الاثنين، 11 فبراير 2013

• تأثير الإعلام في ثقافة الطفل



الصحافة
تعد صحافة الطفل من الإبداعات الهامة التي يستنير بها عقله، وخاصة عندما تكون صحافة مدرسية تستهدف إغناء حياة المدرسة، وتعمل على توجيهه وتعليمه والترويح عنه فيشارك المعلم والطفل في تحريرها، بالإضافة إلى صحف مدرسية تتولى إصدارها جهات تعليمية أو معلمون أو مربون، وتتسم صحافة الطفل بخصائص وإمكانات لتصوير المعاني وتجسيدها من خلال الكلمة المطبوعة والصورة والرسم واللون، وهي في طبيعتها فنٌ تصوري قريبة من الأطفال لكون الطفل يفكر تفكيراً صورياً قبل كل شيء.

صحافة الطفل
1)    تيسر له التحكم في الوقت فيقرؤها في أي وقت، ويختار منها ما يريد.
2)    تتسم بسهولة أسلوبها وجمال صورها وكلماتها دون أن ترهقه أو تتعبه مستخدمة شتى الفنون الأدبية والتشكيلية، فتبدو أكثر إثارة وتشويقاً له. 
3)    تنمي الإدراك العقلي والذوق الفني، وتسهم بتكوين عادات وسلوكيات وتصقل قيمه وتزوده بمعلومات وأفكار نيرة. 
4)    تعمل على تنمية خياله وميوله القرائية، وتؤلف واحدة من أبرز أدوات تشكيل ثقافة الطفل.
5)     تراعي المراحل النمائية.
وتصنف صحف الطفل بمجموعة من النماذج المتنوعة الرياضية والدينية والثقافية والإخبارية والعلمية، وجميعها تسهم في إثراء ثقافة لدى الطفل، ومن خلال الأبحاث والدراسات تبين أن الصحف الإخبارية هي أقل اهتماماً من الصحف الدينية والأدبية، والتي تحمل طابع تسلية ورياضة، وتتسم أغلب صحافة الطفل بالتجسيد الفني من حيث صياغة المضمون في شكل فني، وفي إخراج الصحيفة إخراجاً مشوقاً باعتبار أن القراءة عملية عضوية تتداخل فيها الأحاسيس والمشاعر.
وتشير الأبحاث إلى أن للصحافة دورها المتميز في صقل وتنمية شخصية الطفل، وذلك من خلال الصفات السابقة، وخاصة عندما تتضمن قصصاً ومسلسلات ومسابقات ومعلومات متنوعة تكسب الطفل المهارة اللغوية والعلمية، وتبعد عنه الملل وتكسبه مهارة تنظيم الوقت والاستفادة منه. 
الإذاعة
 الإذاعة وسيلة اتصال متنقلة يسهل استخدامها لكل الأفراد سواء أكانوا على معرفة بالقراءة أم الكتابة، هذا إلى جانب أن أهم مميزاتها أنها تكسب الطفل القيم والاتجاهات وتنمي الذوق الفني والجمالي والثقافي، فتعمل على تعديل السلوك من خلال تقمص الكثير من الأدوار التي يقوم بها الأبطال، ولاسيما حينما يكون هدفهم اجتماعياً ويبحثون موضوع الانحراف وإظهار عواقبه، وأن العمل الصالح والشهامة ونكران الذات من الفضائل الهامة التي ينبغي إكسابها للطفل. فالإذاعة تستعين بالأصوات بالاعتماد على حاسة السمع، لذا اعتمد مخرجو برامج الأطفال إلى التفنن «بالموسيقا - الصوت - الكلمات والمؤثرات الصوتية» بحيث يتاح للطفل أن يتذكر وأن يفكر وأن يتخيل، وهذا له إيجابية من خلال تحليق الخيال بصورة حرة بعيدة عن التقيد بالرسوم أو الصور التي تحملها الصحافة أو التلفاز أو السينما والتي تشكل قيوداً على انطلاقة ذهن الطفل.
فالصوت يتيح للطفل أن يرسم بعقله الصور اعتماداً على المضمون المسموع مما يحفز العمليات العقلية لديه، ويعتبر العمل الإذاعي وسيلة لتشجيع الطفل على البحث وعلى جمع المادة المطلوبة للعرض وخاصة إذا كانت إذاعة مدرسية بالإضافة إلى تدريبه على التعبير وتنمية ملكة النقد الحر لديه شريطة أن يتم بالمشاركة الإيجابية من قبل الطفل بإشراف وتوجيه تربوي سليم.
ومن إيجابيات العمل الإذاعي أنه يولد الرغبة في ممارسته، ويعتبر مصدراً حيوياً لتزويد الطفل بمختلف الخبرات والمهارات والمعارف التثقيفية المتعلقة بفن الإلقاء الإذاعي، والتعرف على أنواع المعرفة المتصلة بالعلوم والآداب والفنون سواء من خلال ممارسة العمل الإذاعي أو الإعداد للمادة المذاعة، إضافة إلى أن انعدام الصورة يساعد الطفل المستمع على تركيز انتباهه على الكلمة وعلى النص المذاع، مما يؤدي إلى زيادة وتعميق ثقافته وتبلور اتجاهاته. وتعديل سلوكياته، علماً أن المادة الثقافية المذاعة تتميز بوضوح وتبسيط والتأني في الإلقاء يتناسب مع قدرة الطفل على الاستيعاب والمتابعة، وتهتم برامج الطفل الإذاعية بالأغاني والقصص، سواء أكان توعوية أم ثقافية أم تربوية أم علمية أم اجتماعية، إضافة إلى كونها تراعي المراحل العمرية لنمائه، وتنبع أهمية الإذاعة في كونها تنقل المادة الجافة المطبوعة إلى لوحة فنية تنبض بالقوة والإثارة والتشويق، فهي تقدم مضموناً ثقافياً ينقل لهم ما يدور في هيكلية المجتمع المدرسي والحياة بشكل عام.
التلفاز
للتلفاز قدرات كبيرة تجعله في مقدمة وسائل الاتصال بالطفل، فيمضي فترات طويلة في مشاهدته سواء أكان العرض مقدماً له أم للراشدين.
وتكمن أهميته من خلال تجسيده المضمون الثقافي والعلمي والاجتماعي والتربوي،  وكونه يجمع بين الكلمة المسموعة والصورة المرئية، مما يزيد من قوة تأثيره ومدى فائدته التثقيفية، وذلك لاعتماده على الصوت والصورة وسهولة التعرض له حتى بالنسبة إلى الطفل الصغير الذي لم يصل إلى مستوى القراءة ، إضافة إلى أنه يقوم بعرض المشاهد الخيالية والواقعية، وتساعده على تنمية قدرته الخيالية، ويؤلف بديلاً عن الواقع، واعتماد التلفاز على حاستي السمع والبصر، أدى إلى دعم وتثبيت المضامين المرسلة من خلاله.
ونظراً لأثره الفعال والجذاب، تم استثماره تعليمياً، لإيضاح المادة العلمية التربوية للطفل، لذا اعتمده الخبراء التربويون في عرض الدروس التي تعتمد الحفظ مثل (التاريخ - الجغرافيا - القومية)، ويعرض بوسائله الإيضاحية أدق التفاصيل للمادة الدراسية، أضف إلى أن المعلم يكون قريباً من الطالب، وعليه يكون أثره التعليمي أكثر جدوى وفائدة من الوسيلة التي تعتمد على حاسة واحدة، فالصورة تزيد من وضوح الكلمة وفهمهما من خلال التفاعل بين الكلمة والحركة والانفعال والفكرة. ويتميز بسهولة التعامل معه وبالتالي سهولة إيصال الرسالة الموجهة إلى الطفل، فالتلفاز أصبح متواجداً في كل ميدان وبشكل متزايد يومياً، وذلك بسبب الصورة المتحركة الناطقة التي يقدمها ووجوده في كل منزل، وهذا الأمر يعزز الدور الهام الذي ينفرد به، كما أنه يتميز بقدرته على تحويل المجردات إلى محسوسات، مما يسهل إيصال الفكرة والرسالة، وخاصة للطفل ما قبل سن المدرسة لعدم اكتمال قدرته على فهم المعاني المجردة والمدركة،  فضلاً عن كونه يقدم برامج ثقافية واجتماعية وسياسية وعلمية، تسهم في تجسيد ثقافة واسعة لدى الطفل، فيعمل على تشكيل قيم واتجاهات يعززها أو يغيرها وبالمقابل فإن الجانب السلبي للتلفاز يظهر من خلال عرضه لتلك المفاهيم والقيم والاتجاهات بشكل مخالف لمعايير المجتمع المحلي، خاصة المسلسلات التي تحمل ثقافة العنف والمفاهيم السلبية وغير المتوافقة مع الخيال العلمي، فالطفل يقف أمامها مقلداً غير مدرك لأبعادها الثقافية، وقد انهالت عليه الكثير من المسلسلات مثل (باتمان - بوكيمون -  القوة الضاربة - ميستي- بروك كاري- جيمس) فهذه ترفده بثقافة غير واقعية باعتبار أنها ضرب من الخيال اللاعقلاني وهذا الكم الهائل من الأفلام يعود لافتقار التلفاز العربي بشكل عام والتلفزيون السوري بشكل خاص لأفلام من بيئته وثقافته لا تعبر عن مكنوناته ومشاعره وأحلامه، وأغلب ما يتم عرضه:
1)    يفتقر إلى البرامج المعروضة من تراثه وقيمه ومفردات بيئته.
2)    يتميز باستخدام اللهجات المحلية والتي لا تفهم عند الطفل. 
3)    لا يتضمن فكراً تربوياً هادفاً. 
وتشير الأبحاث إلى أن للتلفاز أثر ثقافي متنوع ما يبث من السلبي والإيجابي من خلال ما يقوم بعرضه لتثقيف الطفل، حيث كانت هناك بعض التجارب الخجولة التي هدفت إلى إغناء ثروته اللغوية وإكسابه القيم، وتعزيز بعض المفاهيم الوطنية والقومية، كعرض برنامج (طلائع البعث)، الذي تقدمه منظمة طلائع البعث، وهناك تجربة عربية تعد التجربة الوحيدة التي لاقت قبولاً لدى الطفل السوري والعربي وهو البرنامج الشهير «افتح يا سمسم» الذي استمر عامين ونصف العام وبلغ عدد حلقاته 130 حلقة، مدة كل منها «ثلاثون دقيقة» وكانت أهدافه واضحة والذي تميز بلغته العربية الفصحى والبسيطة والتي استُوعبت من قبل أغلبية الأطفال في المنطقة العربية.
السينما
لا للثقافة، باعتبار أنها وسيلة للترفيه والتسلية عند الأطفال. ولها وجهان سلبي وإيجابي:
·       السلبي: تجسّد بالمخاوف والنزعات العدوانية والأحلام المزعجة والتوتر والأزمات العصبية، وذلك للمؤثرات التي يشاهدها الطفل لفترات متباعدة وحجم الشاشة ودقة الملاحظة والألوان المثارة التي من شأنها أن تخيف الطفل أحياناً.
·        الإيجابي: كونها قادرة على إشباع حاجات الطفل النفسية وتنمي لديه الذوق الجمالي وتجعله يتسلى ويستمتع، كما تزوده بخبرة ومعارف عن العالم الذي يحيا فيه، وتعمل على تهذيب إحساسه بالجمال وشحن مشاعره وعواطفه، وتنمية ذوقه الفني والاجتماعي، واستثارة التفكير لديه، وينبغي توافر مجموعة من الشروط للأفلام السينمائية المعروضة: 
1)    تعزيز القيم الإنسانية والجمالية.
2)    تدعيم النماذج الإيجابية في شخصية الطفل، مثل صورة الأب والأخ والمعلم ورجال الشرطة.  
3)    الاعتماد على الإرشاد غير المباشر.
4)    الابتعاد عن تصوير المجرمين والمخادعين والمدمنين بصورة براقة ومحببة، حتى لا يتم تقليدهم بقصد أو غير قصد.
5)    أن تعتمد لغة واضحة ومفهومة لدى الطفل.
6)     وباعتبار أن للسينما حضورها الكبير في حياة الطفل، توجب عليها أن تكون أفلامها مرحة وذات مشاهد مضحكة وفكاهية وغير مبتذلة تحث الخيال على الإبداع والتحليق في الخيال العلمي وأن تهتم بالرسوم وألوانها وحركتها. لما لهذه الأفلام العلمية والتربوية من تحفيز لقدراته الإبداعية (كأفلام الرحلات الاستكشافية في أجواء الفضاء وأعماق المحيطات والتجارب العلمية), ومن الملاحظ أن السينما ما زالت مخصصة خبرات الطفل كمصدر من مصادر المعرفة التي تمده بالقيم المعرفية والسلوكية وتنقل له الثقافة والمعرفة، وتنمي الملكات العقلية والفكرية بالإضافة إلى أنها تستثير الخيال الواسع للطفل وتفتح أمامه آفاقاً رحبة تنقله خارج حدود البيت والشارع والمدرسة والوطن ، وتزوده بالخبرات والمهارات التي تدفعه إلى اتباع العادات الصحية في كافة مناحي سلوكه اليومي.
ورغم هذه الآثار تبقى الأسرة والمدرسة لها الدور الفعال في تشكيل التفاعل الواعي مع وسائل الإعلام والاتصال كافة ،نظراً لخصائصهما التربوية وإحساسهم بالمسؤولية تجاه تشكيل ثقافة واعية وذات أسس تربوية وقيمية منطلقة من البيئة الاجتماعية التي تمثل قيمها واتجاهاتها.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق