب الوالدين وكرههم، ويترك جراحًا نفسية لا تندمل.
ثانياً: الدلال الزائد والتسامح
     هذا الأسلوب في التعامل لا يقل خطورة عن القسوة والصرامة، فالمغالاة في الرعاية والدلال سيجعلان الطفل غير قادر على تكوين علاقات اجتماعية ناجحة مع الآخرين، أو تحمل المسؤولية ومواجهة الحياة، ولا نقصد أن يفقد الأبوان التعاطف مع الطفل ورحمته، ولكن هذه العاطفة تصبح أحيانًا سببًا في تدمير الأبناء، حيث يتعود الأطفال على عمل الممنوع وعلى خرق القوانين.
ثالثاً: عدم الثبات في المعاملة
     فالطفل يحتاج أن يعرف ما هو متوقع منه، لذلك على الكبار أن يضعوا الأنظمة البسيطة واللوائح المنطقية ويشرحوها للطفل، وعندما يقتنع بها سيسهل عليه اتباعها ... ويجب مراجعة الأنظمة مع الطفل كل فترة ومناقشتها، فلا ينبغي أن نتساهل يومًا في تطبيق قانون ما ونتجاهله، ثم نعود في اليوم التالي للتأكيد على ضرورة تطبيق نفس القانون، فهذا التصرف قد يسبب الإرباك للطفل، ويجعله غير قادر على تحديد ما هو مقبول منه وما هو مرفوض، وفي بعض الحالات قد تكون الأم ثابتة في جميع الأوقات بينما يكون الأب عكس ذلك، وهذا التذبذب والاختلاف بين الأبوين يجعل الطفل يقع تحت ضغط نفسي شديد يدفعه لارتكاب الخطأ.
رابعاً: عدم العدل بين الإخوة
     يتعامل الآباء أحيانًا مع أبنائهم بدون عدل، فهم يفضلون أحيانًا طفلاً على طفل، لذكائه أو جماله أو حسن خلقه الفطري، أو لأنه ذكر، مما يزرع في نفس الطفل الإحساس بالغيرة تجاه إخوته، ويعبر عن هذه الغيرة بالسلوك الخاطئ والعدوانية تجاه الأخ المدلل بهدف الانتقام من الكبار، وهذا الأمر حذرنا منه الرسول صلى الله عليه وسلم حيث قال عليه الصلاة السلام: "اتقوا الله واعدلوا في أولادكم".
  

هناك تعليقان (2):