قصة وعبرة

الخميس، 21 فبراير 2013

• المستحيل يستسلم للإرادة


     "لاحظ أحد الشباب في أمريكا خلال دراسته أن هنالك الكثير من العيوب في النظام التربوي ورأى أن بإمكانه تصحيح تلك العيوب لو كان رئيساً لإحدى الجامعات. صمّم بناءً على ذلك تأسيس جامعة جديدة يمكنه فيها وضع أفكاره موضع التنفيذ بطريقة تختلف عن الأساليب التربوية التقليدية، وكان في حاجة إلى مليون دولار لتنفيذ مشروعه، فكان عليه أن يبحث عن ذلك المبلغ من المال، وتلك هي المسألة التي شغلت بال ذلك الشاب الطموح.


     لكنه لم يحقق تقدماً في جمع المال المطلوب لتأسيس الجامعة، وكان يحمل هذا الهم معه إلى فراشه في كل ليلة ويستيقظ معه في الصباح، ويحمله إلى كل مكان يذهب إليه حتى تحول إلى (هاجس) يلح عليه في كل لحظات حياته.
     ثم سرعان ما أدرك ـ كما يدرك كل الذين ينجحون في الحياة ـ أن الهدف المحدد سلفاً هو نقطة البداية التي يجب الانطلاق منها لتحقيق فكرته، وأدرك أيضاً أن وضوح ذلك الهدف يوفر الحيوية والنشاط والطاقة عند دعمه بالرغبة المشتعلة لترجمته إلى حقيقة.
     ومع ذلك لم يعرف الشاب كيف، ومن أين يمكنه الحصول على مبلغ المليون دولار؟
     وكان يمكن أن يتخلّى عن مشروعه ويقول: (حسناً إن فكرتي جيدة، لكنني لست قادراً على فعل شيء، لأنني لست قادراً على جمع المليون دولار).
     وهذا ما يحصل لكثير من الناس في الحالة ذاتها، لكن هذا الشاب لم يفعل ذلك بل إن ما فعله كان أمراً آخر.
     يقول الشاب: واسمه (كونزالس): "في أحد أيام السبت جلست في غرفتي أفكر في الوسائل التي تمكنني من جمع المال الضروري لتأسيس الجامعة التي أفكر فيها، وكنت مستغرقاً في التفكير، فقلت لنفسي إنني على مدى سنتين لم أفعل شيئاً سوى التفكير!"
     "وقد جاء وقت العمل".
     "وهكذا صممت في تلك اللحظة وفي ذلك المكان أنه يجب عليّ الحصول على مبلغ المليون دولار في غضون أسبوع".
     "ولم أهتم كثيراً بالطريقة فأهم شيء عندي هو أنني اتخذت (قراراً) بالحصول على المال ضمن فترة محددة، وغمرني شعور غريب بالثقة لم أختبره من قبل. فقد بدا كما لو أن شيئاً ما بداخلي يقول لي:
(لماذا لم تصل إلى هذا القرار منذ زمن بعيد؟ فالمال كان بانتظارك كل هذا الوقت).
     "وبدأت الأمور تجري بسرعة، فاتصلت بالصحف المحلية، وأعلنت أنني سألقي محاضرة في اليوم التالي بعنوان: (ما يمكن أن أفعله لو كان عندي مليون دولار؟).
     "انطلقت لكتابة المحاضرة، ولم تكن المهمة صعبة، لأنني في الواقع كنت أحفظ كل المحاضرة، في ذاكرتي منذ سنتين، ومن هنا فقد أنهيت كتابتها قبل منتصف الليل وذهبت إلى فراشي ونمت بشعور كامل من الثقة لأنني أصبحت قادراً على مشاهدة نفسي مالكاً المليون دولار حقا".
     "في الصباح التالي استيقظت باكراً.. وذهبت إلى القاعة وألقيت المحاضرة من أعماق قلبي.. وعندما انتهيت من إلقاء المحاضرة، وقف رجل من مؤخرة الحضور وتوجه إلى المنصة، ولم أفهم ماذا يريد مني ولما وصل إليّ، مد يده وقال: أيها الشاب لقد أعجبت بكلامك وأظن أنه يمكنك حقاً تنفيذ ما قلته لو كنت تملك مليون دولار، ولأثبت أنني صدقتك أطلب منك أن تأتي إلى مكتبي غداً لأعطيك مبلغ المليون دولار..
     وذهب الشاب إلى مكتب الشخص المذكور الذي قدّم له مبلغ المليون دولار، وأسس به معهداً للتكنولوجيا، يعرف اليوم في الولايات المتحدة ب(معهد إيلينوي للتكنولوجيا).


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق