كثيرًا ما نكون نحن مصدر
سلوكات أبنائنا التي نشتكي منها، ومنها كثرة العصبية والغضب عند أطفالنا، فالتربية
على المشاعر المتوازنة من أهم المفاهيم التربوية التي ينبغي أن نتعلمها ونركز
عليها في توجيه أبنائنا، وهناك ستة أساليب تعين الوالدين والمربين على تجنب
أبنائهم العصبية والغضب، وتضبط تعبير المشاعر السلبية وتحولها إلى التعبير بطريقة
ايجابية وصحية، وهذه الخطوات عملية ومجربة ونتائجها ايجابية وهي:
التعبير
نعلمه كيف يتحدث عن مشاعره السلبية،
فلو لم يعجبه شيء، عليه أن لا يصرخ أو يغضب أو ينسحب من المكان أو يزعل أو يأكل
أظافره أو يمزق ثيابه أو غيرها من التصرفات السلبية، وإنما نعلمه وندربه على
الكلام، فنقول له "تكلم وعبّر عمّا في نفسك".
المدح
نمدحه عندما يعبر عن مشاعره السلبية والغاضبة من
خلال الكلام، ونساعده أن يقول "أنا متضايق" أو "أنا متوتر" أو
"أنا زعلان أو حزين" أو "هذا لا يعجبني" أو "لا أريد هذا"
ويجب أن نشجعه على هذه التعبيرات بدل السكوت أو الغضب.
إهمال الغضب
في حال غضب الطفل وصرخ، ينبغي أن لا نجعل من
غضبه سببًا لاهتمامنا، لأن هذا سيعزز سلوك الغضب عنده، وإنما نأتي إليه ونقول له "نحن
نهتم بك ليس لأنك غضبت، وإنما لأن الموضوع الذي سنتكلم فيه مهم"، وهكذا نصرف
نظره للحوار بدل الغضب.
الحزم
إذا استمر الطفل في نوبات الغضب
والعصبية، لا بد أن نعامله بحزم مع المحافظة على هدوئنا ونحن نتحدث معه، لأننا لو
قلنا له ونحن في حالة غضب "لا تغضب" فلا فائدة من التوجيه بل نحن في هذه
الحالة نعزز عنده الغضب لأننا نحن قدوة له.
لا نعاقبه
إذا استمر بالغضب فلا نعاقبه لأنه غضب
وخالف أمرنا، وإنما نكرر عليه التوجيه مرة أخرى بعد إعطائه فرصة للتعبير عن غضبه،
ونشرح له كيف يعبر عن مشاعره بطرق كثيرة ومنها الحوار والكلام، ونساعده على
التعبير وشرح ما في نفسه من أفكار ومشاعر مع ترديد عبارات الحب له.
لعبة الحِلْم
نحاول أن نلعب مع أبنائنا (لعبة الحِلْم)
ونشرح لهم ما معنى الإنسان الحليم، وهو عكس الغضوب، واللعبة هي أننا نعطي نجمة لكل
طفل كان حليمًا في مواقف تستحق الغضب، ونعطي نجمتين لكل موقف كان هو في حالة غضب
ولكنه عبر عن مشاعر الغضب بالكلام ولم يصمت أو ينسحب، وهكذا من خلال اللعبة نربيهم
على كيفية التعبير عن المشاعر الغاضبة بدل العصبية والغضب.
ومع كل ما ذكرنا علينا أن نعلّم أبناءنا
متى يغضبون في الوقت المناسب وفي المكان الصحيح ومع الشخص الصحيح، ولو وصلوا لهذا
المستوى فإن هذا ما نسميه (بالذكاء العاطفي) وهو مهم جدا للحفاظ على صحتهم النفسية،
وأطفالنا لا يصلون لهذا المستوى إلا إذا مارسنا عليهم الأساليب السبعة التي ذكرت
أعلاه، فهذه هي الخطوة الأولى (للذكاء العاطفي) فاللهم إنّا نسألك كلمة حق في
الغضب والرضا.
إقرأ أيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق